الأونروا.. أكثر من 70 بالمئة من سكان قطاع غزة نزحوا قسراً عن منازلهم وأطفالهم يموتون جوعاً
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
غزة-سانا
كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” أن أعداد سكان قطاع غزة النازحين قسراً عن منازلهم تجاوزت الـ 1.5 مليون شخص.
وقالت مديرة العلاقات الخارجية في الوكالة تمارا الرفاعي في بيان لها: إن “أكثر من 70 بالمئة من سكان مختلف مناطق غزة أصبحوا نازحين منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي، حيث يعيش معظمهم في ظروف مروعة في ملاجئ الأمم المتحدة”.
وأوضحت الرفاعي أن “ما يقرب من نصف النازحين أي 717 ألفاً يقيمون في 149 منشأة تابعة للوكالة في كل مناطق غزة، بما في ذلك في الشمال فيما أكثر من 557 ألفاً يقيمون في 92 مرفقاً في مناطق الوسط وخان يونس ورفح”.
وأشارت الرفاعي إلى أن “الأونروا غير قادرة على الوصول إلى الكثير من هذه الملاجئ لمساعدة أو حماية النازحين وليس لديها معلومات عن احتياجاتهم وظروفهم”، واصفة ظروف منشآتها المكتظة بـ “غير الإنسانية والمتدهورة” ومحذرة من “خطورة تحول الوضع إلى أزمة صحة عامة بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، حيث سجلت آلاف الحالات من التهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية والإسهال والجدري المائي”.
ولفتت إلى أن ما يثير مخاوف إنسانية وبيئية هو تحلل الجثث تحت المباني المنهارة وسط جهود إنقاذ محدودة، إضافة إلى وضع الأطفال المزري والمخاوف على حياتهم وصحتهم.
وحول هذا الوضع أشارت مديرة نشاط التمريض في منظمة (أطباء بلا حدود) الممرضة الأمريكية إميلي كالاهان والتي غادرت قطاع غزة اليوم إلى أن “هناك أطفالاً يعانون من حروق شديدة في وجوههم وأعناقهم وجروح مفتوحة حديثة وبتر جزئي في أطرافهم، ولأن المستشفيات مكتظة للغاية وليس لديها إمدادات يتم إخراجهم على الفور وترحيلهم إلى المخيمات دون إمكانية الحصول على المياه النظيفة، كما لم تكن هناك خدمات في المخيم”، مضيفة إن هؤلاء الأطفال النازحين “معرضون لخطر الموت جوعاً أو نفاد المياه”.
وحسب بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة فاق عدد الشهداء من الأطفال 4000 منذ الـ 7 من تشرين الأول الماضي من ضمن أكثر من 10 آلاف شهيد فلسطيني سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
غزة أمام خطر المجاعة.. وجبة واحدة في الأسبوع ومساعدات غائبة
البلاد – غزة
تعيش غزة اليوم واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث، وسط استمرار العمليات العسكرية، وتدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية، وغياب فعلي للمساعدات الدولية رغم المناشدات الأممية المتكررة.
ووفق شهادات ميدانية ورصد لوكالات إغاثية، يُواجه السكان في مختلف مناطق القطاع شحّاً حاداً في الغذاء والمياه، بينما تشير تقارير إلى أن نحو مليوني شخص يواجهون خطر الجوع يومياً، في ظل انهيار البنية التحتية، وتوقف غالبية الأنشطة الاقتصادية، وفقدان مصادر الدخل. وتختصر مراكز التوزيع الخيرية ومطابخ الإغاثة واقع القطاع، إذ باتت الوجبة الواحدة في اليوم حلماً لمعظم الأسر، بينما يتحدث الأهالي عن أيام تمر دون أي طعام يُذكر.
ورغم وجود عدد محدود من التكيّات (مطابخ خيرية)، إلا أن الكميات التي تُوزع لا تفي باحتياجات السكان، وسط ضغط هائل، وانقطاع طرق الإمداد، وتراجع الدعم اللوجستي.
وتقول ميرفت حجازي، وهي أم لتسعة أطفال تعيش في خيمة بمدينة غزة، إن أسرتها لم تتناول أي وجبة يوم الخميس الماضي، باستثناء كيس من زبدة الفول السوداني حصلت عليه لطفلتها الرضيعة كمكمل غذائي. وأضافت: “منذ أسابيع ونحن نعيش على وجبة واحدة يومياً، أحياناً نصف كيلو عدس نقتسمه جميعاً”.
ولا تقتصر الأزمة على الغذاء فقط. فالمياه النظيفة باتت شبه معدومة في مناطق واسعة من القطاع، ما اضطر العائلات إلى جلب المياه من مناطق بعيدة أو الاعتماد على شحنات الصهاريج غير المنتظمة. ويشير سكان المخيمات إلى أن المياه لا تصل بانتظام، وأن الأطفال يُكلفون أحياناً بمهمات شاقة لنقل كميات قليلة إلى خيامهم، رغم الجوع والإنهاك الشديدين.
فيما تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن مستويات سوء التغذية الحاد في صفوف الأطفال وصلت إلى معدلات خطيرة. وتُظهر بعض الحالات أن وزن الأطفال دون السنة يساوي نصف المعدل الطبيعي، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة. كما يعيش الأطفال في بيئة من الخوف المستمر، حيث يمنعهم القصف المتواصل من النوم، ويزيد الجوع من التوتر والانهيار النفسي. تقول أم فلسطينية: “ابنتي الصغيرة تستيقظ خائفة، ثم تتذكر أنها جائعة. أضطر للكذب عليها، وأعدها بوجبة صباحية لا أملكها”.
وعلى الرغم من التصريحات المتكررة من المنظمات الدولية حول إرسال مساعدات إلى غزة، إلا أن العديد من العائلات لم تتلق أي دعم فعلي حتى اليوم. وتشير شهادات محلية إلى غياب التنسيق والتوزيع العادل، خاصة في المناطق الداخلية، بينما تنحصر المساعدات في نطاقات محدودة. وكانت “الأونروا” قد حذّرت مؤخراً من أن “سكان غزة بأكملهم يواجهون خطر المجاعة”، وهو ما أكدته تقارير صادرة عن برنامج الغذاء العالمي وهيومن رايتس ووتش.
بعيداً عن تفاصيل المعاناة اليومية، يحن سكان القطاع إلى حياتهم ما قبل الحرب، كانت وجبات الطعام متوفرة، وفرص العمل قائمة، والحياة تسير بشكل طبيعي رغم ظروف الحصار.
وبحسب سكان محليين، فإن الوضع انقلب رأساً على عقب منذ اندلاع الحرب في أواخر 2023، ما أجبر مئات الآلاف على النزوح من منازلهم، والعيش في مخيمات لا تتوفر فيها شروط الحياة الأساسية.
وتكشف المؤشرات الحالية أن غزة دخلت فعلياً في مرحلة الانهيار الإنساني الشامل، حيث يجتمع الجوع، وانعدام الأمن، وانهيار البنية التحتية، في معادلة قاتلة. ورغم صمود السكان وتضامنهم الداخلي، إلا أن غياب الحلول السياسية، وتعثر جهود الإغاثة، وغياب الضغط الدولي الكافي، يهدد بجعل الوضع أكثر سوءاً في الأسابيع المقبلة.