أغنية راجعين.. تجمع 25 فناناً من 10 دول عربية لدعم فلسطين (فيديو)
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
السومرية نيوز – فن وثقافة
تعبيراً منهم عن دعمهم لغزة، ورفضهم عدوان دولة الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ قرابة الشهر على المدنيين الفلسطينيين، أصدر 25 فناناً، يمثلون 10 دول عربية، أغنية جديدة تحمل عنوان "راجعين".
٢٤ فنان من البلاد العربيه يجتمعون بعمل أغنية راجعين ل فلسطين ???????? pic.twitter.com/8x0ODVgPmx
— أنا كبهير أنبهرت (@alyelbassel) October 31, 2023 وقد تنوعت الألوان الغنائية التي تم تقديمها في هذا العمل الغنائي الملحمي، الذي ضم فنانين شباباً من الجيل الجديد، من راب، إلى بوب، إلى كلاسيكي، وغيره.فيما كانت الرسالة الوحيدة بين كل هذه الأصوات، والألوان الموسيقية، هي الحرية لفلسطين، والسلام لغزة، ودعوة لوقف الحرب والعدوان على المدنيين والأطفال الأبرياء في القطاع، بعد وفاة ما يقارب 9 آلاف شخص حتى الآن.
"راجعين".. تجمع 25 فناناً من 10 دول عربية
تم إصدار أغنية "راجعين"، مساء يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر منصة يوتيوب، وحساب خاص على إنستغرام، كلاهما يحملان نفس اسم الأغنية، بمشاركة فنانين يمثلون كلاً من مصر، والأردن، والمغرب، وتونس، وليبيا، والسعودية، واليمن، والكويت، والسودان، وفلسطين.
أما بالنسبة للفنانين المشاركين فهم: أمير عيد وعفروتو ومروان بابلو ومروان موسى مع دينا الوديدي ودنيا وائل من مصر، ودانا صلاح وسيف شروف وعصام النجار ووسام قطب وعمر رمال وزين من فلسطين، وفؤاد جريتلي من ليبيا، ودافنشي من السودان، وفورتيكس من الكويت، وبلطي ونوردو من تونس، وسمول إكس من المغرب، والثنائي اليانج وراندر من اليمن والسعودية، والأخرس وسيف بطاينة من الأردن، ثم غالية شاكر من الإمارات.
وقد تم التعليق على الأغنية في صندوق الوصف، على يوتيوب، بالقول: "كاستجابة مباشرة للأزمة المستمرة في غزة ونضال الشعب الفلسطيني المستمر، اجتمع 25 فناناً من الشرق الأوسط ليقدموا "راجعين". نشيد يتجاوز الحدود، مجسداً الصمود والمقاومة".
فيما تم التأكيد في نفس التعليق على أن جميع عائدات الأغنية سيتم التبرع بها لصندوق إغاثة أطفال فلسطين، فيما تم فتح صندوق آخر للتبرع بشكل مباشر عن طريق رابط تم تحميله في وصف الأغنية.
اجتمع ٢٥ فنان وفنانة من الشرق الاوسط وشمال افريقيا لإنتاج أغنية "راجعين" دعوة للحرية والعدالة والوحدة لفلس*طين وهيتم التبرع بجميع ايرادات الأغنية لصالح صندوق إغاثة أطفال فلس*طين. pic.twitter.com/qDT1xpfUYZ
— راب سين - Rap Scene (@RapSceneAr) October 31, 2023تعليقات نجوم أغنية "راجعين"
مباشرة بعد نشر أغنية "راجعين" عبر يوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، قام نجوم الأغنية بالتفاعل، لتحفيز الجمهور على مشاهدتها، من خلال منشوراتهم على على منصة "إنستغرام".
وقد كتب الفلسطيني عمر الرمال: "رغم كل الوجع بحاول دايماً ما أكون ضعيف، بحاول دايماً أحكي عن فلسطين حتى قبل ما كثير منكم يعرفني، ومن لما صرت بشتغل بالأفلام، أكثر شي بحبه وأكثر شي بتعب وبحس بمسؤولية لما أعمله، مشروع بحكي عن فلسطين، لأني بشوفكم قدامي كلكم. أهلي وصحابي وبلدي".
