ياسر عرمان: مش كلمنا وفد الدعم السريع في أديس أبابا عن انتهاكاتهم في الحرب وبس بل وكلمناهم عن انتهاكات القوات المسلحة أيضاً «2- 2»

د. عبد الله علي ابراهيم

جاء العوار لدعوة وقف الحرب لما خلت من الشوكة بالانغماس في سياسات ضحايا الحرب وسياساتهم ميدانياً، من جهتين، فمن جهة أفرغت ملكاتها ووقتها في الحجاج مع الإسلاميين، فما ذكرتهم إلا قلبت صفحات تظلمها منهم لعقود خلال الإنقاذ وقبل الإنقاذ، ويبلغ اجترار هذا التظلم من الإسلاميين حداً يدفع المرء للتساؤل عن متى سيتصالحون مع حقيقة أنهم (أي قحت) هزموهم لخمس سنوات مضت هزيمة نكراء.

تقتضي الشفافية من “قحت”، متى اشتكوا مر الشكوى من عودة الإسلاميين للميدان السياسي، أن يتحلوا بالنفس اللوامة، فعودة الإسلاميين بالقوة التي ينسبونها لهم حتى حملوا الجيش ليشعل هذه الحرب تعليق سلبي كبير على أنهم لم يحسنوا إلى ثورتهم.

والعوار الآخر جاء لقحت من حس كثير من الناس أنها جانحة لـ”الدعم السريع” سراً في حين يقف الإسلاميون مع القوات المسلحة جهرة. فهي و”الدعم السريع” متطابقان في تحميل الفلول وزر بدء الحرب لاستعادة حكم دولة الإنقاذ التي أطاحتها ثورة 2018. ومن “قحت” من يرى الجيش طرفاً أصيلاً في بدء الحرب، وهناك من يراه منجراً بلا إرادة بالإسلاميين، وخلافاً لما يقول الإسلاميون عن “قحت” فهو تطابق في الرأي خلا بالتأكيد من التدبير المسبق، لكن تصادف أنهما معاً تخاصما مع الجيش والإسلاميين كل في توقيته الخاص.

خصومة قوى الحرية والتغيير وأسلافها معهما في الساحة السياسة تاريخية بينما استجد “الدعم السريع” عليها، فبدا للأسماع أن عبارة أحدهم هي الصدى للآخر، فإذا استنفر الجيش الشباب للتدريب لحماية أحياءه ومدنه قالا في الوقت نفسه إن هذا مما سيقود للحرب الأهلية لأنه تجييش عرقي يؤلب شباب الشمال على “الدعم السريع” الذي كثيرة من مناطق الغرب. وكأن الحرب تنتظر لا تزال أن تكون حرباً أهلية. وإذا قال الفريق عبدالفتاح البرهان إنه سيقيم حكومة أمر واقع في بورتسودان لتصريف أعمال الدولة قالا إن تلك دعوة لقسمة البلاد كما في ليبيا.

وإذا خرج الفريق البرهان كما فعل أخيراً من الخرطوم قالا ترك “بدرومه” (نفس الكلمة) وهرب من المعركة، وعليه يصعب على المرء ألا يشتبه في جنوح “قحت” لـ”الدعم السريع” طالما كان صوت أحدهم المحكي والآخر الصدى في قول المتنبي.

ومن أوضح مظاهر ضعف شوكة “قحت” في دعوتها إلى وقف الحرب أنها تكاد تكون منقطعة الصلة بالطرفين المتحاربين ورموزهما، وهما من لا يحرص طالب وقف الحرب على شيء مثل أن تكون طرقه لمثلهما لاحبة.

قد لا يستغرب المرء انبتات علاقة “قحت” مع القوات المسلحة المتهمة عندها بإشعال حرب عبثية، لكن تعز الإجابة عن سبب انقطاعها عن “الدعم السريع” الذي لا تزال تثق في ولائه لاتفاقهما الإطاري، فكشف لقاء قريب لياسر عرمان، القيادي بـ”قحت”، مع قناة “الجزيرة” أن صلتهم بـ”الدعم السريع” غير سالكة، كما يتوقع المرء منهما:

– هل تحدثت أنت شخصياً أو أحد قيادات الحرية والتغيير بصورة مباشرة مع الفريق البرهان أو الفريق حميدتي؟

– نعم. تم حديث معهم ومع عبدالرحيم (دقلو) ومع (شمس الدين) كباشي.

