عين ليبيا:
2025-10-19@15:12:37 GMT

النفوس الدنيئة

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

إن هذا المقال ليس للترفيه بل هو الحق بيننا الذي يجب أن نتربى ونُربي عليه أولادنا لأن العزة من الدين كما قال عمر رضي الله عنه أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله وأن كرامة المسلم خاصة والإنسان عامة دين ندين به ألم يقل الله: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” الإسراء 70، لقد كرّم الله الإنسان بالعقل والعلم والرسل والكتب السماوية ورسم لنا طريق الحقوق والواجبات واضحا جليّا وترك تطبيقه لنا!.

نلاحظ التربية الدنيئة والنفوس المريضة بوضوح في سلوك مجتمعاتنا، لقد ربى حكامنا مجتمعاتنا على الدناءة ببساطة لأنهم كانوا عسكريين في مجملهم ومن أصول التدريب العسكري أن يهينوك ويمسحوا بكرامتك الأرض ويسبوك ويهينوك ويضربونك وكل ذلك تقريبا بدون سبب ولكن السبب الخفي لأنهم لا يريدون لجيوشنا الإنتصار ضد أعدائنا لأن الأعداء هم الذين ففكوا الدولة الإسلامية أو الخلافة بغض النظر عن ضعفها وأسباب الإنهيار المتعددة التي لسنا هنا بصددها فقد كنا دولة واحدة من النهر إلى البحر بل تمتد إلى جزء كبير من أسيا وأوروبا ومن عمل على تقسيمنا إلى دويلات هو نفسه من اختار من يحكما ووضع لهم القوانين المدنية والعسكرية وكتب لنا المناهج الدراسية بما يخدم سياسته ومصالحه فكثير مما نقرأ في مدارسنا محرّف حتى ننشأ ونتربى على أفكار محرفة ومشوهة وكذا بالنسبة للتدريب العسكري فكيف بجندي يُسَب هو وأمه وأبيه ويُذل ويهان ويضرب كيف له أن ينتصر على عدو؟.

لقد ربونا على الدناءة ففي أوطاننا لن تنال حقا حتى تدفع المقابل الذي قد يكون مالا، هدية، قضاء حاجة للموظف الذي سيعطيك حقك! وغيرها من وسائل الدناءة، هو حقك ولكن لن تناله لأنك تعامل وكأن ليس لك حقوق وكأنك لست مواطنا أصبحنا كبني إسرائيل الذين بعد إن نجاهم الله مع موسى عليه السلام قالوا له لن نصبر على طعام واحد أي ارجعنا لعبودية فرعون ودعنا نتمتع بالطعام المتنوع حتى ولو كنا عبيدا لفرعون فاختاروا الذل والعبودية على الكرامة والحرية، أليس هذا هو حالنا ومقالنا أيضا أولسنا القائلين: “يا راجل أعطيه وخلاص”، أي ادفع له رشوة أو ما يريد “خليها ماشية”، “أعطيه وخلاص”، “فلان نعرفه”، “خلينا نمشوا نسلّموا عليه/ عليهم”، أنظر إلى السقوط الأخلاقي الإنسان لا يحيّي الآخر كتحية واجبة نابعة من القلب ولكن تحية نيتها لعلنا نستحق أو نريد منه شيئا فأي دناءة هذه فالمهم عندنا هو قضاء الأشياء والحياة أي نوع من الحياة حتى ولو كانت ذليلة ودنيئة ألم يكن ذلك حال بني إسرائيل قبلنا “وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ”، البقرة 96!.

ألسنا مسلمين؟ والإسلام مصنع النفوس الكريمة التي لا تتغير ترى حُسنها في السراء والضراء، أما النفوس الدنيئة التي تملأ الدنيا وتتنكر حتى لنفسها وتنقلب على الناس وعلى ماضيها بمنصب تتقلده أو مال تجمعه، ترى الدناءة في أعمال أصحاب هذه النفوس الدنيئة فلا تُقضى حاجة عندهم إلا بثمن ولا ينال حقٌّ منهم إلا بتودد وتوسل فالدنيء دائما يحوم حول القذرات والدناءات مثل الذباب فلا يأتي من الأعمال إلا بدنيئها هذه هي تعاملاتهم مع الناس. أما النفوس الكريمة لا ترضى بظلم الآخرين ولا التحايل على نهب وأخذ أموال الناس والإنتقاص من حقوقهم فشتّان بينهما، ولكن لا تقلقوا فكلٌّ يعمل على ما تربى عليه وسيجازى بعمله ونيته وسيتعبون كما نتعب يوما ما قال تعالى: “قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ” الإسراء: 84.