ثم أضاف: "وربنا يعلم قديش مقهور وكل يوم من بداية الحرب بفكر أطلع وأحكي إشي لحتى أكون جزء من الناس اللي بتنشر وبتحاول توصل الصوت تاعها وتفضح الظلم الي بصير بحياتنا، كل يوم بسأل أصحابي والناس الشاطرة بشغلنا، شو لازم أعمل وش رأيكم بهاي الفكرة، وبحس دايماً أنه كل إشي بطلع ما بكفي! مش ملاقي إشي يوصف اللي بصير.. الحقيقة اللي بتصير أكبر من أي فيلم أو أي أغنية".
وأكمل الرمال على كلامه السابق: "ومن باب الأمانة قدامكم وقدام ربنا لحد الآن حاسس حالي عاجز، بس أي حدا بعرفني وبعرف حبي للبلد بعرف إني ما بقدر ما أتحرك وما أحاول أعمل إشي، لأنه كل حدا فينا لازم يقاوم بطريقته، بالكلمة، بالصوت، بالمقاطعة، بالنشر، بالشوارع والميادين، لازم نضل نهتف ونحكي وما ننسى، لغزة وفلسطين راجعين.. كلنا مع بعض راجعين".
أما وسام قطب فكتب معلقاً على صورته من كواليس الأغنية: "أكبر فخر لي أني فلسطيني، أني من الأرض اللي بتنبت رجال، أني من الشعب اللي ما يرضى بالظلم وما بيخاف يحكي الحق ويحارب عشانه، أني من الحجر والركام والحطام، أني اجيت عالدنيا وهويتي شكلتني ومش العكس، الله يرحم كل شهدائنا ويصبر أهاليهم ويربط على قلوبهم ويطعمنا تحريرها يا رب".
فيما نشر بقية الفنانين نفس الرسالة على حساباتهم، والتي تقول: "لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم! اجتمع 25 فناناً وفنانة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج أغنية "راجعين"، نشيد للصمود الثابت، ودعوة للوحدة والعدالة والحرية في فلسطين. سيتم التبرع بجميع إيرادات الأغنية لصالح صندوق إغاثة أطفال فلسطين".
اغنية راجعين pic.twitter.com/OXVVhtcmeK
— Ashraf Tolba Lawyer⚖️ (@ashraftolba) October 31, 2023يوتيوب يضيّق على "راجعين" بسبب مشاهد القصف على غزة
على الرغم من مشاركة فنانين مشهورين من مختلف دول الوطن العربي في أغنية "راجعين"، أغلبهم يتابعه مئات الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الشيء الذي رفع احتمالية إيصال الرسالة إلى أكبر عدد من الأشخاص، إلا أن الأمر لم يسر بالشكل المتوقع.
ويعود السبب إلى سياسة التضييق التي تعتمدها منصات التواصل الاجتماعي على المحتوى الذي يدعم القضية الفلسطينية، والذي يظهر صور وفيديوهات حقيقية وواقعية للأحداث التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة، خصوصاً الأطفال منهم.
إذ إن فيديو كليب "راجعين" يعرض لقطات مختلفة من عمليات قصف دولة الاحتلال على مدن قطاع غزة، وآثار الدمار الكبير الذي تسببت فيه، بالإضافة إلى لقطات للشهداء والجرحى والمصابين، الذين لم يتم إيجاد مكان لهم في المستشفيات، التي تم تدمير أعداد منها كذلك، في غياب المعدات اللازمة والأساسية للقيام بالإسعافات الأولية والعمليات الجراحية.
وعند محاولة مشاهدة فيديو كليب أغنية "راجعين" على يوتيوب، يقابل المشاهد في البداية رسالة تشير إلى أن هذا المحتوى يتضمن مشاهد غير مناسبة، وعند تخطيها بالقبول، تقابله رسالة أخرى تشير إلى أن الفيديو يحتوي على مشاهد عنف.
ولا يمكن للمشاهدة مشاهدة الأغنية إلا بعد الموافقة، بعد استعمال حسابه الخاص على هذه الرسائل المعروضة من طرف منصة يوتيوب، الشيء الذي جعل نسبة المشاهدات تكون خجولة، مقارنة مع ما كان متوقعاً، خصوصاً أن عائداتها سيتم التبرع بها لصالح صندوق إغاثة أطفال غزة.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
تطلعات الأغنية العربية بين الإبداع الفني والبحث عن التجديد والابتكار
تظل الأغنية العربية بمثابة سفارة فنية تمثّلنا في الخارج بشكل جميل، كما هي في الداخل دائرة فنية تترجم آمالنا وآلامنا، وتتحدث بلسان حالنا بطريقة فنية جاذبة لأسماعنا ومشاعرنا، لدرجة أنها تطربنا حين تجمع بين الكلمات الرقيقة والألحان العذبة والهادفة.
