فضل الدعاء.. لم يتركه النبي أبدا لأن بدونه تغلق أبواب الخير
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أن النبي الكريم لم يدع الدعاء قط (وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإنَّ الْبَلاَءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)[الطبراني في الأوسط].
. أقرب للإجابة والقبول
وتابع علي جمعة، في منشور: كم رفعت محنة بالدعاء, وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابا كثيرة من الخير.
وقال الإمام الغزالي في هذا الشأن: فإن قلت: فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء, فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة, كما أن الترس سبب لرد السهام, والماء سبب لخروج النبات من الأرض, فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان, فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان.
فضل الدعاءورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول " سمعت أنَّ الدعاء بعد فعل أيّ طاعة من الطاعات مُستجَاب؛ فما صحة هذا الأمر؟
وقالت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال ، إن الشرع بيَّن أنَّ هناك هيئاتٍ وأحوالًا وأمكنة وأزمنة يكون فيها الدعاء أقرب للقبول وأرجَى للإجابة، وأنها من نفحات الله تعالى على عباده؛ ومن مواطن استجابة الدعوات: خواتيم العبادات والطاعات.
ودلت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة وأفعال السلف على استحباب دعاء المسلم لنفسه ولمَن معه عقب الفراغ من العبادة رجاء القبول.
فمن ذلك: دعاء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عقب فراغه من بناء الكعبة في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127].
ودعاء امرأة عمران عليها السلام عقب نذرها ما في بطنها لله تعالى في قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران: 50].
وقد جاء في خصوص الدعاء بالقبول للنفس والغير عقب الانتهاء من الصلاة: حديثُ ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ عِنْدَ الِانْصِرَافِ مِن الْجُمُعَةِ فَلْيَقُلْ: تَقَبَّلُ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ؛ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ أَدَّيْتُمُوهَا إِلَى رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الحافظ أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" والديلمي في "مسند الفردوس".
واستحبت الشريعة للمسلمين أن يدعو بعضهم لبعض في خواتيم العبادات؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو للحاج عند تمام حجه، ولصائم رمضان عند فطره، وللتائب من الذنب عند توبته.
الدعاء بالقبولفمن ذلك الدعاء بالقبول بعد صلاة العيدين؛ فعن خالد بن معدان قال: لقيت واثلة بن الأسقع رضي الله عنه في يوم عيد، فقلت: تقبل الله منا ومنك، فقال: نعم، تقبل الله منا ومنك، قال واثلة رضي الله عنه: لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم عيد فقلت: تقبل الله منا ومنك، قال: «نَعَمْ، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ» أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" و"الدعاء"، والبيهقي في "السنن الكبرى".
وبعد الانتهاء من أعمال الحج: فقد ورد أن الملائكة عليهم السلام هنأوا سيدنا آدم عليه السلام على حجه بيتَ الله الحرام؛ فقالوا له: "بَرَّ نُسُكُكَ يَا آدَمُ"، أو "بَرَّ حجُّكَ يا آدم" أخرجه قِوَامُ السُّنّة في "الترغيب والترهيب"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء غلامٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إني أريد هذه الناحية الحج، فمشى معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: «يَا غُلَامُ، زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَوَجَّهَكَ الْخَيْرَ، وَكَفَاكَ الْهَمَّ»، فلما رجع الغلام سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرفع رأسه إليه وقال: «يَا غُلَامُ، قَبِلَ اللهُ حَجَّكَ، وَكَفَّرَ ذَنْبَكَ، وَأَخْلَفَ نَفَقَتَكَ» أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وابن السني في "عمل اليوم الليلة".
وقال اللَّيْث بن سعد: "كَانَ ابْن سِيرِين لَا يزِيد أَن يَقُول للرجل إِذا قدم من حج أَو غَزْوَة أَو فِي عيد: "قَبِلَ اللهُ منا ومنكم، وَغفر لنا وَلكم" أخرجه ابن الأبار في "التكملة لكتاب الصلة" (2/ 171، ط. دار الفكر).
