المسلة:
2025-06-21@21:55:54 GMT

قصة العراق وطريق الحرير

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

قصة العراق وطريق الحرير

3 أكتوبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

زيد المحمداوي

منذ سقوط القطب العالمي الثاني وهو الاتحاد السوفييتي عام 1991 وامريكا انفردت في الهيمنة على العالم لكن في نفس الوقت احس المعسكر الشرقي بالخطر الكبير من قبل الغرب وحلف الشمال الأطلسي، بدء التحرك الصيني الفعلي نحو سد فراغ الاتحاد السوفييتي ولكن خطواتها كانت بطيئة ومحكمة وغير مستفزة للغرب.

كان الطريق الاقتصادي هو طريق الصين نحو القطب العالمي الثاني، ومن الخطوات الصينية المهمة هي انشاء حلفين متوازيين غير متقاطعين واحدهما يعضد الاخر وهما منظمة شانغهاي التي بدأت مشوارها لترسيم الحدود بين الصين وبعض الدول التي خرجت من الاتحاد السوفييتي ثم تحول الى حلف امني ومن ثم الى اقتصادي وسياسي، للعلم ان الاجتماع الأخير للمنظمة صوت بانضمام ايران اليها بعدما كانت عضو مراقب بالمؤتمر.

اما الحلف الثاني الذي برعامة الصين هو دول بريكس وخصوصا بعد الاجتماع الأخير في دولة افريقيا الجنوبية وانضمام دول مهمه من ناحية الطاقة كالسعودية وايران وكذلك تصريح الرئيس الروسي بوتين و رئيس الجنوب افريقي المتضمن نية دول بريكس بأنشاء عملة موحدة للتعامل بينهم بدل الدولار الأمريكي.

ان التحرك الصيني بالعموم ضم عدة دول التي هي ليست على وفاق من الغرب وامريكا والتي تعرضت او تحت العقوبات الامريكية مثل روسيا وايران وكوريا الشمالية وغيرهم من الدول معارضة للنهج الغربي، واما الصين هي المتصدية للمبادرات لان الغرب والعالم لا يستطيع ابدا ان يفرض على الصين العقوبات لان أمريكا والعالم هو الذي سيتضرر.

وان التحرك الصيني بالعموم هو تحرك اقتصادي لذلك اضافت خط ثالث ليكون موازي للخطين الاخرين المذكورين أعلاه لكن بصبغة اقتصادية مئة بالمئة لكن بالحقيقة هو حلف اقتصادي سيتحول الى سياسي لان الصين حتما ستدافع عن مصلحتها، الخط الثالث هو مشروع الحزام والطريق الذي يمر بعدة دول وله عدة مسارات ومنها من يمر بالعراق عن طريق ميناء الفاو او عن طريق ايران فالعراق فسوريا والبحر الأبيض المتوسط فاوروبا.

للعلم وكما قلت سابقا ان طريق الحرير هو حلف سياسي مغلف باقتصاد وطريق وسكك حديد وطريق ملاحة، واخذت الصين المشروع على محمل الجد وانشات له بنك (البنك الاسيوي للاستثمار بالبنى التحتية) والذي هو معادل الى البنك الدولي من حيث الاعمال والمهام والاقراض.

العديد من الدول ومنها المجاورة للعراق تعي ما يدور بالمنطقة والعالم ولذلك تحركت نحو الشرق ليكون لها السبق في التحول العالمي الجديد ولذلك اخذت عدة خطوات:

1 – انها سارعت لتكون جزء من البنك الاسيوي للاستثمار بالبنى التحتية الا العراق، ويقال أخيرا طلب الانضمام الية ولكن لا نعلم كم ساهم بالبنك، للعلم ان البنك يتعام باليوان لا الدولار ولذلك لا يستطيع العراق ان ينضم الية لان أموال العراق بالدولار وعند الامريكان بالبنك الفدرالي الأمريكي.

2 – سارعت دول المنطقة والعالم للانضمام او طلب الانضمام الى منظمة شانغهاي والعراق لم يفكر بالأمر حتى.

3 – سارعت دول المنطقة الى الانضمام لدول البريكس ومنها ايران والسعودية ومصر والامارات والقسم الاخر طلب الانضمام ولكن العراق لم يفكر بالموضوع ابدا.

4 – سارعت دول المنطقة ومنها الجمهورية الإسلامية في ايران والعربية السعودية والامارات والكويت (تأجير جزيرة بوبيان) بالذهاب الى الصين كي تتفق معها حول مشروع الحزام والطريق وحتى ان بعض زعماء دول الخليج صرح بحجم الأموال المخصصة لهذا المشروع، لكن العراق اخذ خطوات تعارض مشروع الحرير وهي:

أ – إعطاء مشروع انشاء ميناء الفاو الكبير لشركة دايو المملوكة لشركة موتور الامريكية وبالتالي استبعدت الصين من المشروع.

ب – قام العراق بتبني مشروع اسمة طريق التنمية وهو طريق بري وسككي من الجنوب الى الشمال برعاية خليجية واستبعاد كامل للصين والشرق، وهو طرح مغاير وبديل عن المشروع الصيني.

ج – التصريحات الأخيرة للمسؤولين العراقيين بتكذيب وجود المشروع او تسفيهه او القول بان الطريق لا يمر بالعراق وكانه طريق فقط (شارع) متناسين انه حلف اقتصادي سياسي، وخصوصا التصريح الأخير للحكومة بان العراق ليس على طريق الحرير.

