أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية على أهداف تابعة لحركة حماس داخل قطاع غزة، ردا على الهجوم المباغت للحركة الإسلاموية على إسرائيل

شنت حركة حماس السبت (السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023)  هجوما مباغتا بإطلاقها آلاف الصواريخ كما تسلل مقتلون من القطاع غزة في أراضٍ إسرائيلية  وأسروا إسرائيليين. وردّت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة.

وصدرت إدانات دولية لهجوم حماس، ودعت دول أخرى الى ضبط النفس. وسيعقد مجلس الأمن جلسة طارئة الأحد لبحث الوضع في ظل خشية من توسع التصعيد.

 

مئات القتلى والجرحى من الطرفين

قتل ما لا يقل عن 300 إسرائيلي وأصيب أكثر من 1590 آخرين في الهجوم الكبير الذي شنته حركة حماس الفلسطينية من قطاع غزة، وفقا لمصادر طبية اسرائيلية. وأدت الغارات الانتقامية الإسرائيلية على قطاع غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 232 شخصا وإصابة ما يقرب من 1700 آخرين، وفقا لوزارة الصحة هناك.

وقصفت طائرات حربية إسرائيلية السبت ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس الذين شاهدوا تصاعد الدخان الكثيف مع انهيار الأبراج بالكامل. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان عمليات القصف، قائلا إن "منظمة حماس الإرهابية تتعمد زرع مرافقها العسكرية بين السكان المدنيين في قطاع غزة". مشيرا إلى أنه أصدر تحذيرا مسبقا للسكان ... وطلب منهم إخلاء" المباني. 


 

نتنياهو: "ستنتقم إسرائيل لهذا اليوم الأسود".

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتقام من حركة حماس، وقال في كلمة أدلى بها مساء السبت للشعب الإسرائيلي "سنحول جميع الأماكن التي تُنظم فيها حماس وتختبئ فيها إلى جزر من الأنقاض". وقال مخاطبا سكان غزة: "اهربوا من هناك الآن، لأننا سنتحرك في كل مكان وبكل قوتنا". وأردف: "ستنتقم إسرائيل لهذا اليوم الأسود". وقال نتنياهو، الذي ذكر في وقت سابق للمواطنين أن إسرائيل الآن "في حالة حرب"، إن "هذه الحرب ستستغرق وقتا". وتابع: "لا تزال هناك أيام صعبة في المستقبل".

يشار إلى أن حركة "حماس" هي مجموعة مسلحة إسلاموية فلسطينية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول العربية على أنها منظمة إرهابية.

إلغاء عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب

ألغت شركات طيران عدة عشرات الرحلات إلى تل أبيب، وفق بيانات الوصول في مطار بن غوريون الدولي المنشورة على الإنترنت. ومن بين هذه الشركات التي أوقفت رحلاتها الى مطار بن غوريون في تل أبيب، لوفتهانزا وطيران الإمارات و"راين إير" وخطوط إيجه الجوية وشركات أمريكية والخطوط الجوية الفرنسية. لكن السلطات لم توقف الرحلات التجارية في هذا المطار ولا في مطار رامون قرب إيلات بجنوب إسرائيل، وهو المطار الدولي الثاني في البلاد. وفي ألمانيا، أعلنت شركة الطيران العملاقة لوفتهانزا عن تقليص عدد رحلاتها إلى إسرائيل.

وحثت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية الأحد شركات الطيران الأمريكية والطيارين على توخي الحذر عند التحليق في المجال الجوي الإسرائيلي. يأتي ذلك تماشيا مع تحذير أصدرته الحكومة الإسرائيلية وينطبق على جميع الارتفاعات.

بلينكن يبحث مع مصر في "وقف فوري" لهجوم حماس

أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السبت محادثات مع نظيره المصري سامح شكري على أمل أن تساعد مصر في وضع حد للهجوم الذي تشنه حركة حماس ضد إسرائيل، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية. وشدد بلينكن خلال مكالمة مع شكري على "ضرورة التوصل إلى وقف فوري للهجوم المروع الذي يشنه إرهابيو حماس ضد إسرائيل"، حسبما قال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر.

وعا وزير بلينكن السبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى "مواصلة وتكثيف الإجراءات لاستعادة الهدوء والاستقرار في الضفة الغربية المحتلة"، بحسب بيان للخارجية الأمريكية. وأكد بلينكن "الإدانة القاطعة لهجمات حماس الإرهابية ضد إسرائيل، ودعا جميع القادة في المنطقة إلى إدانتها"، بحسب البيان.

و قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت إن الولايات المتحدة تعمل مع حكومات أخرى لضمان عدم انتشار الأزمة واحتوائها في غزة بعد هجوم دام نفذته حركة حماس على إسرائيل.
 

واشنطن: من "المبكر جدا" الحدث عن تورط مباشر لإيران

أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض السبت أن "من المبكر جدا القول" إذا كانت إيران "متورطة مباشرة" في الهجوم الذي تشنه حماس ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها حاليا "أي مؤشر" في هذا الاتجاه. لكن المسؤول أضاف أنه "ليس هناك شك" في أن حماس "ممولة ومجهزة ومسلحة" من جانب نظام طهران.

مصر تحذّر من "حلقة مفرغة" من التوتر الإقليمي

حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت من "حلقة مفرغة" من التوتر في المنطقة، خلال اتصال مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس. وأعلنت الرئاسة المصرية أن الاتصال بحث في "التشاور والتنسيق بشأن جهود وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي"، مضيفة في بيان أن الرئيسين أعربا عن "عن القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث". وأكدا ضرورة "وقف التصعيد والعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، بهدف احتواء الموقف والحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح".

ونقل البيان عن السيسي تأكيده إجراء القاهرة اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة "من أجل احتواء التصعيد الراهن"، محذّرا من "خطورة تردي الموقف وانزلاقه لمزيد من العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ودخول المنطقة في حلقة مفرغة من التوتر تهدد الاستقرار والأمن الإقليميين". وكانت الخارجية المصرية حذّرت في وقت سابق من "مخاطر وخيمة للتصعيد"، داعية الطرفين "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس". 

وتعتبر مصر الوسيط التقليدي بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.

بايدن يعرض  "جميع سبل الدعم المناسبة" لإسرائيل

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال السبت إن الولايات المتحدة  مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة"  ، محذرا "أي طرف آخر معاد
لإسرائيل" من انتهاز الفرصة. وأردف في تعليقات منددة بالهجوم وبثها التلفزيون "لن نتقاعس أبدا عن مساندتها"، مشيرا إلى إسرائيل. وذكر بايدن في بيان بعد تحدثه مع نتنياهو "أوضحت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أننا على استعداد لتوفير جميع سبل الدعم المناسبة لحكومة إسرائيل وشعبها".

وأضاف في تحذير مباشر "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها. تحذر الولايات المتحدة أي طرف آخر معاد لإسرائيل من السعي لانتهاز الفرصة في هذا الموقف".
 

إدانات دولية لهجوم حماس ودعوات إلى "ضبط النفس"

نددت  الأمم المتحدة والحلف الأطلسي وأطراف غربية على رأسها الولايات المتحدة وألمانيا ودول أوروبية والاتحاد الأوروبي بالهجوم الذي نفّذته السبت حركة حماس على إسرائيل . فيما دعت موسكو إلى "ضبط النفس" وأنقرة إلى "التصرف بعقلانية". ودعت الجامعة العربية وعدد من الدول العربية  إلى "ضبط النفس" مشددة على ضرورة تحريك عملية السلام. 

في المقابل، أعلنت إيران وسوريا دعمهما للعملية، وهنأ حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن حماس على العملية.

  ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب أ)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: قصف إسرائيل على غزة احتجاز الرهائن كتائب عز الدين القسام حركة الجهاد الإسلامي بنيامين نتنياهو سيدروت القدس تل أبيب الجيش الإسرائيلي إدانات دولية لهجوم حماس قصف إسرائيل على غزة احتجاز الرهائن كتائب عز الدين القسام حركة الجهاد الإسلامي بنيامين نتنياهو سيدروت القدس تل أبيب الجيش الإسرائيلي إدانات دولية لهجوم حماس الولایات المتحدة فی قطاع غزة ضد إسرائیل حرکة حماس ضبط النفس

إقرأ أيضاً:

قطاع الموانئ في الحديدة .. أضرار وخسائر جراء العدوان الأمريكي – الإسرائيلي:الأمم المتحدة تحذر من تداعيات استهداف موانئ الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن

تعرض قطاع الموانئ في الحديدة لأضرار كارثية خلال العدوان الأمريكي الإسرائيلي على مدى 11 شهرا، وهو ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية ومصادر رزق آلاف العاملين فيه.

وفي الأيام الأولى للعدوان وبالتحديد في العشرين من يوليو العام الماضي، استهدف طيران العدو الصهيوني بشكل ممنهج الكرينات الجسرية ومنشأة النفط بميناء الحديدة، مما أدى إلى تدمير أربعة منها و9 خزانات نفطية.

