ترامب يُحيي مشروع التهجير: خطة أمريكية لتوطين مليون فلسطيني في ليبيا مقابل الإفراج عن أموالها المجمدة
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
يمانيون../
في خطوة تثير مخاوف حقيقية من تكرار سيناريوهات التهجير القسري التي طالت الشعب الفلسطيني خلال نكبة عام 1948، كشفت شبكة “إن.بي.سي نيوز” عن خطة أمريكية، يقودها دونالد ترامب، تهدف إلى نقل ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا، ضمن صفقة سياسية مشبوهة تقضي بالإفراج عن أموال ليبية مجمدة مقابل توطين الفلسطينيين في الأراضي الليبية.
وبحسب ما أوردته الشبكة نقلاً عن خمسة مصادر مطلعة، فإن الخطة طُرحت بالفعل في محادثات مع أطراف ليبية، ما يشير إلى أنها ليست مجرد طرح نظري أو ورقة ضغط، بل مشروع يتم تداوله على مستوى جدي داخل دوائر القرار الأمريكي، وهو ما يتقاطع مع طروحات سابقة لترامب الذي لطالما عبّر عن رؤى استعمارية تجاه الأراضي الفلسطينية.
من “ريفييرا الشرق” إلى التهجير الجماعي
هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب – الذي يتصدر المشهد السياسي الأمريكي اليوم – مثل هذه الأفكار. ففي فبراير الماضي، تحدث عن تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق”، مقترحاً سيطرة أمريكية مباشرة على القطاع، قبل أن يتراجع في مارس تحت ضغط الانتقادات، قائلاً: “لا أحد يطرد أي فلسطيني من غزة”.
لكن رغم هذا التراجع الظاهري، إلا أن المسار العملي للخطة ظلّ يتقدّم. وأكّد وزير الطاقة الصهيوني إيلي كوهين أن “خطة الهجرة الطوعية للفلسطينيين لا تزال مطروحة وقيد المتابعة”، وهو ما يضع الإدارة الأمريكية، وليس فقط كيان الاحتلال، في صدارة مشروع تهجير ممنهج يستهدف إفراغ غزة من سكانها، خدمةً لمخططات توسعية واستيطانية على المدى البعيد.
ليبيا.. الوجهة الجديدة للنكبة؟
اختيار ليبيا كمحطة لتوطين فلسطينيي غزة لا يخلو من دلالات خطيرة. فالدولة التي مزقتها الحروب والانقسامات السياسية منذ أكثر من عقد، تبدو اليوم هدفاً لمقايضة سياسية أمريكية مكشوفة: الإفراج عن عشرات المليارات من الدولارات المجمدة في الولايات المتحدة مقابل استقبال مليون إنسان تم تهجيرهم قسرًا.
هذه المعادلة، التي تحوّل الشعب الفلسطيني إلى ورقة تفاوض مالي، تندرج ضمن منطق استعماري جديد يعيد إنتاج النكبة الفلسطينية بصيغ محدثة، حيث لا يُسأل الفلسطيني عن مصيره، بل يُدار ملفه كما تُدار الملفات التجارية والمالية.
المقاومة الفلسطينية ترفض.. والمجتمع الدولي يحذّر
في مواجهة هذه المخططات، جددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” رفضها القاطع لأي مشروع تهجير قسري جديد، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني “لن يُهجّر مرة أخرى” كما حدث عام 1948. وأكدت الحركة تمسكها بالمقاومة وحق العودة، وسط استمرار العدوان الصهيوني الذي دخل شهره التاسع على التوالي، مخلفاً دماراً هائلاً في البنية التحتية وسقوط عشرات آلاف الشهداء والجرحى.
المجتمع الدولي بدوره بدأ في التعبير عن قلقه المتزايد إزاء هذه المخططات. حيث صرّح المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، أن تصريحات قادة كيان الاحتلال بخصوص تهجير سكان غزة “تثير المخاوف من أن إسرائيل تسعى لفرض ظروف معيشية غير قابلة للحياة في غزة، في إطار عملية تطهير ديمغرافي مستترة”.
تهجير بالقوة وتوسيع “المنطقة العازلة”
ميدانياً، تُواصل قوات الاحتلال تنفيذ خطة تهجير قسري تحت غطاء العمليات العسكرية. وقد كشفت صحيفة “هآرتس” أن جيش الاحتلال يسعى إلى توسيع “المنطقة العازلة” لتشمل نحو خُمس مساحة قطاع غزة، عبر السيطرة الكاملة على مدينة رفح، وضمها إلى حزام أمني يمنع الفلسطينيين من العودة إليها.