د – ان الحكومة بدل من ان تمضي بمشاريع مع دول سيكون لها مستقبل كبير، ذهبت باتجاه دول خاسرة لا مستقبل لها مثل أوكرانيا، وتصريح بعض المسؤولين ان العراق يقترب من توقيع عقد مع شركة أوكرانية لاستثمار غاز حقل عكاز، للعلم ان يوم امس المحلل السياسي وعضو السي أي أي السابق يقول ان أوكرانيا لديها ثلاث طرق لا اكثر فأما ان تخسر الحرب او تمحى او تستلم لروسيا بالشروط المفروض عليها.

وبالتالي أتمنى من الحكومة ان لا تضيع بوصلة أهدافها وان تراهن على الفرس الفائز لا الخاسر وان تستغل ولادة القطب العالمي الجديد باستغلال الأطراف المتنازعة في مصلحتها لا ان تكون تابعة لطرف ضد طرف اخر على رغم بعدم وجود مصلحه لها في ذلك.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

طلاب "تجارة عين شمس" يطرحون رؤية جديدة للتسويق المستدام في مشروع تخرج حول الملابس المستعملة

قدّم طلاب الفرقة الرابعة بنظام الساعات المعتمدة – تخصص تسويق – بكلية التجارة جامعة عين شمس، مشروع تخرج ميداني بعنوان: "دور التسويق المستدام في تعزيز نية شراء الشباب للملابس المستعملة.. دراسة ميدانية"، والذي يُعد محاولة جادة لربط مفاهيم التسويق المعاصر بالمسؤولية المجتمعية والوعي البيئي، انطلاقًا من الدور الحيوي الذي يؤديه التسويق في تشكيل سلوك المستهلك.

جاء المشروع تحت إشراف علمي من الدكتورة جيهان رجب، أستاذ التسويق بكلية التجارة جامعة عين شمس، وبإشراف مساعد من حنان حسين، المدرس بقسم التسويق، فيما تشكّلت لجنة التحكيم من الدكتورة  عزة البورصلي، أستاذ التسويق بالكلية، وخالد السيد، رئيس قطاع التسويق بشركة "يونيفرسال" للأجهزة المنزلية، إلى جانب المهندس أسامة فوزيا، مدير التسويق بوكالة Digits الإعلانية الإقليمية.

ينطلق المشروع من واقع التحديات البيئية المتفاقمة، حيث تُعد صناعة الملابس والأزياء من أكثر الصناعات استهلاكًا للموارد الطبيعية مثل المياه والطاقة، فضلًا عن مساهمتها الكبيرة في انبعاثات الكربون وتراكم النفايات الصلبة. ومن هذا المنطلق، يسعى الطلاب إلى تقديم نموذج تطبيقي للتسويق المستدام، يعتمد على إعادة توجيه سلوك الشباب نحو خيارات أكثر وعيًا، من خلال الترويج للملابس المستعملة كبديل أنيق واقتصادي وصديق للبيئة.

ويهدف المشروع إلى تحقيق عدد من الأهداف المجتمعية والبيئية في آنٍ واحد، أبرزها: تعزيز ثقافة الاستهلاك المسؤول بين فئة الشباب، والحد من التلوث الناتج عن الإنتاج المفرط في قطاع الملابس، والمساهمة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، فضلًا عن توفير منتجات ذات جودة مقبولة بأسعار مناسبة.

كما يسلّط المشروع الضوء على أهمية تغيير النظرة السلبية السائدة تجاه الملابس المستعملة، وإعادة تقديمها كخيار عصري وعملي يتوافق مع الاتجاهات العالمية نحو الاستدامة. ويؤكد الطلاب أن التسويق يمكن أن يكون أداة فعالة ليس فقط لزيادة المبيعات، بل أيضًا لتوجيه الأفراد نحو ممارسات مسؤولة تدعم البيئة والمجتمع، في إطار من الإبداع والتخطيط الاستراتيجي.

ويُعد المشروع خطوة نوعية تعكس وعي الطلاب بقضايا المستقبل، وقدرتهم على توظيف أدوات التسويق لخدمة أهداف التنمية المستدامة.

مقالات مشابهة

  • وزير الصناعة يتفقد مصنع الخميرة الصناعية بالجلفة
  • الدبيبة يتفقد مشروع محطة كهرباء جنوب طرابلس
  • محافظ أسوان يتابع الأعمال الجارية بمشروع تطوير طريق السادات
  • خبير اقتصادي:مفاعل (دارخواهين) الإيراني النووي هو الأقرب على العراق
  • البريقة تُطلق إجراءات عاجلة لتسريع تنفيذ طريق «أوباري غات»
  • عاجل | إغلاقات مرورية على طريق عمّان – البحر الميت
  • طلاب "تجارة عين شمس" يطرحون رؤية جديدة للتسويق المستدام في مشروع تخرج حول الملابس المستعملة
  • مشروع طاقة شمسية بقدرة 400 ميغاواط في توغو للاكتفاء من الكهرباء
  • مشروع طريق سيار قاري جديد يربط الرباط بالدار البيضاء
  • خبير اقتصادي:مغادرة الشركات النفطية بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية له تداعيات سلبية