وبعد ختم القرآن الكريم؛ فعن خيثمة قال: مرَّ عمران بن حصين رضي الله عنه برجل يقصُّ، فقال عمران: إنَّا لله وإنا إليه راجعون، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، وَسَلُوا اللهَ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِيءَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ النَّاسَ بِهِ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الازهر الشريف النبي الدعاء فضل الدعاء رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه
إقرأ أيضاً:
مدير «أسرية الأحساء» لـ ”اليوم“: «لغة الاتهام» تغلق أبواب الحوار وتفاقم التوتر الأسري
دعا الدكتور خالد الحليبي، مدير عام جمعية التنمية الأسرية بالأحساء، إلى اعتماد منهجية إنسانية متزنة في إدارة الخلافات الزوجية، مؤكداً أن طريقة التعامل مع أخطاء الشريك تشكل الفارق الجوهري بين تعزيز متانة الأسرة أو تصدعها، ومحذراً من أن ردود الفعل غير المحسوبة قد تكون أشد خطراً على استقرار البيت من الخطأ نفسه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وخلال حديثه مع "اليوم"، وضع الأزواج أمام مسؤولية مفصلية عند وقوع الخطأ، حيث يجد الشريك نفسه أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانزلاق نحو الخصام الذي يستنزف رصيد المودة، أو اللجوء إلى الاحتواء الواعي الذي يرفع نضج العلاقة ويزيد اللحمة بين الطرفين.الدكتور خالد الحليبي، مدير عام جمعية التنمية الأسرية بالأحساءإصلاح الخللوأوضح أن مفهوم الاحتواء لا يعني بأي حال التغافل عن الخطأ أو تبريره، بل يكمن في اختيار الأسلوب الذي يُصلح الخلل دون أن يكسر النفس، ويهذب السلوك دون أن يجرح الكرامة، حمايةً للعلاقة من شروخ قد يصعب ترميمها لاحقاً.
أخبار متعلقة 47 ألف سرير.. الرياض أولاً والشرقية ثانياً في عدد الأسَرة الطبيةالسعودية تعزي إندونيسيا في ضحايا الفيضاناتوحذر من خطورة الكلمات الجارحة، مشيراً إلى أن التجريح مهما بدا بسيطاً يترك ندوباً نفسية غائرة لا تمحى بسهولة، في حين تمتلك العبارات الداعمة والرحيمة قدرة سحرية على إحداث تغيير حقيقي ودفع الشريك لمراجعة حساباته بمسؤولية.
ولفت الحليبي إلى مفارقة هامة، مبيناً أن أثر ”أسلوب المعالجة“ يمتد لسنوات طويلة في ذاكرة العلاقة، بينما غالباً ما يكون الخطأ نفسه لحظياً وعابراً، مما يستدعي تغليب الحكمة في ردود الأفعال لضمان استمرار الحياة الزوجية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مدير «أسرية الأحساء» لـ ”اليوم“: «لغة الاتهام» تغلق أبواب الحوار وتفاقم التوتر الأسريحلول عمليةوفي سياق الحلول العملية، دعا الدكتور الحليبي إلى استبدال لغة الاتهامات بلغة المشاعر، موضحاً أن التعبير عن الألم بعبارة ”أنا تألمت“ يفتح نوافذ للحوار، بينما تؤدي عبارات اللوم مثل ”أنت دائماً تخطئ“ إلى وضع الشريك في خندق الدفاع وإغلاق أبواب التفاهم.
ورسم خريطة طريق للاستقرار ترتكز على ثلاثة أركان، تبدأ بالعفو الذي يمنع تراكم الأخطاء في الذاكرة، مروراً بالحكمة التي تضبط القرارات، وصولاً إلى التقدير الذي يمنح الشريك شعوراً بالأمان والقيمة، لتتحول هذه المبادئ إلى درع يحمي البيت من ضغوط الحياة.
وأكد على أن الغفران ليس دليلاً على الضعف، بل هو قوة تمنح الزوجين فرصة للنمو المشترك، مشيراً إلى أن من يتقن فن إدارة الأخطاء اليوم، يبني رصيداً ضخماً من الدفء والمحبة لمستقبل العلاقة.