موقع 24:
2025-05-13@17:05:18 GMT

إيران أخطأت الحسابات.. هل تستيقظ واشنطن؟

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

إيران أخطأت الحسابات.. هل تستيقظ واشنطن؟

تصف معظم الأخبار والتعليقات الحرب في غزة بأنها أحدث حلقة وحشية في الصراع بين الإسرائيليين والعرب وهذا هو أحد الأبعاد، ولكنه ليس البُعد الأكثر أهمية من منظور سياسات القوى العالمية.

هل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟

وبحسب مقال للكاتب وولتر ميد في صحيفة "وول ستريت جورنال" إن ما يهم حقاً في الشرق الأوسط هو المعركة بين إيران، المدعومة على نحو متزايد من روسيا والصين، والمجموعة الفضفاضة وغير المستقرة من القوى المناهضة لإيران والتي تضم إسرائيل وبعض الدول المدعومة من الولايات المتحدة.

وذكر المقال أن هناك العديد من الأسئلة عن الكثير مما لا نعرفه عن حرب غزة.. إلى متى ستستمر؟ وكم سيكون عدد القتلى؟ وكم عدد الرهائن الذين يمكن إنقاذهم أو إعادتهم؟، ومدى نجاح إسرائيل في هدفها المعلن المتمثل في تدمير حركة حماس؟.

Instead of dividing Israel from the Arab states, the Hamas attacks reminded sensible people across the Middle East how important it is to hold Iran in check, writes @wrmead https://t.co/qd0LljOEmo

— Wall Street Journal Opinion (@WSJopinion) November 7, 2023 تعطيل العلاقات

ويقول الكاتب الحقيقة الأكثر أهمية حتى الآن، من منظور عالمي، هي أن إيران لا تحصل على ما أرادته من الحرب. إن هدف إيران من تسليح وتدريب وتشجيع حماس لم يكن فقط التسبب في الألم لإسرائيل. وكان الهدف الحقيقي هو تعطيل التعميق التدريجي للعلاقات الاستراتيجية بين إسرائيل وجيرانها العرب.

وكانت الصورة واضحة لبعض الوقت بالنسبة لأولئك الذين لم يخدرهم منوم المدافعين عن إيران الذين خدعوا جيلاً من مسؤولي السياسة الخارجية الديمقراطيين "السذج" ودفعوهم إلى رؤية طهران كشريك محتمل للولايات المتحدة.. إن حكام إيران، الذين يعتقدون أن السيطرة على موارد الطاقة والمواقع الدينية في الشرق الأوسط من شأنها أن تجعل البلاد قوة عالمية، يريدون ترسيخ أنفسهم كقوة مهيمنة في المنطقة.

ونظر العرب السنة إلى إيران باعتبارها منافساً دينياً وتهديداً أمنياً وفي الآونة الأخيرة، بينما خلفت مسيرة إيران نحو الهيمنة سلسلة من الدول المدمرة والجثث الدموية، ترسخت الشكوك وتحولت إلى رعب وكراهية وأدى الدعم الإيراني لحزب الله إلى تحويل لبنان الذي كان مزدهراً ذات يوم إلى تابع لإيران المنكوبة بالفقر ويبقى حلفاء طهران في العراق بحالة من الاضطرابات البائسة، بينما أدى الدعم الإيراني لميليشيات الحوثيين في اليمن إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في عصرنا الحديث.

ويضيف الكاتب "لا نعرف حتى الآن مدى تورط إيران في التخطيط لهجمات الشهر الماضي وتوقيتها، ولكن من الواضح أن نظام الملالي كان يأمل أن تحقق هجمات حماس (على مستوى ما) التذكير بمدى الوحشية والقوة التي أصبحت عليها الجمهورية الإيرانية ووكلائها. وهنا نستخلص أن الإرهاب يخدم مصالح الدولة الإيرانية".

“Does the White House understand that the Israeli-Palestinian problem, while real and consequential, pales before Iran’s unappeasable drive for power as the region’s leading cause of war and unrest?” ⁦Sharp ⁦@wrmead⁩ on the Hamas war: https://t.co/rJLPU1exWc

— Jason Willick (@jawillick) November 7, 2023 "دق إسفين"

علاوة على ذلك، كانت طهران تأمل في تعطيل الكتلة الناشئة المناهضة لإيران في الشرق الأوسط وكانت الفكرة هي أن "هجمات حماس الدراماتيكية" من شأنها أن تثير الرأي العام في المنطقة ضد إسرائيل والولايات المتحدة والحكام العرب الراغبين في العمل معهم وكانت تأمل طهران إلى ان يؤدي ذلك إلى "دق إسفين" بين العرب والإسرائيليين، حيث سعى الحكام العرب إلى تهدئة جماهيرهم الغاضبة من خلال التخلي عن أي خطط للعمل بشكل وثيق أو مقرب مع إسرائيل.

