هل ينجح الحراك القطري في لبنان؟
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
بدأت قطر وبشكل شبه رسمي حراكاً سياسياً، لا يزال بعيداً عن الوساطة، بين القوى السياسية، وذلك لإستشراف مدى إمكانية إحداث خرق ينهي الأزمة التي تصيب الواقع السياسي اللبناني منذ سنوات. ولعل الوصول الى تسوية رئاسية هو أول هموم الدوحة، خصوصاً وأنها توحي بدعمها لأحد المرشحين الأساسيين، أي قائد الجيش العماد جوزيف عون، كل ذلك يطرح اسئلة عن مدى قدرة قطر على النجاح حيث تعثرت فرنسا.
تم تكريس التعثر الفرنسي خلال اجتماع "اللجنة الخماسية" في نيويورك، وتاليا فإن الحراك الذي كانت تقوده باريس بغطاء أميركي انتهى بعد أن أجمعت الدول الباقية على أن الاستراتيجية الفرنسية لم تنجح بشكل كامل في الوصول الى حلّ أو رسم مسار تسوية ترضي الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها، هكذا تقدمت قطر لتكون بديلا جديا للفرنسيين حيث سيكون لها الدور الأكبر، بغطاء من واشنطن في البحث عن الحلول.
لكن الدوحة التي تتمتع بما لم تتمتع به باريس، وهو الغطاء السعودي، ليس لها أي قدرة على العمل من دون التنسيق مع الرياض التي لا تزال، دون غيرها من الدول، ترغب بالحفاظ على مقدار معين من الحضور الفرنسي بالملف اللبناني ولا تريد أن تخرج باريس نهائيا من المشهد، ولا تريد بالتالي أن تجعل من الدوحة المستأثرة بكل مفاصل الحلّ والربط في بيروت.
هذا الحذر السعودي سيساهم بدوره بعرقلة حراك قطر، وان كان بدرجة محدودة، خصوصا أن القطريين لديهم مشروع واضح على الساحة اللبنانية قد لا تكون الرياض متحمسة له بالقدر الكافي او متمسكة به حتى النهاية، مع إمكانية حصول تطورات في المفاوضات الإقليمية تفرض على المملكة العربية السعودية تقديم تنازلات هنا وهناك، والحصول على مكاسب في أماكن اخرى.ولعل قابلية التنازل السعودي في لبنان اكبر من قابلية التنازل في ساحات أخرى.
وتقول مصادر مطلعة ان الجدية القطرية بادية، وهذا ما سيجعل القوى السياسية كافة تتعاون مع أي مسعى أو مبادرة او طرح قطري، لكن هذا الامر له سقف هو تسمية رئيس للجمهورية او تزكيته، اذ ان بعض القوى السياسية وتحديدا "حزب الله" لا يبدو في وارد تقديم تنازل يشمل إسم الرئيس، فهو متمسك، بعكس ما يشاع، برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، وليست لديه رغبة بمناقشة أسماء أخرى بجدية، حتى اسم قائد الجيش الذي تربطه بالحزب علاقة جيدة ، ليس مطروحا للرئاسة في حارة حريك.
يجمع المطلعون على ان الحديث عن نتائج إيجابية للحراك القطري، لا يزال بعيدا، بالرغم من النشاط الكبير الذي يظهر على المبعوثين القطريين، لكن الأزمة اللبنانية اليوم أكثر تعقيدا، ولا تبدو القوى السياسية جاهزة حتى اللحظة لتقديم أي تنازلات جذرية تؤدي الى فتح ثغرة في جدار الإستعصاء الحاصل، كما انه لا يمكن إغفال الدور السلبي الذي قد يلعبه الكباش الدولي وتحديدا داخل مجموعة الدول الخمس بشأن شكل التسوية في لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوى السیاسیة
إقرأ أيضاً:
فريق طبي بمستشفى الثورة بالحديدة ينجح في استئصال ورم من دماغ مريض
الثورة / يحيى كرد
أعلنت هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة عن تحقيق إنجاز طبي بالغ الأهمية في مجال جراحة المخ والأعصاب، حيث نجح فريقها الطبي المتخصص، بكفاءة عالية، في إجراء عملية جراحية معقدة لاستئصال ورم سحائي كبير ونادر من دماغ مريض يبلغ من العمر ثلاثين عاماً. يمثّل هذا النجاح علامة فارقة في مستوى الرعاية الطبية المتقدمة التي تقدمها الهيئة لسكان المحافظة والمحافظات المجاورة.
وأوضح رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة. الدكتور خالد أحمد سهيل، في تصريح لـ”الثورة أن المريض كان يعانى من أعراض صداع شديد ومزمن، ما استدعى إجراء فحوصات طبية مكثفة، حيث كشفت تقنيات التصوير التشخيصي بالرنين المغناطيسي (MRI)، عن وجود ورم سحائي كبير الحجم في الجانب الأيمن من الدماغ، المريض الأمر الذي تطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً ودقيقاً.
وأشار ، رئيس الهيئة ، إلى إنه أجرى عملية جراحية دقيقة ونادرة للمريض استغرقت حوالي 6 ساعات من العمل الجراحي المتقن والمتواصل. وبفضل الله أولاً، ثم بفضل خبرة الفريق الجراحي، تم استئصال الورم بالكامل مع الحفاظ على سلامة الوظائف العصبية للمريض، ودون تسجيل أية مضاعفات جانبية.”
وأضاف الدكتور سهيل: “إن هذا النوع من العمليات يتطلب أعلى مستويات الدقة والمهارة، نظراً لحساسية المنطقة الدماغية وحجم الورم. منوها الى أن نجاح هذه العملية يعد دليلاً راسخاً على المستوى الرفيع لكفاءة كوادرنا الطبية وجاهزية الهيئة بأحدث التجهيزات التقنية اللازمة لمثل هذه التدخلات الجراحية المتقدمة.”
ولفت رئيس الهيئة أن المريض يخضع حالياً لبرنامج متكامل من الرعاية الطبية ما بعد العملية، وتشير المؤشرات الحيوية استقراراً تاماً في حالته الصحية، مع تحسن جوهري في الأعراض التي كان يشكو منها قبل العملية.
مؤكداً أن هذا الإنجاز الطبي النوعي ليس إنجازاً منعزلاً، بل هو جزء من استراتيجية الهيئة المستمرة لتطوير قدراتها في مجال جراحات المخ والأعصاب وغيرها من التخصصات الحيوية. و نتيجة استثمارها الاستراتيجي في برامج التدريب والتأهيل المستمر للكوادر الطبية والتمريضية، وتحديث البنية التحتية التكنولوجية والمعدات الطبية.