عين ليبيا:
2025-07-02@18:32:03 GMT

النفوس الدنيئة

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

إن هذا المقال ليس للترفيه بل هو الحق بيننا الذي يجب أن نتربى ونُربي عليه أولادنا لأن العزة من الدين كما قال عمر رضي الله عنه أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله وأن كرامة المسلم خاصة والإنسان عامة دين ندين به ألم يقل الله: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” الإسراء 70، لقد كرّم الله الإنسان بالعقل والعلم والرسل والكتب السماوية ورسم لنا طريق الحقوق والواجبات واضحا جليّا وترك تطبيقه لنا!.

نلاحظ التربية الدنيئة والنفوس المريضة بوضوح في سلوك مجتمعاتنا، لقد ربى حكامنا مجتمعاتنا على الدناءة ببساطة لأنهم كانوا عسكريين في مجملهم ومن أصول التدريب العسكري أن يهينوك ويمسحوا بكرامتك الأرض ويسبوك ويهينوك ويضربونك وكل ذلك تقريبا بدون سبب ولكن السبب الخفي لأنهم لا يريدون لجيوشنا الإنتصار ضد أعدائنا لأن الأعداء هم الذين ففكوا الدولة الإسلامية أو الخلافة بغض النظر عن ضعفها وأسباب الإنهيار المتعددة التي لسنا هنا بصددها فقد كنا دولة واحدة من النهر إلى البحر بل تمتد إلى جزء كبير من أسيا وأوروبا ومن عمل على تقسيمنا إلى دويلات هو نفسه من اختار من يحكما ووضع لهم القوانين المدنية والعسكرية وكتب لنا المناهج الدراسية بما يخدم سياسته ومصالحه فكثير مما نقرأ في مدارسنا محرّف حتى ننشأ ونتربى على أفكار محرفة ومشوهة وكذا بالنسبة للتدريب العسكري فكيف بجندي يُسَب هو وأمه وأبيه ويُذل ويهان ويضرب كيف له أن ينتصر على عدو؟.

لقد ربونا على الدناءة ففي أوطاننا لن تنال حقا حتى تدفع المقابل الذي قد يكون مالا، هدية، قضاء حاجة للموظف الذي سيعطيك حقك! وغيرها من وسائل الدناءة، هو حقك ولكن لن تناله لأنك تعامل وكأن ليس لك حقوق وكأنك لست مواطنا أصبحنا كبني إسرائيل الذين بعد إن نجاهم الله مع موسى عليه السلام قالوا له لن نصبر على طعام واحد أي ارجعنا لعبودية فرعون ودعنا نتمتع بالطعام المتنوع حتى ولو كنا عبيدا لفرعون فاختاروا الذل والعبودية على الكرامة والحرية، أليس هذا هو حالنا ومقالنا أيضا أولسنا القائلين: “يا راجل أعطيه وخلاص”، أي ادفع له رشوة أو ما يريد “خليها ماشية”، “أعطيه وخلاص”، “فلان نعرفه”، “خلينا نمشوا نسلّموا عليه/ عليهم”، أنظر إلى السقوط الأخلاقي الإنسان لا يحيّي الآخر كتحية واجبة نابعة من القلب ولكن تحية نيتها لعلنا نستحق أو نريد منه شيئا فأي دناءة هذه فالمهم عندنا هو قضاء الأشياء والحياة أي نوع من الحياة حتى ولو كانت ذليلة ودنيئة ألم يكن ذلك حال بني إسرائيل قبلنا “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ”، البقرة 96!.

ألسنا مسلمين؟ والإسلام مصنع النفوس الكريمة التي لا تتغير ترى حُسنها في السراء والضراء، أما النفوس الدنيئة التي تملأ الدنيا وتتنكر حتى لنفسها وتنقلب على الناس وعلى ماضيها بمنصب تتقلده أو مال تجمعه، ترى الدناءة في أعمال أصحاب هذه النفوس الدنيئة فلا تُقضى حاجة عندهم إلا بثمن ولا ينال حقٌّ منهم إلا بتودد وتوسل فالدنيء دائما يحوم حول القذرات والدناءات مثل الذباب فلا يأتي من الأعمال إلا بدنيئها هذه هي تعاملاتهم مع الناس. أما النفوس الكريمة لا ترضى بظلم الآخرين ولا التحايل على نهب وأخذ أموال الناس والإنتقاص من حقوقهم فشتّان بينهما، ولكن لا تقلقوا فكلٌّ يعمل على ما تربى عليه وسيجازى بعمله ونيته وسيتعبون كما نتعب يوما ما قال تعالى: “قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ” الإسراء: 84.

