قبل عدة سنوات كان لي صديقة غالية ومقربة جدا لقلبي، كانت دوما ما تكون حواراتنا مشتملة على مواضيع واعية ونحاول أن نفهم ونحلل أي موضوع نتطرق إليه بصورة شمولية من كل الجوانب.
لنخرج في النهاية بفوائد عدة من ذلك الحوار والنقاش
كنا يافعين بعقول راجحة.
لا مكان للغيبة بأحاديثنا، وأفكارنا أرقى وأرفع كان حبنا للمواضيع الفلسفية يفوق كل شيء.
كان يتخلل حواراتنا في بعض الأحايين شيئا من روح النكتة العالي، الذي كان يجعلنا نحلق داخل المرح مع الضحكات التي تشع كلها بالسعادة والأمل.
ثم بعد ذلك، لم يعد يجمعنا أنا وصديقتي تلك أي جامع؛ فالحياة قاسية للغاية فهي تفرق الأصدقاء، ولكن فراق صديقتي كان برحيلها عن هذا العالم، رحلت إلى الأبد ارتحلت إلى البارئ سبحانه، غادرتنا مبكرا وبدون مقدمات.
من بعدها لم أبحث مرة أخرى عن صديقة بديلة.
قيل: “إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا.”
اتخذت بعد صديقتي كتاب فقط، و لابديل عنه القراء كانت هي الحوار الصامت الراقي والواعي الذي عشت به ومعه طويلا من بعدها في زحمة هذه الحياة.
اليوم، وبعد كل تلك السنوات كان قلمي هو من يسير على هذه الأسطر ليخط بضع أحرف مفادها: لن يكرر الزمن الماضي ما عشناها أيا كان، لن نلتقي الأصدقاء الأوفياء حتما؛ فوجودهم أصبح من الندرة، ولن تتكرر السنوات التي مضت من العمر، لن نعيش لحظات كانت تشع بالفرح والحبور والصدق والمحبة مع أحبة لنا قد غادرونا لأنه وبكل بساطة هناك مرة واحده من كل شيء بالحياة، مرة واحده فقط بالعمر، يمكن أن نجتمع بأصدقاء يشاطرونا الفكر والمنطق الراقي مرة واحده فقط!
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
مدينة الخليج العربي وضحكات الأطفال تُنبت الحياة في أرضٍ كانت جرداء
شمسان بوست / إيهاب المرقشي
لحظة فارقة لا تُنسى حين شاهدنا مجموعة من الأطفال يلهون في أرجاء مدينة الخليج العربي على أرضٍ كانت حتى وقت قريب صحراء قاحلة لا حياة فيها ولا خدمات
اليوم تدب الحياة شيئاً فشيئاً في جنبات المدينة في مشهد يعكس تحوّلاً عمرانيًا واقتصاديًا لافتًا ويمنح الزائر والمقيم انطباعاً استثنائيًا بأن هذه المدينة تمتلك مستقبلاً واعداً وتخوض سباقًا مع الزمن نحو الريادة.
في ظل توفر الخدمات الأساسية من الكهرباء والمياه والإنترنت والاتصالات بدأت بعض الأسر بالانتقال للعيش في المدينة هرباً من جحيم الانقطاعات الكهربائية وازدحام المدن وارتفاع درجات الحرارة بحثًا عن الاستقرار والحياة الكريمة.
وفي القريب العاجل من المنتظر افتتاح مجمع المدينة المتكامل الذي سيضم محطة بترول حديثة سوبر ماركت، سلسلة مطاعم ومحل صرافة بما يُعزز من جاذبية المدينة ويجعلها خيارًا مثاليًا للسكن والاستثمار على حد سواء.
كل هذا لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الثاقبة والطموح اللافت لرجل الأعمال وليد السعدي الذي حوّل حلم الاستثمار إلى واقع ملموس وشيّد مدينة متكاملة من قلب الصحراء لتغدو واحة عمرانية فريدة وواحدة من أبرز المشاريع الاستثمارية في المنطقة عامة وخاصة محافظتي أبين وعدن.
#من صمت الرمال إلى ضحكات الطفولة.. مدينة الخليج العربي تولد من جديد