السويداء-سانا

بإرادة وعزيمة لإثبات الذات تجاوزت الشابة روعة الحسين ظروفها الصعبة بعد وفاة زوجها، عبر نجاحها بتأسيس مشروع متناهي الصغر، عماده المؤونة المنزلية، وحقق لها استقراراً لإعالة أبنائها الثلاثة ومساعدتهم في مواصلة تعليمهم.

روعة 36 عاماً ذكرت خلال حديثها لـ سانا الشبابية أن وفاة زوجها دفعتها للتفكير بالاعتماد على نفسها، كما حظيت بدعم معنوي من الوسط المحيط والمجتمع عند انطلاقتها، بحيث بدأت بتصنيع الألبان والأجبان، ثم العمل بالتجارة البسيطة ضمن قرية رضيمة اللوا بريف السويداء الشمالي، وذلك بعد الحصول على منحة تنموية من مركز مقام عين الزمان الخيري للتنمية الاجتماعية.

وبينت روعة أنه مع قدومها للاستقرار بمدينة شهبا قبل عامين باشرت بتحضير أعمال المؤونة المنزلية، وبيعها على نطاق الجيران والمعارف، إلى أن توسعت تدريجياً بالإنتاج وخاصة بعد حصول شقيقتها على منحة تنموية مماثلة، وتشاركها معها ومساعدتها لها أحياناً بالعمل.

منتجات متعددة تحضرها روعة كالملوخية والكشك والمكدوس ودبس البندورة والفليفلة والمخلل، إضافةً إلى تجفيف النباتات الطبية والفواكه وغيرها، لتسوقها بشكل مباشر أو من خلال معارفها داخل المحافظة وخارجها، مع تخصيصها صفحةً على وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بما تنتجه.

وبحسب روعة فإنها اختارت العمل في هذا الميدان لأنه يتم ضمن المنزل، وتستطيع التوفيق بينه وبين واجباتها تجاه أبنائها المتفوقين دراسياً وأصحاب المواهب.

ولم تكتف روعة كما ذكرت بتحضير الألبان والأجبان والمؤونة المتعددة، بل أصبحت تطبخ لتلبية احتياجات المناسبات بناءً على الطلبات المقدمة لها، وذلك رغم الصعوبات التي تعترضها أحياناً وخاصة فيما يتعلق بساعات العمل الطويلة وكذلك نقص مادة الغاز.

روعة التي تحضر لافتتاح محل قريب من المنزل المستأجر الذي تقطنه، لعرض منتجاتها، تطمح إلى التوسع بمشروعها تماشياً مع رغبتها بالتقدم لشهادة التعليم الأساسي مع ابنها الكبير خلال العام الحالي.

رسالة توجهها روعة لكل شابة للعمل والإنتاج وعدم الاستكانة لأي ظرف يعترضها، وامتلاك الثقة بالنفس التي تعطيها حافزاً على الانطلاق للحياة بكل عزيمة وإصرار.

عمر الطويل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ما هي الملفات التي تناولتها محادثات ترامب في الإمارات؟