وتحدث مراسل “التلفزيون العربي” من القدس المحتلة أن هدف العملية العسكرية في رفح هو تهجير نحو 200 ألف فلسطيني والسيطرة الكاملة على المحور الحدودي مع مصر، المعروف بمحور صلاح الدين، الذي أصبح منذ مايو 2024 تحت الاحتلال المباشر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
هندسة ديمغرافية برعاية أمريكية
التحركات الأمريكية في هذا الملف تكشف بشكل واضح عن دور إدارة ترامب في هندسة ديمغرافية للمنطقة، تتماشى مع رغبات كيان الاحتلال الصهيوني. فالتطهير العرقي لم يعد مجرد سياسة عسكرية صهيونية على الأرض، بل أصبح مشروعاً سياسياً أمريكياً يهدف إلى إعادة تشكيل خارطة الوجود الفلسطيني في المنطقة، سواء عبر التهجير إلى ليبيا أو الأردن أو سيناء.
لكن في ظل الصمود الأسطوري لشعب غزة، ومع تصاعد الأصوات الرافضة لهذا المشروع في العالم العربي والإسلامي والدولي، فإن هذه الخطة – رغم خطورتها – قد تواجه عراقيل كبيرة، خاصة إذا ما استمر تصاعد الوعي الشعبي والرسمي بحقيقة ما يُراد لغزة وفلسطين بشكل عام.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
ترحيل مليون فلسطيني إلى ليبيا؟ خطة من إدارة ترامب وحماس ترد بغضب
صراحة نيوز ـ فجّرت شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية جدلاً واسعاً بعدما كشفت عن خطة وصفت بالصادمة تعمل عليها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تقضي بنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى ليبيا بشكل دائم، في إطار ما يُروّج له على أنه “حل نهائي” لغزة ما بعد الحرب.
وبحسب تقرير الشبكة، فإن خمسة مصادر مطلعة، بينهم مسؤول أميركي سابق، أكدوا أن الخطة نوقشت بالفعل على مستوى جدي داخل دوائر القرار الأميركية خلال إدارة ترامب، بل وجرى التباحث بشأنها مع قيادات ليبية.
مليارات مقابل التهجير
وأفادت “إن بي سي نيوز” أن إدارة ترامب كانت مستعدة للإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية المجمدة في الولايات المتحدة مقابل إعادة توطين الفلسطينيين، ما يعكس طبيعة الخطة القائمة على المقايضة بين التهجير ورفع العقوبات.
ورغم أن الخطة لم تصل إلى مرحلة التنفيذ، إلا أن الخيارات المطروحة شملت نقل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا عبر الجو أو البحر أو البر، وهي خطوات اعتُبرت “مرهقة ومكلفة للغاية”، بحسب المصادر.
رد حماس: “سندافع عن أرضنا حتى النهاية”
من جانبها، رفضت حركة حماس بشدة هذه الخطة واعتبرتها مرفوضة جملة وتفصيلاً. وقال باسم نعيم، مسؤول بارز في الحركة، إن حماس “ليست على علم بأي مناقشات” حول خطة من هذا النوع.
وأضاف نعيم في تصريح لشبكة “إن بي سي نيوز”:
“الفلسطينيون متجذرون في وطنهم، وملتزمون به بشدة، ومستعدون للقتال حتى النهاية والتضحية بأي شيء للدفاع عن أرضهم ووطنهم وعائلاتهم ومستقبل أطفالهم.”
وأكد أن الفلسطينيين وحدهم هم أصحاب القرار بشأن مصيرهم، بما في ذلك سكان غزة، قائلاً: “لا أحد يملك أن يتحدث باسمهم أو يقرّر مصيرهم من خارجهم.”
“ريفييرا الشرق الأوسط”… على أنقاض التهجير؟
وتكشف الخطة، بحسب التقرير، جانباً من رؤية ترامب لغزة بعد الحرب، والتي عبّر عنها سابقاً بقوله إن الولايات المتحدة ستتولى إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى ما وصفه بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”.
وقال ترامب في تصريحات تعود إلى فبراير: “سنتولى هذه القطعة، ونطورها، وستكون شيئاً يفخر به الشرق الأوسط بأكمله.”
لكن هذا المشروع الطموح – في ظاهره – يتطلب، وفق رؤية ترامب، إفراغ غزة من سكانها وإعادة توطينهم في دول أخرى، في مقدمتها ليبيا.
خلاصة: مشروع “نقل أزمة” أم “تطهير ناعم”؟
في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما بعد الحرب على غزة، تعود خطط “الترحيل الجماعي” إلى الواجهة، مدفوعة بحسابات سياسية واقتصادية واستراتيجية، تُعيد إلى الأذهان مشاريع “التصفية الناعمة” للقضية الفلسطينية.
وبينما تتكشّف تفاصيل هذه الخطة المثيرة للجدل، يبقى الفلسطينيون، كما أكدت حماس، متمسكين بأرضهم، يرفضون أن يكونوا أرقاماً في صفقات مشبوهة، أو بيادق تُنقل من أرض إلى أخرى لخدمة مصالح قوى كبرى.