بعد سنوات من التجاهل الإقليمي، كأحد تداعيات الانتفاضات العربية واتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، تمكنت عملية "طوفان الأقصى" من إعادة قضية فلسطين إلى جدول الأعمال، ما يزيد من مسؤولية الدول العربية ويتطلب تغييرا في القيادة الفلسطينية.

تلك القراءة طرحها رمضان يلدريم، عضو هيئة التدريس في جامعة إسطنبول ورئيس تحرير مجلة "رؤية تركيا"، في تحليل بموقع "بوليتيكس توداي" الأمريكي (politics today) ترجمه "الخليج الجديد".

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية، أطلقت حركة "حماس" وفصائل مقاومة أخرى من قطاع غزة عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

يلدريم قال إن "التطورات الحالية تزيد من مسؤولية الدول العربية في المنطقة، وتتطلب تحولا في القيادة الفلسطينية ضد إسرائيل".

وتابع أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني عمره قرن من الزمان، وعلى مر السنين، كانت هناك جهات فاعلة عديدة شاركت في الصراع. وبعد 1967 و1973، طور الفلسطينيون كيانات مختلفة حاربت إسرائيل باستخدام وسائلهم المحلية".

وأردف: "ومؤخرا، ظهرت حماس على الساحة، وزادت من فعاليتها في المقام الأول في غزة، ثم أصبحت في العقد الماضي لاعبا فعالا في الضفة الغربية".

اقرأ أيضاً

دعوات لوقف الحرب وحماية المدنيين.. اختتام قمة القاهرة بشأن غزة بدون بيان مشترك

الانتفاضات والتطبيع

و"أعادت عملية طوفان الأقصى القضية الفلسطينية إلى جدول الأعمال، ففي سياق التطورات الإقليمية، يتم تجاهل القضية الفلسطينية بشكل متزايد، وهو ما يمكن اعتباره السبب الخارجي للعملية المكثفة ضد إسرائيل في 7 أكتوبر"، كما تابع يلدريم.

وأضاف أن قضيتين إقليميتين تسببتا في دفع فلسطين إلى دائرة التجاهل، فــ"الانتفاضات العربية (لاسيما في 2011)، تركت قضية فلسطين والقدس على الهامش، بينما برزت إلى الواجهة أحداث أخرى وأطراف فاعلة أخرى في المنطقة.. وفي العقد الماضي، تم التغاضي عن فلسطين وأصبحت ضحية للانتفاضات العربية".

وزاد بأنه "خلال هذه الفترة، أُغلقت الأنفاق المصرية، التي كانت الرابط الوحيد لغزة مع العالم؛ إثر انقلاب (عبد الفتاح) السيسي عام 2013؛ ما فاقم الصعوبات التي يواجهها 2.5 مليون شخص يوميا في قطاع غزة الضيق".

أما القضية الإقليمية الثانية، بحسب يلدريم، "فهي أن الدول العربية الأخرى، من المغرب إلى الأردن ومن السعودية إلى دول الخليج، لم تدرج الفلسطينيين في سياسات التطبيع مع إسرائيل، المعروفة باسم اتفاقيات إبراهيم".

وتابع: "بمعنى آخر، طرحوا التطبيع باعتباره مسألة بينهم وبين إسرائيل فقط، وتركوا فلسطين خارج الصورة".

وبوساطة أمريكية، وقَّعت كل من الإمارات والبحرين والمغرب، في 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967. 

اقرأ أيضاً

فورين بوليسي: واشنطن زرعت جذور الحرب الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل 3 عقود

مسؤوليات كبيرة

و"لم تتمكن دول مثل سوريا والأردن ومصر وليبيا واليمن، الداعمة للقضية الفلسطينية، من اتخاذ موقف سياسي تجاه القضية الفلسطينية بسبب الاضطرابات الداخلية التي تعيشها. وقد تضطر الدول العربية، وخاصة دول الخليج التي تقوم بعملية التطبيع مع إسرائيل، إلى إعادة التفكير في العملية"، كما زاد يلدريم.

