استنكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرفض الأوروبي لدعوة وقف إطلاق النار في قطاع غزة متسائلا: "كم طفلا يجب أن يموت حتى تطالب المفوضية الأوروبية بوقف إطلاق النار؟".

جاء ذلك في كلمة له خلال مشاركته في النسخة الثامنة من "شورى الأسرة" بالعاصمة أنقرة.

وقال أردوغان إن "الهجمات على غزة تجاوزت بالفعل حد الدفاع عن النفس وتحولت إلى وحشية وقسوة ومذبحة وهمجية مكشوفة".

وأضاف "المؤسف أن الذين يدعون التحضر يكتفون فقط بمشاهدة هذه الوحشية، فالمفوضية الأوروبية خرجت علينا أمس بأنه لا يمكن لها الدعوة إلى وقف إطلاق النار".

وشدد أن "الذين يتشدقون بحقوق الإنسان والحريات يتجاهلون حق سكان غزة المظلومين في الحياة منذ 19 يوما". وأردف "كم عدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا حتى تدعو المفوضية الأوروبية إلى وقف إطلاق النار؟ وكم من القنابل يجب أن تسقط على غزة حتى يتدخل مجلس الأمن الدولي؟".

وتابع: "كم من الأطنان الإضافية من القنابل التي يجب أن تسقط على غزة حتى يتمكن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التحرك؟ كم عدد النساء والمدنيين وكبار السن الذين يجب أن يفقدوا حياتهم قبل

أن تقول المنظمات الغربية "أوقفوا" المذبحة؟ وكم من زملائهم يجب أن يكونوا هدفاً للقنابل حتى تتمكن وسائل الإعلام الدولية من الكتابة وقول الحقيقة؟

وإلى متى يجب أن ننتظر لإنهاء هذه الأزمة التي حولت منطقتنا إلى طوق ناري؟". وتساءل فيما إذا كان بالإمكان التزام الصمت إزاء الأخبار والصور القادمة من قطاع غزة، مضيفا: "لا يمكن لأي فعل مهما كان صادما أن يضفي الشرعية على هذه الوحشية".

وتابع الرئيس التركي: "ماذا حدث للإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ ألا تنظرون إلى هذا الإعلان؟ يرجعون إليه عندما يناسبهم، وعندما لا يناسبهم لا يفعلون ذلك؟ لماذا؟ لأن الدماء التي تسفك دماء المسلمين".

وشدد أنه عوضا عن إرسال سفن المساعدات، كشفوا عن جماعات الضغط التي يخدمونها من خلال إرسال حاملات الطائرات والسفن الحربية إلى المنطقة.

ومستنكرا ازدواجية المعايير لدى الغرب قال: "لقد عرفناكم جيدا، وسوف نتعرف عليكم بشكل أفضل، وهذا اسمه نفاق وصب الزيت على النار".

وشدد أردوغان أن القيادة الإسرائيلية ارتكبت مجزرة وحشية ضد الفلسطينيين، متذرعة بالصدمة التي تعرضت لها في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. ولفت الرئيس أردوغان إلى أنه خاطب المجتمع الكاثوليكي عبر البابا فرنسيس الذي أجرى معه اتصالا هاتفيا صباح الخميس.

وقال إن "القوات الإسرائيلية تقصف المساجد والكنائس والمدارس والأسواق وحتى المستشفيات. وقد استشهد حتى الآن أكثر من 6 آلاف من إخوتنا وأخواتنا، معظمهم من الأطفال والنساء، نتيجة للهجمات الإسرائيلية على غزة ورام الله".

وأضاف: "تم إلقاء أكثر من 12 ألف طن من القنابل بحسب ما تم الكشف عنه حتى الآن على رؤوس 2.3 مليون شخص يكافحون من أجل البقاء في منطقة ضيقة ومحاصرة بالكامل على مساحة 360 كيلومترا مربعا".

وأشار الرئيس التركي إلى تهجير 600 ألف من سكان غزة جراء الهجمات الإسرائيلية بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وأوضح أن النساء والأطفال الأبرياء هم الأكثر معاناة جراء الهجمات الإسرائيلية كما هو الحال في جميع الحروب. من جهة ثانية أشار الرئيس أردوغان أن إجمالي المواد الإغاثية التي أرسلتها تركيا إلى مصر لإيصالها لغزة يتجاوز 200 طن. وأكد أنه "لا يمكن لأحد أن يتوقع منا أن نصمت في وقت يجري فيه وقوع الظلم أمام أعيننا".

