لجريدة عمان:
2025-05-14@11:52:21 GMT

أين سقط ضمير العالم؟!!

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

أين سقط ضمير العالم؟!!

ما يحدث من مجازر وجرائم مروعة وعمليات تطهير عرقي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم فظيعة لا يمكن أن يتجاوزها التاريخ أو ينساها؛ لأن مشاهدها ستبقى محفورة في ذاكرة من رآها، ستبقى ندوبها ما بقيت لهذه الأجيال ذاكرة.. لكنها في الوقت نفسه ستبقى تطرح سؤالا مهما ومفجعا: أليس لهذا العالم ضمير إنساني حي؟ هذا العالم الذي يجرحه ذبح عصفور صغير أو دهس قط في أي شارع من شوارع العالم، ألا يجرحه ذبح مئات الأطفال في غزة؟ ألا يفجعه ذبحهم وهم في لحظة بين الخوف والوسن في لحظة توهَّم الجميع فيها أن الهدوء قد عمّ المكان؟ ألا يوجعه قصف المستشفيات بمَن فيها؟ وهدم البنايات على رؤوس أصحابها؟ ألا تخجله تلك الأيادي المتدلية من وسط الركام وكأنها تشبثت بصحوة متوقعة للعالم حتى نزفت رمقها الأخير؟ أم أن هذا العالم قد وصل إلى ذروة توحشه وفقدانه للإنسانية فلا يرف له جفن وهو يرى جثث الأطفال تتناثر في الطرقات وتتقطع أشلاء النساء وكبار السن، وتفرّق الأسر وتهجير أكثر من مليون شخص في ظروف إنسانية صعبة جدا.

. فيما يقول العالم إنه قد وصل إلى «نهاية التاريخ» من التقدم البشري والتفوق.

لعلّ العالم الغربي الذي يستطيع وحده كبح هيجان الكيان الصهيوني الذي لا يرى في سكان غزة بشرا يستحقون أن يعيشوا كما يعيش بقية البشر على هذه الأرض، ولذلك وضعهم الاحتلال في سجن كبير منذ عقد ونصف العقد وطلب العالم منهم أن لا تكون لهم أي ردة فعل حتى لا يصبحوا إرهابيين. وهذا أمر غريب في وعي الغرب الذي يحتفي كثيرا بالمنطق، وبالمقدمات والنتائج، ويحتفي بحقوق الإنسان ويقيم الدنيا ولا يقعدها لو حَلُمَ في اللّيل أنها تُنتهك في مكان ما في الشرق الأوسط، عدا إسرائيل بطبيعة منطقه.

إن الغرب يسقط الآن أمام نفسه وتاريخه ومستقبله ولحظته الحاضرة الصعبة، قبل أن يسقط أمام أطفال غزة الذين يتورط الغرب قبل إسرائيل في جعلهم يفقدون معنى طفولتهم وبراءتهم عندما تُلطّخ وجوههم بدماء آبائهم وأمهاتهم، وكأن الغرب لا يعلم أنه يصنع منهم جميعا مشاريع انتقام مستقبلية ليس لإسرائيل التي يخوض الفلسطينيون معها نضالا طويلا من أجل الأرض والكرامة والحرية منذ 75 عاما ولكن مشاريع انتقام للغرب نفسه قبل أي أحد آخر.

إن أخطر مأزق كشفته هذه الحرب على غزة هو المأزق الإنساني، والأخلاقي؛ فقد تحوَّل العالم إلى وحش فاقد لأبسط مبادئ الإنسانية.. لذلك على العالم أن يراجع إنسانيته على مرآة غزة ويبحث عن ضميره الذي سقط منه وهو يجري وراء مادياته الرخيصة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

“مقياس ريختر للجوع”… ما هو مؤشر IPC الذي يحدد خريطة المجاعة في العالم؟

صراحة نيوز ـ وسط تصاعد الأزمات الإنسانية حول العالم، برز “إطار التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” المعروف اختصاراً بـ”IPC”، كأداة عالمية بالغة الأهمية لرصد وتحليل الجوع وانعدام الأمن الغذائي. يوصف هذا المؤشر بأنه “مقياس ريختر للجوع”، نظراً لدقته وشموليته في تقييم مستويات الجوع وسوء التغذية بطريقة منهجية موحدة معترف بها دولياً.

يُعد مؤشر IPC مبادرة عالمية متعددة الأطراف، تسعى إلى توفير تقييم دقيق وحديث لحالات انعدام الأمن الغذائي الحاد والمزمن وسوء التغذية، بغرض توجيه القرارات السياسية والإنسانية نحو الاستجابة الفاعلة للأزمات الغذائية. يعتمد الإطار على تحالف واسع من المنظمات والوكالات الأممية والتنموية والإنسانية، التي تعمل معاً لتطبيق هذا التصنيف على المستويات العالمية والإقليمية والمحلية.

تعود جذور المبادرة إلى عام 2004، عندما أطلقتها وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، استجابة للوضع الكارثي في الصومال آنذاك، حيث كانت معدلات سوء التغذية تتجاوز 30%، ووصلت الوفيات إلى أكثر من حالتين يومياً لكل 10 آلاف شخص. هذه الأرقام دفعت المجتمع الدولي إلى البحث عن إطار موحّد لتحليل الأوضاع الغذائية الحرجة، لا سيما في البلدان المتضررة من الحروب والكوارث.

ومنذ تأسيسه، أصبح مؤشر IPC أداة لا غنى عنها للجهات الفاعلة في مجالات الإغاثة والتخطيط والتدخل الإنساني، إذ يوفّر خريطة دقيقة لشدة الأزمات الغذائية، ما يسمح بتوجيه الموارد والجهود إلى المناطق الأشد تضرراً قبل أن تتحول إلى كوارث إنسانية شاملة.

في عالم تتزايد فيه أعداد المتأثرين بانعدام الأمن الغذائي، يبرز IPC كصوت علمي يحذر من المجاعة بصيغة رقمية، ويطالب العالم بالتحرك قبل فوات الأوان.

مقالات مشابهة

  • النائب أحمد سمير مشيدا ببيان الخارجية: تحركات القاهرة تعبر عن ضمير الأمة
  • حاملات الهيمنة الأمريكية.. سقوط الغرب الإمبريالي
  • لوفيغارو: ما الذي حصل عليه حزب العمال الكردستاني مقابل حله نفسه؟
  • رئيسة تحرير RT: محاولات الغرب لفرض العقوبات والضغوط على روسيا لن تنجح
  • الدور آت على البوليساريو.. حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية يحلّ نفسه ويلقي السلاح
  • ترامب يوقع أحد أقوى قرارات رئاسته.. أمر تنفيذي قد يغيّر قواعد اللعبة!
  • السوداني يطلع على فندق ” قلب العالم” في بغداد الذي سيستضيف وفود القمة العربية
  • الحرب العالمية الثانية.. الصراع الدموي الذي يشكل العالم إلى اليوم
  • “مقياس ريختر للجوع”… ما هو مؤشر IPC الذي يحدد خريطة المجاعة في العالم؟
  • چسدك راح لكن روحك ستبقى.. لطيفة تنعى مغني الراب كافون