الـ”تيك توك”.. كابوس أم وسيلة تعليمية قوية؟
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
بقلم: مشاعل سعد المطيري
عندما نتحدث عن تطبيق “تيك توك” أول ما يتبادر إلى الذهن المقالب والمقاطع المضحكة والرقص حيث أرتبط هذا التطبيق بالمراهقين، ولكن وبعيداً عن التعميم فإن المطلع على منصة “تيك توك” يرى أنها ليست مكاناً للمراهقين فقط، بل هي منصة مسيطرة ولها ثقلها في وقتنا الحالي، حيث تناول الكثير من الكتّاب مواضيع تظهر التأثير القوي لهذه المنصة، ومنهم الكاتب خالد المطرفي في سبتمبر الماضي حيث كتب (تيك توك المنصة المسيطرة على التكنولوجيا الإخبارية)، ومن الملاحظ الحضور القوي لهذه المنصة في أغلب دول العالم، حيث أنها من التطبيقات الحديثة بين تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث تنطلقت في 2016م باسم “ميوزكلي” في الصين، ثم استحوذت عليها شركة “بايت دانس للتكنولوجيا” الصينية في نهاية 2017م وسمّتها “تيك توك”، وخلال فترة زمنية قصيرة انتشر التطبيق انتشار النار في الهشيم؛ وذلك لأن ما يميز هذا التطبيق أو السر فيه يكّمن في الخوارزمية فإذا شاهدت مقطعاً تعليمياً واحد على سبيل المثال فأنت تحفز خوارزميات تك توك لمدك بالمزيد من تلك المقاطع التعليمة بكافة اللغات، أيضاً سهولة الاستخدام لهذا التطبيق، والسماح تقريباً لجميع الفئات العمرية باستخدامه مما ساعد على زيادة نسبة المشاهدة.
وعندما نتحدث عن توظيف “تيك توك” في التعليم فأننا نتحدث عن تحديات مضاعفة وذلك بسبب السمعة السيئة التي رافقت هذا التطبيق، حيث تسعى شركة “تيك توك” لتغيير هذه السمعة وجعله منصة إعلامية مهمة وذلك باستثمار 14،5 مليون دولار لإشاء محتوى تعليمي هادف فأطلقت شركة تيك توك مفهوم Nano- learning ويعني التعليم المصغر جداً، حيث لا يتجاوز مدته 15 إلى 60 ثانية وذلك بالعمل بجهد على مادة تعليمية محددة وواضحة خلال فترة زمنية قصيرة.
أخبار قد تهمك الحكومة الصومالية تحظر “تيك توك” و “تليجرام” 22 أغسطس 2023 - 3:37 صباحًا نيويورك تحظر «تيك توك».. بسبب تهديد أمني 18 أغسطس 2023 - 12:35 مساءًإنه من المهم جداً العمل على استثمار هذا التطبيق في التعليم الإلكتروني وصناعة محتوى تعليمي ممتع وذلك لأن الجيل الجديد لديه مدى انتباه أقل بكثير من الأجيال السابقة وذلك بسبب التكنولوجيا التي تحيط به من كل حدبٍ وصوب، فيفضل الجيل الجديد المحتوى القصير على المحتوى الطويل، ويعتبر تطبيق “تيك توك” من أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي انتشاراً وأكثرها نمواً حيث إن هناك أكثر من مليار و800 مستخدم نشط شهرياً، وذلك وفق إحصائيات الشركة المنتجة، وهذا يشير إلى أن المستخدمين يقضون مايديد على 50 دقيقة يومياً على التطبيق؛ وأظهرت إحصائية “رويترز” أيضاً أن 43٪ من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تطبيق تيك توك تتراوح أعمارهم بين 14-30 عاماً وهذه الإحصائيات تجعل من التطبيق أداة مهمة لدعم وتعزيز التعليم، فالشعبية الكبيرة لهذا التطبيق بين فئة المراهقين تضعنا أمام تحدٍّ كبير لجعله وسيلة للطلاب لتوجيهه حتى يصبح أداة تعليمية ممتعة بدلاً من محاربتها وطلب حجبها، فواجبنا تعليم الطلاب كيفية استخدامه بإمان خارج الفصل وبما في ذلك تعليمهم أخطار هذا التطبيق وكيفية جعل الحساب خاصاً؛ والاستفادة من التجارب التعليمية المميزة التي تتضمن استخدام التطبيق في مختلف المجالات التعليمية والتي حقق أصحابها شهرة واسعة لإبداعهم لإيصال المعلومة.