– هل أنت شخصياً تكلمت مع الفريق البرهان أو الفريق حميدتي؟ ومتى كان؟

-لا. لم تتح لي الفرصة. ولكني مستعد للحديث إليهما لإنهاء الحرب.

– أنت قلت لي هناك من قوى الحرية والتغيير، المجلس المركزي من تواصل مع الفريق البرهان والفريق حميدتي. من منكم تواصل معهم بشكل مباشر؟

– هناك لجنة محددة من قوى الحرية والتغيير لا أعتقد أنه من المفيد الآن، ومن السابق لأوانه، أن أذكر أسماءها لأنها يجب أن تتحدث هي عن نفسها. وستتحدث يوماً ما. نحن لا نريد كتابة التاريخ، ولكن نريد إنهاء الحرب.

– ولكن في الأقل وصل لك فحوى الاتصالات. ماذا عرض البرهان وحميدتي عليكم حين تحدثتم إليهما.

– طبعاً الحديث يدور حول إنهاء هذه الحرب بشكل مشرف في جميع السودان.

– حينما تحدثتم إلى الفريق حميدتي، هل حدثتموه عن اغتصاب يشار إليه ومسؤولة عنه قوات “الدعم السريع” كما جاء في بعض التقارير الدولية. هل حدثتموه عن احتلال منازل الناس وعن التهجير الذي حدث لآلاف السودانيين، بل ملايين؟

-الحديث الذي قمنا به بالتفصيل كان مع وفد “الدعم السريع” (في مفاوضات جدة؟) عن الاغتصابات، عن انتهاكات حقوق الإنسان، وعن الانتهاكات التي قامت بها القوات المسلحة. وكان حديثاً واضحاً. وكانت لديهم رغبة في الخروج من الحرب، وفي وقف العدائيات، وفي معالجة القضايا الإنسانية.

– كلام “الدعم السريع” غير منطقي. يقولون ليل نهار إنهم يريدون السلام، ولكن لا يتفق قولهم مع ما يحدث على الأرض. الانتهاكات لا تزال متواصلة. هل حدثتم وفد “الدعم السريع” بهذا الأمر؟

– تحدثنا معهم وناقشناهم. وأنت أيضاً حاورتهم وأجهزة الإعلام حاورتهم. وهذا ليس بسر. أنا شاركت في مفاوضات سلام عديدة، وحضرت حروباً هذه هي الثالثة. الحرب الأولى كنا مع الدكتور قرنق لأكثر من 20 عاماً. وانتهت الحرب باتفاق سلام، ثم أيضاً اتفاق سلام جوبا في 2020. وهذه الحرب الثالثة. خبرتنا تقول إن حركات أقل من “الدعم السريع” لا يمكن القضاء عليها. ولذلك سيكون “الدعم السريع” قوة موجودة يجب التعامل معها ويجب الوصول إلى حلول لأزمة السودان على أساس برنامج وليس العودة إلى النظام القديم.

تجمل ياسر في هذا الحوار وإن لم تفت على المستمع حقيقة عدم وجود صلة مؤسسية بين “قحت” و”الدعم السريع” بعد نصف عام من الحرب. وهي الصلة التي لا غنى عنها لداعية لوقف الحرب لأنها تأذن لهما، ضمن أشياء أخرى، مدارسة مسألة تصعيد الحرب التي أثارتها السيطرة على ود عشانا مما أشفق بريطانيا على مهجري الخرطوم فيما بين النهرين في ولايتي النيل الأبيض والجزيرة.

[email protected]

قوى الحرية والتغيير و”لا للحرب”: تبدأ الدعوة لوقف الحرب بوقف تصعيدها «1-2»

الوسومأديس أبابا السودان القوات المسلحة د. عبد الله علي إبراهيم قوات الدعم السريع قوى الحرية والتغيير وقف الحرب ياسر عرمان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أديس أبابا السودان القوات المسلحة د عبد الله علي إبراهيم قوات الدعم السريع قوى الحرية والتغيير وقف الحرب ياسر عرمان قوى الحریة والتغییر الفریق البرهان القوات المسلحة الدعم السریع یاسر عرمان وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