أقول إن الإسلام يصنع الرجال المعتزين بكرامتهم رجالٌ لا يعطون الدنية في كرامتهم ولا يصنع الإسلام ولا يريد رجالا أذلاء مثل الذين يحيطون ويريدونهم حكام اليوم بدعوة أو بدعم أو بفتوى مضللة من كثير من الذين يلبسون لباس الدين خدمة لأعداء الدين، آراء تنظر إلى جانب واحد وتُخفي جوانب كثيرة فصاحب الرأي أو الفتوى لابد أن ينظر لعوامل متعددة وليس للحاكم فقط وحقوقه ولكن للناس وأحوالهم وكرامتهم وحقوقهم فلولا الناس ما كان الحاكم، وبمثل هذه الآراء يُستعبد الناس وتضيع كرامتهم ويتغير سلوكهم وتنتشر الدناءة بينهم فما بالك بمن يطأطئ رأسه لعدو كاليهود أو أمريكا أو لحاكم ظالم، بل ما بالك بشيخ يدعوا لهذه الدنية وأنا أكتب كلمة شيخ أشعر أن هؤلآء لا يستحقون أن تطلق عليهم هذه الكلمة لأن لها وقعٌ ومعنىً كبير عندي، الإسلام يربي ويدعوا الناس للكرامة وهم يدعون الناس للذل والدناءة والمهانة!؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

فوربس: شركات التكنولوجيا الكبرى تعود لقيادة السوق ولكن بأي ثمن؟

في وقت تعاني فيه قطاعات اقتصادية متعددة من تباطؤ النمو والقلق من تبعات الرسوم الجمركية، تعود شركات التكنولوجيا الكبرى لتتصدّر المشهد المالي من جديد، محققة مكاسب مزدوجة الرقم، ومشعلة موجة جديدة من الحماس بين المستثمرين.

لكن خلف هذا الاندفاع في أسعار الأسهم، تلوح في الأفق تحولات جذرية قد تغيّر شكل الاقتصاد الرقمي لعقود قادمة، وفق ما نشرته مجلة فوربس في تقرير تحليلي حديث.

ارتفاعات صاروخية لعمالقة التكنولوجيا

ومنذ السابع من أبريل/نيسان الماضي، قفز سهم "إنفيديا" (NVDA) بنسبة 58%، تلتها "تسلا" (TSLA) بزيادة بلغت 40.4%، ثم "مايكروسوفت" (MSFT) و"ميتا" (META) بنسبة 37.8% و37.3% على التوالي.

قفز سهم إنفيديا بنسبة 58% منذ أبريل/نيسان، ليقود موجة الارتفاع في قطاع التكنولوجيا (رويترز)

أما "آبل" (AAPL) و"ألفابت" (GOOGL)، فقد حققتا مكاسب أكثر تواضعا، بـ11.2% و16.4% على التوالي.

ويعود هذا الزخم إلى عدة عوامل، أبرزها توقعات بخفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفدرالي، وتخفيف القيود الجمركية من قبل إدارة ترامب، وعودة "الخوف من تفويت الفرصة" لدى المستثمرين الذين تخلفوا عن موجة الصعود السابقة، بحسب خبراء "موني شو".

مايكروسوفت.. توازن بين الأرباح والتسريحات

ويشير التقرير إلى أن مايكروسوفت، رغم صعود سهمها، تمر بتحول داخلي كبير، إذ تستعد لتسريح الآلاف في قسم ألعاب إكسبوكس، إضافة إلى 6 آلاف موظف تم إنهاء خدماتهم في مايو/أيار في "لينكد إن" وفروع أخرى.

وبينما يُنظر إلى هذه الخطوات كمؤشر على اضطرابات داخلية، فإنها تعكس أيضا ما تسميه فوربس "ثورة الذكاء الاصطناعي" التي تعيد تشكيل المشهد التكنولوجي برمّته.