وفي سياق آخر، أكد الرئيس التركي أن سياسات "نزع الهوية الجنسية" التي تشجع عليها مراكز القوى العالمية هي أكبر خطر يهدد الأسرة في الآونة الأخيرة، مشددا أن تركيا وشعبها لن يخضعا أبدا للإملاءات الدولية بـ "نزع الهوية الجنسية" ولن يسمحا بتدمير بنية الأسرة

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الرئیس الترکی إطلاق النار على غزة یجب أن

إقرأ أيضاً:

منطقة منكوبة..70 مليار دولار تقديرات الأمم المتحدة لتكلفة إعادة إعمار غزة

الثورة / متابعات

قال مسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أمس الثلاثاء: إن عدة دول من بينها الولايات المتحدة وكندا، إلى جانب دول عربية وأوروبية، أبدت استعدادًا مبدئيًا للمساهمة في تمويل خطة إعادة إعمار قطاع غزة، التي تُقدَّر تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.

وأوضح جاكو سيليرز، المسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، خلال مؤتمر صحفي في جنيف نقلته (وكالة رويترز)، أن العدوان الإسرائيلي على غزة خلّف ما لا يقل عن 55 مليون طن من الأنقاض، مرجحًا أن يستغرق التعافي الكامل للقطاع عقودًا طويلة.

وأضاف: “لقد تلقينا إشارات إيجابية للغاية من عدد من شركائنا، بمن فيهم الأوروبيون وكندا، وهناك أيضًا نقاشات جارية مع الولايات المتحدة حول المشاركة في جهود الإعمار”.

حرب الإبادة تخلف 60 مليون طن من الركام و80% من السكان فقدوا منازلهم

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، عاد آلاف الفلسطينيين إلى ما تبقى من منازلهم وسط مشاهد الخراب الواسع الذي حوّل مناطق بأكملها في القطاع الساحلي إلى أرض قاحلة.

ووفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، فقد أسفرت حرب الإبادة عن استشهاد 67,869 مواطنا وإصابة 170,105 آخرين، فيما تُعد مدينة غزة من أكثر المناطق تضررًا بعد أن شهدت أعنف المواجهات.

ووفقًا لمركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (يونوسات)، فإن نحو 83% من مباني المدينة تعرضت للدمار أو الضرر الجزئي.

وأشار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أنه تمكن حتى الآن من إزالة نحو 81 ألف طن من الأنقاض، في إطار خطة طويلة الأمد لإعادة تأهيل القطاع المنكوب.

من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيسعى لحشد دعم دول الخليج والولايات المتحدة وأوروبا لإعادة إعمار قطاع غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الجديد، وعبّر عن اعتقاده بأن تمويل المشاريع سيتوفر بسرعة.

وأضاف أردوغان، في حديث للصحافيين خلال رحلة العودة من شرم الشيخ، حيث شهد وزعماء آخرين توقيع وثيقة الاتفاق أمس الأول، أن سجلّ إسرائيل “السيئ” في الالتزام بوقف إطلاق النار يقتضي رقابةً صارمةً من الولايات المتحدة ودول أخرى لضمان تنفيذه.

وقال أردوغان، وفقاً لنصٍّ نشرته الرئاسة التركية أمس الثلاثاء: “أعتقد أنه سيُقدّم دعمٌ مالي كبيرٌ على وجه السرعة” لمشاريع إعادة الإعمار التي وضعتها منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية. وأضاف “نسعى للحصول على دعمٍ من دول الخليج والولايات المتحدة والدول الأوروبية. الانطباعات الأولية مبشّرة”.

مقالات مشابهة

  • كاتب بريطاني: الفظائع التي سمح بها الغرب في غزة ستدق بابه قريبا
  • مصدر : 9 قتلى جراء استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في غزة
  • منطقة منكوبة..70 مليار دولار تقديرات الأمم المتحدة لتكلفة إعادة إعمار غزة
  • أردوغان يؤكد على ضرورة الوقوف بقوة مع غزة وبدء إعادة الإعمار
  • “أوتشا”: وقف إطلاق النار في غزة لا ينهي الأزمة الانسانية داخل القطاع
  • أول تصريحات لأردوغان عن اتفاق شرم الشيخ بشأن غزة.. ماذا قال؟
  • الرئيس الفلسطيني: قمة شرم الشيخ خطوة هامة نحو إعادة إعمار غزة
  • طائرة الرئيس التركي أردوغان تصل شرم الشيخ
  • ترامب: أردوغان ساهم بشكل كبير في وقف إطلاق النار بغزة
  • أردوغان يتجه إلى مصر للمشاركة في قمة شرم الشيخ