نظام غذائي يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب وألزهايمر والخرف
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
ربطت دراسة أميركية جديدة بين نظام غذائي شهير وبين انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والتدهور المعرفي بين النساء فوق سن أربعين عاما.
وجدت الدراسة أنه كلما زاد التزام النساء بنظام الطرق الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم، (Dietary Approaches to Stop Hypertension أو DASH diet)، قل خطر تعرضهن لهذه المشكلات.
أبلغ عن الدراسة في مجلة Alzheimer’s & Dementia.
يعتمد نظام DASH الغذائي على الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون مع تقييد اللحوم الحمراء والملح والسكريات المضافة والدهون. وقد صمم خصيصا لخفض ضغط الدم المرتفع.
كما تبين أن هذا النظام الغذائي يقلل من خطر إصابة الأشخاص بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، حسبما ذكرت صحيفة "هيلث لاين".
استند البحث إلى بيانات من أكثر من 5 آلاف امرأة كنّ من بين 14 ألفا في دراسة الصحة بجامعة نيويورك. وكان متوسط أعمارهن عند دخول البرنامج 46.3 عاما.
تمت مقارنة المعلومات المتعلقة بنظامهن الغذائي بمدى دقة اتباع نظام DASH الغذائي. بعد حوالي 30 عامًا، طُلب من النساء مشاركة أي مشاكل تتعلق بالقوى الإدراكية، حيث طرح الباحثون عليهن أسئلة تكشف عن ضعف إدراكي معتدل يمكن أن يؤدي إلى الخرف.
قالت ثلث المشاركات إن لديهن أكثر من نوع واحد من الأنواع الستة من المشكلات المعرفية التي سُئلوا عنها. لكن أولئك، اللائي التزمن بشدة بنظام DASH الغذائي، كان لديهن خطر أقل بنسبة 17٪ للإبلاغ عن شكاوى متعددة.
قالت كيلسي كوستا، اختصاصي تغذية إن الأنظمة الغذائية الصحية للقلب، مثل نظام DASH الغذائي، غنية بالمواد المغذية الموجودة في الخضروات والفواكه والبقوليات والمكسرات والبذور.
وأضافت "تمتلك هذه المكونات خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، مما قد يقلل من الإجهاد التأكسدي في الدماغ مع تعزيز تكوين الخلايا العصبية والاتصال العصبي، مما يساهم في صحة الدماغ ووظائفه بشكل عام".
وأشارت الاحتصاصية إلى أن نظام DASH الغذائي يقلل أيضًا من ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر للتدهور المعرفي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غذاء نظام غذائي الخرف ألزهايمر أمراض القلب أمراض القلب والشرايين السكتة القلبية بأمراض القلب
إقرأ أيضاً:
ثروت إمبابي يكتب: الزراعة دون تربة.. مستقبل الأمن الغذائي في ظل التغيرات المناخية
هل تخيلت يومًا أن تنمو نبتة دون أن تلمس حبة تراب؟ أو أن تزهر شجرة في الهواء دون أن تُغرس في أرض؟ قد يبدو الأمر ضربًا من الخيال، لكنه واقعٌ بدأ يفرض نفسه على عالم الزراعة، ذلك العالم الذي كان لقرونٍ أسير التربة والماء والمناخ.
لقد تغيرت قواعد اللعبة. لم تعد الزراعة كما عرفناها، ولم تعد الأرض وحدها هي وعاء الحياة. فمع تصاعد الأزمات البيئية، وازدياد شحّ المياه، واحتضار التربة في كثير من بقاع الأرض، ظهرت تقنيات ثورية تعدنا بثورة خضراء جديدة: الزراعة المائية والهوائية.
إنها ليست مجرد بدائل، بل رؤى جذرية تعيد تعريف علاقتنا بالغذاء وبالطبيعة ذاتها. فكيف وصلت هذه التقنيات إلى الواجهة؟ ولماذا باتت خيارًا استراتيجيًا لمستقبل غذائنا؟
رغم أن الزراعة التقليدية مثّلت ركيزة الحضارات الإنسانية عبر التاريخ، فإنها تواجه اليوم أزمات تهدد استمراريتها. فالموارد المائية تنضب، والتربة تتدهور بسبب الاستخدام المفرط للأسمدة والمبيدات، والمناخ يتغير بوتيرة متسارعة، ما يجعل الزراعة أكثر هشاشة وعرضة للفشل. كما أن النمو السكاني المتزايد يفرض ضغطًا هائلًا على سلاسل الإمداد الغذائي، في وقت تتقلص فيه الأراضي الصالحة للزراعة.
في هذا السياق، تبرز الزراعة المائية كأحد الحلول الواعدة. فهي تعتمد على زراعة النباتات دون الحاجة إلى التربة، حيث تُغمر الجذور في محاليل غذائية دقيقة التركيب. هذه الطريقة لا تقتصر على كونها بديلًا تقنيًا، بل تقدم مزايا عملية هائلة: فهي توفر ما يصل إلى 90٪ من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية، وتُنتج محاصيل أكثر كثافة في مساحات أقل، كما أنها تتيح الزراعة داخل المدن، ما يقلل من الاعتماد على نقل الأغذية من الريف إلى الحضر.
أما الزراعة الهوائية، فهي تمثل قفزة أكثر جرأة نحو المستقبل. في هذه التقنية، تُعلّق جذور النباتات في الهواء، وتُرشّ بشكل دوري بضباب يحتوي على جميع المغذيات الضرورية. هذه الطريقة لا توفر المياه فحسب، بل تمنح النباتات بيئة مثالية للنمو السريع والكثيف، وتُستخدم بالفعل في مشاريع زراعة مخصصة للفضاء وأماكن لا يمكن فيها استخدام التربة أو حتى الماء بكفاءة.
عندما نتحدث عن الاستدامة، فإننا لا نقصد مجرد الحفاظ على البيئة، بل ضمان أن نتمكن من إنتاج غذائنا دون تدمير الكوكب. وهنا تُثبت هاتان التقنيتان فعاليتهما، إذ تساهمان في خفض الانبعاثات الكربونية، تقليل استهلاك الموارد، وتقديم حلول زراعية مرنة يمكن تطبيقها في أي مكان تقريبًا.
أما على المستوى الشخصي، فأنا أرى أن هذه الحلول تمثل ضرورة وليست خيارًا. في عالمٍ تزداد فيه الكوارث المناخية وتضيق فيه المساحات القابلة للزراعة، لا يمكننا أن نتمسك بأنماط قديمة وننتظر نتائج جديدة. يجب أن نستثمر في هذه التقنيات، وندعم الأبحاث المحلية لتطويرها وتكييفها مع بيئتنا. إن الزراعة المائية والهوائية ليست مجرد رفاهية تكنولوجية، بل وسيلة لإنقاذ الأمن الغذائي العالمي، وتحقيق توازن بين الإنسان والطبيعة.
لقد دخلنا عصرًا جديدًا من الزراعة، حيث لا تُقاس الخصوبة بعمق التربة، بل بذكاء النظام. وفي زمنٍ أصبح فيه الماء أثمن من النفط، فإن من يتحكم في تقنيات الزراعة الذكية، يتحكم في مستقبل الغذاء.