ويقول التقرير: "جزء كبير من موظفي البرمجيات يمكن استبداله اليوم بأنظمة الذكاء الاصطناعي، تماما كما حوّل نظام الكهرباء خطوطَ الإنتاج في القرن الماضي".

وتوقّع أن تكون هذه الموجة سريعة وحتمية، مع استفادة الشركات من الإنتاجية المتزايدة وتكاليف التوظيف المنخفضة.

إعلان

وبحسب محللين، فإن استثمار مايكروسوفت في "أوبن إيه آي" بمبلغ 10 مليارات دولار قبل عامين كان خطوة حاسمة، رغم سخرية وول ستريت حينها.

ويقول التقرير: "ما لم يفهمه المحللون حينها هو أن شات جي بي تي ليس مثل سيري.. بل هو محرّك إنتاج رقمي غير مسبوق".

من يقود السوق؟ المصانع أم البرمجيات؟

ورغم قيادة شركات مثل إنفيديا وبرودكوم لأسواق الأسهم، يشير التقرير إلى مفارقة كبرى: القيمة السوقية لا تعكس الأهمية الحقيقية للبنية التحتية الصناعية التي تدعم هذه الشركات.

التحول نحو الأتمتة يهدد الوظائف البيضاء لكنه يعزز هوامش الربح والإنتاجية (غيتي)

فشركات مثل "تي إس إم سي" و"سامسونغ" و"إيه إس إم إل"، والتي تتولى التصنيع الفعلي للرقائق، لا تزال مقوّمة بأقل من قيمتها الحقيقية رغم كونها حجر الأساس في سلسلة الإمداد العالمية.

وتُظهر الأرقام أن القيمة السوقية لإنفيديا بلغت 2.476 تريليون دولار، مقابل 804 مليارات دولار لبرودكوم، في حين تبقى شركات مثل "إيه إس إم إل" و"أبلايد ماتيريالز" و"إس كيه هاينكس" اللاعب الحقيقي خلف الكواليس.

ويحذّر التقرير من أن الرسوم الجمركية تُشوّه الحوافز الاقتصادية، إذ تُعاقب مراكز التجميع مثل الصين دون معالجة ضعف سلاسل التصنيع الأساسية. والنتيجة؟ فرص استثمارية جديدة… لكنها محفوفة بالمخاطر الجيوسياسية.

ربحية الشركات على حساب الوظائف

وفي نهاية التقرير، تؤكد فوربس أن هذه القفزة في أسهم التكنولوجيا لا تعني بالضرورة استقرارا طويل الأمد، خاصة مع التوجهات الجديدة نحو تقليص القوى العاملة وتعظيم الأرباح عبر الأتمتة.

"كل ما يحدث اليوم من تقليص للوظائف ورفع للإنتاجية، لم ينعكس بعد على التقييمات المالية.. لكنه سيتضح في النصف الثاني من 2025".

وينصح التقرير بشراء سهم مايكروسوفت، معتبرا أنه الأكثر استفادة من هذه التحولات، بشرط انتباه المستثمرين للتقلبات المرتقبة مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتقلب السياسات التجارية.

مقالات مشابهة

  • افتتاح قسم النفوس بحلب بعد تطوير شامل وربط إلكتروني جديد
  • فعالية خطابية في الحيمة الداخلية إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • فوربس: شركات التكنولوجيا الكبرى تعود لقيادة السوق ولكن بأي ثمن؟
  • الراية لم تسقط
  • ترامب: الفشل بتمرير قانون الإنفاق يعني زيادة في الضرائب بـ68%.. وماسك يهدد السياسيين الذين يصوتون لصالح تمريره
  • هل هناك أشخاص لا يصيبهم السحر؟.. علي جمعة: بـ6 أمور تكن واحدا منهم
  • «أحمد موسى»: ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من ميليشيا الإخوان الذين حاولوا تدمير الوطن «فيديو»
  • غسلت النفوس والشوارع.. الأمطار تعم أجزاء واسعة من السودان
  • الإصلاح: هل يبدأ بالراعي أم بالرعية
  • 5 أعمال يصل ثوابها إلى الميت وتزيد حسناته.. تعرف عليها