«الزعيم» على الصدارة بعد اصطياد «الصقور»
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
معتز الشامي (العين)
انقض العين على صدارة ترتيب دوري أدنوك للمحترفين، بعد الفوز الثمين الذي حققه على حساب ضيفه الإمارات بنتيجة 3-1، رغم طرد المدافع بندر الأحبابي بالدقيقة التاسعة، ولكن «الزعيم» استطاع ضمان التفوق الهجومي وهز شباك «الصقور»، والسيطرة على مجريات اللعب طوال شوطي المباراة، وذلك في المواجهة التي جمعت بينهما على استاد هزاع بن زايد ضمن مواجهات الجولة السادسة.
وبهذه النتيجة، ارتفع رصيد العين إلى 15 نقطة على قمة جدول الترتيب، فيما تجمد رصيد نادي الإمارات عند 5 نقاط، ليستقر في المركز الحادي عشر.
سجل أهداف «الزعيم» لابا كودجو بالدقائق 7 و45+4 وإيريك بالدقيقة 44، بينما سجل العالمي إنييستا هدف الإمارات الوحيد بالدقيقة 58.
وفي الشوط الأول بسط العين سيطرته سريعاً بحثاً عن هدف السبق من دون أن يمهل ضيفه الإمارات الخوض في فترة جس النبض المتعارف عليها، لينجح العين في هز الشباك مبكراً إثر هجمة منظمة بلغت إريك جورجينوس، الذي قام بتحويلها عالية داخل منطقة الجزاء لتجد رأس لابا كودج،و الذي حوّلها في الشباك، لكن فرحة العين بهذا الهدف لم تستمر طويلاً، بعدما فقد جهود بندر الأحبابي، الذي خرج بالبطاقة الحمراء في الدقيقة العاشرة بعد تدخله القوي على لاعب الإمارات السنوسي الهادي، مما اضطر مدرب العين إلى إجراء تبديل «تكتيكي» تمثل بالدفع يسعيد جمعة بدلاً من عمر اتزيلي، ليحافظ العين رغم النقص العددي على حضوره الهجومي النشط في نصف ملعب الإمارات، بل وزاد على ذلك بإحراز لاعبه إيريك الهدف الثاني في الدقيقة 44 من تسديدة صاروخية أطلقها من داخل المنطقة، وبعدها بدقائق عاد لابا كودجو مسجلاً الهدف الثالث في الدقيقة 49 إثر صناعة أليخاندر روميرو كاكو.
وفي الشوط الثاني لم تنقص شهية العين للمزيد، إذ واصل الفريق محاولاته الهجومية، لكن منطقة الجزاء سرعان ما شهدت ارتكاب سعيد جمعة لخطأ كبد من خلاله فريقه ركلة جزاء سجلها العالمي إنييستا في الدقيقة 58، وهو الهدف الذي أشعل حماسة لاعبي الإمارات، الذين بذلوا بعد ذلك مجهودات وافرة سعياً لحراز الهدف الثاني، لتعود صافرة الحكم وتحتسب ركلة جزاء ثانية للفريق عاد إنييستا لتنفيذها، لكن حارس العين خالد عيسى كان لها بالمرصاد ليحرم الفريق الضيف من تذليل الفارق مجدداً، وذلك في الدقيقة 73، لتنتهي المواجهة بفوز «الزعيم» بثلاثية مقابل هدف. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: العين الإمارات دوري أدنوك للمحترفين فی الدقیقة
إقرأ أيضاً:
تشيه تانج ساه.. رحلة رماد أسطورة الإلكترونيات الدقيقة إلى مسقط رأسه
عاد رماد تشيه تانج ساه، الرائد الصيني في مجال الإلكترونيات الدقيقة وأحد أبرز مؤسسي تقنيات أشباه الموصلات الحديثة، من الولايات المتحدة إلى مقاطعة فوجيان، مسقط رأسه في جنوب شرق الصين، حيث دُفن وسط تكريم لسنوات من الابتكار العلمي الذي غيّر عالم التكنولوجيا إلى الأبد.