وحتى الآن، فشلت الخطة الإيرانية وأشارت البحرين والسعودية ومصر إلى أنها تنوي، مواصلة العمل مع القدس  من أجل شرق أوسط أكثر أماناً واستقراراً، بمجرد مرور عاصفة هجوم حماس على إسرائيل لكن الأسوأ من وجهة نظر إيران هو أن العرب ملتزمون بإعادة إحياء شكل من أشكال الحكم الفلسطيني القادر على استبعاد وكلاء إيران من الضفة الغربية وغزة وهذا ليس لأن الدول العربية المحافظة تحب إسرائيل أو الولايات المتحدة، بل لأن بقائها يتطلب كبح جماح طهران التي تستغل فراغ السلطة في فلسطين لتحقيق اختراق في الصفوف وهو ما يجعل المنطقة دائماً في حالة من عدم الاستقرار والأمان.

وبينت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق فقط بردع العدوان الإيراني بل ببناء بيئة إقليمية يمكن لبلدان المنطقة من خلالها أن تزدهر ومع ارتفاع عدد السكان والتوقعات، ومع غموض مستقبل الوقود الأحفوري على المدى الطويل، يتعين على دول الشرق الأوسط أن تفعل أكثر من مجرد الاعتماد على مصادر حيوية كنفط لدعم اقتصاداتها.

America needs an Iran policy review urgently. Whatever it was that officials thought they were doing has clearly failed. Appeasing Iran has backfired. Restraining Israel has backfired. Something different is desperately needed. pic.twitter.com/dAA0PAnFe6

— Jonathan Schanzer (@JSchanzer) October 25, 2023 السيطرة على إيران

وترى الصحيفة أنه بدلاً من فصل إسرائيل عن الدول العربية، ذكّرت هجمات حماس العقلاء في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بمدى أهمية السيطرة على إيران حيث تشكل الأخيرة وأذرعها تهديدات مميتة للمستقبل الاقتصادي الذي يريده الحكام العرب في المنطقة وتحتاج إليه شعوب المنطقة.

ويبقى السؤال الحقيقي في الشرق الأوسط هذه الأيام ليس ما الذي ستفعله إسرائيل أو حماس، إنما هل استيقظ فريق بايدن أخيراً من نومه المسحور؟ وهل فهم البيت الأبيض أن المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية على الرغم من كونها حقيقية ومؤثرة، تتضاءل أمام سعي إيران الذي لا يمكن تبريره إلى السلطة باعتبارها السبب الرئيسي للحرب والاضطرابات في المنطقة؟ وهل أدركت واشنطن وتعلمت أن كل قرش يذهب لنظام  الملالي يغذي طموحاتهم التوسعية؟

إذا كان الأمر كذلك، فإن أياماً أفضل قادمة للمنطقة التي يمكن أن تستفيد من بعض الأمل وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الطموحات المجنونة لنظام وحشي ستنتج المزيد من الفظائع في السنوات القادمة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا إيران فی الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

هل يعود ترامب إلى الشرق الأوسط بمفاجآت؟

يُحدث نهج ترامب، الذي يتميز بأسلوبه القائم على الصفقات، والمرتكز على عقيدة "أميركا أولًا" والسعي لاستعادة عظمتها، واستعداده للضغط على الحلفاء، والانخراط المباشر مع جهات فاعلة غير حكومية، وتجاهله المحتمل للأعراف الدبلوماسية التقليدية والإجماع الدولي، تحولًا في العلاقات وديناميكيات القوة في منطقة الشرق الأوسط.

ويشمل هذا التحول تغيير موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، وتركيا في قضايا محورية مثل سوريا، والتأثير العميق على السياسات الداخلية في دول مثل الأردن، وتوفير خلفية تعيد فيها القوى الإقليمية تقييم إستراتيجياتها، وتسعى إلى إقامة تحالفات جديدة. كما يستغل اللاعبون الإقليميون، رغبة ترامب في إبرام الصفقات لدفع أجنداتهم الخاصة المتعلقة بقضايا حيوية تمسّ مصالحهم الوطنية.

وتشهد الديناميكيات الإقليمية في الشرق الأوسط تعقيدًا ملحوظًا. فقد أبدت دول عربية خليجية تحولًا نحو الانفتاح على إيران، على الرغم من استمرار حالة التنافس. كما تعقد توسيع مسار اتفاقات أبراهام بربطها بمعالجة أزمة غزة والقضية الفلسطينية.

