المسلة:
2025-06-27@06:15:32 GMT

قصة العراق وطريق الحرير

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

قصة العراق وطريق الحرير

3 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

زيد المحمداوي

منذ سقوط القطب العالمي الثاني وهو الاتحاد السوفييتي عام 1991 وامريكا انفردت في الهيمنة على العالم لكن في نفس الوقت احس المعسكر الشرقي بالخطر الكبير من قبل الغرب وحلف الشمال الأطلسي، بدء التحرك الصيني الفعلي نحو سد فراغ الاتحاد السوفييتي ولكن خطواتها كانت بطيئة ومحكمة وغير مستفزة للغرب.

كان الطريق الاقتصادي هو طريق الصين نحو القطب العالمي الثاني، ومن الخطوات الصينية المهمة هي انشاء حلفين متوازيين غير متقاطعين واحدهما يعضد الاخر وهما منظمة شانغهاي التي بدأت مشوارها لترسيم الحدود بين الصين وبعض الدول التي خرجت من الاتحاد السوفييتي ثم تحول الى حلف امني ومن ثم الى اقتصادي وسياسي، للعلم ان الاجتماع الأخير للمنظمة صوت بانضمام ايران اليها بعدما كانت عضو مراقب بالمؤتمر.

اما الحلف الثاني الذي برعامة الصين هو دول بريكس وخصوصا بعد الاجتماع الأخير في دولة افريقيا الجنوبية وانضمام دول مهمه من ناحية الطاقة كالسعودية وايران وكذلك تصريح الرئيس الروسي بوتين و رئيس الجنوب افريقي المتضمن نية دول بريكس بأنشاء عملة موحدة للتعامل بينهم بدل الدولار الأمريكي.

ان التحرك الصيني بالعموم ضم عدة دول التي هي ليست على وفاق من الغرب وامريكا والتي تعرضت او تحت العقوبات الامريكية مثل روسيا وايران وكوريا الشمالية وغيرهم من الدول معارضة للنهج الغربي، واما الصين هي المتصدية للمبادرات لان الغرب والعالم لا يستطيع ابدا ان يفرض على الصين العقوبات لان أمريكا والعالم هو الذي سيتضرر.

وان التحرك الصيني بالعموم هو تحرك اقتصادي لذلك اضافت خط ثالث ليكون موازي للخطين الاخرين المذكورين أعلاه لكن بصبغة اقتصادية مئة بالمئة لكن بالحقيقة هو حلف اقتصادي سيتحول الى سياسي لان الصين حتما ستدافع عن مصلحتها، الخط الثالث هو مشروع الحزام والطريق الذي يمر بعدة دول وله عدة مسارات ومنها من يمر بالعراق عن طريق ميناء الفاو او عن طريق ايران فالعراق فسوريا والبحر الأبيض المتوسط فاوروبا.

للعلم وكما قلت سابقا ان طريق الحرير هو حلف سياسي مغلف باقتصاد وطريق وسكك حديد وطريق ملاحة، واخذت الصين المشروع على محمل الجد وانشات له بنك (البنك الاسيوي للاستثمار بالبنى التحتية) والذي هو معادل الى البنك الدولي من حيث الاعمال والمهام والاقراض.

العديد من الدول ومنها المجاورة للعراق تعي ما يدور بالمنطقة والعالم ولذلك تحركت نحو الشرق ليكون لها السبق في التحول العالمي الجديد ولذلك اخذت عدة خطوات:

1 – انها سارعت لتكون جزء من البنك الاسيوي للاستثمار بالبنى التحتية الا العراق، ويقال أخيرا طلب الانضمام الية ولكن لا نعلم كم ساهم بالبنك، للعلم ان البنك يتعام باليوان لا الدولار ولذلك لا يستطيع العراق ان ينضم الية لان أموال العراق بالدولار وعند الامريكان بالبنك الفدرالي الأمريكي.

2 – سارعت دول المنطقة والعالم للانضمام او طلب الانضمام الى منظمة شانغهاي والعراق لم يفكر بالأمر حتى.

3 – سارعت دول المنطقة الى الانضمام لدول البريكس ومنها ايران والسعودية ومصر والامارات والقسم الاخر طلب الانضمام ولكن العراق لم يفكر بالموضوع ابدا.

4 – سارعت دول المنطقة ومنها الجمهورية الإسلامية في ايران والعربية السعودية والامارات والكويت (تأجير جزيرة بوبيان) بالذهاب الى الصين كي تتفق معها حول مشروع الحزام والطريق وحتى ان بعض زعماء دول الخليج صرح بحجم الأموال المخصصة لهذا المشروع، لكن العراق اخذ خطوات تعارض مشروع الحرير وهي:

أ – إعطاء مشروع انشاء ميناء الفاو الكبير لشركة دايو المملوكة لشركة موتور الامريكية وبالتالي استبعدت الصين من المشروع.

