50 ألف امرأة حامل في غزة في سباق مع الموت
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
#سواليف
أعربت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، ليلى بكر، عن بالغ القلق إزاء وضع 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة منهن 5500 على وشك الولادة خلال الأسابيع المقبلة.
وأضافت بكر، في تصريحات صحفية في حديثها عن جهود الوكالة الأممية وشركائها لمساعدة النساء والفتيات في قطاع غزة، أن وكالات الأمم المتحدة الإنسانية تقف على أهبة الاستعداد على الحدود المصرية مع القطاع لإيصال المساعدات المنقذة للحياة.
وقالت إن لدى الصندوق مواد طبية موجودة على الحدود مع جميع الشركاء بما فيها منظمة الصحة العالمية، معربة عن الأمل بأن يتمكن الصندوق من إيصال تلك المساعدات وتوزيعها بشكل آمن، إلى المحتاجين في غزة في أقرب فرصة ممكنة.
مقالات ذات صلة من هما الأسيرتان الأمريكيتان اللتان أعلن أبو عبيدة الإفراج عنهما؟ 2023/10/20ويعمل مع صندوق الأمم المتحدة للسكان 29 موظفا في فلسطين المحتلة، ثمانية منهم في غزة، “وهم يعيشون وضعا مزريا” بعد أن أُجبروا على التوجه إلى جنوب القطاع، الذي قالت ليلى بكر إنه “لا يوجد مكان آمن فيه”.
وأضافت المسؤولة الأممية أن معظم هؤلاء الزملاء الإنسانيين في غزة- وعلى الرغم من أنهم عاشوا هذا الوضع مرارا وتكرارا- إلا أنهم لا يزالون يتحلون بالإصرار على العطاء والاستمرار في التعامل مع الشركاء في سبيل توزيع المساعدات الإنسانية.
واقتبست من إحدى موظفات الصندوق في غزة، وهي أم لطفل رضيع يبلغ من العمر تسعة شهور، تعيش حاليا في أحد الملاجئ، حيث قالت: “لم يعد لدي دموع، يشعر طفلي بكل شيء وقد توقف عن الرضاعة الطبيعية”.
وأشارت بكر إلى ما قالته سيدة حامل: “عندما كنت أهرب من القصف، كنت أشعر بأن كل خطوة كانت تبدو وكأنها سباق نحو الموت”.
وأضافت: “تصور في ذهنك امرأة تحاول الفرار مع أطفالها وجنينها بعيدا عن القصف، بعيدا إلى ما تعتقد أنه الأمان. وحتى هناك، لا يوجد أمان ولا ماء ولا طعام ولا يكاد يكون هناك مأوى لها”.
وأعربت بكر عن قلق خاص إزاء هذا الوضع، وطالبت، بشكل لا لبس فيه، بوصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق إلى غزة وتسليمها بأمان من خلال شركاء الصندوق على الأرض.
ومضت قائلة: “هذا هو الحد الأدنى المطلوب بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية هؤلاء النساء وأطفالهن، علينا أن ننقذ تلك العائلات”.
وتابعت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان قائلة: “باعتباري امرأة من أصل فلسطيني يؤذيني في صميمي أن أسمع من زملائي الأسى الذي يشعرون به في قلوبهم نتيجة هذه الظروف والنزوح القسري وترك كل حياتهم، ليس لأول ولا لثاني مرة. هم يطالبون أولا بفك الحصار والرجوع إلى أماكنهم وبيوتهم في القطاع والحفاظ على هويتهم الفلسطينية في أي خطوة تتخذها الأمم المتحدة أو العالم بشكل أجمع”.
وطالبت بكر بفك الحصار عن غزة والالتزام بالقوانين الدولية وتوزيع المساعدات الإنسانية وحماية النساء وأطفالهن وعائلاتهن في خضم هذه الظروف.
المملكة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تراجع غير مسبوق في تمويل المساعدات..الأمم المتحدة تخفض ميزانيتها إلى النصف وتحذر
أطلقت الأمم المتحدة، الاثنين، نداء عاجلا إلى المانحين لتأمين ميزانية إنسانية لا تتجاوز نصف ما كانت تأمله لهذا العام، في ظل تراجع حاد في حجم التمويل الدولي، وذلك في وقت وصفت فيه الاحتياجات الإنسانية بأنها “الأكبر منذ عقود”.
