اليوم 24:
2025-05-19@03:41:59 GMT

هذا الوقت سوف يمر

تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT

“هذا الوقت سوف يمر ” هي عبارة وشعار وحكمة عظيمة قد تعلمنا قوة الثبات والراحة عندما ندرك معناها الحقيقي، فالفكرة الأساسية هي أنه بغض النظر عما تمر به، فهو مؤقت وفي النهاية سيمضي ويزول، وذلك لأن كل تجاربنا مؤقتة، وأن لا شيء يبدو أنه سيبقى أو يدوم إلى الأبد.

كما أنها درس من الدروس الصريحة لتعليم الثبات، وقصة هذه المقولة تعود لروايتين الأولى: لوزير هندي، حيث تحكي القصة عن ملكا طلب من وزيره الحكيم صنع خاتم له وكتابة عبارة تكون محزنة إذا نظر إليها وهو سعيد، وأن تكون أيضا مفرحة إذا نظر إليها وهو حزين، فقام الوزير بصنع الخاتم وكتب عليه هذا الوقت سوف يمر ” سيمضي”، ومن هنا جاءت هذه المقولة المؤثرة.

كما أن هناك قصة ثانية تعود لملك فارسي حسب البعض، وحسب البعض الاخر فإنها تعود للملك والنبي سليمان، حيث يحكى ” ذات يوم قرر الملك أن يطلب من شعرائه الصوفيين المتمكنين وهما فريد الدين العطار وجلال الدين الرومي وأبو المجد سنائي وهناك من يقول بنياهو بن يهوياداع عند الملك سليمان، فأخبرهم أن يحضروا له خاتما معينا خلال ستة أشهر له قوى سحرية به كلمة دقيقة ومتناسبة مع جميع الأوقات وفي جميع المواقف ” حيث إذا نظر إليه شخص سعيد فإنه يصبح حزينًا، وإذا نظر إليه شخص حزين فإنه يصبح سعيدًا”، مع العلم بأن الملك ونظرا لحكمته الربانية يعلم بأنه لا يوجد هذا الخاتم في العالم، لكنه أراد من ذلك أن يقيس فكرهم وخبرتهم. فمر الربيع ثم الصيف، لم يكن لديهم أي فكرة عن مكان العثور على الخاتم، ولكن في الليلة التي سبقت الموعد المحدد، قرروا أن يتجولوا في أحد أفقر أحياء المدينة، فشهدوا تاجر بيع التحف النادرة فسـألوه، هل سمعت عن خاتم سحري به كلمة تجعل من يرتديه السعيد ينسى فرحته، وأيضا ينسى مرتديه المكسور أحزانه؟ فجلب الرجل خاتمًا ذهبيًا عاديًا نقش عليه عبارة ما، وعندما قرأوها ظهرت على محياهم ابتسامة عريضة، وفي تلك الليلة المحددة قال الملك: حسنًا يا أصدقاء، هل وجدتم ما أرسلتكم له؟ فضحك جميع من كان حاضرا بمجلس الملك ربما استهزاء بهم، وفي دهشة من الحضور، حمل الاشخاص المكلفين بالبحث عن الخاتم المصنوع من الذهب وقالوا للملك: “ها هو ! ” وبمجرد أن قرأ الملك النقش، اختفت الابتسامة عن وجهه، حيث كتب الصائغ ثلاثة أحرف على الشريط الذهبي للخاتم وهما،” gimel ، zayin ، yud ، ” والتي كونت جملة  مفادها ” Cela aussi passera” بمعنى “هذا أيضًا سوف يمر” ، في تلك اللحظة أدرك الملك أن كل حكمته وثروته وقوته كانت مجرد أشياء عابرة.

فمن منا يا إخوان قد ينكر بأن الوقت سوف يمر بسرعة عندما نعيش أوقاتا سعيدة؟ وماذا لو أن شخص يعيش حالة حزن بسبب فقد أو فراق، أو قلق، بالتأكيد سيمر الوقت بالنسبة له ببطء شديد؟ ومن منا لا يرى بأن الوقت غير عادل في حياتنا، فهو يُسرع عندما نشتهيه أن يُبطئ، ويُبطئ عندما نريده أن يمر سريعا؟، ومن منا لا يصف الوقت بأنه ظالم؟، كلها تساؤلات سبق وأن طرحناها في اذهاننا وتفكيرنا، ولكن في الحقيقة السبب ليس في الوقت، بل في طبيعتنا النفسية البشرية، فهي بفطرتها تجعل الأمور تسير بهذا الشكل، ربما هي حكمة ربانية تجعلنا لا نسترسل كثيرا في مشاعرنا السعيدة أو الحزينة، وحتى نفكر بطريقة أكثر تمهلا عندما يحتاج الأمر لهذا.

لأن من رحمة الله تعالى على عباده أن ينسى لكي يستطيع التعايش مع الكثير من الأزمات والمواقف الصعبة التي يمر بها في الحياة، ولكن ينفي الله تعالى عن ذاته صفة النسيان: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) مريم 64.

