افتتحت متاحف قطر، اليوم، معرض "أناقة إمبراطورية: منسوجات من إيران الصفوية" بمتحف الفن الإسلامي.
ويستمر المعرض الذي يقام في قاعة الشيخ سعود بالمتحف حتى 20 أبريل 2024، ويسلط الضوء على أهمية المنسوجات الحريرية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والفنية النابضة. ونظرا للدور القوي الذي لعبته هذه المنسوجات كوسائط تجسد الأفكار الفنية الحديثة وقتذاك، والتي حفزت مبدعيها على تبني لغة بصرية جديدة، فقد كانت من بين أكثر السلع الفاخرة تداولا في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت.

كما يزدان بمجموعة من أربع صور زيتية بالطول الكامل تقدم لمحة عن التنوع السكاني والثروة اللذين تميزت بهما عاصمة الإمبراطورية الصفوية أصفهان.
ويبدأ المعرض الذي ينظم بإشراف الدكتورة نيكوليتا فازيو، القيم الفني في متحف الفن الإسلامي، بتقديم السياق الجغرافي والتاريخي الذي سن فيه الحاكم الصفوي الشاه عباس الأول احتكار الحرير وأطلق صناعة المنسوجات الممولة من الدولة. ويركز الجزء الثاني على أصفهان التي كانت عاصمة الإمبراطورية وقلبها التجاري في ذلك الوقت. أما الجزء الثالث فيستكشف فنون وممارسات التمثيل الذاتي في المجتمع الصفوي من خلال الأزياء، وربط المنسوجات التاريخية مع الرسوم واللوحات المعاصرة والمصادر المكتوبة لها. بينما يشكل القسم الرابع والأخير "شغف الأزياء"، نقطة وصل بين الماضي والحاضر من خلال تقديم مجموعة مختارة من القطع والملابس وحقائب اليد التي كلف بها مصممون مقيمون في قطر واستوحوا تصميماتها من المنسوجات الصفوية واللوحات التي تضمها مجموعة متحف الفن الإسلامي الدائمة.
واستكمالا للمعرض، أطلق متحف الفن الإسلامي، ولأول مرة في تاريخه، سلسلة مدونات صوتية (بودكاست) سردية تتألف من ست حلقات تحكي عن الدولة الصفوية ومنتجاتها الحريرية من خلال عدة قطع مختارة من المعرض وتأثيرها الممتد على الممارسات الإبداعية المعاصرة.
ونوهت د. جوليا غونيلا، مدير متحف الفن الإسلامي بتنظيم المعرض الذي يضم مجموعة من المنسوجات الفريدة بلغت أكثر من 100 قطعة اختيرت من مجموعة متحف الفن الإسلامي ومتاحف قطر الدائمة، وقطع فنية معارة من مكتبة قطر الوطنية، بالإضافة إلى 20 قطعة من منسوجات البروكار الحريري النفيس، و12 سجادة تعود إلى الحقبة الصفوية، موضحة أنه يهدف إلى تعميق فهم وتقدير الفن الإسلامي، وإظهار تنوع الثقافة الإسلامية الهائل في جميع أنحاء العالم.
وقد أضيف إلى المعرض قسم يركز على تصاميم الأزياء المعاصرة. حيث يعرض خمسة فنانين محليين تصاميم أزياء مستوحاة من المنسوجات الخلابة التي يقدمها المعرض. وتشمل القطع المشاركة: قفطانا وسجادة من تصميم ياسمين منصور، وسترتين للجنسين للمصمم أرمان منصوري، وسبع حقائب يد مصنوعة يدويا ووشاحا لجواهر الدرويش، وعباية بديعة لنور آل ثاني، وفستانا بطبعة نباتية صديقة للبيئة للمصمم روني حلو. وقد تم اختيار هؤلاء المصممين الخمسة بالتعاون مع M7 - مركز قطر الإبداعي للابتكار وريادة الأعمال في مجالات الأزياء والتصميم، وبدعم من تارا ديجاردان، القيم الفني في متحف الفن الإسلامي.
كما يتيح المعرض للزوار أيضا استكشاف كنوز أصفهان من خلال معرض الكتب النادرة "أهلا بكم في أصفهان" الذي يقام في مكتبة متحف الفن الإسلامي خلال الفترة من 23 أكتوبر 2023 حتى 30 يناير 2024. وتوفر هذه المجموعة دليلا شاملا لأصفهان خلال الإمبراطورية الصفوية، وتمكن الزوار من الاطلاع على تاريخ إيران وثقافتها الضاربة في عمق التاريخ، واستكشاف الأعاجيب المعمارية الشهيرة، والروائع الفنية، والمأكولات اللذيذة، والتقدم العلمي الرائد، والمنظور الأوروبي المثير للاهتمام حول طراز المدينة المميز.
وتتوفر مجموعة رائعة من المنتجات المستوحاة من الأعمال الفنية المعروضة في هذا المعرض، وذلك في متجر هدايا متحف الفن الإسلامي وعلى متجر إن-كيو الإلكتروني www.inq-online.com.
كما تم إصدار ألبوم خاص بالمعرض، وهو مطبوعة تولت تحريرها نيكوليتا فازيو، وتتضمن الأبحاث الأصلية التي أجراها فريق متحف الفن الإسلامي وباحثون دوليون، ومجموعة مختارة من القطع، مع تفاصيل مدرجة في الكتالوج وصور.
جدير بالذكر أن المتحف الوطني للفنون الآسيوية التابع لمؤسسة سميثسونيان، كان قد وضع تصورا لمعرض "أناقة إمبراطورية: منسوجات من إيران الصفوية" واستضافه في العاصمة واشنطن في إطار العام الثقافي قطر أمريكا 2021.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: متحف الفن الإسلامي متحف الفن الإسلامی من خلال