ب – قام العراق بتبني مشروع اسمة طريق التنمية وهو طريق بري وسككي من الجنوب الى الشمال برعاية خليجية واستبعاد كامل للصين والشرق، وهو طرح مغاير وبديل عن المشروع الصيني.

ج – التصريحات الأخيرة للمسؤولين العراقيين بتكذيب وجود المشروع او تسفيهه او القول بان الطريق لا يمر بالعراق وكانه طريق فقط (شارع) متناسين انه حلف اقتصادي سياسي، وخصوصا التصريح الأخير للحكومة بان العراق ليس على طريق الحرير.

د – ان الحكومة بدل من ان تمضي بمشاريع مع دول سيكون لها مستقبل كبير، ذهبت باتجاه دول خاسرة لا مستقبل لها مثل أوكرانيا، وتصريح بعض المسؤولين ان العراق يقترب من توقيع عقد مع شركة أوكرانية لاستثمار غاز حقل عكاز، للعلم ان يوم امس المحلل السياسي وعضو السي أي أي السابق يقول ان أوكرانيا لديها ثلاث طرق لا اكثر فأما ان تخسر الحرب او تمحى او تستلم لروسيا بالشروط المفروض عليها.

وبالتالي أتمنى من الحكومة ان لا تضيع بوصلة أهدافها وان تراهن على الفرس الفائز لا الخاسر وان تستغل ولادة القطب العالمي الجديد باستغلال الأطراف المتنازعة في مصلحتها لا ان تكون تابعة لطرف ضد طرف اخر على رغم بعدم وجود مصلحه لها في ذلك.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

العراق يحصل على تمويل لدعم تحديث السكك

26 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي على تمويل بقيمة 930 مليون دولار، لتحسين أداء السكك الحديدية في العراق، وتعزيز التجارة الداخلية، وخلق فرص العمل، ودعم التنوع الاقتصادي.

في إطار هذا التمويل، سيعمل مشروع توسيع وتحديث السكك الحديدية في العراق على تحديث البنية التحتية للسكك الحديدية وخدماتها، بين ميناء أم قصر في جنوب العراق والموصل في شمال العراق، ويساهم في تقليص وقت السفر والانتقال، وزيادة حجم الشحن، فضلاً عن تحسين خدمات البنية التحتية والخدمات المستدامة للنقل، وتوفيرها للمستخدمين والركاب، وفق ما ذكر البنك الدولي في بيان.

تحويل العراق إلى مركز نقل محوري

تشهد منطقة الشرق الأوسط انتعاشاً كبيراً في تطوير السكك الحديدية الإقليمية، مما يعزز طرق التجارة على مستوى المنطقة ومع قارتي آسيا وأوروبا، ويساهم في تعزيز خدمات الربط ودفع عجلة النمو الاقتصادي في المنطقة. وتشمل المبادرات الإقليمية هذه طريق التنمية في العراق الذي أُعلن عنه في مايو (أيار) 2023، بهدف تحويل العراق إلى مركز نقل محوري، عبر ربط منطقة الخليج بالعراق وصولاً إلى الحدود التركية، ومنها إلى أوروبا. وبمجرد تعزيز الربط بالمواني والبنية التحتية القائمة، يمكن لهذا الطريق أن يزيد حركة التجارة بشكل كبير داخل العراق وعلى مستوى المنطقة.

ونظراً لمعاناة قطاع السكك الحديدية في العراق من محدودية خدمات الربط، وضعف خدمات التصليح والصيانة ونقص التمويل، فإن الاستثمارات في شبكة السكك الحديدية الحالية تعدُّ خطوة أولى أساسية نحو تعزيز خدمات الربط على المستويين الوطني والإقليمي.

وأوضح المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، جان كريستوف كاريه، أنه «مع تحول العراق من مرحلة إعادة الإعمار إلى التنمية، فإن تعزيز التجارة وخدمات الربط يمكن أن يحفز النمو الاقتصادي، ويوفر فرص عمل جديدة، ويخفف من الاعتماد على النفط». وقال: «لهذا المشروع أهمية كبرى في تحويل العراق إلى مركز إقليمي للنقل، وتحقيق أهداف طريق التنمية في العراق المتمثلة في تحسين خدمات الربط وتنويع النشاط الاقتصادي ورفع معدلات النمو».