ورغم سطحية بعض الأغاني التي لا ترضي ذوقنا، ولا تجذب أسماعنا إليها، فإن هناك ما يبعث لدينا التفاؤل، عندما يطلع علينا أصحاب المواهب الأدبية والموسيقية بين الحين والآخر بأغنيات مميزة تصل حد الروعة من حيث الكلمة واللحن والأداء.
ولعل المهرجانات الغنائية العربية التي تقام في هذا البلد العربي أو ذاك، تشكل البيئة الفنية الحاضنة لولادة مثل هذه الأغاني الملتزمة بالهم الوطني والإنساني، والمعبرة عن الحلم القومي الذي يبدو أحيانا بعيد المنال، وتقربه لنا أغنية جميلة الكلمة واللحن والأداء، فتجعلنا نتفاءل بتحقيقه.
ولكن هناك سؤال مشروع يطرح نفسه، وهو: هل وصلنا إلى الأغنية العربية الجديرة بتمثيلنا في الخارج خير تمثيل كأمة عربية عريقة، لها قيمها ومثلها الاجتماعية، وطموحاتها الوطنية والقومية، ولا يستهان بتراثها الموسيقي والغنائي الأصيل على مر العصور؟
في الحقيقة، ورغم الإنجازات الغنائية المتراكمة هنا وهناك، ما زلنا نحتاج إلى شعراء غنائيين متمرسين في كتابة الأغنية المعبرة عن قضايانا الاجتماعية، وتراثنا، وأحلامنا، وطموحاتنا المستقبلية. كما أننا بحاجة إلى موسيقيين بارعين قادرين على الارتقاء بالأغنية العربية، والحفاظ على مكانتها الفنية التي لم نكن لنصل إليها لولا وجود موسيقيين رواد، لديهم قدرة فائقة على الإبداع والابتكار، خاصة في مصر العربية، التي كانت وما زالت المهد المهيَّأ دائما لولادة الأغنية العربية الرائدة والملتزمة، والمتصفة بأصالتها الفنية القابلة للتفاعل مع الموسيقى العالمية لدى الشعوب والأمم الأخرى، دون التفريط بأصالتها وتراثها الموسيقي العريق.
إعلانولا ننسى أننا نعيش في عصر متأزم مضطرب، مليء بالإرهاصات والتحديات، يتطلب منا أن نعمل على تطوير أغانينا وإثرائها بكل جيد وجديد، آخذين بعين الاعتبار ضرورة الابتكار والتجديد، دون إدارة الظهر لما تم إنجازه من أغان رائعة تفاعلنا معها في السابق، وأحببناها، وردّدنا بعض مقاطعها الجميلة والجذابة أمام الأبناء والأحفاد.
هنا يمكننا اختصار المسافة والوقت في المشوار الفني الذي يستهدف التقدم بالأغنية العربية إلى الأمام، وذلك يحتم علينا الأخذ بمنهج الفن المقارن بين القديم والجديد من أغانينا، ولكن بعد أن نكون قد كتبنا شيئا صميميًا مميزًا ومعقولًا، أعددنا له لحنا جميلا يقابله. وهنا نريد شعراء وملحنين مبدعين أيضا، يخرجون لنا بأعمال غنائية جديدة، تعكس هموم وطموحات الإنسان العربي، مهما كان مستواه الثقافي، وأينما كان، داخل الوطن العربي أو خارجه في المهجر.
سواء بالكلمة الفصحى أو العامية الدارجة، يتعيّن على أصحاب الشأن الفني في عالمنا العربي الغوص في أعماق تراثنا الشعبي، وتاريخنا الحضاري القديم والحديث، الحافل بالانتصارات والإرهاصات والمواجهات، التي تجمع بين الأفراح والأحزان، وما بينهما من أمانيّ وأحلام مشروعة سعينا لتحقيقها وما زلنا. ما زلنا بالفعل في أمس الحاجة لأعمال غنائية مؤثرة ومتوهجة بالإبداع، تلامس أحاسيسنا، وتعبر عن تطلعاتنا وأحلامنا، وقضايانا الراهنة التي تشغل بالنا على الدوام.