إقرأ أيضاً:

توفيت بعده بـ40 يومًا.. حكاية حب نادرة جمعت محمد عوض وزوجته


في مثل هذا اليوم، الثاني عشر من يونيو، وُلد أحد أبرز رموز الكوميديا المصرية في القرن العشرين، الفنان الكبير محمد عوض، الذي امتلك موهبة فريدة جعلته يترك بصمة لا تُنسى في المسرح والسينما والتلفزيون. 

 

 

 

 

ورغم رحيله قبل أكثر من ربع قرن، لا تزال أعماله خالدة في ذاكرة الأجيال، تحمل نكهة خاصة من البهجة والضحك الأصيل. في هذا التقرير نستعرض محطات مهمة من حياة محمد عوض، من نشأته وبداياته الفنية، إلى أهم أعماله وحياته الشخصية، وانتهاءً بوفاته.

   النشأة والبدايات

وُلد محمد عوض في 12 يونيو 1932 بحي العباسية في القاهرة، وينحدر من عائلة مصرية من محافظة الشرقية. منذ صغره، أظهر شغفًا بالفن والأنشطة الاجتماعية، حيث انخرط في الكشافة وشارك في العديد من الرحلات والمسابقات الثقافية.

 

 

 

 

لم يكن الطريق نحو الفن مباشرًا، إذ درس في البداية الفلسفة بكلية الآداب جامعة عين شمس وتخرج عام 1957، قبل أن يتجه إلى دراسة الفن بشكل أكاديمي ويحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1962، ليبدأ بعد ذلك رحلته الحقيقية مع عالم التمثيل.

 

 

 

 

المسرح في حياة محمد عوض
 

بدأ محمد عوض رحلته الفنية من خلال المسرح الجامعي، حيث أسّس فرقة لتقديم مسرحيات الفنان الكبير نجيب الريحاني، وهو ما جذب انتباه العديد من المتخصصين في المجال. بعد تخرجه، انضم إلى فرقة الريحاني وفرقة المسرح الحر، وبدأ في تقديم العروض الكوميدية التي كانت تلامس هموم الناس بروح خفيفة.