هل مات الجيش يوم ولادة الدفاع الشعبي ؟

هل مات الجيش يوم ولادة الدفاع الشعبي ؟

خالد فضل

كانت اللحظة فارقة، أخواننا في التنظيم قرروا استلام السلطة، وما علينا سوى التنفيذ. هذا ملخص لإفادات المشير عمر البشير قائد إنقلاب الجبهة الإسلامية القومية في يونيو1989م. ضباط القوات المسلحة السودانية ينفذون تعليمات قيادة حزب سياسي وتنظيم عقائدي إسلامي قرر وأد التجربة الديمقراطية وإلغاء اختيارات الشعب لحكومته عبر وسيلة الانتخابات. كان الأمر سيكون أخفّ وطأة لو كان (قررنا نحن الضباط الكيزان في الجيش الإستيلاء على السلطة). أمّا أن يتلقى العميد في الجيش التعليمات من (زول) ملكي( ساي) بالذهاب للقصر رئيسا وسيذهب هو للسجن حبيسا تمويها، فذاك يعني مباشرة موت الجيش وميلاد المليشيا الحزبية. ولا عتب على السيدة سناء حمد وهي تستجوب الفرقاء واللواءات عن كيف يخونون مشير التنظيم ويبصمون على الإقوال وسيأتي يوم تنتشر فيه تلك الوثائق التنظيمية عبر الوسائط فلكل حادث حديث، لا غرو أن يستجوب الناجي مصطفى العقيد مدثر في حلفا الجديدة في حضور العمد والمشايخ. واليلوم حميدتي والله غلطان !!!؛ تلك لحظات الحشرجة للقوات المسلحة بالفعل. فمنذ ذلك التاريخ خرجت عن الخدمة الوطنية العمومية إلى فضاء تنفيذ الأجندة الحزبية للحركة الإسلامية، وعلى رأس تلك الأجندة تدمير مؤسسة الجيش نفسه وتفكيك عصبيته المهنية وعقيدته العسكرية القحة لتصبح عقيدة سياسية تنظيمية حزبية آيدولوجية تدافع وتهاجم بموجب توجهات الحركة الإسلامية، ولذلك صحّ التوصيف بأنّ القوات المسلحة لم تعد تحمل توصيفها (القومية) كما ينبغي أن تكون، بل صار واقع حالها (القوات المسلحة التنظيمية الإسلامية) واجهة من واجهات التنظيم، يقرر قادته ما يجب أن تفعله وما يجب أن تمتنع عنه. السيد علي عثمان محمد طه في مؤتمر تنظيمي نشرت وقائعه المسربة قناة العربية السعودية في 2019م، تحدث بحسم شديد وبلغة لا مواربة فيها معلقا على وقائع اعتقال بعض قيادات التنظيم فيما أشتهر بالمحاولة الإنقلابية بقيادة المجاهدين ود إبراهيم / قوش، مستشهدا ومقارنا، لو كان المقبوض عليهم من الشيوعيين أو البعثيين كنا أعدمناهم خلال 24ساعة كما فعلنا مع ضباط حركة رمضان. الاستاذ علي يتحدث هنا بصفة التنظيم. فهو الذي يقرر في شأن من يعدم ومن يخلى سبيله وما على القوات المسلحة سوى التنفيذ. إنها أداة التنظيم الباطشة لكل من تسول له نفسه أن يحاول الإنقلاب أو التمرد على سلطة التنظيم. والجيش مع ذلك حي يرزق، يزعم التحدث بلسان قومي مبين !!!!! د. الترابي رحمه الله كان لا يتحرج أبدا في إطلا ق الأفكار التي ترد على ذهنه، من ذلك دعوته بأن يتم التخلص من القوات المسلحة بهياكلها الموروثة، على أن يصبح الجيش تطوعا أو طقسا تعبديا؛ جيش الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام إسوة بما كانت عليه الحال أيام النبي وخلفائه الراشدين، حيث كان ينادي منادي الجهاد فينخرط المسلمون في الجيش لخوض المعركة المحددة أو الغزوة المسماة ثم يعود من لم يحظ بالشهادة إلى حياته السابقة، نجارا أو مزارعا أو تاجرا حتى يدعوه المنادي مجددا فيسرج فرسه ويتمنطق لأمة القتال ممتشقا سلاحه ويخرج مجاهدا في سبيل الله تحت إمرة أمير المؤمنين. لا داعي لمؤسسة تصرف عليها الدولة من مال بيت المسلمين في كل الأوقات وليس لها شغل طيلة الوقت، سيكون صدى تلك الفكرة حاضرا الآن عند توصيف الجنرال ياسر العطا لكتائب الإسلاميين المنخرطة في الحرب الأهلية، المعروفة باسم البراء. كانت فكرة تكوين الدفاع الشعبي تطبيقا لتلك الخطرات الترابية، فقد تم التخلص مسبقا من معظم إن لم يك كل الضباط وضباط الصف الذين لم يكونوا منتسبين للتنظيم، خاصة الذين لديهم انتماءات سياسية مناوئة، وتوسعت الدائرة لتشمل المشتبهين أو المحتملين، وفي كل الأحوال كانت الخلفيات والمنحدرات العرقية