وأردف: "الآن عادت فلسطين والقدس إلى جدول الأعمال في ضوء جديد تماما، ما يفرض مسؤوليات كبيرة على بلدان أخرى في المنطقة".

وتابع: "للمرة الأولى منذ (حرب) عام 1973، يعيش الشعب الإسرائيلي جزئيا ما يعيشه الفلسطينيون منذ سنوات".

ولليوم السابع عشر على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإثنين قصف غزة، وقد قتل حتى الأحد 4651 فلسطينيا، بينهم 1873 طفلا و1023 سيدة، وأصاب 14245، بحسب وزارة الصحة في القطاع. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 210 إسرائيليين، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

يلدريم قال إنه "من غير الواضح ما إذا كانت النخبة الأمنية في إسرائيل ستتبنى موقفا متجانسا بشأن كيفية المضي قدما في غزة؛ بسبب الخلافات السياسية في إسرائيل والنزاع حول (خطة) الإصلاحات القضائية".

وأضاف أنه "مع التطورات الأخيرة، استعادت حماس شرعيتها كلاعب جديد وأقوى"، و"من الآن فصاعدا، ستقطع القيادة الفلسطينية علاقاتها مع (حركتي) فتح وحماس، وتشكل كتلة مشتركة من الفصيلين وتمضي قدما. ومن المرجح أيضا أن يبرز حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية) إلى الواجهة في المنطقة".

اقرأ أيضاً

طوفان الأقصى.. نهاية أبدية لعقيدة "سلام بلا دولة فلسطينية"

المصدر | رمضان يلدريم/ بوليتيكس توداي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين العرب إسرائيل غزة حماس حرب الدول العربیة طوفان الأقصى مع إسرائیل فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم: نتائج استبيان مقترح البكالوريا المصرية لأولياء الأمور أظهرت تأييد نسبة كبيرة

قال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف إنه تم إجراء استبيان لأولياء أمور طلاب الصف الثالث الإعدادي لاستطلاع رأيهم حول مقترح نظام البكالوريا المصرية، حيث أظهرت النتائج تأييدَ أغلبية المشاركين للنظام.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير التربية والتعليم في فعاليات الندوة التي نظمها مجلس الأعمال المصري الكندي ومجلس الأعمال المصري للتعاون الدولي برئاسة المهندس معتز رسلان، تحت عنوان "تطوير التعليم الفني في مصر"، بمشاركة المستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، وسامح شكري وزير الخارجية السابق، والفريق طيار محمد عباس حلمي وزير الطيران المدني السابق والدكتور هاني هلال الأمين العام للشراكة المصرية اليابانية للتعليم، وعدد من السفراء ونواب البرلمان المصري وخبراء التعليم وممثلي القطاع الخاص والمؤسسات الدولية.
وأضاف الوزير "أن النظام الجديد يشمل مواد دراسية ومساراتٍ تعليمية متخصصة، كما يوفر فرصًا متعددة للتقييم بدلًا من الاعتماد على فرصة واحدة تحدد مصير الطالب، على عكس نظام الثانوية العامة الحالي"، مؤكدًا أن المقترح قد خضع للعديد من جلسات الحوار المجتمعي مع مختلف الأطراف المعنية بالمنظومة التعليمية.
 

مقالات مشابهة

  • بطولة محاربي الإمارات تعود بنسختين عربية -أفريقية ودولية 12 يونيو
  • كتاب جديد يبرز واجب العلماء والدعاة لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • الأخضر الإبراهيمي: الأسد منع الشرع من مقابلتي وطوفان الأقصى أحيت قضية فلسطين
  • فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينية
  • إسرائيل تعزز قبضتها على الضفة لعرقلة قيام الدولة الفلسطينية
  • السيد القائد: نسعى لموقف أقوى إلى جانب فلسطين في معاناتها التي لم يسبق لها مثيل
  • البرامج الموجهة للمرأة بالجامع الأزهر توضح الأعمال التي تعادل الحج والعمرة
  • عربية النواب: اقتحام الأقصى استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين
  • وزير التعليم: نتائج استبيان مقترح البكالوريا المصرية لأولياء الأمور أظهرت تأييد نسبة كبيرة