تشيه تانغ ساه، الذي يُعرف بأنه الأب الروحي لرقائق أشباه الموصلات الحديثة، ساهم بشكل مباشر في تطوير تقنية ترانزستورات أشباه الموصلات المعدنية المكملة (CMOS)، التي كانت نقطة تحول حاسمة في صناعة الإلكترونيات.
وبفضل هذا الابتكار، أصبح بالإمكان إنتاج دوائر متكاملة منخفضة الطاقة، ما ساهم في صغر حجم الأجهزة الإلكترونية وزيادة كفاءتها، وهو الأساس الذي تقوم عليه معظم الأجهزة الحديثة من الهواتف الذكية إلى الحواسيب العملاقة.
كان ساه وزميله فرانك وانلاس من بين أول من اقترح تقنية CMOS، التي مكنت المصممين من الحد من استهلاك الطاقة وتحسين أداء الرقائق الإلكترونية. وقد أصبح هذا الابتكار حجر الزاوية في صناعة أشباه الموصلات، حيث تُنتج اليوم نحو 99% من الدوائر المتكاملة باستخدام هذه التقنية، وفقًا لما ذكره سورين فوينيغيسكو، أستاذ الإلكترونيات بجامعة تورنتو في كتابه "الدوائر المتكاملة عالية التردد".
مسيرة ساه لم تكن مجرد إنجاز تقني؛ فقد مثلت جسرًا بين الابتكار الغربي والشرقي في مجال الإلكترونيات الدقيقة. وعلى الرغم من أن معظم حياته المهنية قضيت في الولايات المتحدة، إلا أن قلبه وروحه ظلا مرتبطين بمسقط رأسه في فوجيان، حيث تربى وبدأ شغفه بالعلوم والهندسة. وتكرم مراسم دفنه هناك إرثه العلمي، مؤكدة تأثيره العميق على ثورة التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على الرقائق الدقيقة.
إضافة إلى أثره المباشر في تطوير تقنيات CMOS، ترك ساه إرثًا طويل الأمد من خلال تدريب جيل جديد من المهندسين والعلماء الذين ساهموا في توسيع نطاق استخدام الرقائق الإلكترونية في مختلف الصناعات. فمن الهواتف المحمولة إلى الحواسيب والسيارات الذكية وحتى الأجهزة الطبية المتقدمة، أصبحت تقنية CMOS جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للملايين حول العالم.
يُعد دفن رماد ساه في فوجيان أكثر من مجرد طقس تكريمي؛ إنه رسالة رمزية عن العودة إلى الجذور واعتراف بأهمية الإرث الثقافي والعلمي في تشكيل مستقبل التكنولوجيا. ويشير العديد من الخبراء إلى أن إحياء ذكرى العلماء العظام مثل ساه يعزز الوعي بأهمية البحث العلمي والابتكار، ويشجع الشباب على السعي وراء الابتكار في مجالات مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة.
لقد أرست إنجازات تشيه تانغ ساه الأساس لصناعة تبلغ قيمتها اليوم مليارات الدولارات، حيث تعتمد جميع الأجهزة الحديثة تقريبًا على الرقائق المصنوعة باستخدام تقنية CMOS. كما يعكس تقدير المجتمع الدولي لمساهماته العلمية الأهمية الاستراتيجية للابتكار في قطاع الإلكترونيات، سواء على المستوى الصناعي أو الاقتصادي.
في النهاية، يمثل انتقال رماد ساه إلى مسقط رأسه لحظة تاريخية ومؤثرة في عالم الإلكترونيات الدقيقة، إذ يربط بين الإرث الشخصي والعلمي ويعطي مثالًا حيًا على كيف يمكن للابتكار الفردي أن يشكل حياة مليارات الأشخاص حول العالم. إرثه يظل حاضرًا في كل شريحة دقيقة تُنتج، وفي كل جهاز يعتمد على تقنية CMOS التي غيرت مسار التكنولوجيا الحديثة بشكل جذري.