لجريدة عمان:
2025-05-16@16:34:20 GMT

علاقة ألمانيا بإسرائيل من الإعجاب إلى التقييد

تاريخ النشر: 6th, November 2023 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

في ظل قصف غزة، وموت الآلاف، وخراب النسبة الغالبة من بنيتها الأساسية، هل من المقبول على الإطلاق لشخص ألماني أن ينتقد إسرائيل؟ وفقا لما تراه أغلب المؤسسة السياسية في ألمانيا وأغلب الحياة العامة، يبدو أن الأمر ليس كذلك.

منذ السابع من أكتوبر، أي اليوم الذي نفذ فيه مقاتلو حماس هجومهم على مواقع إسرائيلية في غلاف غزة، تحدثت الأحزاب الرئيسية ـ أي الأحزاب الثلاثة التي تتشكل منها الحكومة فضلا عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU المحافظ بل وحزب (البديل من أجل ألمانيا) اليميني المتطرف ـ بصوت واحد، متضامنين مع إسرائيل.

ولا يغيب عن كثير من الألمان أن اليهود الذين لقوا مصرعهم في ذلك اليوم الواحد يفوق عدد من لقوا مصرعهم في يوم واحد منذ هزيمة الرايخ الثالث.

كتب ماثياس دوبفنر الرئيس التنفيذي للشركة المالكة لصحيفة بيلد وأحد الأصوات المؤثرة في ألمانيا «لقد كنت أعتقد بعد الهولوكوست، وبعد إبادة ستة ملايين يهودي، أننا ربما قد تعلمنا الدرس». وفي مقالته التي نشرت أمس الأول في صحيفة بيلد بعنوان «ليس مرة أخرى» كتب دوبفنر أن اثنين من اليهود في فريق صحيفته قد سافرا إلى الخارج لعدم إحساسهما بالأمان، بينما أعرب ثالث ـ متزوج من يهودية ـ عن رغبته في إخراج ابنه من الحضانة. انتقد دوبفنر السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس وحركة جريتا ثونبرج «أيام الجمعة من أجل المستقبل». وأكد أنه عندما يتعلق الأمر بدعم إسرائيل فلا وجود لـ«نعم ولكن».

في يوم الأربعاء، وجَّه نائب المستشار الألماني روبرت هابيك ـ وهو من كبار الشخصيات في حزب الخضر ـ اتهاما للمتظاهرين اليساريين بالتحامل على إسرائيل في سياق «سردية مقاومة كبيرة». ودعا هابيك الشرطة إلى اتخاذ إجراءات صارمة منها ترحيل من لا يحملون تصاريح إقامة وأثبت القضاء إدانتهم.

ترسخ الإجماع عقب سلسلة من الحوادث المعادية للسامية، ومنها إلقاء قنابل حارقة على معبد يهودي في وسط برلين. تم حظر أغلبية المظاهرات المناصرة للفلسطينيين، بل لقد طولبت مظاهرة يهودية صغيرة تنتقد أفعال إسرائيل في غزة بالتفرق. وبرغم ذلك اتهم كتاب من اليمين الحكومة الألمانية باللين في تعاملها مع هذه المظاهرات، بينما اتهم جماعات مناصرة للحريات المدنية الشرطة الألمانية بفرض الرقابة وغلظة التعامل.

وهذا كله جديد في ألمانيا بصفة خاصة. ففي هذا الأسبوع فقط، قالت أسرة شاني لوك ـ وهي امرأة ألمانية إسرائيلية تبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما ويعتقد أن حماس قد اختطفتها في السابع من أكتوبر ـ إنه تم العثور على بقاياها. كان المستشار الألماني أولاف شولتز أول زعيم غربي يزور إسرائيل بعد الهجمات معلنا أن «لها كل الحق في الدفاع عن نفسها». ولهذه الديناميكية جذور عميقة. ففي غضون سنوات قليلة من الحرب العالمية الثانية، أقام المستشار الألماني الغربي كونراد أديناور ورئيس الوزراء الإسرائيلي ديفين بن جوريون علاقة وثيقة.

بلغت تلك العلاقة ذروتها بخطاب أنجيلا ميركل أمام الكنيست في مارس 2008 بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس دولة إسرائيل. أعلنت ميركل أن دعم إسرائيل جزء من مبرر وجود الجمهورية الفيدرالية. لكن حتى هذه الأقوال اعتبرت غير مقبولة لدى بعض الساسة الإسرائيليين الذين أدانوا محض تردد اللغة الألمانية في برلمانهم.

ومع وجود عثرات قليلة في الطريق، بقيت العلاقة صلبة. وعلى مدار السنين، غامرت ألمانيا بالدعوة إلى حل الدولتين لإحياء عملية السلام. ولكن في بعض الحالات التي اشتدت فيها التصريحات إلى ما يتجاوز ذلك، من قبيل انتقاد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، أو معاملة الفلسطينية بصفة أعم، كانت تلك التصريحات تعد غير مقبولة.

لقد حدث أخيرا أن دافع كريشتوف هوسجن ـ كبير مستشاري السياسة الخارجية السابق والرئيس الحالي لمؤتمر ميونيخ للأمن ـ عن السكرتير العام للأمم المتحدة لقوله إنه لا بد من النظر إلى أحداث الأسابيع القليلة الماضية في سياق «سنين من الاحتلال الخانق» المفروض على الفلسطينيين. واصفا جوتيريس أنه «رجل شديد الالتزام»، قال في حوار تلفزيوني إنه «كان مصيبا في كل من إدانته لعمل حماس مع إشارته إلى أن ذلك العمل لم يحدث في فراغ». كان يمكن أن يختار هويسجن كلماته بمزيد من التوفيق، ولكن الساسة من أحزاب عديدة أدانوه لقوله بـ«نسبية» المعاناة.