وتعزز تركيا نفوذها في سوريا، وتحافظ على علاقات معقدة مع إسرائيل، وذلك على الرغم من التحالف المشترك مع الولايات المتحدة ونقاط التعاون المحتملة ضد النفوذ الإيراني.

إعلان

أما إسرائيل، فيبدو أنها تتمتع بحرية التصرف في غزة والضفة الغربية، في حين تفرض الولايات المتحدة "الفيتو" على أي عمل عسكري إسرائيلي تجاه إيران.

يتميز الشرق الأوسط بشبكة تحالفات معقدة ومتغيرة باستمرار، حيث تتلاشى الثوابت التقليدية، ويجعل تداخل خطوط الانقسام الدولية والإقليمية التحالفات الدائمة والمتجانسة أمرًا بالغ الصعوبة، كما هو الحال مع الأكراد في المنطقة، والصراعات المتعددة في سوريا والعراق ولبنان.

وتشهد المنطقة تنافسًا عدائيًا في بعض الأحيان، لكنه سرعان ما يتحول إلى تعايش، على غرار العلاقات الخليجية الإيرانية، والعلاقات الخليجية التركية، والعلاقات المصرية مع كل من تركيا وإيران.

وتظل هذه العلاقات محكومة بمخاوف الهيمنة الإقليمية والاعتبارات المذهبية والطائفية، فضلًا عن المنطق التعاوني الناتج عن المصالح الاقتصادية.

وعلى الرغم من التحولات في موازين القوى، لا يزال الشرق الأوسط منطقة تشهد صراعات مستمرة واحتمالات لمزيد من زعزعة الاستقرار. ومن المتوقع أن يبقى الوضع متقلبًا، وأن تظل التوترات قائمة. إذ يهدد تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية الاستقرار الهشّ في لبنان.

ولم تستقر سوريا الجديدة بعد، وبدأ تهديد السلم الأهلي بين مكوناتها العرقية والمذهبية والطائفية يلوح في الأفق. وتبرز تركيا كقوة مهيمنة في سوريا، لكن قواعد الاشتباك وتقسيم مناطق النفوذ بينها وبين إسرائيل لم تتضح معالمها بعد.

يضاف إلى كل هذا صراعات ممتدة منذ عقد أو يزيد كاليمن، والصومال، وليبيا، وأضيف إليها الحرب الأهلية في السودان.

وفي هذه البيئة المعقدة، يعمل نهج دونالد ترامب على تغيير التحالفات والديناميكيات الإقليمية القائمة في الشرق الأوسط من خلال عدة آليات رئيسية:

1- تراجع النفوذ الأميركي وصعود قوى جديدة:

هناك تراجع طويل الأمد في النفوذ العالمي المهيمن للولايات المتحدة، وهو الاتجاه الذي يساهم نهج ترامب في تسريعه.

إعلان

وهذا التراجع واضح على الصعيد العالمي وفي منطقة الشرق الأوسط، مما يفسح المجال لقوى أخرى، ويغير سياق عمل التحالفات الإقليمية. وتواجه الولايات المتحدة منافسين أقوياء مثل الصين، وروسيا، كما يتراجع الإجماع الداخلي بشأن القيادة العالمية.

ويتشكل ما يُطلق عليه "الشرق الأوسط الجديد" في بيئة دولية متعددة الأقطاب وديناميكية تتسم بتراجع الهيمنة الأميركية، وصعود قوى جديدة، مما يغير بيئته الجيوسياسية والجيو-اقتصادية، ويجعل التحالفات معقدة ومتغيرة، مع التركيز الكبير على تحقيق المكانة الإقليمية والاعتراف بها.

وفي "لعبة الشرق الأوسط الجديد"، يكتسب البعد الذاتي للمكانة والاعتراف من قبل الآخرين أهمية بالغة. ولا تتنافس القوى الإقليمية على السلطة بالمعنى التقليدي فحسب، بل تسعى أيضًا إلى الحصول على الاعتماد لإدارة مناطقها الخاصة بشكل مشترك. ويُحدد هذا "النضال من أجل الاعتراف" معالم الصراع الإقليمي الجديد.

2- منح "حرية التصرف" للحلفاء مع خلق الكوابح:

تُطلق إدارة ترامب يد الحكومة الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. ويشمل ذلك إلغاء عقوبات بايدن على المستوطنين العنيفين.

ويرى ترامب في الإبادة الجماعية في غزة أنها مشكلة قصيرة الأمد يمكن حلها من خلال اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الرهائن. وقد انهارت الهدنة عندما رفض نتنياهو، تحت ضغط من ائتلافه اليميني، المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الاتفاق التي تتضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.