مما لا شك أن “تيك توك” مصدر إلهاء كبير للطلاب، والأكيد أن فيه الكثير من التنمر وأيضاً تدور حوله المخاطر والشبهات وذلك مع احتمال تدخل بعض الجهات المستفيدة سواءً حكومات أو كيانات والذي يلوح في الأفق لاستخدام بيانات المستخدمين وجمعها لأغراض غير واضحة، ومع وجود تلك المخاطر من هذا التطبيق، ليس أمامنا كتربويين وأولياء أمور إلا أن نتعاون فيما بيننا لحماية الطلاب وتثقيفهم وتعريفهم بما هو لائق ومأمون لاستخدامهم وكيف يتصرفون بشكل مسؤول وبذلك يمكنهم أن يحصدوا المنافع التي تتيحها تلك التطبيقات.
في النهاية يمكننا كتربويين التقليل من تلك المخاطر والتركيز على إبراز الجانب المشرق من توظيف تيك توك وتسخيره لخدمة التعليم والاستفادة منه أكثر بإدخاله في مجال التعليم ليستفيد الطلاب من التقنيات الممتعة لأغراض ذات قيمة وفائدة؛ وخاصة أن أعمار أغلب المستخدمين لهذا التطبيق تتراوح بين 14-30 عاماً وفق إحصائيات الشركة المنتجة، ومن الأهمية بمكان أن نكون عنصر تغيير من خلال التكنولوجيا وتسخيرها لخدمة أبنائنا المتعلمين.
باحثة دكتوراة في التعليم.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: تيك توك هذا التطبیق تیک توک
إقرأ أيضاً:
مستشفى النعيرية يحول غرف التنويم إلى واحات تعليمية وترفيهية للأطفال
حول مستشفى النعيرية العام، التابع لتجمع الشرقية الصحي، أقسام التنويم لديه إلى منصات تفاعلية تجمع بين العلاج والترفيه والتعليم، وذلك عبر مواصلة تنفيذ مبادرته النوعية لدعم الأطفال المنومين نفسياً ومعرفياً، بهدف تسريع وتيرة تعافيهم وتحويل بيئة المستشفى إلى مساحة صديقة للطفل تكسر حاجز الخوف من العلاج.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وتستهدف المبادرة دمج الأطفال المنومين في بيئة تعليمية وترفيهية حيوية، من خلال حزمة من الأنشطة التفاعلية المدروسة التي تشمل ورش الرسم، وجلسات الحكاية، وعروض الدمى، والألعاب الحسابية التي تحفز الذهن وتبعد الطفل عن أجواء المرض التقليدية.
أخبار متعلقة تحرك رسمي لإنشاء جمعية تعاونية لمزارعي الأسماك بالشرقيةتطوير شامل بمرافق واجهة الظهران البحرية لخدمة الرياضة والترفيهالصحة النفسيةوتأتي هذه الخطوة انسجاماً مع استراتيجية وزارة الصحة وتجمع الشرقية الصحي الرامية إلى ترسيخ مفهوم «الصحة المتكاملة»، حيث لم تعد الرعاية تقتصر على الجانب الدوائي والسريري فحسب، بل امتدت لتشمل الصحة النفسية والاجتماعية كجزء لا يتجزأ من الخطة العلاجية.
وفي هذا الصدد، أكد مدير الخدمات الصحية المدمجة بالنعيرية عبدالعزيز العنزي أن المستشفى يتعامل مع هذه البرامج بوصفها ضرورة علاجية وليست ترفيهاً هامشياً، مشدداً على أن تحسين الحالة النفسية للطفل يلعب دوراً حاسماً في تعزيز استجابته للعلاج الطبي وتقليل مدة بقائه في المستشفى.
ويتبنى المستشفى نهجاً شمولياً يدمج الدعم النفسي بالبروتوكولات العلاجية، مما يسهم بشكل مباشر في تخفيف الآثار النفسية السلبية التي قد تلازم الطفل نتيجة تواجده في بيئة المستشفى، ويدخل البهجة والسرور إلى نفوس المرضى الصغار عبر الهدايا والأنشطة.
من جهتها، أوضحت المشرفة على المبادرة نعيمة رشيدان أن البرنامج يركز على تمكين الأطفال من التكيف النفسي والاجتماعي مع ظروفهم الصحية الطارئة، مشيرة إلى أن هذه الجهود تعكس البعد الإنساني العميق للخدمات الصحية المقدمة في منشآت تجمع الشرقية الصحي.
ولاقت المبادرة صدى إيجابياً واسعاً لدى أسر الأطفال المنومين، الذين لمسوا تحسناً ملحوظاً في معنويات أبنائهم وتقبلهم للعلاج، مما يعزز الثقة في المنظومة الصحية ويؤكد نجاح المستشفى في خلق تجربة علاجية آمنة وإيجابية تتجاوز المفهوم التقليدي للتنويم.