وبحسب النداء الأممي الذي تبلغ قيمته 23 مليار دولار فقط، فإن هذا التقليص سيقصي عشرات الملايين من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات فورية، بعدما اضطرت المنظمة إلى التركيز على من تصفهم بأنهم “الأكثر احتياجا والأكثر عرضة للخطر”.
تمويل يهبط إلى أدنى مستوى
وتأتي هذه التطورات بينما تظهر بيانات الأمم المتحدة أن المنظمة لم تتلق خلال العام الجاري سوى 12 مليار دولار، وهو أدنى مستوى تمويلي يتم تسجيله منذ عقد كامل، ولا يغطي سوى ربع الاحتياجات.
وكانت الأمم المتحدة قد طلبت قبل عام نحو 47 مليار دولار لتغطية احتياجات 2025، قبل أن يتم خفض الرقم بشكل كبير، إثر تقليصات واسعة في المساعدات الخارجية نفذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تراجع مساهمات كبار المانحين الغربيين وعلى رأسهم ألمانيا.
ورغم تصدر الولايات المتحدة قائمة المانحين مرة أخرى، إلا أن حصتها انخفضت من أكثر من ثلث التمويل الإجمالي إلى 15.6% فقط هذا العام.
قرار صعب وقاسٍ
وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي: “التخفيضات هي التي تجبرنا على اتخاذ هذه الخيارات الصعبة والقاسية… إننا مثقلون بالأعباء، ونواجه نقصا خطيرا في التمويل، ونتعرض لهجمات. نقود سيارة إسعاف باتجاه النيران نيابة عن العالم… لكن يطلب منا الآن أيضا إخماد الحريق، بينما لا يوجد ما يكفي من الماء في الخزان، بل ويتم إطلاق النار علينا”.
وتؤكد الأمم المتحدة أن نحو 87 مليون شخص فقط جرى تصنيفهم كـ"حالات أولوية حياتية حرجة"، فيما يحتاج نحو 250 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية مباشرة. وتشير المنظمة إلى أنها قادرة على الوصول إلى 135 مليون شخص فقط إذا توافرت إمكانيات إضافية بتكلفة 33 مليار دولار.
غزة والسودان وسوريا
ويعد نداء الأمم المتحدة لدعم الأراضي الفلسطينية المحتلة هو الأكبر، بقيمة 4 مليارات دولار، يذهب معظمها إلى قطاع غزة الذي دمرته حرب مستمرة منذ عامين، وتركت قرابة 2.3 مليون شخص بلا مأوى وبحاجة إلى مساعدات عاجلة.
ويأتي السودان ثانيا، تليه سوريا التي تستمر معاناتها نتيجة سنوات الحرب والانهيار الاقتصادي.
سوريا.. فجوة تمويلية هائلة
وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، إن ملايين السوريين “مستعدون للعودة وإعادة الإعمار”، لكنه تساءل: “السؤال هو: هل العالم مستعد لمساعدتهم؟”.
وأشار غراندي إلى وجود “احتمال حقيقي” لعودة كثير من اللاجئين عن قرار رجوعهم إلى سوريا إذا لم تتوفر لهم الخدمات الأساسية والدعم المطلوب.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، جرى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا—التي تتطلب 3.19 مليار دولار—بنسبة 29% فقط هذا العام. وتسببت تخفيضات المساعدات الأمريكية والغربية في تفاقم الأزمة.
قطاع صحي شبه منهار
وأوضحت كريستينا بيثكي، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالإنابة في سوريا، أن نحو 58% فقط من المستشفيات تعمل بكامل طاقتها، وأن بعضها يعاني من انقطاعات طويلة في الكهرباء، الأمر الذي يهدد “سلسلة التبريد” الخاصة باللقاحات.
وأضافت: “العائدون يعودون إلى مناطق تعاني نقص الدواء ونقص الكوادر ونقص البنية التحتية… وهذا يزيد الضغط على خدمات منهكة أصلا”.
وقالت منظمة هيومانيتي آند إنكلوجن الإنسانية إن وتيرة إزالة الذخائر غير المنفجرة “بالغة البطء”، وإن تمويل هذه الجهود لا يتجاوز 13%، مشيرة إلى تسجيل أكثر من 1500 إصابة ووفيات خلال العام الماضي نتيجة تلك الذخائر.
ويؤكد مسؤولون أمميون أن سوريا أصبحت “أول الأزمات المتضررة” من تخفيضات التمويل، باعتبار أن الحرب تراجعت حدتها، وهو ما جعل بعض المانحين يعتبرونها “ليست حالة طوارئ ذات أولوية”.