وفي التاسع والعشرين من سبتمبر 2024م جرى استهداف محطة الكهرباء بميناء الحديدة، وفي التاسع عشر من ديسمبر استهدف الطيران الإسرائيلي 6 منشآت بحرية، تمثلت في المنشآت القاطرة للسفن “ابوعلي” في ميناء الصليف و”21 سبتمبر” في ميناء رأس عيسى النفطي و”الطير والفا 1 وحجة” والكرين العائم، فيما تم استهداف لنش رأس عيسى في السادس والعشرين من ديسمبر.

ونفذ طيران العدو الصهيوني سلسلة من الغارات الجوية على موانئ البحر الأحمر وبعدد 68 غارة جوية على مدى “يناير – مايو” من العام الجاري 2025م، كان اعنفها وأكثرها دموية استهداف طيران العدو الأمريكي مواقع تفريغ المشتقات النفطية في رأس عيسى النفطي راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد وجريح، وتدمير العدو الإسرائيلي الأرصفة (1، 2، 5، 6، 7، 8)، ورافعتين رئيسيتين، في ميناء الحديدة.

الثورة / أحمد كنفاني

يأتي ذلك الاستهداف الممنهج لموانئ الحديدة لإيقاف العملية التشغيلية والضغط على الموقف اليمني المساند لفلسطين.

ولم يقتصر الضرر على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتد ليشمل البيئة البحرية، حيث تسبب استهداف أنابيب ومنصات التعبئة وتسرب الوقود إلى البحر بتلويث المياه، مما أثر على الحياة البحرية وأدى إلى تقليل أعداد الأسماك في المنطقة، ناهيك عن حدوث أزمة وقود بالمحافظات دامت لأيام وأدت إلى توقف الحركة وتفاقم معاناة المواطنين.

” أرقام رسمية”

أوضحت مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية- في بيان صادر عنها في مؤتمر صحفي عقد بميناء الحديدة الأحد الماضي بحضور وزير النقل والأشغال العامة محمد قحيم ومحافظ الحديدة عبدالله عطيفي ووكيل قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية والمغتربين السفير إسماعيل محمد المتوكل، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد أحمد الوشلي، ووفد أممي مشترك برئاسة مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ماريا روزاريا برونو، وعدد من ممثلي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة- أوضحت أن حجم الأضرار التي لحقت بموانئ “الحديدة والصليف ورأس عيسى”، جراء سلسلة غارات طيران العدوان الصهيوني، الأمريكي منذ يوليو 2024 حتى مايو 2025 تجاوز ملياراً و387 مليون دولار، منها أكثر من 531 مليون دولار أضرار مباشرة، و856 مليون دولار خسائر غير مباشرة نتيجة توقف الخدمات وتعطل تدفق الإمدادات.

وأكدت المؤسسة أن الاعتداءات طالت البنية التحتية والمنشآت التشغيلية للموانئ المدنية، وتسببت في تدمير 6 من الأرصفة ورافعتين رئيسيتين، ومحطات كهرباء ومولدات، ومرافق خدمية ولوجستية، بما في ذلك الأرصفة العائمة والقاطرات والمستودعات، التي كانت مخصصة لتفريغ المواد الغذائية والإغاثية والدوائية.

وأشارت إلى أن العدوان الأمريكي الإسرائيلي تعمد استهداف موانئ مؤسسة البحر الأحمر اليمنية لمعرفته بأهميتها وارتباطها بحياة الشعب اليمني ومنها ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يوفر الدواء والغذاء للشعب اليمني، وأيضا ميناء رأس عيسى النفطي الذي يوفر المشتقات النفطية لمختلف المحافظات.

ولفتت المؤسسة إلى أن هذا الاعتداء الإرهابي يمثل انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن تدمير المطارات والموانئ لا يهدف سوى لتعميق المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، ويكشف الوجه الحقيقي لواشنطن وتل أبيب كراعيتين للإرهاب العالمي.

واعتبرت أن تكرار سيناريو هذا العدوان محاولة مكشوفة لثني الشعب اليمني عن مواقفه المبدئية والثابتة في دعم القضية الفلسطينية ونصرة أبناء غزة في وجه العدوان الصهيوني.. داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف العدوان ومحاسبة المعتدين.

وجددت المؤسسة التأكيد على أن اليمن سيظل صامداً، ولن تنل هذه الاعتداءات من عزيمة شعبه وإصراره على مواصلة موقفه المشرف في مواجهة الهيمنة والاستكبار العالمي.

وطالبت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) بإدانة هذا الاستهداف لمطار صنعاء والعمل على حماية المنشآت المدنية.

كما طالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية بتوثيق هذه الجرائم، وفضحها أمام العالم، والضغط لرفع الحصار الجائر عن اليمن.. مؤكدة أن استهداف المرافق المدنية هو امتداد لسجل طويل من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها أمريكا وإسرائيل بحق الشعوب الحرة.

