أبوظبي في 26 سبتمبر/ وام / نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات حلقة نقاشية في العاصمة الكينية نيروبي، بالتعاون مع مركز التغير المناخي والهجرة والتنمية، ومركز السلام التابعين لمعهد هورن الدولي للدراسات الاستراتيجية، وذلك بمشاركة باحثين من الجانبين وذلك ضمن المحطة الثالثة من جولته الأفريقية.

وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ "تريندز" والدكتور حسن كانينجي، مدير معهد هورن الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوة ومتانة العلاقات التي تربط بين منطقة الخليج العربي والقارة الأفريقية، وشددا على أهمية التعاون البحثي في مواجهة التحديات التي تواجه الجانبين، وفي مقدمتها قضايا تغير المناخ والتطرف والإرهاب، كما لفتا إلى أهمية مشاركة دول القارة في مؤتمر "كوب 28" المزمع تنظيمه في دولة الإمارات نهاية العام.

ركز المحور الأول من الحلقة النقاشية على قضية التغير المناخي، حيث أكدت الدكتورة روزلين أوموندي، المدير المشارك لمركز التغير المناخي والهجرة والتنمية التابع لمعهد هورن، أهمية مؤتمر "كوب 28" في مكافحة ظاهرة التغير المناخي، مشيرة الى أن الآمال معقودة عليه للخروج بنتائج مبشرة تساهم في الحد من تداعيات التغير المناخي، وتضع حلولاً لعدد من القضايا ذات الصلة بالمناخ.

وتطرقت الدكتورة أموندي إلى الدور الأفريقي في مؤتمر "كوب 28"، مشيرة إلى أن قمة المناخ الأفريقية التي عقدت مؤخراً في نيروبي عكست الرؤية الأفريقية حول ما سيطرح في المؤتمر، موضحة أن "إعلان نيروبي"، الذي نص على زيادة قدرة إنتاج الطاقة المتجددة في أفريقيا بحلول العام 2030 سيكون بمنزلة الأساس لموقف أفريقيا المشترك في العملية العالمية بشأن تغير المناخ.

من جانبه استعرض الدكتور محمد العلي جهود «تريندز» في مواجهة التغير المناخي، وكذلك جهوده الداعمة لمؤتمر «كوب 28»، عبر ما ينظمه من أنشطة تتضمن ندوات وورش عمل ومؤتمرات وفعاليات تعزز الوعي بخطورة هذه القضية، مشيراً إلى أنه تم تشكيل لجنة عليا تتابع المستجدات وتطرح المبادرات بما يدعم المؤتمر ويحقق أهدافه.

وشدد الدكتور العلي على أهمية المشاركة الفعالة للدول الأفريقية في مؤتمر "كوب 28"، مشيراً إلى أن رئاسة المؤتمر تحرص على أن تتيح الفرصة لجميع الدول والمؤسسات والجهات للمشاركة الفعالة فيه، مؤكداً أيضاً ضرورة طرح قضايا المناخ الأفريقية بشفافية تامة أمام المؤتمر، وفي مقدمتها صندوق الخسائر والأضرار، خاصة أن دول القارة هي الأقل مساهمة في انبعاثات الكربون، إلا أنها في الوقت نفسه الأكثر تضرراً من تغير المناخ، وتحتاج بحسب بعض الإحصائيات إلى نحو 2.7 تريليون دولار بحلول سنة 2030 لتمويل احتياجاتها المتعلقة بمواجهة تحديات تغير المناخ.

من جهته أشار الأستاذ عوض البريكي، رئيس قطاع تريندز جلوبال، إلى أن ظاهرة التغير المناخي باتت من أخطر الظواهر التي تهدد الأمن المستدام للعالم كله، موضحاً أن مركز تريندز يعمل، من خلال باحثيه وخُبرائه ودراساته البحثية وبرامجه التدريبية واستطلاعات الرأي، على تقديم محتوى معرفي متميز في قضايا المناخ، كما أنه أطلق العديد من المبادرات الخضراء، وأصدر العديد من الدراسات في هذا الصدد.

