د. فيصل القاسم يكتب .. كيف ستنتهي الحرب؟
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
#سواليف
كيف ستنتهي #الحرب؟
كتب.. د. #فيصل_القاسم
دعونا نتفق أولاً أن هذه #الحرب بين #إسرائيل و #غزة فريدة من نوعها ولا سابق لها أبداً، فكل الحروب السابقة كانت سريعة وانتهت كسابقاتها بتدخل عربي ودولي لوقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق. لقد كانت قواعد #الاشتباك واضحة للطرفين، ولم يحيدا عنها مطلقاً.
واضح اليوم وبعد حوالي ثلاثة أسابيع على العملية أن الأمور لن تأخد المسارات السابقة أبداً، بل بدأت تكشف عن مخططات ومشاريع وحتى صراعات لم تكن تخطر على بال الكثيرين رغم أنها كانت دائماً في بال شياطين السياسة والإعلام. الجديد الآن أن الحرب ستطول دون أدنى شك، وهذا ما يؤكده قادة الحرب والسياسة الإسرائيليون. لا يمكن مطلقاً أن تنتهي اللعبة بوساطة عربية أو دولية، فالمطلوب الآن إسرائيلياً وغربياً لا يمكن أن توقفه أي وساطة، فالفرصة بالنسبة لإسرائيل وداعميها مواتية جداً لتحقيق أهداف كان من الصعب مجرد التفكير بها في السابق حسب تصورهم، وعلى رأسها طبعاً تحقيق أمنية رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين الذي قال يوماً: «كم أتمنى أن أصحو ذات صباح وأرى غزة وقد ابتلعها البحر». مقالات ذات صلة حماس تكشف تفاصيل الهجوم البري الفاشل والخسائر الفادحة لجيش الاحتلال/ تفاصيل جديدة 2023/10/28 دعونا نتفق أولاً أن هذه الحرب بين إسرائيل وغزة فريدة من نوعها ولا سابق لها أبداً، فكل الحروب السابقة كانت سريعة وانتهت كسابقاتها بتدخل عربي ودولي لوقف إطلاق النار وعودة الأمور إلى ما كانت عليه في السابق
يبدو اليوم أن كثيرين في القيادة الإسرائيلية وحتى الأوروبية والأمريكية يريدون تحقيق رغبة رابين بأي طريقة كانت، حتى لو كانت كارثية على الجميع. المهم أن تختفي غزة عن رادار الأخطار التي تحيق بإسرائيل. طبعاً لا أحد يستطيع اليوم أن يجزم بإمكانية تحقيق تلك الرغبة كما أسلفنا، حتى لو تدخل الجيش الإسرائيلي برياً في غزة وقسمها إلى شطرين شمالي وجنوبي وهجّر الغالبية العظمى من سكانها. كبار العسكريين الأمريكيين والروس يتوقعون مثلاً أن يواجه الإسرائيليون حرباً ضروساً لم يخوضوا مثلها من قبل مع أي طرف عربي، وقد تكون وبالاً عليهم وعلى جيشهم وشعبهم، وهي عملية يعترف كبار الجنرالات الروس بأنها من أصعب وأخطر الحروب التي واجهها الجيش الروسي في سوريا والشيشان وأوكرانيا، وخاصة في باخموت. إذاً من المبكر جداً التنبؤ بالشكل الذي ستنتهي عليه الحرب.
أما على الصعيد الأوسع، تتواصل التحذيرات الدولية على لسان كبار المسؤولين الدوليين من أن الحرب قد تتسع رقعتها وتأخذ شكلاً إقليمياً ودولياً أكبر. لا شك أن من حق البعض أن يتساءل هنا: ومن هي الجهة التي يمكن أن تدخل على خط الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، فالعرب لا يريدون المشاركة في أي حرب ضد إسرائيل، لا بل إن الغالبية العظمى منهم يساندون الطرف الإسرائيلي من تحت الطاولة وأحياناً من فوق الطاولة. وحتى ما يسمى بمحور «المقاومة» لا يبدو متحمساً جداً لدخول الحرب، وكل ما نراه من اشتباكات سخيفة بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان لا يرتقي مطلقاً إلى مستوى الحرب، فهو اشتباك مدروس بعناية، ويبدو أن هدفه الأول والأخير الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون. إذاً لماذا يحذر المسؤولون الدوليون من اتساع رقعة الصراع إذا كانت كل أطراف ما يسمى بمحور المقاومة بما فيها سوريا تبدو خانعة مستسلمة ولا تستطيع الرد على العدوان الإسرائيلي على المطارات المدنية السورية، فما بالك أن تتدخل في صراع خارج أراضيها؟ هكذا يبدو المشهد حتى الآن، لكن قد يضطر حزب الله وغيره للانجرار إلى الحرب، إلا أن ذلك إن حدث لا يعني بالضرورة حرباً إقليمية كبرى أبداً.
ماذا يقصد إذاً الذين يحذرون من اتساع #رقعة_الحرب؟ المشكلة أن لا أحد يفصح عن ماهية تلك الحرب، فهل يقصدون مثلاً حرباً إيرانية على بعض البلدان العربية؟ البعض يستبعد ذلك لأن #إيران تريد فتح صفحة جديدة مع دول المنطقة والتركيز على وضعها الداخلي بعد أن تردى كثيراً، وتسبب قبل فترة بانتفاضة شعبية عارمة. لكن الذين يعبرون عن وجهة النظر الإيرانية غير الرسمية في وسائل الإعلام لا يخفون تهديداتهم لبعض الدول العربية التي تتظاهر إيران بأنها تريد ترميم العلاقات معها، فقد ظهر أحد المقربين من طهران قبل أيام على إحدى الفضائيات ليهدد الأنظمة العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل أو تنوي التطبيع معها بالاسم. وقال حرفياً إن الميليشيات الإيرانية في المنطقة تعد العدة لمهاجمة دول عربية بعينها باعتبارها حليفة لإسرائيل، فهل يلتقي هنا المشروعان الصهيوني والصفيوني ليعيدا رسم خرائط المنطقة وتقاسمها؟ أم إن مثل هذا السيناريو نفسه يبقى من بنات أفكار أصحاب نظرية المؤامرة فقط؟
كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الحرب فيصل القاسم الحرب إسرائيل غزة الاشتباك المقاتلين الهجمات طوفان الأقصى الصواريخ احتلال فلسطين رقعة الحرب إيران
إقرأ أيضاً:
حماس: الوفد الإسرائيلي بالدوحة يفتقر لأي صلاحيات.. ونتنياهو يضلل الرأي العام العالمي
أكدت حركة حماس، أن الوفد الإسرائيلي في الدوحة يفتقر لأي صلاحيات حقيقية ونتنياهو يحاول تضليل الرأي العام العالمي، حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل.
وقالت حماس، إن الوفد الإسرائيلي في الدوحة لم يجر أي مفاوضات حقيقية منذ السبت الماضي.
وأضافت حماس: تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة محاولة لخداع المجتمع الدولي، ولم تدخل أي شاحنة مساعدات حتى الآن إلى قطاع غزة بما في ذلك الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم.
وتابعت حماس: تصعيد العدوان على غزة يفضح نوايا نتنياهو الرافضة لأي تسوية ويكشف تمسكه بخيار الحرب والدمار".
وأكملت: "نحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إفشال مساعي التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار".
ولفتت حماس: "نثمن جهود الوسطاء ونؤكد استمرارنا في التعامل الإيجابي مع أي مبادرة توقف العدوان على غزة".