“إدانات دولية”

حذّر تقرير أممي من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، بعد العدوان الأمريكي الإسرائيلي الذي استهدف موانئ الحديدة.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إن وضع الأمن الغذائي في اليمن لا يزال حرجاً، مع ارتفاع نسبة الأسر التي تعاني من صعوبة في تأمين حاجتها من الغذاء.

ولفت إلى أن الغارات الجوية التي استهدفت موانئ الحديدة في أبريل ومايو العام الجاري، تسببت بأضرار جسيمة في البنية التحتية للموانئ. وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي نتيجة انخفاض القدرة على استقبال البضائع الإنسانية والتجارية.

وأضاف: “رغم التحسن المؤقت الذي طرأ خلال شهر مارس بسبب شهر رمضان، فإن وضع الأمن الغذائي في اليمن يظل حرجاً، مع تدهور كبير شهدناه خلال العام الماضي”.

وأكد أن أحدث بيانات رصد الأمن الغذائي التي أصدرها برنامج الأغذية العالمي، تظهر أن 57% من الأسر التي شملها الاستطلاع لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية.

وأشار إلى أن معدل انتشار الاستهلاك غير الكافي للغذاء كان أعلى بنسبة 25% في مارس الماضي، كما ارتفعت مستويات الحرمان الغذائي الشديد (سوء استهلاك الغذاء) بنسبة 12% على أساس سنوي.

من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ استهداف الجيش الأمريكي والإسرائيلي لميناءي الحديدة ورأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة غربي اليمن، وما خلّفه من مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم مسعفون، تُعدّ جرائم حرب بموجب القانون الدولي، مؤكدًا ضرورة فتح تحقيق مستقل ومحاسبة الجهات المسؤولة، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الهجمات التي تهدّد حياة المدنيين وتقوّض الحماية القانونية المكفولة لهم في سياق النزاعات المسلحة.

وأكد أن الادعاءات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تبرر استهداف منشآت مدنية حيوية وتدميرها بالكامل، والتسبّب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وأشار إلى أنّ بيان “سنتكوم” يعكس استخفافًا أمريكيًا إسرائيليا صارخًا بالقانون الدولي الإنساني.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ طبيعة المواقع المستهدفة، إلى جانب الخسائر البشرية الجسيمة الناتجة عن الهجوم، تثير شبهات خطيرة بوقوع جريمة حرب وفقًا لأحكام القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، والقواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني، حيث تشدد هذه المواثيق الدولية على الحظر المطلق لاستهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، وضرورة اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحمايتهم وتحييدهم عن الأعمال العدائية، وتقليل الأضرار التي قد تلحق بهم إلى الحد الأدنى، حتى في حال وجود أهداف عسكرية مشروعة.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ اللجوء إلى القوة العسكرية في هذا السياق يُمثّل انتهاكًا جوهريًا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الآمرة في القانون الدولي، إذ تحظر المادة (2/4) من الميثاق استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، باستثناء حالتين حصريتين: الدفاع الشرعي عن النفس وفقًا للمادة (51)، شريطة وجود هجوم مسلح مباشر ووشيك، وأن يتم استخدام القوة في حدود الضرورة والتناسب، أو صدور تفويض صريح من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع لاتخاذ تدابير عسكرية لحفظ السلم والأمن الدوليين.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • قطاع الموانئ في الحديدة .. أضرار وخسائر جراء العدوان الأمريكي – الإسرائيلي:الأمم المتحدة تحذر من تداعيات استهداف موانئ الحديدة على الوضع الإنساني في اليمن
  • الأمم المتحدة: هجمات إسرائيل على المدارس «جرائم حرب»
  • صاروخ يمني يستهدف إسرائيل.. وصافرات الإنذار تدوّي في مئات المواقع
  • الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء عدة أحياء في شمال غزة
  • اليونيفيل على محك التجديد ومساعٍ لـملاءمة دورها بعد الحرب
  • مظاهرات في برلين احتجاجاً على هجوم “إسرائيل” على سفينة “مادلين”
  • غزة.. عشرات الضحايا بقصف إسرائيلي جديد
  • عشرات الضحايا وتحذيرات من نفاد وقود المستشفيات.. تصاعد الغارات الإسرائيلية على غزة
  • غزة على حافة الانهيار الصحي.. مستشفيات بلا وقود وأدوية وارتفاع قياسي في الضحايا
  • إسحق بريك: حماس هزمت الجيش الإسرائيلي الذي يقدم نفسه على أنه الأقوى