وسيعمل مشروع توسيع وتحديث السكك الحديدية في العراق على إعادة تأهيل وتحديث 1047 كيلومتراً من خطوط السكك الحديدية القائمة التي تربط ميناء أم قصر بالموصل عبر بغداد، فضلاً عن دعم تحديث أسطول القاطرات وعربات القطارات، وتجديد ورشة الصيانة في بيجي، وشراء المعدات وقطع الغيار اللازمة.

وسيعمل المشروع أيضاً على تعزيز مشاركة رأس المال للقطاع الخاص في إنشاء موانٍ جافة ومراكز خدمات لوجستية، توفر فرص عمل مستدامة تتطلب مهارات عالية. كما سيعزز المشروع سلامة السكك الحديدية، عبر تطبيق نظام شامل لإدارة السلامة، وتحديث البنية التحتية، وتحسين معابر السكك الحديدية، وتنفيذ حملات توعية مجتمعية، وتعزيز الاستعداد للطوارئ، وتدريب العاملين.

كما سيشمل المشروع المساعدة التقنية لتحسين الأداء المؤسسي للشركة العامة للسكك الحديدية العراقية، ووضع خطة عمل لإصلاح قطاع السكك الحديدية، وتحديد الفرص المتاحة لمشاركة القطاع الخاص. بالإضافة إلى ذلك، سيوفر المشروع برامج التدريب لموظفي الشركة العامة للسكك الحديدية العراقية، ويدعم مشاركة المرأة في هذا القطاع.

وستتولى الشركة العامة للسكك الحديدية العراقية تنفيذ المشروع تحت إشراف وزارة النقل. ولدعم التنفيذ الناجح والسريع، سيتم التعاقد مع شركة دولية في إطار المشروع لإدارة النفقات الرأسمالية، ودعم الشركة العامة للسكك الحديدية العراقية، في جهودها لبناء القدرات المؤسسية لإدارة برامج النفقات الرأسمالية الكبيرة، وإدارة تنفيذ حزم تعاقدات المشروع.

وسيعطي المشروع أيضاً الأولوية للمشاركة الفعالة من جانب المواطنين والمجتمعات المحلية، وينشئ آلية تخطيط ومراقبة يقودها المجتمع، وتخوِّل المواطنين الحصول على تحديثات منتظمة حول سير العمل، وإبداء آرائهم وملاحظاتهم بشأن التنفيذ.

وَبحلول عام 2037، من المتوقع أن ينقل خط السكك الحديدية الذي تم تجديده 6.3 مليون طن من البضائع المحلية، و1.1 مليون طن من الصادرات/ الواردات، و2.85 مليون راكب، بما في ذلك السلع الأولية غير المعبأة (مثل الحبوب أو مواد البناء) والسلع المعبأة في حاويات (مثل السلع الصناعية والاستهلاكية). وسيعبر خط السكك الحديدية ضمن 8 محافظات عراقية، مما يعزز التكامل على مستوى جمهورية العراق الاتحادية، ويعود بالنفع على نحو 17 مليون شخص.

وسيؤدي تحوّل حركة نقل البضائع من الشاحنات إلى القطارات إلى تقليل الأضرار التي تلحق بالطرق بشكل كبير، وخفض تكاليف صيانتها السنوية. وسيوفر المشروع أكثر من 3 آلاف وظيفة بدوام كامل في مجال الإنشاءات طوال 7 سنوات. فبمجرد بدء عمليات السكك الحديدية وأعمال التوسع على مستوى القطاع، من المتوقع أن يوفر المشروع 21900 فرصة عمل سنوياً بحلول عام 2024.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مشروع توسعة طريق معرة مصرين إدلب يسير بوتيرة متسارعة
  • افتتاح جزء جديد من ازدواجية طريق السلطان تركي بن سعيد أمام الحركة المرورية
  • العراق يحصل على تمويل لدعم تحديث السكك
  • يفتح آفاقًا للتجارة والتنقل والتنمية.. طريق النصر شريان استراتيجي ينعش الساحل الغربي
  • تركيا تقترب من تحقيق حلم “طريق التنمية”.. خطوة واحدة تفصلها عن الخليج!
  • إطلاق مشروع تثنية طريق الكركرات الحدودي
  • البنك الدولي يوافق لأول مرة في دولة عربية على مشروع بقيمة 930 مليون دولار
  • السوداني: صنع في العراق مشروع وطني نراهن عليه
  • من الحرب إلى العقوبات: السودان في طريق مسدود اقتصاديًا
  • العراق ينضم إلى “طريق الحرير النظيف” لمكافحة الفساد