والجهوية حاضرة، لابد من حفظ توازن يمنح القيادة العليا للمنحدرين من أعراق لا يشتبه في ضمان ولائهم العنصري والجهوي والعرقي، هؤلاء هم سلالات (كرام القوم) أو أولاد البلد، وفي توصيف تاريخي سابق ( العرب النبلاء ). فهم إذا حاولوا الإنقلاب وصفت محاولتهم بالإنقلابية الفاشلة، أما إذا كانوا من جهات الهامش ( من غير كرام القوم وسراتهم) فالمؤامرة هنا عنصرية وليست محاولة إنقلابية. وهكذا ترمح خيول الجيش في رحاب القومية الوطنية السودانية في ميدان جميل ومنسق محدد الابعاد يجرّم من يحاول تعدي خطوطه المرسومة بأيدي آيدولوجية وروافع عنصرية وجهوية. كانت نواة الدفاع الشعبي الأولى من العضوية الملتزمة في التنظيم. أفراد التنظيم في الجامعات والمؤسسات الحكومية الأخرى الشباب تم ضمهم لمعسكرات التجنيد العسكري/ المعنوي منذ 1989م. منح الطلاب إجازة عن المحاضرات وعذرا عن الإمتحانات، ومنح الموظفون إجازة مدفوعة الأجر مشفوعة بالحوافز والمخصصات؛ فتلك شؤون دنيوية ملحوقة فالأمر امر دين وعيقدة أمّة ومشروع شعب يؤخذ إلى الحضارة الإسلامية من تلابيبه شاء أم رضي، ولن ترض عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم، لذلك الطاغية الأمريكان ليكم تسلحنا، وقد دنا عذاب روسيا وأمريكا، وجيش محمد بدأ يعود خيبر خيبر يا يهود. صار الدفاع الشعبي والإلتحاق به شرطا ملزما في سيرة من يود تقلد وظيفة في سلك الخدمة العامة في جمهورية السودانيين المفترضين، وتم تمكين عضوية التنظيم في كل مرافق الدولة ومؤسساتها ووظائفها القيادية، معيار الكفاءة هنا هو الإنتساب للدفاع الشعبي، في حين تتوالى كشوفات الإحالة للمعاش لصباط الجيش، عملية إحلال وإبدال متقنة فهو قد مات يوم ولد الدفاع الشعبي، مثلما ماتت مؤسسات الخدمة المدنية بولادة أهل الموالاة قبل الكفاءة، لعل السيد الفريق عبدالفتاح البرهان شاهدا عليها ويعرف سيرتها التي كان ضحيتها نفر من زملائه ورفاق دفعته ممن شملتهم تلك الكشوفات بشبهات فقط ولم يكونوا من خصوم التنظيم. وهو يوم ورث قيادة الجيش عقب ثورة ديسمبر؛ كان يعلم علم اليقين لمن الغلبة في صفوف الضباط والقيادة في جيشه الذي يقود. بعد تدريب النواة الأولى، وإلحاق كثير منهم عقب التخرج في سلك جهاز الأمن الوطني والقوات المسلحة بما في ذلك التخصصات الفنية كالسلاح الطبي وغيرها من تخصصات، وتحقيق خطة التمكين العسكري بصورة كاملة، تم فتح الدفاع الشعبي، بات الإلتحاق به حتميا لجميع منتسبي الخدمة العامة المدنية، وطلاب المدارس الذين يريدون الإلتحاق بالجامعات. وفي معسكرات التجنيد يخضع المجندون لتوجيهات وأدبيات الجبهة الإسلامية، فيما يقود التدريب الميداني ضباط الصف من منتسبي القوات المسلحة فالحاجة لخدماتهم تنحصر فقط في مضمار صفا إنتباه، القشرة هنا عسكرية واللب حزبي تنظيمي. وجداول المحاضرات والتعبئة المعنوية كلها موجهة بحرص شديد وتركيز على أدبيات الحركة الإسلامية وشعاراتها. ويتناوب شيوخها على إلقاء المحاضرات للمجندين وليس فيها سوى تمجيد برامج الحركة الإسلامية وذم (القحاطة) المستقبليين. الجنرالان ياسر العطا وشمس الدين الكباشي من شهود وعارفي تلك المرحلة يعرفون كيف مات الجيش في حين تنمو المليشيا الإسلامية وكذلك إبراهيم جابر وحتى عقّار؛ الذي كان حينها يزعم النضال من أجل سودان جديد، منى أركو كان صغيرا في السن يومذاك ربما لم يك على دراية بما يدور، لكنه سيكتشف لاحقا وجود مصطلح (مفز) وشرحه أنّ المنحدرين من إثنيات المساليت والفور والزغاوة لا يحق لهم الترقي إلى رتب عليا في في قيادة الجيش القومي المهني الموحد؛ الذي اسمه الجيش السوداني من عجب، وكذا جهاز الأمن والمخابرات. وقد فطن سلفه المرحوم داؤود يحي بولاد إلى رابطة الدم التي هي أقوى في الحركة الإسلامية من رابطة الدين. كان بعض الجنود وصغار الضباط يطنطنون من هيمنة القادمين إلى كارهم من