بدوره قال الأستاذ عبدالله الحمادي، مدير إدارة المؤتمرات، إن "تريندز" أخذ على عاتقة دعم الجهود الدولية المبذولة لمواجهة قضية تغير المناح، مشيراً إلى أن المركز نظم فعاليات تناولت هذه القضية بالنقاش، كما أنه خصص مؤتمره السنوي الثاني، الذي نظمه بالتعاون مع المجلس الأطلسي «Atlantic Council»، تحت عنوان: «الأمن المستدام في الشرق الأوسط: تحديات وآفاق التغير المناخي»، حيث أوصى المؤتمر بضرورة الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز الابتكار باعتباره أهم مفاتيح الأمن البيئي لمنطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، مع أهمية العمل على إيجاد وتطبيق حلول ذكية وسياسات مبتكرة للحد من آثار التغير المناخي.

وتناول المحور الثاني من الحلقة النقاشية قضية مكافحة التطرف، وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي، أن مركز تريندز في إطار التزامه بالقيام بدوره في تحصين المجتمعات في مواجهة الفكر الهدام، وإدراكاً للمسؤولية التي تقع على عاتقه في مواجهة ظاهرة التطرف، ورغبة منه في دعم الجهود الدولية والإقليمية التي تكافح هذه الظاهرة، يبذل جهوداً حثيثة من أجل تفكيك خطاب الجماعات المتطرفة، وفضح مخططاتها وأهدافها المغرضة.

وأوضح أنه في إطار هذه الجهود، أسس "تريندز" برنامج دراسات الإسلام السياسي، الذي يعكف على إعداد موسوعة جماعة الإخوان المسلمين التي تتكون من 35 كتاباً وتصدر باللغة العربية وتتم ترجمتها إلى أكثر من لغة في مقدمتها اللغتان الإنجليزية والفرنسية، كما ينظم المركز منتدى سنوياً يحرص خلاله على استقطاب مجموعة من أبرز الخبراء في شؤون الجماعة، وكل ذلك بهدف تفكيك خطاب الجماعة ومواجهة أفكارها الهدامة وفق قاعدة مواجهة الفكر بالفكر ومقارعة الحجة بالحجة.

وأشار الرئيس التنفيذي لـ"تريندز" إلى أن جهود المركز لا تتوقف عند ذلك، حيث أسس برنامج التعايش والتسامح الذي يستهدف تعزيز هاتين القيمتين في المجتمعات، وذلك كأداة من أدوات مواجهة جماعات التطرف التي تسعى إلى نشر الكراهية، حيث ينظم المركز مجموعة من الندوات وورش العمل التي يشارك فيها مجموعة من أبرز المهتمين بنشر التسامح والتعايش في مختلف أنحاء العالم.

بدوره تناول شيخ رمضان أيولا مدير مركز التسوية المستدامة للنزاع (مركز السلام)، التابع لمعهد هورن الدولي للدراسات الاستراتيجية، قضية التطرف والإرهاب في شرق أفريقيا وكيفية صنع السلام، مؤكداً أهمية العمل على تفتيت مفاهيم الفكر المتطرف ومفاهيمه بأشكاله كافة، مشيراً إلى أن مواجهة الأيدولوجية تتم من خلال تفكيك الأفكار والمراجعة الفكرية.

وأثنى شيخ رمضان على جهود مركز تريندز في هذا المجال، وقال إن العديد من الأوراق البحثية والدراسات التي نشرها المركز على موقعه الإلكتروني، خاصة التي تتصل بالقارة الأفريقية، قد تمكنت من تشخيص هذه المشكلة وطرحت حلولاً عملية لها.

من جانبه تطرق الدكتور فتوح هيكل، المستشار العلمي لـ "تريندز"، إلى جانب آخر يتعلق باستغلال الجماعات والتنظيمات الإرهابية التداعيات التي تترتب على تغير المناخ من أجل التمدد والانتشار، لافتاً إلى خطورة هذه الظاهرة في القارة الأفريقية، إذ تجد هذه الجماعات في ظروف تراجع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، التي يخلفها تغير المناخ، بيئة خصبة للنمو والانتشار.

