لبنان ٢٤:
2025-07-06@05:40:38 GMT

المغزى الحقيقي لصفقة الترسيم البري

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

المغزى الحقيقي لصفقة الترسيم البري

كتب طوني عيسى في" الجمهورية": يبدو أنّ الدور قد وصل فعلاً إلى الترسيم البري، حيث سيكون التحدّي الأبرز هو مزارع شبعا ذاتها. فالحدود اللبنانية- الفلسطينية لا تحتاج إلى ترسيم، وهي مرسّمة في زمن الانتداب الفرنسي في العام 1923، وكل ما في الأمر هو أنّ هناك نقاطاً معينة يتحكّم بها الإسرائيليون، داخل الأراضي اللبنانية.

وإذا تمّ اتفاق الترسيم، فعليهم أن ينسحبوا منها إلى الحدود الدولية التي يعترفون بها منذ أن وقّعوا اتفاق الهدنة في العام 1949. وهذه الحدود تحظى بموافقة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة جميعاً، وبينها إسرائيل.
قد يكون الأكثر إثارة في مفاوضات الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل هو الإشكالية الواقعة في الخط الجنوبي مع سوريا، حيث هناك خلاف بين بيروت ودمشق على العديد من النقاط. وهو خلاف يتكرّر في نقاط عدة من مزارع شبعا امتداداً إلى مجمل الخط الذي يقسم سلسلة جبال لبنان الشرقية. وطبعاً، هو يمتد في عمق البحر قبالة الشاطئ الشمالي. ولذلك، سيحتاج الأمر ذات يوم إلى اتفاق ترسيم مع سوريا، ليتمكن لبنان من استخراج الغاز والنفط في الحدود الشمالية، على غرار ما جرى في الحدود الجنوبية.
وثمة من يعتقد أنّ التفاهم على إنجاز الترسيم البري ليس وليد الساعة، بل تمّ قبل عام، خلال التفاهم على اتفاق الترسيم البحري، وأنّ هذا الأمر بقي واحداً من البنود غير المعلنة في ذلك الاتفاق. ولذلك، حضر الوسيط الأميركي هوكشتاين سريعاً إلى الجنوب، في نهاية آب الفائت، ليشهد على اللحظة الأولى لبدء التنقيب في البلوك 9، وليعلن عن إطلاق مسار الترسيم البري، من دون أي اعتراض في الجانب اللبناني.

وفي الواقع، يحرص الجانبان الأميركي والإسرائيلي على إتمام الترسيم براً، ولو أنّ ذلك سيؤدي مبدئياً إلى انسحاب إسرائيل من نقاط عدة تحتلها اليوم. ولذلك، ثمة من يسأل: لماذا يتحمّس الأميركيون والإسرائيليون إذاً لهذا الترسيم؟
الواضح أنّ إسرائيل وحلفاءها يعيشون اليوم هاجساً أساسياً هو حماية أمن الطاقة. فهي لا تستطيع الاستفادة من مواردها إلاّ في مناخ أمني مضبوط تماماً. كما أنّ الشركات الأجنبية العاملة في البقعة المتوسطية المحاذية للبنان وإسرائيل لا يمكن أن تعمل إلاّ إذا توافر هذا المناخ الذي ستضطلع «اليونيفيل» بدور أساسي فيه.
واستباقاً لاستحقاق التفاوض حول الحدود البرية، سارع «حزب الله» إلى ربط النزاع مع إسرائيل، من خلال الخيمة التي أقامها في منطقة مزارع شبعا. فهذه الخيمة، برمزيتها، هي التجسيد العملاني لكون «الحزب» هو الطرف الأساس في مفاوضة إسرائيل.

بل إنّ اتفاق الترسيم البري المنتظر، وبمعزل عن كيفية مقاربته لملف مزارع شبعا، فإنّه سيمنح «الحزب» موقع الطرف القوي القادر على ضمان الحدود والتزام التفاهمات. وتدرك إسرائيل والولايات المتحدة أنّ أي طرف لا يمكنه أن يحلّ ويربط في لبنان سوى «حزب الله».وفي الخلاصة، الاتفاقات تُعقد عادةً بين الأقوياء، ولا دور للضعفاء فيها، ولا أحد يقيم لهم وزناً إلى طاولة التفاوض.