ذكرت وسائل إعلام محلية، اليوم الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ناقش العديد من القضايا والملفات المهمة خلال زيارته إلى الإمارات.
وأكدت أن الرئيس ترامب اختص ثلاث دول خليجية لزيارتها نظرا لأهميتها الجيو سياسية والاقتصادية، في ظل تحولات كبرى تشهدها المنطقة على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
ونقلت عن الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني نضال خضرة، أن “أبوظبي باتت تلعب دورا أكثر ديناميكية، متجاوزة الحدود الاقتصادية إلى التأثير السياسي والأمني في المنطقة”.
وخلال حديثه إلى قناة “سكاي نيوز عربية”، صباح اليوم الجمعة، أوضح خضرة أن “الزيارة تأتي ضمن سياق واضح لإعادة تموضع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”، معتبرا أن “الإمارات لم تعد مجرد حليف لوجستي أو مركز اقتصادي، بل باتت تشارك في بلورة استراتيجيات إقليمية وأمنية”.
وأوضح خضرة أن “الإمارات تتعامل الآن من منطلق الشراكة لا التبعية، وهي توازن بين الانفتاح السياسي والانخراط الأمني دون المغامرة أو التهور”، متابعا أن “التحول في دور الإمارات جاء نتيجة مسار طويل من تعزيز الكفاءة الدبلوماسية والاستثمار الذكي في الملفات الإقليمية الحساسة، ما جعل أبوظبي اليوم قادرة على التحدث بلغة المصالح مع جميع الأطراف، بما في ذلك واشنطن وطهران وموسكو”.
وحول الملفات المهمة التي ناقشها ترامب خلال زيارته إلى أبو ظبي، كان الحرب على قطاع غزة، حيث أفاد خضرة أن “الرئيس الأمريكي يتطلع بجدية إلى جائزة نوبل للسلام، وهو ما قد يفسر سعيه إلى طرح مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة”.
فيما نقلت القناة عن الكاتب والمحلل السياسي حسين عبد الحسين، أن “ترامب عاد إلى الخليج ليؤكد أن الفراغ الذي تركته الإدارات السابقة لن يستمر، والزيارة لا تعني فقط دعما للعلاقات الثنائية، بل تحمل في طياتها رسائل أبعد، حيث يسعى إلى بناء محور جديد من الحلفاء الإقليميين”.
وأوضح عبد الحسين، أن الرئيس ترامب يسعى ببلادها إلى استخدام أدواتها الاقتصادية والدبلوماسية لبناء تحالفات صلبة دون التورط العسكري المباشر، منوها إلى أن دول الخليج تملك أصولا سيادية تقارب 4.9 تريليون دولار، وتمثل نحو 37% من احتياطات النفط و33% من احتياطات الغاز العالمية، وهو ما يمكن أن يمثل دافعا قويا لزيادة العلاقات الأمريكية الخليجية.
أوضح عبد الحسين أن الإمارات باتت في مقدمة الدول عالميا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفسر اهتمام ترامب بتعزيز الشراكة معها.والإمارات اليوم تحظى بإجماع سياسي دولي غير مسبوق. من بايدن إلى بوتين، من ماكرون إلى شي جينبينغ، الكل يصف الشيخ محمد بن زايد بأنه قائد استثنائي. وهذا يضع الإمارات في قلب معادلة الدبلوماسية العالمية الجديدة”.
وأشارت القناة إلى أن الملف الإيراني والسوري أيضا كان حاضرا على طاولة المباحثات الأمريكية في أبو ظبي، موضحة أن “ترامب يدرك أن إيران لم تتغير، وأن تقويض نفوذها في الخليج لا يكون عبر المواجهة المفتوحة، بل عبر تقوية الحلفاء وتعزيز منظومة الردع”.
ولفت المستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، براين هوك، إلى أن “أبوظبي أصبحت أكثر من مجرد عاصمة اقتصادية، بل قاعدة متقدمة للردع الناعم، حيث تشارك بفاعلية في التصدي للتهديدات العابرة للحدود، وتستثمر في التكنولوجيا والدفاع والأمن السيبراني”.
وأكد هوك أن ترامب يرى أن الإمارات والسعودية تشكلان حجر الأساس في استراتيجية “المقاربة المزدوجة”، التي تجمع بين الردع الصارم والتحالفات الإقليمية الجديدة.
وقالت السفيرة الأمريكية السابقة في الإمارات، مارسيل وهبة، إن “سوريا كانت حاضرة بقوة في محادثات ترامب في أبوظبي، وإدارة ترامب تسعى إلى إشراك الإمارات في إعادة إعمار سوريا، وتعزيز الحلول السياسية التدريجية”.
وأضافت: “الإمارات باتت قناة تواصل فعالة مع دمشق، ويمكن أن تلعب دورا محوريًا في إعادة ربط سوريا بالمجتمع العربي، بعيدا عن النفوذ الإيراني”.
وفي السياق نفسه، أعلن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، أمس الخميس، أن بلاده ستستثمر 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل.
وأعلن الرئيس الإماراتي أن الاستثمارات الإماراتية في أمريكا ستشمل قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والصناعة، وستتم من خلال سندات استثمارية أمريكية بقيمة إجمالية تبلغ 1.4 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
يذكر أن زيارة ترامب إلى الإمارات شهدت زيارته لمسجد الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، الذي نال إعجاب الرئيس الأمريكي، الذي عبر عن سعادته بعلاقته مع الإماراتيين وثقافتهم الرائعة.
وزار ترامب الإمارات ضمن جولة خليجية بدأها الثلاثاء، شملت السعودية وقطر أيضا.
وقال الرئيس الأمريكي للصحفيين، إنه من المرجح أن يعود إلى واشنطن، غدا الجمعة، بعد جولة شملت 3 دول خليجية، رغم إشارته في الوقت ذاته إلى أن “وجهته المقبلة مازالت غير معروفة حتى الآن”.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • قطر الخيرية تطلق مشروعا لترميم مئات المنازل في سوريا
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: نعمل على إلتزام الحكومةبتنفيذ خارطة الطريق التي تم تقديمها للامم المتحدة
  • عباس: القضية الفلسطينية تواجه مشروعا استعماريا يقوض الدولة المستقلة
  • صفية أحمساني.. رسامة موهوبة منذ الصغر وأصبحت من أهم الفنانين التشكيليين في المملكة
  • وزير الإعلام يبحث مع مديري المؤسسات الإعلامية التحديات التي تواجه العمل الإعلامي
  • ما هي الملفات التي تناولتها محادثات ترامب في الإمارات؟
  • مدير «الاتحادية للشباب»: دور محوري للكوادر الشابة في التنمية الوطنية
  • خالد النعيمي: دور محوري للكوادر الشابة في التنمية الوطنية
  • «تنمية المشروعات» يمول 954 مشروعًا صغيرًا ومتناهيًا في قنا بـ 39 مليون جنيه
  • مؤسسة الحسين للسرطان تطلق حملة توعوية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