منتسبي مليشيات الدفاع الشعبي، يحسدونهم أو يغيرون من حجم الدلع والإمتيازات التي ينالونها دون أن يصيبهم منها نصيب. لقد كانوا يشعرون بوجود جيش مواز بالفعل، يعلو على جيشهم الذي إلتحقوا به من زمان، لكن من يشتم فيه رائحة تذمر يقضى أجله بالمعاش ليصير في عهدة صناديق الزمالة، وفتات مصروفات المعاشيين، لذلك كانوا حذرين، لا يظهرون التذمر إلا في دائرة ضيقة. وهو ذات التذمر والنقنقة التي ستستمر لاحقا بوفود عناصر وظهور قوات الدعم السريع، لكن هذه المرّة يظهر العداء والإستهانة والتحقير بعض الضباط الكبار الذين كانوا عن موت الجيش وولادة مليشيا الدفاع الشعبي صامتين، تضاربت المصالح فيما يبدو، وبدأ حميدتي يسحب البساط، وتضعضعت نوعا ما قبضة التنظيم بطرد الترابي عرّاب النظام. صارت بعض الولاءات تأخذ نصيبها في السيطرة، القرابات والصلات القبلية والرحمية والعنصرية والجهوية، كل يزاحم لتكبير كومه والإستقواء بما يثق فيه من علاقات. حتى ساد الحديث عن (حماية) البشير من مؤامرات بعض ضباط الجيش الإسلاميين ولم تخف إصرة القبيلة وسادت لغة الانتساب إلى قبيلتين معروفتين. فقد صار للولاءات الأدنى صولة، وتفكك ما كان موجودا من عقيدة عسكرية، وبالإنغماس في شؤون الحكم والسياسة والتجارة صارت العسكرية مهنة تجلب المنافع المادية، وبغطاء الإرث القديم لصولجانها يتمدد النفوذ، فصاحب السعادة ولو كان في المعاش تتم خدمته بسرور في كل المعاملات، وتتيسر أموره عند الإجراءات، ولا يدري المرء سببا لتلك الحظوة، فجلالة الضابط الكبير لم يخض معركة واحدة ضد عدو خارجي حاول الإعتداء على حدود، قضى 30أو 40سنة منذ تخرّجه في الكلية الحربية أو انتسابه عبر بوابة مليشيا الدفاع الشعبي وكل ذكرياته وأحاديثه تدور في شؤون الجيش وشغله عن دحر المتمردين الجنوبيين، وسحق المتمردين النوباويين، ومحق المتمردين الدارفوريين، وقمع المتمردين الفونجاويين، ولم ينج البجاويين من أخذ النصيب المعلوم. وعندما تنظر إلى خارطة البلاد تجد الجيران الحبايب قد قضموا منها مثلثات ومربعات، وسعادتو يلعن ويسب الأحزاب والسياسين والقحاطة والمتمردين لأنهم فرطوا في السيادة الوطنية ولم يدافعوا عن تراب الوطن وحدوده، يا لهم من خونة مرتزقة عملاء دويلة الشر( اليوم)، عملاء دويلات الشر الكثيرة في مختلف الأوقات بما في ذلك مملكة (الفهد المروّض) كما كان يذيع الضابط في القوات المسلحة السودانية الرائد يونس محمود، أو (فرعون) الجارة الحبيبة كما كان يصفه صاحب الحديث السياسي كل يوم عبر إذاعة أم درمان. والجيش هو مؤسسة الدولة السودانية التي لا يأتيها الباطل أبدا من أي جهة كان، لا تعبث بها أيادي الإسلاميين فيتوسل لهم قائده بأن يكفوها عنه، أو تعريه أقلامهم فيرجوهم برفعها عنه، التوسل والرجاء مما قاله قائد الجيش الحالي الفريق البرهان في خطاب له منشور تحفظه وسائط الإتصال الحديثة. يبدو أنّ الأمريكان ورئيسهم ترامب قد فرمطوا كل حواسيبهم فهم لا يستطيعون الوصول لتلك الفيديوهات لذلك سيبدأون العد من يوم صدور صحيفة وول ستريت جورنال وفي صفحاتها بديع المقال وبليغ الرسائل وحميم الصلات بما في ذلك (تحت قيادتي الرشيدة وبأحضاني الوريفة اندغمت في جلباب سيدنا إبراهام عليه السلام وباسمه السلام رفقة المؤمن بنيامين حياه الغمام ) تبا لأوباش حماس وشيوخ الضلال من استانبول مرورا بخان يونس و إلى أمبكول تبا، والريفيرا ساحلها البحر الأحمرمبذول، ومعدنها الأصفر يتلألأ بالجوار، وإعادة الإعمار سيدي المستثمر دونالد ترامب فلا داعي لذكر المنغصات مثل مستشارك بولص وحدوتة الكيماوي من جديد، فنحن في عهد جديد خال من الجنجويد، ولا تأبه بهؤلاء الصبية فحدهم النشيد والموسيقى يرددون براؤون يا رسول الله، ولا يشغلن بالكم أولاد قمري والكيكلاب فهم مثل الجاكومي والأمين داؤود … ودقسي يا مزيييكا. عاش عاش رئيس أمريكا يبقى الهتاف !!!!