وأكد الدكتور هيكل أهمية تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين المراكز الفكرية المتخصصة من أجل تفكيك فكر هذه الجماعات، وتفنيد الأسانيد التي تعتمد عليها في نشر أيديولوجياتها المتطرفة باعتباره المدخل الأهم للتصدي لهذه الجماعات، موضحاً أن مركز تريندز يقوم بدور محوري في هذا الصدد.

رضا عبدالنور

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: التغیر المناخی مرکز تریندز تغیر المناخ فی مواجهة إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تلتقى منسق المبادرة الأفريقية للتكيف لبحث آليات تعزيز التعاون المشترك

التقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مع السفير سيني نافو منسق مبادرة التكيف الأفريقية، والمتحدث باسم المجموعة الأفريقية للمفاوضين، وعضو مجلس إدارة صندوق المناخ الأخضر والوفد المرافق له، لمناقشة سبل تسريع العمل بالمبادرة للمساهمة من تلبية احتياجات القارة الأفريقية، والإعداد للاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي المبادرة فى عام ٢٠١٥، وذلك بحضور الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شئون البيئة والأستاذة سها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية والتعاون الدولي.

أعربت الدكتورة ياسمين فؤاد عن اعتزازها بالمبادرة الأفريقية للتكيف والتي شهدت ولادتها وعاصرت رحلتها طوال العشر سنوات، والتي لم تكن مجرد احتياج لإفريقيا ولكنها كانت نقطة فارقة في القارة الأفريقية، فلأول مرة تجتمع على تحديد احتياجاتها وتعد لتلبيتها، ولم تكن مجرد مبادرة أو آلية لتسريع تمويل المناخ بل نموذج لتوحد القارة، رغم إنه ا لم تلقى نفس اهتمام الدول المتقدمة مثل المبادرة الافريقية للطاقة المتجددة، في الوقت الذي يعد ملف التكيف وتمويله اولوية للقارة، موضحة ان مؤتمر المناخ COP26 بجلاسكو كان نقطة فارقة في هذا الملف ودفعه في المؤتمرات اللاحقة.

وأشارت د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة إلى ضرورة العمل على صياغة اهداف التكيف من الشركاء في صورة استثمارات، وتطوير الخطط الوطنية في حزمة من المشروعات  
في ظل الدعم الفني من مختلف للمؤسسات لتقدم للقارة نموذج صلب تنفيذي يمكن تكراره والبناء عليه.

وتحدثت وزيرة البيئة عن الأمن الغذائي كفرصة ذهبية للربط بين التكيف والتنوع البيولوجي والتصحر خاصة مع اصدار الاطار العالمي للتنوع البيولوجي ٢٠٣٠ وفي قلبه المناخ، والزخم السياسي المحقق خلال مؤتمر التصحر الأخير COP16 وحشد الموارد المالية لمواجهة هذا التحدي، إلى جانب الاحتياج الملح لتحقيق الأمن الغذائي في ظل تزايد أزمة الغذاء عالميا التي جعلها تغير المناخ اكثر حدة، بالإضافة إلى تأثير الوضع الأمني والسياسي الدولي عليها، لتشكل الصراعات العالمية ضغطا على تأمين الغذاء.

ولفتت وزيرة البيئة إلى إمكانية الاستفادة من تجربة دعم شركاء التنمية لتقليل المخاطر للاستثمار في الطاقة المتجددة، لتكرارها في تقليل مخاطر استثمار القطاع الخاص وصغار المزارعين في الأمن الغذائي، فقد نجح قطاع الطاقة المتجددة على جذب مزيد من الاستثمارات طوال الفترة الماضية من خلال مجموعة الاجراءات والسياسات التي انتهجتها مصر منذ ٢٠١٥، وبدعم شركاء التنمية للحد من مخاطر استثمار القطاع الخاص، مثل دعمه في تنفيذ اكبر محطة طاقة شمسية في المنطقة ( محطة بنبان) بتمويل ما يقرب من ٤٧٥ مليون دولار.