أقول إن الإسلام يصنع الرجال المعتزين بكرامتهم رجالٌ لا يعطون الدنية في كرامتهم ولا يصنع الإسلام ولا يريد رجالا أذلاء مثل الذين يحيطون ويريدونهم حكام اليوم بدعوة أو بدعم أو بفتوى مضللة من كثير من الذين يلبسون لباس الدين خدمة لأعداء الدين، آراء تنظر إلى جانب واحد وتُخفي جوانب كثيرة فصاحب الرأي أو الفتوى لابد أن ينظر لعوامل متعددة وليس للحاكم فقط وحقوقه ولكن للناس وأحوالهم وكرامتهم وحقوقهم فلولا الناس ما كان الحاكم، وبمثل هذه الآراء يُستعبد الناس وتضيع كرامتهم ويتغير سلوكهم وتنتشر الدناءة بينهم فما بالك بمن يطأطئ رأسه لعدو كاليهود أو أمريكا أو لحاكم ظالم، بل ما بالك بشيخ يدعوا لهذه الدنية وأنا أكتب كلمة شيخ أشعر أن هؤلآء لا يستحقون أن تطلق عليهم هذه الكلمة لأن لها وقعٌ ومعنىً كبير عندي، الإسلام يربي ويدعوا الناس للكرامة وهم يدعون الناس للذل والدناءة والمهانة!؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: أقرب طريق لإصلاح الزوج من سوء الخلق كثرة الصلاة على النبي

أجاب الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، سؤال من سيدة تشكو من زوجٍ دائم الخصام وسريع الغضب لا يصالحها مهما حاولت التقرب إليه، وتسأل عن حكم الشرع في ذلك.

وقال الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إن ما يفعله الزوج من الهجران الدائم وسوء المعاملة يُعد من سوء الخلق، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «شر الناس من يُبغِض الناس ويُبغِضونه»، موضحًا أن رسول الله كان يقبل عذر المعتذر ولا يلوم بعد الصفح، وأن أفضل الناس هو من يبطئ غضبه ويسرع إلى الرضا.

ونصح الزوجة بالصبر والدعاء، قائلًا: “ادعي الله أن يُحسن خلق زوجك، ولا تُكثري الإلحاح في الصلح، بل أدِّي واجباتك الزوجية واصبري، وادعي له في سجودك”.

كما أرشد الزوجة إلى أسلوبٍ لطيفٍ في الإصلاح، وهو الدلالة على كثرة الصلاة على النبي ﷺ، مبينًا أن من أكثر من الصلاة عليه ذُكر اسمه عند حضرته، وأن النبي ﷺ يدعو لمن يُكثر من الصلاة عليه، ودعوته مستجابة.

ونصح الدكتور جبر، الزوجة: “دلّيه على مجالس الذكر وكتاب دلائل الخيرات، وشاركيه القراءة فيه، فالصلاة على الحبيب تُلين القلوب، وتُصلح ما بين الزوجين، وتغرس السكينة في البيت”.

اقرأ المزيد..

مقرر السكان السابق: انخفاض معدل المواليد منذ 2014 يعكس وعي أسري متزايد بسمة وهبة تقدم التحية لأهل الصعيد والريف لانخفاض نسب المواليد لديهما.. فيديو هند الضاوي: اقتتال حماس والمليشيات بعد وقف النار "هدية مجانية لإسرائيل" باحث سياسي: الموساد يقيد يد ترامب من حل صراع الشرق الأوسط محلل سياسي عن اتفاق غزة: مصر تكتب فصلًا جديدًا في صناعة السلام "كلام فارغ".. شيرين رضا تنهر لميس الحديدي بسبب جملة وجهتها ليسرا (شاهد) باحث عن اتفاق غزة: السيسي تصرّف بحكمة وترامب لعب دور “السمسار” لميس الحديدي: مهرجان الجونة أصبح رأس حربة للقوة الناعمة لمصر أروى جودة تفجر مفاجأة من فوق سجادة الجونة الحمراء.. فيديو خبير اقتصادي: مصر تستعد للاستغناء عن صندوق النقد بـ"السردية الوطنية"

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي: نصر أكتوبر جاء رغم قلة الإمكانيات وكثرة الشكوك.. ولكن «يد الله كانت معنا»
  • ما حكم إقراض الناس جبرا لخاطرهم مع كراهية ذلك؟.. الإفتاء تجيب
  • لماذا يوجد أذانين لصلاة الفجر؟.. الرسول كان له مؤذنان لهذا السبب
  • أحمد المشاوي في حوار لـ«الوفد»: أخوض انتخابات النواب لخدمة الناس لا للمناصب
  • دار الإفتاء تحذر من التشهير وتتبع العورات.. وتؤكد: فعل محرم ويوجب العقوبة
  • خطورة تتبع عورات الآخرين وتداولها بين الناس
  • يسري جبر: أقرب طريق لإصلاح الزوج كثرة الصلاة على النبي
  • عالم أزهري: أقرب طريق لإصلاح الزوج من سوء الخلق كثرة الصلاة على النبي
  • حكم كلام القائمين على المسجد أثناء خطبة الجمعة لتنظيم الناس.. الإفتاء تجيب
  • حكم الكسب المبني على الغش وخداع الناس..الإفتاء توضح