منذ السابع من أكتوبر، يزداد الساسة في برلين عزوفا عن ذكر سجل بنيامين نتانياهو، أي اتهامات الفساد، والحملة الشعبوية على المحاكم والإخفاقات الأمنية والمخابراتية الرهيبة في الشهر الماضي.

إن فكرة التصالح مع الماضي من أعظم قصص النجاح في ألمانيا الحديثة. وهي بمثابة بوصلة للدولة والمجتمع. ولكنها على المدى الأطول لا يمكن أن تكون بمثابة الضابط أو الحاكم في النقاش الصعب.

ومن شأن المرحلة التالية في الصراع أن تقتضي ديناميكية جديدة، ودبلوماسية صارمة في التعامل مع إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية للمساعدة في التوصل إلى حل سياسي بعيد المدى للمأزق الإسرائيلي الفلسطيني. ويجب أن يتأكد الاتحاد الأوروبي من اشتراكه هو الآخر. فبوسع ألمانيا ـ على الرغم من ماضيها الرهيب، بل وبسبب هذا الماضي في حقيقة الأمر ـ أن تقوم بدور مفيد. وسوف يقتضي هذا حساسية، ودقة، وقدرا غير قليل من الصلابة.

جون كامبفنر كاتب ألماني أحدث مؤلفاته بعنوان «في البحث عن برلين».

عن ذي جارديان البريطانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

آنا دي أرماس تحسم الجدل حول علاقتها بتوم كروز

بعد شهور من الشائعات التي طالتها بشأن علاقة عاطفية محتملة مع النجم العالمي توم كروز، خرجت الممثلة الكوبية آنا دي أرماس عن صمتها لتضع حدًا للتكهنات، مؤكدة أن علاقتها بكروز “مهنية بالكامل”.


وجاء تصريح دي أرماس خلال مقابلة لها في برنامج Good Morning America، أثناء ترويجها لفيلمها الجديد Ballerina، المشتق من عالم أفلام John Wick. وعندما طُرحت عليها أسئلة حول التعاون الفني مع نجم أفلام الأكشن، أوضحت أنها بالفعل تعمل مع كروز على عدد من المشاريع السينمائية، إلى جانب المخرج دوغ ليمان وكاتب السيناريو كريستوفر ماكواري، مشيرة إلى أن التعاون بينهم يقتصر فقط على الإطار المهني، وقالت:

“نحن نعمل بالفعل على عدة مشاريع، وليس مشروعًا واحدًا فقط… وأنا متحمسة جدًا لهذا التعاون.”


 

شائعات بدأت بلقاءات خاصة


بدأت الأحاديث حول العلاقة بين النجمين منذ فبراير الماضي، عندما التقطت عدسات الكاميرات صورًا لهما أثناء عشاء خاص في لندن، برفقة عدد من وكلاء الأعمال، ما اعتبره البعض إشارة إلى علاقة رومانسية ناشئة.

الصور لم تتوقف عند هذا الحد، بل تكررت لقاءاتهما في مناسبات عدّة، منها احتفال خاص بعيد ميلاد دي أرماس، وظهورهما سويًا في حفل عيد ميلاد النجم ديفيد بيكهام الخمسين، مما عزز من فرضية وجود علاقة شخصية خلف الكواليس.


توم كروز يتألق في كان


بالتزامن مع الجدل، واصل توم كروز تألقه المهني، ولفت الأنظار خلال مشاركته في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث حضر العرض الأول للجزء الثامن من سلسلة أفلام Mission: Impossible تحت عنوان The Final Reckoning.

وتميّز الحفل بعرض موسيقي حي لأوركسترا عزفت ألحان الفيلم الشهيرة على السجادة الحمراء، وسط تفاعل كبير من الحضور.

وشهدت الليلة حضورًا بارزًا لعدد من النجوم العالميين والعرب، من بينهم يسرا، نسرين طافش، إيفا لونغوريا، زوي سالدانا، وهالي بيري، في واحدة من أقوى أمسيات المهرجان.


علاقة كروز بمهرجان كان

يُذكر أن لتوم كروز علاقة طويلة بمهرجان كان السينمائي، إذ شارك فيه للمرة الأولى عام 1992 بفيلم Far and Away، ثم عاد في 2022 مع فيلم Top Gun: Maverick، حيث تم تكريمه بالسعفة الذهبية الفخرية تقديرًا لمشواره السينمائي.


 

طباعة شارك توم كروز آنا دي أرماس Good Morning America

مقالات مشابهة

  • ألمانيا.. اعتقال وإصابة العشرات بينهم رجال شرطة بتظاهرة مؤيدة لفلسطين
  • آنا دي أرماس تحسم الجدل حول علاقتها بتوم كروز
  • ألمانيا بلا ألمان
  • ترامب: الشرع سيعترف بـإسرائيل عندما يستتب الأمن في بلاده
  • السوداني:لن “نعترف بإسرائيل نهائياً “
  • رئيس الوزراء العراقي يشدد على التزامه بخيار “الدولة الواحدة” وعدم الاعتراف بإسرائيل
  • إحداهما خطيرة.. إصابتان بإسرائيل جراء إطلاق نار في بروخين بالضفة الغربية
  • كولن ودوسلدورف.. رحلة لقلب ألمانيا حيث التاريخ يصافح الحداثة
  • باستثمارات طائلة.. ألمانيا تتعهد ببناء أقوى جيش في أوروبا
  • بإسرائيل.. رفع صور محمد بن سلمان وترامب.. وهذا ما كتب عليها