 

 

 

 

قدّم عددًا من المسرحيات الناجحة التي أصبح بعضها من علامات المسرح المصري مثل: جلفدان هانم، أصل وصورة، العبيط، مطرب العواطف، نمره 2 يكسب، تجاوز عدد المسرحيات التي قدّمها 80 عملًا مسرحيًا، ما يجعله واحدًا من أكثر الفنانين المصريين إنتاجًا في المسرح.

  السينما والتلفزيون

دخل محمد عوض عالم السينما عام 1960 من خلال فيلم "شجرة العائلة"، ثم توالت أدواره السينمائية التي لاقت رواجًا كبيرًا، خصوصًا في فترة الستينيات والسبعينيات، ومن أبرزها: للنساء فقط، أميرة العرب، نمر التلامذة، بابا عايز كده، المساجين الثلاثة، السيرك

وفي التلفزيون، برز بدور شرارة في مسلسل "برج الحظ"، كما شارك في عدة مسلسلات مهمة مثل: البراري والحامول، بنت الحتة، زقاق السنجقدار

أما في الإذاعة، فشارك في البرنامج الشهير "ساعة لقلبك" وقدم من خلاله شخصيات كوميدية أضفت عليه مزيدًا من الشعبية.

حياته الشخصية

ارتبط الفنان محمد عوض بزوجته قوت القلوب عبد الوهاب، التي كانت زميلته في معهد الفنون المسرحية. أثمر هذا الزواج عن ثلاثة أبناء، لكل منهم حكاية خاصة مع الفن:

• عادل عوض مخرج سينمائي متزوّج من الفنانة راندا، وهو والد الفنانة جميلة عوض.

• عاطف عوض مصمّم استعراضات تزوج من رانيا فريد شوقي، وأنجب منها فريدة وملك.

• علاء عوض ممثل ظهر في عدد من الأعمال بالثمانينيات، لكنه اختفى عن الأضواء بعد مشاكل قانونية.

المعاناة والرحيل

في أواخر حياته، أُصيب الفنان محمد عوض بمرض السرطان، وظل يعاني منه لمدة سبع سنوات. رغم الألم، لم يتوقف عن العطاء الفني، وواصل المشاركة في أعمال درامية ومسرحية.

رحل عن عالمنا يوم 27 فبراير 1997 عن عمر ناهز 65 عامًا، ونعته الساحة الفنية والجمهور بحزن شديد، لم تتحمل زوجته فراقه، وتوفيت بعده بنحو 40 يومًا، لتُغلق صفحة رومانسية وإنسانية نادرة.
 

ترك محمد عوض إرثًا فنيًا غنيًا، يجمع بين الكوميديا الراقية، والتمثيل الجاد، والروح الوطنية، لم ينسَ واجبه تجاه بلده، فقد قدّم عروضًا مجانية في السد العالي دعمًا للعمال، وساهم في العمل التطوعي خلال حرب 1967.
 

مقالات مشابهة

  • "حسب اختيارات الجمهور"... متاحف الجمهورية تعرض كنوزها في شهر يونيو
  • سوق السيارات المستعملة في المغرب يسجل رقماً قياسياً
  • ٤٢ لوحة تبرز إبداعات الشباب بمعرض «التقاطة فن» بصلالة
  • جلستان تناقشان الذاكرة والهوية ضمن معرض «الوسائط المتعددة»
  • “أطباء بلا حدود” تفتتح مركزاً لعلاج الكوليرا في المخا جنوب غربي اليمن
  • بالصور والفيديو صراحة نيوز تتابع افتتاح معرض طوابع البريد العربي
  • الخميس المقبل.. قصور الثقافة تقيم معرض "مراسم بني حسن" بالهناجر
  • توفيت بعده بـ40 يومًا.. حكاية حب نادرة جمعت محمد عوض وزوجته
  • الحوار والتواصل: الموسيقى تربط العالم... احتفالية مصرية صينية بمتحف الحضارة
  • وزير الثقافة يفتتح معرض الراحل أشرف الحادي بعنوان “الفنان النبيل”