وهذا يعني أنّ «الحزب» سيحصل على مكاسب أخرى في الداخل اللبناني، مكافأةً له على الانخراط في مناخات التوافق. وستكون التسوية السياسية المفترضة، أي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، أول هذه المكاسب، ولكن لا آخرها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الترسیم البری مزارع شبعا

إقرأ أيضاً:

هذه نقاط الخلاف الرئيسية حول اتفاق وقف إطلاق النار.. ملاحظات إسرائيل

كشفت وسائل إعلام عبرية عن نقاط الخلاف الرئيسية حول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وبحسب القناة الـ 14 الإسرائيلية، فإن نقاط الخلاف الرئيسية تتمحور حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من نقاط مركزية في القطاع، وتغيير آلية إيصال المساعدات الإنسانية، والضمانات لاستمرار المفاوضات.

وقال نوآم أمير المحلل العسكري للقناة، إن "البند الأول يمثل مشكلة فإذا وافقنا عليه، فسنقوّض كل إنجازات عملية مركبات جدعون”.

وأضاف، "أننا إذا وافقنا على البند الثاني، فستستعيد حماس السيطرة على القطاع، وستتلاشى بالكامل إنجازات الشركات الأمريكية العاملة هناك".

وعن البند الثالث، قال أمير "إذا قبلناه فسيمارس ترامب ضغوطًا علينا للانتقال إلى المرحلة الثانية التي تنهي الحرب".

وأوضح، أن "التفاصيل الصغيرة في الصياغات هي التي تحسم، وليست التصريحات الرسمية".

وسبق أن أعلنت حركة حماس في بيان لها ،أنها سلمت ردها على المقترح الذي قدمه الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وتأكيدا لما نشرته "عربي21" قالت الحركة إن الرد الذي سلمته للوسطاء كان إيجابيا، مشددة على أنها جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار.

وجاء في نص بيان الحركة: "أكملت حركة حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة، وقامت الحركة بتسليم الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، والحركة جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار".



وكشف مصدر مطلع لـ"عربي21" أن ردّ حماس تضمن تعديلات بسيطة لا تؤثر على جوهر المقترح، وتتعلق بتدفق المساعدات، واستمرار عمليات الإغاثة في غزة دون تأخير أو تعطيل خلال فترة الهدنة وفقا للبروتوكول الذي جرى تطبيقه في الـ19 من كانون الثاني/ يناير الماضي.

وفي تفاصيل الرد، أكدت الحركة على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال خلال فترة وقف إطلاق النار، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار السابق، مؤكدة على ضرورة وجود ضمانات أمريكية واضحة لا لبس فيها بشأن استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار الدائم إلى حين الوصول إلى اتفاق، دون استئناف من قبل الاحتلال للقصف.

وتوقع المصدر أن يتم الإعلان رسميا عن الوصول إلى اتفاق منتصف الأسبوع الجاري، إن لم تعرقل حكومة الاحتلال مسار المقترح الجديد وتختلق ذرائع لتفجير المفاوضات الجارية، أسوة بالمرات السابقة.

مقالات مشابهة

  • ‏المبعوث الأمريكي توم براك: هذه لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية المتوترة في الماضي وتحقيق الوعد الحقيقي للبنان
  • إسرائيل تدرس رد حماس مساء قبل توجه نتنياهو إلى واشنطن
  • غارة إسرائيلية من مسيّرة تستهدف منزلا في شبعا ووقوع إصابات
  • المزارع اللبنانيّة والسوريّة تُحدّدها إتفاقيّة 1947 بين البلدين بالأرقام والمساحة
  • هذه نقاط الخلاف الرئيسية حول اتفاق وقف إطلاق النار.. ملاحظات إسرائيل
  • سوريا: مستعدون للعودة إلى اتفاق 1974 مع إسرائيل
  • عن مزارع شبعا وسلاح حزب الله... هذا ما كشفه أبو الحسن
  • هذا ما بحثه حيدر واصحاب شاحنات النقل البري
  • قاسم هاشم: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانية
  • نبض لإعمار كفرشوبا: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أراضٍ لبنانية