بوابة الوفد:
2025-10-22@16:59:43 GMT

الأهرامات البشرية العارية

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

مرت 20 سنة منذ بدء التعذيب والانتهاكات الفظيعة على أيدى الجيش الأمريكى فى سجن أبو غريب فى العراق. وسرعان ما ظهرت تقارير عما كان يحدث، ورغم وجود تقرير عسكرى داخلى عن العديد من حوادث الانتهاكات الإجرامية السادية والصارخة والوحشية. ولكن لم يتم تسريب صور صادمة إلا فى إبريل 2004، وأظهرت مدى الفساد، بما فى ذلك استهزاء الموظفين بالسجناء العراة ورجل مقنع مربوط بأسلاك كهربائية.

واعتذر جورج دبليو بوش، الرئيس آنذاك. ووصف دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع آنذاك، الجناة بأنهم «تفاحات فاسدة»، وقال إنه وجد طريقة لتعويض المعتقلين العراقيين الذين عانوا من سوء المعاملة الجسيمة والوحشية. ومع ذلك، فقد توصل تقرير جديد صادر عن هيومن رايتس ووتش إلى أن حكومة الولايات المتحدة قد فشلت على ما يبدو فى التعويض أو توفير سبل الانتصاف الأخرى للضحايا الذين تعرضوا للتعذيب والإساءة فى سجن أبو غريب وغيره من السجون التى تديرها الولايات المتحدة فى العراق، وأنه لا يوجد طريق واضح لمتابعة المطالبات.

لقد احتجزت الولايات المتحدة آلاف الرجال والنساء والأطفال فى السجن. وقال تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر إن ضباط المخابرات العسكرية قدروا أن ما بين 70 إلى 90% من المعتقلين فى عام 2003 قد تم اعتقالهم عن طريق الخطأ.

ولم يكن أبو غريب حالة متطرفة لأن الفظائع وقعت هناك، لقد برز هذا الأمر لأن الجمهور رأى أدلة مادية تدعم ادعاءات المعتقلين السابقين، ولأنه من الواضح أنه لم تكن هناك طريقة لمحاولة تبرير الأهرامات البشرية العارية كجزء من «أساليب الاستجواب المعززة»، وهو المصطلح الذى استخدمته الولايات المتحدة لتفسير التعذيب.. ومن ناحية أخرى، فقد عكس ذلك ما حدث فى مراكز الاعتقال العسكرية الأمريكية و«المواقع السوداء» التابعة لوكالة المخابرات المركزية، حيث هاجر «المقاتلون غير الشرعيين» المحتجزون فى خليج جوانتانامو إلى أفغانستان والعراق. إن أولئك الذين تمت محاكمتهم، فى أبو غريب وأماكن أخرى، كانوا أفراداً من ذوى الرتب الأدنى وليسوا مهندسى هذا النظام ـ أو حتى ضباطاً داخله. فى عهد دونالد ترامب، أصبح جينا هاسبل ، الذى أشرف على موقع أسود تعرض فيه معتقل واحد على الأقل للتعذيب، رئيسًا لوكالة المخابرات المركزية.

إن غزو العراق، الذى كان المقصود منه إعادة تأكيد التفوق العسكرى الأمريكى، كان بدلاً من ذلك بمثابة ضربة قوية لمكانتها العالمية، وقد نظر كثيرون إلى صور أبو غريب باعتبارها تمثل النوايا الحقيقية للولايات المتحدة فى المنطقة ـ ليس جلب الديمقراطية والحرية، بل القهر والإذلال. إن معركة واشنطن مع بكين من أجل النفوذ العالمى يصورها الغرب من الناحية الأخلاقية. ولكن أولئك الذين يتبنون وجهة نظر أكثر تشاؤماً، استناداً إلى ذكرياتهم عما حدث فى العراق، ليس لديهم من الأسباب ما قد يدفعهم إلى تغيير رأيهم فى حين ترفض الولايات المتحدة التعامل مع الأمر على النحو اللائق.

وفى العام الماضى، نشر البنتاجون خطة عمل لتقليل الضرر الذى يلحق بالمدنيين فى العمليات العسكرية الأمريكية. ورغم الترحيب به، فإنه لا يتضمن آلية تعويض عن حالات الضرر السابقة. إن التعويض، باعتباره أحد أشكال المساءلة، قد يلعب دوراً محدوداً فى منع الجرائم فى المستقبل ومعالجة الضرر الذى لحق بسمعة الولايات المتحدة. والأهم من ذلك، أنها ستكون خطوة صغيرة نحو العدالة للمحتجزين الذين ينتظرون منذ عقدين من الزمن.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود العراق الجيش الأمريكي الولایات المتحدة أبو غریب

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تتحرك لطرد شركة هونج كونج تيليكوم

أعلنت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية (FCC) عن نيتها طرد شركة هونج كونج تيليكوم (HKT) من شبكات الاتصالات داخل الولايات المتحدة، متذرعةً بمخاوف تتعلق بالأمن القومي. 

الخطوة تأتي ضمن جهود متزايدة من جانب واشنطن لتقليص النفوذ الصيني داخل البنية التحتية للاتصالات الأمريكية، خاصة في ظل تصاعد القلق من احتمالات التجسس الإلكتروني والسيطرة التقنية عبر الشركات الأجنبية.