ومن الضروري بمكان مقارنة الأغنيات الجديدة بالأغنيات التي سبقتها زمنيا، لتوليد الشعور اللازم ببذل الجهود الفنية المزدهرة والمثمرة، من أجل الوصول إلى الأغنية الأنسب والأجمل. بعد هذا وذاك، نكون في حالة جيدة تمكننا من أن نقارن إنجازاتنا الغنائية بإنجازات الأمم الأخرى، دون الاستظلال بها أو الاتكاء عليها، على حساب موسيقانا الشرقية، وأصالتنا، وقيمنا الحضارية الغنائية، النابعة من بيئتنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، التي لا بد لها أن تعكس صورة ناصعة ونقية لهويتنا الحضارية.
إعلانوهنا لا بد من نمو وتعاظم شعور يلازمنا، بأن الفن الغنائي رسالة مجتمعية سامية، تهذب ذوق المجتمع، وترتقي به، وتسمو لتصل به إلى أرفع درجات الانتماء والنماء، والعطاء والبناء الحضاري، بحيوية وأريحية وتفاؤل كبير. فالأغنية التي تطيّب الخاطر، وتحفّز الإرادة، وتبعث على التفاؤل، وتُبلسم الجراح، وتخفف من الأعباء والهموم، تسهم ولا شك في إحداث نقلة نوعية من التقدم المجتمعي والازدهار الحضاري.
إذا كان الأمر كذلك، فلا بد من الحفاظ على المستوى الفني والأدبي للأغنية العربية المنشودة، بعيدا عن ظاهرة التكسب والمتاجرة الفنية، التي تثري جيوب بعض المطربين والملحنين، على حساب جيوب الهواة والمعجبين بأغانيهم الساذجة المتسطحة، المفتقرة لبقاء أثرها اللاحق في النفوس والأسماع، إذ ينتهي تأثيرها بانتهاء الحفل أو المهرجان.
من هنا، فإن فتح باب الأغنية المسؤولة والملتزمة وطنيا واجتماعيا بهموم وأحلام الوطن والمواطن، على الصعيدين المحلي والعربي، أصبح ضروريا. ففتح هذا الباب على مصراعيه لشاعر غنائي مبدع وملتزم، وملحن ملهم وملتزم، ومطرب مؤمن بنبل وسمو الرسالة الفنية التي يؤديها، يغلق في المقابل سوق البورصة الغنائي المكتظ بالتجار والسماسرة على امتداد عالمنا العربي الكبير، ولو بشكل مؤقت، مهيِّئًا الجوّ الطبيعي للإبداع الغنائي، المعزز بالتقاء الشاعر الجيد والمبدع، بالملحن الجيد والمبتكر، بالمطرب الملتزم بتوظيف صوته لخدمة بيئته ومجتمعه ووطنه.
ففي هذا الجو الطبيعي، وتحت مظلة هذا الالتزام الثلاثي، تصنع الأغنية المتميزة بجودتها، وقوة جذبها، وتأثيرها في نفوس متابعيها، المعجبين بها، واللاهجين بمدحها، وإطراء مبدعيها ومنتجيها.
إعلانوفي نهاية الحديث عن الأغنية العربية، لا يفوتنا الانتباه إلى تواضع وضآلة الجهود الرامية إلى تطوير أغانينا العربية، وإثرائها بكل ما هو جيد وجديد ومثير للإعجاب، خاصة ونحن نرى كبار الملحنين في الوطن العربي، بعضهم ترك إبداعه بين أيدينا ورحل، والبعض الآخر استراح على قمة عطائه الموسيقي الرائع والمتوهج، معلنا بصمت عن رضاه بما قدم وأنتج، دون أن يواصل تبنيه الفني لهموم الإنسان العربي وأحلامه بمستقبل أفضل وأجمل.
ويبقى المجال مواتيًا ومفتوحا لكل من يشعر بغيرة على مستقبل الأغنية العربية، وهو يراها تراوح مكانها من حين لآخر دون أن تتقدم، وما زالت لدينا طاقات وطموحات فنية تبعث على التفاؤل، بتأليف وإنتاج الأغنية العربية الأكثر حضورا وفعالية وتأثيرا، بما سوف تتصف به في قادم الأيام من جمال الكلمة الرقيقة والهادفة، ورقي اللحن المدهش، المعبر والمثير للإعجاب، وصدق الأداء الذي يجمع حوله جمهوره المعجب به، والمصفق له بتفاعل كبير.