ويقول مفاوض أميركي سابق إن المواجهة الأساسية التي كان على ترامب مواجهتها لإنهاء الحرب كانت مع نتنياهو، إلا أنه لم يفعل ذلك، ويبدو أن ما يجري في فلسطين لم يعد يحتل الأولوية.

وفي سياق التغيرات والتحولات الإقليمية التي أحدثها ترامب، تعمل إسرائيل بموجب تصورات قديمة، معتقدة، على حد قول أحد المحللين، أن نتنياهو "على رأس حاملة الطائرات الأميركية"، وأن القيمة الإستراتيجية لإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة راسخة.

إعلان

قامت إدارة ترامب بتقليص القوات الأميركية في سوريا. وسعت إسرائيل إلى وقف هذا الانسحاب، ليس بسبب القلق على الأكراد السوريين، ولكن لأن الانسحاب الأميركي كان مطلبًا تركيًا قائمًا منذ فترة طويلة.

وتنظر تركيا إلى الدعم الأميركي للأكراد باعتباره عقبة أمام أمنها القومي. ويوضح هذا رد فعل إسرائيل، بما فيه الضربات الجوية لمنع تركيا من إقامة دفاعات جوية هناك، على التحول المحتمل في السياسة الأميركية وتداعياته على الديناميكيات الإقليمية التي تشمل تركيا.

ويرى البعض أن الاتفاق الذي يشمل الأكراد السوريين والرئيس السوري أحمد الشرع، قد يجعل تركيا فعليًا "ذراعًا عسكرية أميركية" في سوريا، خاصة في مواجهة تنظيم الدولة. وتخلق هذه الديناميكية تقاربًا إستراتيجيًا للمصالح بين الرئيس التركي أردوغان وترامب.

ترامب واثق من قدرته على تحسين العلاقات الإسرائيلية التركية، وأخبر نتنياهو أنه يتمتع "بعلاقة جيدة جدًا مع تركيا وزعيمها". ويشير هذا إلى أن ترامب يرى التوتر بين حليفَي الولايات المتحدة أمرًا يمكنه حله أو التوسط فيه، بدلًا من اعتبار إسرائيل مصدرًا لزعزعة الاستقرار. ويمكن أن يكون قادرًا على مساعدتهما في إيجاد سبل لتخفيف التوتر، وربما التعاون ضد النفوذ الإيراني.

3- ممارسة الضغط على الشركاء التقليديين:

يتضمن نهج ترامب استخدام النفوذ، وخاصة المساعدات الأميركية، للتأثير على شركائها العرب التقليديين، ويظهر تجلي ذلك في القرارات المتشددة ضد بعض جماعات الإسلام السياسي، والتي يربط البعض بينها وبين نهج ترامب المتشدد ضد تلك الجماعات، والذي تجسد في تعيين مستشارين مثل إريك ترايجر، مسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي والمعروف بعدائه للإسلاميين.

4- التعامل المباشر مع الجهات الفاعلة غير الحكومية والسعي إلى إبرام الصفقات:

أعربت إدارة ترامب عن تفضيلها إبرام "صفقات كبيرة" في الشرق الأوسط على الانخراط في الحروب الممتدة. والهدف الرئيسي هو توسيع اتفاقات التطبيع إلى دول محورية في المنطقة، وهو ما غدا مرتبطًا بحل أزمة غزة.

إعلان

ومن الجدير بالذكر أن مبعوث ترامب أبدى استعداده للتعامل بشكل مباشر مع حماس، وهو ما يمثل انحرافًا عن السياسة الأميركية النموذجية التي تصنف حماس كمنظمة إرهابية.

وصحيح أنه سرعان ما تم التخلي عن هذا النهج مع حماس، إلا أنه أبرم صفقة مع الحوثيين في اليمن الذين أعاد تصنيفهم جماعة إرهابية مرة أخرى. يُظهر الاتفاق الأميركي الحوثي الذي تم بوساطة عمانية تقديم مصلحة أميركا أولًا على حساب إسرائيل أولًا في حال التعارض بينهما.

ويرى البعض أن هذا الانخراط المباشر، إلى جانب الاستعداد للضغط على الحلفاء والأعداء على حد سواء، يضع ترامب في موقف فريد لتسهيل الاتفاقيات، بما في ذلك إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

وفيما يتعلق بإيران، يُوصف نهج ترامب بأنه نهج يفضل الدبلوماسية، لكنه يقترن بتهديد واضح بالعمل العسكري. بعض الأصوات في إدارته ترى أنه يجب على ترامب أن يعلن، علنًا وسرًا، أنه إذا رفضت طهران الاتفاق الدبلوماسي، فلن يكون أمام الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، خيار سوى تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية. والهدف هو جعل قادة إيران يدركون أنهم يخاطرون بخسارة استثماراتهم في المنشآت النووية.