وأرسلت لجنة الاتصالات الفيدرالية إلى الشركة أمرًا رسميًا بعنوان "أمر لإبداء الأسباب"، يُلزمها بتقديم تبريرات مقنعة تُفسر لماذا لا ينبغي للوكالة البدء في إجراءات سحب تراخيصها داخل الولايات المتحدة.

 ويتضمن الأمر، الذي يمتد على 30 صفحة، سلسلة من المبررات القانونية والفنية التي تدعم قرار اللجنة، أبرزها تطبيق متطلبات جديدة تتعلق بالإفصاح والشفافية بالنسبة للكيانات المملوكة أو الخاضعة لسيطرة دول أجنبية تُعتبر معادية للولايات المتحدة.

وقال بريندان كار، أحد المفوضين البارزين في لجنة الاتصالات الفيدرالية، في بيان رسمي: "يُواصل أمر اليوم عمل اللجنة لضمان عدم قدرة الكيانات الخاضعة لسيطرة الحزب الشيوعي الصيني، والتي تُشكل خطرًا على الأمن القومي لبلدنا، على الاتصال بشبكاتنا أو الوصول إلى بنيتنا التحتية الحيوية."

تُعد شركة هونج كونج تيليكوم واحدة من أكبر مزودي خدمات الاتصالات في هونج كونج وتُعتبر تابعة لشركة الاتصالات العملاقة PCCW، ووفقًا لتقارير رسمية، تمتلك شركة "تشاينا يونيكوم" الحكومية نحو 18% من أسهم PCCW، ما يثير قلق السلطات الأمريكية بشأن التأثير الصيني غير المباشر على أعمال HKT داخل الأراضي الأمريكية.

وتُعتبر هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة من الإجراءات التي اتخذتها واشنطن خلال السنوات الأخيرة ضد شركات اتصالات صينية كبرى، مثل "هواوي" و"زد تي إي"، والتي وُضعت على القوائم السوداء بسبب مخاطر مزعومة تتعلق بالتجسس الإلكتروني واستخدام البيانات لأغراض استخباراتية.

وفي السياق نفسه، تُخطط لجنة الاتصالات الفيدرالية لعقد جلسة تصويت في 28 أكتوبر الجاري، للنظر في إجراءات جديدة تهدف إلى تعزيز حماية سلسلة توريد معدات الاتصالات داخل الولايات المتحدة. وستشمل الخطوات المقترحة تشديد معايير منح تراخيص استيراد وتصنيع المعدات التقنية، والتأكد من خلوها من مكونات قد تُستخدم كقنوات تسلل رقمية من جهات أجنبية.

وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تتزايد فيه المواجهة التنظيمية والاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، إذ شهد الشهر الماضي تحركات متزامنة من الطرفين لتقييد الوصول إلى التقنيات الحيوية. ففي حين تواصل واشنطن فرض قيود على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي والمعدات المتقدمة إلى الشركات الصينية، تُكثّف بكين من جانبها الرقابة على عمليات الاستحواذ الأجنبية داخل سوقها المحلي، كما تُشدد القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة الضرورية لصناعة الإلكترونيات العالمية.

ويرى محللون أن هذه الخطوات المتبادلة تعكس تصاعد "حرب التكنولوجيا" بين القوتين الاقتصاديتين، حيث تسعى كل منهما إلى تأمين سلاسل الإمداد ومنع الطرف الآخر من الهيمنة على التقنيات المستقبلية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والاتصالات وشبكات الجيل السادس.

ويُشير خبراء الأمن السيبراني إلى أن القرار ضد شركة هونج كونج تيليكوم ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل رسالة سياسية واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تُضيّق الخناق على أي كيان قد يُشتبه في ارتباطه بالحكومة الصينية.

 كما يُتوقع أن يُعيد هذا القرار إشعال التوترات التجارية بين الجانبين، خصوصًا في ظل استمرار المفاوضات حول اتفاقيات تجارية جديدة تهدف لتقليل الاعتماد المتبادل بين الأسواق الأمريكية والصينية.

بهذا التحرك، تؤكد لجنة الاتصالات الفيدرالية أن حماية الأمن القومي الأمريكي تتطلب إعادة تقييم شاملة لكل كيان أجنبي له حضور في البنية التحتية الرقمية للبلاد، في وقت أصبحت فيه الاتصالات السلكية واللاسلكية ساحة جديدة من ساحات الصراع الجيوسياسي بين واشنطن وبكين.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إسرائيل تمر بمرحلة شراكة "غير مسبوقة" مع الولايات المتحدة
  • هل تنجح الولايات المتحدة بإزاحة روسيا من أسواق الطاقة؟
  • قناة عبرية: الولايات المتحدة تراقب عن كثب كل تحرك في غزة
  • الولايات المتحدة والسعودية تُفشلان اتفاقية خفض انبعاثات الشحن العالمية
  • بليز توافق على استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة مؤقتا
  • لاريجاني يتهم الولايات المتحدة بتقويض استقلال العراق
  • عاجل | الولايات المتحدة ترسل 200 جندي إلى إسرائيل لمراقبة اتفاق غزة
  • كولومبيا تستدعي سفيرها لدى الولايات المتحدة للتشاور
  • الهند تحرز تقدما ملموسا في مفاوضات التجارة مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تتحرك لطرد شركة هونج كونج تيليكوم