حقيقة أن هذا الوقت سيمضي، وكذا جميع أوقاتنا المقبلة، حتى هذه الدقائق هي ماضية أيضا، ستمضي كما مضى الذي من قبلها وكما ستمضي التي تعقبها، ففي عزّ أزماتنا كأزمة فيروس كورونا ومشاكلها كان وقتها لا يسعنا غير الأمل بأنها ستمضي، لكي نخطو نحو مستقبل أفضل. كما أن هناك فكرة أخرى علينا جميعا أن نتعلمها وهي أن الحياة لا تؤتمن دواهيها، فكم من مسؤول أزيلت سلطته ما بين ليلة وضحاها بعد أن كانت المؤسسة وعمالها رهن إشارته، فكم من مباني شيدت بكد اليد وعرق الجبين وسهر الليالي وعمل العمال ثم أتى بعد ذلك ضرف طارئ كارثي فأزال ما كان يتوقع أهلها أنها لن تزول، وأصبحت تلك الأماكن منسية وكأنها لم تكن كزلزال الحوز واكادير مثلا، وكم من المشاكل والصراعات والحروب التي شُنت كالحربين العالميتين الأولى والثانية؟ وكم من اللحظات السعيدة التي عيشت وتنعم أصحابها خلالها بالفرح كإنجازات المغرب بطولة كأس العالم بقطر الذي عشناه؟ وكم من اللحظات المُرة والسعيدة التي جرت مع كل أولئك الذين عاشوا قبلنا؟ أين هي كل تلك الحوادث بما حملت من تفاصيل؟ لذا اعلم أن الحياة مراحل تتوالى، ولا بد لمرحلة ما من المراحل أن تنتهي يوما، سينقضي وقتها وتنتهي صلاحيتها.

فالسعادة والحزن أوقات وستمر، لا نستطيع إيقافها أو تغييرها وكل ما علينا فعله أن نتعامل معها بحكمه، فلا تغرنا الأوقات السعيدة فنطمئن لها ونظن أنها مستمرة، ولا الأوقات الحزينة فنظنها دائمة، لكل منهما وقت وسيذهب، فلماذا نعيش دائماً في أحد الأوقات متناسين الوقت القادم؟ على الرغم من أن الله تعالى بشرنا بأن القادم سوف يكون أفضل، وأختم قولي بأن يجعل الله عاقبتنا في الدنيا خير من أولها مصدقا لقوله تعالى” وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى”.

                         

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: هذا الوقت

إقرأ أيضاً:

جيمس: مصير تشيلسي بين يديه!

 
لندن (د ب أ)

أخبار ذات صلة أرتيتا: عصر «الستة الكبار» في «البريميرليج» انتهى! ليفربول يمدد عقد برادلي إلى 2029


أثنى رييس جيمس، لاعب فريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، على الفوز المهم الذي حققه فريقه على مانشستر يونايتد، والذي أبقى على مصير تشيلسي في التأهل لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بين أيديهم.
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أنه مع تبقي 20 دقيقة على نهاية المباراة التي أقيمت في ستامفورد بريدج، كان تشيلسي، بقيادة إنزو ماريسكا، سيتجه لمباراة الجولة الأخيرة التي تقام الأسبوع المقبل، وهو يحتاج أن تصب نتائج بعض الفرق الأخرى في مصلحته ليضمن التواجد في المراكز الخمسة الأولى.
وكان ذلك حتى ظهر المدافع مارك كوكوريا داخل منطقة الجزاء ليحول عرضية جيمس برأسه إلى شباك أندريه أونانا، ويعيد تشيلسي إلى المركز الرابع متفوقاً على أستون فيلا.
ويضمن الفوز على نوتنجهام فورست الأحد المقبل مكاناً للفريق في دوري الأبطال للمرة الأولى منذ عام 2023 .
وقال جيمس للصحفيين: كنا بحاجة ماسة لهذا الفوز، كان فوزاً هاماً للغاية لكي يبقى مصيرنا بأيدينا، مانشستر يونايتد نظم صفوفه بشكل جيد، وجعل الشوط الأول صعباً للغاية، كنا ندرك ونحن ندخل إلى غرفة الملابس بين الشوطين أننا بحاجة للخروج وصناعة بعض الفرص واستغلال إحداها».
وأضاف: «يصبح الأمر صعبا عندما تكون بحاجة للفوز، عندما يأتون إلى هنا ويجعلون المباراة صعبة، يجب أن نتجاهل مركزهم في جدول الترتيب لأنه لا يعكس مدة قوتهم الحقيقية.
وعن الهدف الذي صنعه، قال جيمس: كنت أدرك أن لدي الوقت والمساحة، وإذا وضعت الكرة في المكان المناسب، فإن مارك دائماً ما يكون في الموعد، أنا سعيد لأننا تمكنا معا من المساهمة في تحقيق هذا الانتصار.
وأضاف: «في النهاية ما يصنع الفارق هو الأهداف، لم يصنعوا الكثير من الفرص، كان لديهم هدف تم إلغاؤه بداعي التسلل، ولكن لم يكن لديهم فرص كثيرة باستثناء هذه الفرصة، كفريق نتحسن ونزداد قوة، وأعتقد أننا أظهرنا ذلك ونحن نتقدم معاً كمجموعة».

 

مقالات مشابهة

  • كواليس المشادة الحامية بين غوارديولا وحارس كريستال بالاس
  • بعد انتشاره في شرق آسيا.. هل عاد فيروس كورونا للتفشي من جديد؟
  • هل تشعر بالتعب طوال الوقت ؟ إليك السبب
  •  عندما يهز صاروخ أسس الكيان…
  • Xperia 1 VII .. هل تعود Sony بقوة أم أن الوقت قد فات؟
  • «الماتش كان قوي».. ماذا قال عماد النحاس بعد فوز الأهلي على البنك بالدوري؟
  • عندما تغفل عين الرقيب
  • جيمس: مصير تشيلسي بين يديه!
  • صيف الأولاد..بين دفء العائلة وتحديات الوقت الضائع
  • الصحة العالمية: الوقت ينفد لإنقاذ الأرواح في غزة