وإلى جانب هذه التهديدات، تتضمن إستراتيجية ترامب أيضًا تقديم حوافز، ويشمل ذلك وعودًا بالاستثمار في إيران ورفع العقوبات.

5- التأثير على المنافسين والتحالفات الإقليمية:

يتميز نهج ترامب بالتشكيك في التحالفات والمطالبة بمعاملة قائمة على المنفعة المتبادلة من الحلفاء بدفع المزيد من "الجزية الإمبراطورية" – على حد قول أحد المراقبين.

وقد دفع ذلك حلفاء رئيسيين في مناطق أخرى مثل أوروبا وشرق آسيا إلى تطوير دفاعاتهم الخاصة بعيدًا عن واشنطن. وفي سياق الشرق الأوسط، يُنظر إلى إسرائيل على أنها "عالقة في تصورات قديمة" بينما يغير ترامب القواعد، مما يشير إلى انزعاج أو تحدٍ للتحالفات التقليدية.

إعلان

إن الأهداف الإستراتيجية التي حددها ترامب في غزة تمثل "تهديدًا وجوديًا كبيرًا" للسيادة والاستقرار العربي، خاصة لدول مثل مصر والأردن. وينبع هذا التصور من المخاوف بشأن مقترحات مثل نقل السكان، ويشير إلى فشل في بناء الثقة، أو تحقيق قبول للسياسة الأميركية بين شعوب وحكومات المنطقة.

لمواجهة هذا التهديد، يدعو البعض إلى تشكيل جبهة واسعة من هيئات إقليمية مثل منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي (EU)، ربما بالتحالف مع روسيا، والصين، لمواجهة هذه الطموحات المزعومة، مما يشير مرة أخرى إلى الفشل في التحالف مع هذه الجهات الفاعلة.

وفيما يتعلق بإمكانية تمكين المنافسين؛ فإن المنافسين الرئيسيين للولايات المتحدة، روسيا، والصين، يُنظر إليهم على أنهم يستفيدون من تصرفات واشنطن التي تضعف مكانتها كقوة عالمية.

ويمكن أن يؤثر هذا التراجع والتحول في ديناميكيات القوة العالمية على التوازنات الإقليمية في الشرق الأوسط، مما قد يسمح للجهات الفاعلة الأخرى، بمن في ذلك الخصوم أو المنافسون، بزيادة نفوذهم، وهو ما يمكن اعتباره نتيجة لنهج السياسة الأميركية التي تؤدي إلى إجهاد التحالفات وخلق فراغات.

وبشكل عام، تحولت السياسة الخارجية الأميركية مع ترامب نحو نهج أكثر براغماتية وأحادية الجانب ومبنية على النفوذ، متجاوزة في كثير من الأحيان التحالفات التقليدية ومركزة على صفقات محددة، مع تغييرات ملحوظة في الموقف تجاه الحلفاء والخصوم في مختلف المناطق، وخاصة الشرق الأوسط وأوروبا وشمال شرق آسيا.

هنا يصير السّؤال: هل تمثل هذه السياسات وصفة للنجاح أم طريقًا للفشل، وسبيلًا للاستقرار أم مزيدًا من زعزعته؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • متى تُعلن السعودية التطبيع مع إسرائيل؟.. ترامب يُجيب
  • "زيارة مختلفة واستياء إسرائيلي".. ماذا قالت الصحف الأمريكية عن جولة ترامب الخليجية
  • أهداف استراتيجية ورسائل سياسية متعددة.. ما مصير "غزة واليمن" من زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط؟
  • واشنطن تستبدل قاذفاتها من طراز بي-2 في الشرق الأوسط بعد قصفها اليمن
  • جولة ترامب الشرق أوسطية.. أهمية المنطقة في حسابات واشنطن
  • تحليل لـCNN: رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط تترك نتنياهو يراقب من بعيد
  •  نائب وزير الخارجية يستعرض العلاقات الثنائية مع وزير الدولة البريطاني لشؤون المنطقة
  • ترامب: إطلاق سراح ألكسندر من غزة خطوة أولى.. وزيارتي للشرق الأوسط ستكون “تاريخية”
  • ترامب: زيارتي إلى الشرق الأوسط ستكون تاريخية
  • هل يعود ترامب إلى الشرق الأوسط بمفاجآت؟