الوسومالأجندة الحزبية الحركة الإسلامية الدفاع الشعبي خالد فضل هل مات الجيش

مقالات مشابهة

  • نفرة لدعم القوات المسلحة بمحلية الدندر
  • هل مات الجيش يوم ولادة الدفاع الشعبي ؟
  • وزير الثقافة والاعلام بنهر النيل يستنكر استهداف مليشيا الدعم السريع المتمردة للاعلاميين
  • البرهان يتحدث بلسانين وسط العاصفة
  • شاهد بالفيديو.. ياسر العطا يهاجم قيادات الحرية والتغيير خلال مخطابته جمع غفير من الحاضرين: (قحاتة يا سجم الرماد) وأحد الحضور يخصص خالد سلك والعطا يرد عليه: (كلهم سجم رماد)
  • ياسر العطا مساعد البرهان يعلن الجلوس الى التفاوض ويكشف الشروط “فيديو”
  • البرهان يرسل رسائل مهمة عبر مقال في “وول ستريت جورنال” .. يكشف كيف اندلعت شرارة الحرب في السودان ولماذا يحارب الدعم السريع .. نشر مقال قائد الجيش السوداني
  • البرهان يستقبل الرئيس الإريتري ومعارك بين الجيش والدعم السريع
  • البرلمان الأوروبي يصدم الدعم السريع ويمنح حكومة البرهان الشرعية ويطالب بعقوبات على حميدتي وقائد الجيش السوداني
  • السودان.. رئيس المجلس السيادي يرفض أي شروط خارجية