بعد غزو أوكرانيا.. يهود روس هربوا إلى إسرائيل ليجدوا أنفسهم وسط حرب أخرى
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
توجه روس من أصول يهودية، إلى إسرائيل إبان غزو موسكو لأوكرانيا، ليجدوا أنفسهم وسط حرب جديدة، بعد هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الجاري، وما لحق به من تطورات أدت إلى اندلاع حرب بين إسرائيل وغزة.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه وفي الأسابيع الأولى، من عام 2022، عندما اقترب غزو الكرملين لأوكرانيا، غادر الكثيرون روسيا لإسرائيل، وازداد ذلك بعد بدء الحرب في فبراير من العام ذاته، إذ سرعان ما سعت السلطات الروسية إلى فرض حظر على وكالة يهودية كبرى، غير ربحية، تساعد الناس على الهجرة إلى إسرائيل.
ماتفي كوكوي، 30 عاماً، وهو رجل أعمال في القطاع التكنولوجي، هرب من روسيا بعد أيام على غزوها لأوكرانيا إلى إسرائيل، وقال لـ "نيويورك تايمز" إن ذلك كان بسبب "العار وليس الخوف".
كان واحداً من آلاف الروس من أصول يهودية، الذين غادروا إلى إسرائيل بعد غزو أوكرانيا، بما في ذلك العديد من الشخصيات البارزة، الذين اصطفوا في طوابير أمام البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في موسكو، وسعى البعض الآخر إلى إثبات جذورهم اليهودية داخل إسرائيل.
ومن أجل إعادة التوطين في إسرائيل، يحتاج الروس إلى إثبات أن أحد أفراد الأسرة البالغين لديه أصول يهودية.
لكن عندما هاجمت حركة حماس إسرائيل قبل أكثر من أسبوعين، وتعرضت لمنزله، حجز كوكوي تذكرة عودة إلى إسرائيل من مؤتمر كان يحضره في البرتغال، في واحدة من أعظم لحظات الأزمة.
وكانت العلاقات بين روسيا وإسرائيل قد توترت عقب الحرب على أوكرانيا، لا سيما بعدما رفضت إسرائيل تأييد مبررات الكرملين للحرب، وبخاصة ادعاء روسيا بأن أوكرانيا "يديرها نازيون".
غادر ليف سوتنيكوف، 37 عاما، روسيا بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استدعاء جنود الاحتياط للانضمام إلى القتال، في سبتمبر عام 2022.
واعتبر سوتنيكوف، أن هذه الحرب كانت أيضا بمثابة دورة تدريبية مكثفة بالنسبة له حول الحياة في البلاد حيث استقر هذا الصيف مع عائلته في مدينة نهاريا، على بعد ستة أميال (9.6 كلم) من الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وهناك "شعر بالأمان المطلق"، حسب قوله.
إلا أنه وبالتزامن مع هجوم حماس، تصاعدت التوترات في الشمال بالقرب من لبنان، حيث يخشى بعض المحللين والمسؤولين من تصعيد الأعمال العدائية في المنطقة.
وقال سوتنيكوف، في إشارة إلى الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس: "الآن أفهم أنه حتى عندما ينتهي كل شيء، فلن ينتهي شيء فعليا".
بعد هجوم حماس، تقول "نيويورك تايمز" إن العديد من العائلات الروسية قررت مغادرة إسرائيل، على الأقل خلال الفترة الأولى.
ونقلت الصحيفة عن سلطات الطيران الروسية قولها، الجمعة، إن نحو سبعة آلاف شخص نقلوا جوا من إسرائيل إلى روسيا وإن نحو ثلاثة آلاف عادوا جوا.
وتركزت اهتمامات الجالية الروسية في بعض المراكز الرئيسية للهجرة بعد الحرب، مثل تبليسي في جورجيا، أو يريفان في أرمينيا، على طلب الحصول على شقق مؤقتة وغيرها من أشكال المساعدة، بحسب التقرير.
وقال بعض الروس في إسرائيل للصحيفة إنهم فوجئوا بوجود إجماع بين الإسرائيليين على ضرورة مساعدة بعضهم البعض ومساعدة جيشهم، "على الرغم من الانقسامات السياسية العميقة".
ونقلت الصحيفة عن يوري بودكوباييف، 40 عاما، مدرس الرياضيات الذي غادر روسيا، في نوفمبر الماضي، أنه وعلى عكس الوضع في روسيا، "يتمتع الناس في إسرائيل بحرية انتقاد الحكومة لكنهم متحدون أيضا حول قضية واحدة: حماية بلادهم".
وأضاف "لم يشكك أحد في حق روسيا في الوجود. ولهذا السبب لم يكن هناك أي نوع من الدعم الهائل للحرب في أوكرانيا".
ومع ذلك، حتى الروس في المنفى من المعارضين للحرب على أوكرانيا، ما زالوا يعتبرون روسيا وطنهم الأم، على حد قولهم للصحيفة.