كما اشارت الدكتورة ياسمين فؤاد إلى اعداد مصر الخريطة التفاعلية لمخاطر المناخ ضمن الخطة الوطنية للتكيف لتحديد مخاطر تغير المناخ على الزراعة، هذا إلى جانب تنفيذ مشروع نظام تمويل المناخ بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية AFD وصندوق المناخ الاخضر، والذي يعد البنوك المصرية لفهم تمويل المناخ الذي يختلف عن تمويل الاستدامة،، مشيرة إلى قرار البنك المركزي بإلزام البنوك بتقييم مخاطر مناخ لكل المشروعات الممولة، وكذلك استضافة مصر المركز التميز الإفريقي للمرونة والتكيف التابع لنيباد لصالح القارة  ومن مجالات اهتمامه تأثيرات تغير المناخ على قطاع الزراعة والأمن الغذائي، بما يساهم في خلق مناخ داعم ورؤية كاملة للدولة في تمويل المناخ.

واقترحت سيادتها التعاون في تنفيذ انشطة مع احد البنوك الوطنية وشركاء التنمية لتقليل مخاطر الاستثمار في الأمن الغذائي، إلى جانب التنسيق مع المستوى العربي ودفع اهداف المبادرة الافريقية للتكيف ضمن اجندة مجلس وزراء البيئة العرب فى أكتوبر القادم.

ومن جانبه، أشار السفير سيني نافو إلى ان ترجمة أهداف التكيف إلى استثمارات وتحويل الخطط الوطنية للتكيف لمشروعات وبرامج كالمبادرة الافريقية للتكيف وتنفيذها يعد تحديا للقارة الافريقية، لذا فإن الاحتفال هذا العام بمرور عشر سنوات على العمل في المبادرة سيكون بادرة لبذل مزيد من الجهود والإجراءات التنفيذية، وتم اختيار مصر لاستضافة الاحتفال نظرا لجهودها الحثيثة في دفع اجندة التكيف في إفريقيا، موضحا أن الموضوع الأهم خلال الفترة القادمة سيكون الأمن الغذائي خاصة على مستوى المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعد محورية للقارة، وتعزيز الحوار مع البنوك للنظر لأهمية الزراعة كأحد اهم مصادر الدخل القومي للدول الافريقية، حيث تم البدء في تنفيذ برامج في بعض الدول لخلق آلية شاملة في البنوك لمواجهة مخاطر الاستثمار من خلال تقييمها والعمل على حلها، ومصر من الدول الواعدة لتنفيذ هذا البرنامج.

كما اشار إلى تنفيذ برنامج لتدريب متخصصين في الدول الأفريقية لدعم إعلان كيانات أفريقية حاصلة على الإجازة والاعتماد من صندوق المناخ الاخضر، بما يوفر القدرات مدربة لتيسير فرص الحصول على تمويل التكيف والتشبيك بين القطاع الحكومى والقطاع الخاص، إلى جانب العمل على اشراك القطاع الخاص في تنفيذ حلول المناخ والتمويل ونقل التكنولوجيا.

مقالات مشابهة

  • منتدى القاهرة للتغير المناخي يحتفل بالنسخة المائة لفعالياته
  • الأكاديمية المالية" و"معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية" يوقعان شراكة استراتيجية لتأهيل الكوادر البشرية المتخصصة في قطاع التأمين بالمملكة
  • كينيا تشيد بالمبادرات الملكية لفائدة الدول الأفريقية
  • نائبة حماة الوطن: العلاقات المصرية - الأفريقية شهدت زخماً قويا في عهد السيسي
  • تقلبات حادة في مصر.. خبير: التغير المناخي وراء ارتفاع درجات الحرارة
  • فاو تطلق مشروعاً بـ40 مليون دولار لدعم العراق في مواجهة التغير المناخي
  • صناعة النواب توافق علي موازنة معهد التبين للدراسات المعدنية
  • لتدريب الكوادر الأفريقية.. اختتام الدورة التدريبية الخامسة بالتعاون مع الشرطة الإيطالية
  • ياسمين فؤاد: مصر تقود ملف التكيف المناخي بإفريقيا ومناقشات حول الأمن الغذائي وتمويل المناخ
  • وزيرة البيئة تلتقى منسق المبادرة الأفريقية للتكيف لبحث آليات تعزيز التعاون المشترك