وبينما استقر بودكوباييف في إسرائيل إلى الأبد، ويتعلم اللغة العبرية حتى يتمكن من استئناف تدريس الرياضيات، إلا أنه أكد أنه يعتبر نفسه "وطنيا لكل من روسيا وإسرائيل".
وقال: "لدي بلدان، وأنا أشعر بالقلق بشأن كليهما، واحد منهما مريض بشكل خطير الآن".
واحتجز مقاتلو حماس نحو 200 شخص من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية في إسرائيل ونقلوهم إلى غزة خلال الهجوم غير المسبوق، والذي أشعل شرارة الحرب في السابع من أكتوبر الحالي.
ومذاك تقصف إسرائيل قطاع غزة بكثافة بهدف القضاء على الحركة المصنفة إرهابية، والتي تطلق بدورها يوميا صواريخ على أراضي الدولة العبرية.
وقتل 4385 شخصا في قطاع غزة منهم 1756 طفلا و967 امرأة، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول للهجوم وفق السلطات الإسرائيلية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى إسرائیل فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
روسيا: نفضل السبل الدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا
موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا تفضل السبل السياسية والدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا، لكن كييف والغرب يرفضان هذا المسار.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله: «مسارنا المفضل هو الوسائل السياسية والدبلوماسية»، مضيفاً أن موسكو تواصل عمليتَها العسكرية في أوكرانيا لأن «كل مقترحات الحوار قوبلت بالرفض، سواء من أوكرانيا أو من الدول الغربية».
أمنياً، قالت السلطات الروسية إن طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت سان بطرسبرغ أمس، مما أدى لإغلاق أحد المطارات لمدة 5 ساعات في الوقت الذي زار فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المدينة للاحتفال بيوم البحرية، رغم إلغاء عرض بحري في وقت سابق بسبب مخاوف أمنية.
وعادة ما تنظم سان بطرسبرغ عرضاً بحرياً كبيراً يبثه التلفزيون للاحتفال بيوم البحرية، والذي يضم عبور أسطول من البوارج والسفن العسكرية في نهر نيفا ويحضر بوتين الاحتفال.
وذكر التلفزيون الرسمي أن روسيا اشتبهت العام الماضي، في وجود خطة أوكرانية لمهاجمة العرض العسكري في المدينة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، إلغاء العرض العسكري هذا العام لأسباب أمنية، بعد التقارير الأولية عن إلغائه في مستهل الشهر الجاري.
ووصل بوتين إلى مقر البحرية في المدينة أمس، على متن زورق سريع للدوريات البحرية، حيث تابع تدريبات شارك فيها أكثر من 150 سفينة و15 ألف عسكري في المحيط الهادي والمحيط المتجمد الشمالي وبحر البلطيق وبحر قزوين.
وفي السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت 291 طائرة مسيّرة أطلقتها أوكرانيا.
وذكرت الوزارة أن «أنظمة الدفاع الجوي أسقطت قنبلتين موجهتين، وثلاث قذائف من أنظمة فامبير لإطلاق الصواريخ، و291 طائرة مسيرة».
وأضافت أن طائرات حربية روسية وطائرات مسيّرة قصفت منشآت إنتاج طائرات مسيرة ومراكز تحكم داخل أوكرانيا.
من جانبها، أعلنت أوكرانيا، أمس، أن قوات دفاعها الجوي أسقطت 78 من أصل 83 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية. وقال البيان، إن «القوات الروسية شنت هجمات على أوكرانيا باستخدام 83 طائرة مسيرة تم إطلاقها من مناطق أوريل، وكورسك، وشاتالوفو، وميليروفو، وبريمورسكو أختارسك الروسية، وكذلك من هفارديسكي بشبه جزيرة القرم»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية.
وأضاف البيان أنه تم صد الهجوم من قبل وحدات الدفاع الجوي ووحدات الحرب الإلكترونية ووحدات الطائرات المسيرة وفرق النيران المتنقلة التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.
وقالت إدارة منطقة فولجوجراد في جنوب روسيا إن أوكرانيا شنت هجوماً على المنطقة باستخدام طائرات مسيرة.
وأضافت أن الحطام المتساقط من الطائرات المدمرة أدى إلى تعطل إمدادات الكهرباء للسكك الحديدية وحركة القطارات في جزء من فولجوجراد. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن وحدات الدفاع الجوي دمرت 9 طائرات مسيرة أوكرانية فوق المنطقة خلال الليل.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الهجوم أدى إلى تأخير حركة القطارات في أجزاء من فولجوجراد.
تعليق مؤقت
أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية «روسافياتسيا»، تعليق الرحلات الجوية بعد منتصف ليل أمس بفترة وجيزة في مطار مدينة فولجوجراد، التي تعد المركز الإداري لمنطقة فولجوجراد الكبرى.