توسّع العمليات العسكرية خارج قواعد الإشتباك وشهيدات بليدا يُوارَيْن في ثراها
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
ودَّع الجنوب، من بنت جبيل الى عيناتا وعيترون وبليدا الجدة سميرة ايوب والفتيات الثلاث من آل شور، اللواتي سقطن في السيارة التي استهدفها الجيش الاسرائيلي، وهن في الطريق لمغادرة بلدة الجدة عيناتا، في وقت كانت فيه الاشتباكات تتوسع في المواقع الامامية وصولاً الى بلدة مجدل شمص في الجولان السوري .
وتكرّرت الاعتداءات الاسرائيلية والغارات على المناطق الجنوبية الحدودية والقريبة، وامس سجّلت اربع غارات على عيتا الشعب وغارة على بلدة محيبيب، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية الضهيرة وعيتا الشعب، وردّت المقاومة بإطلاق صواريخ من القطاع الشرقي من لبنان، باتجاه شمال اسرائيل، وتوعدت برد قاس، كما اطلقت صافرات الإنذار في الجليل الأعلى وشمال الجولان.
وعصراً تم قطع طريق عام النبطية - مرجعيون في محلة الخردلي من قبل الجيش اللبناني بسبب الاوضاع الامنية الراهنة، وفي ساعات المساء حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء العاصمة بيروت وضواحيها.
في غضون ذلك اشار مصدر سياسي مقرّب من حزب الله لـ» الديار» الى انّ الإعلان عن إطلالة ثانية للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله يوم السبت المقبل، يعني وجود مفاجآة جديدة وتطوّرات تتعلق بحدث امني مرتقب، لذا إستعدوا لسماع خطاب جديد.
وذكرت « الديار» بأنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، عقدَ سلسلة إجتماعات على مستوى قيادة حركة أمل، التي نشرت عناصرها بشكل واسع في قرى الجنوب بالتنسيق مع حزب الله، لتنضم الى صفوف المقاومين، الذين باتوا يشملون احزاباً من مختلف الافرقاء المؤيدين للخط المقاوم.
وكتبت" الاخبار": لم ينل العدو الإسرائيلي مراده من مجزرة سيارة عيناثا بتخويف أهالي البلدات الحدودية من التنقّل بسياراتهم. في تشييع شهيدات المجزرة الأربع، أمس، ضاقت الطريق من مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل إلى بليدا بسيارات المشيّعين. للمرة الأخيرة، خرجت سميرة أيوب (63 عاماً) من منزلها أمس. ليس إلى سوق بنت جبيل أو عيترون ورميش لتبيع منتجاتها من المونة البلدية، بل إلى جبانة بليدا مع حفيداتها، بنات ابنتها هدى حجازي، ريماس وتالين وليان شور. جسد عبد النبي حجازي النحيل لم يسعفه للحاق بالجموع خلف النعوش الأربعة من منزله إلى الجبانة التي تقع عند طرف بليدا، قبالة موقع بياض بليدا ومستعمرة يفتاح الإسرائيلييْن. غادرت الحشود وبقي معه عدد من الأقارب يؤازرونه وهو ينتحب أمام حاكورة الخضر والورد التي كان يزرعها مع رفيقة دربه منذ 45 عاماً. أبو عدنان وأمّ عدنان كادحان، ربّيا ثلاثة شبان وابنة. يزرعان أرضهما الصغيرة لينتجا منها مونة يعتاشان من بيعها. يصرخ أبو عدنان منادياً على النعوش: «خذوني معكم»، قبل أن يختنق بحسرته: «الله يهدّك يا إسرائيل».
في 11 آب 2006، استشهدت نجمة حسن، ابنة شقيقة سميرة أيوب، في مجزرة في بلدة معروب، عندما دمّر العدو مدرسة المبرات على الملجأ الذي كانت تحتمي فيه مع أطفالها حيدر وإسراء وزهراء. حينذاك، افتتحت نجمة وأطفالها الجبانة نفسها التي دُفنت فيها أمس خالتها سميرة وأحفادها.يحمل سمير أيوب، شقيق سميرة وخال نجمة، ما بقي من أغراض الشهيدات الصغيرات: دفتر المدرسة والحقيبة، إذ كنّ يتحضّرن مع والدتهن للنزوح إلى بيروت والالتحاق بمدرسة هناك للتعويض عن أيام إقفال المدارس الحدودية بسبب العدوان الإسرائيلي. يتحسّر أيوب لأن الاحتياطات التي اتّخذها لم تشفع للصغيرات وجدّتهن. كانت طائرة استطلاع تحوم فوق الحي حيث تسكن شقيقته في بليدا، فأشار على الصغيرات بأن يصعدن إلى ظهر السيارة قبل الانطلاق لترى المُسيّرة أنّهن طفلات. لكنّ ذلك لم يحل دون قصفهن تماماً كما لم يحل دون قصف أقرانهن في غزة. لا تغيب عن أذنَي سمير العبارات الأخيرة لابنة أخته هدى: «يا خالو... الولاد»... قبل أن تفقد الوعي.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المطبخ لم يشغلها عن المريخ.. سميرة تكتب قصة عشق بلون الشعار
بين أدوارها كزوجة وسيدة منزل، وحضورها المميز كمشجعة عاشقة للمريخ، استطاعت سميرة عثمان أن تصنع لنفسها مكانًا خاصًا في قلوب الصفوة. لم يكن المطبخ حاجزًا أمام شغفها، بل كانت كرة القدم بالنسبة لها مساحة للتعبير عن القوة والولاء والانتماء.
أجرى المقابلة: عبدالله برير
من طفولتها في كسلا، مرورًا بحبها للملاكمة والجمباز، إلى تجربتها في تشجيع المريخ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تروي سميرة قصتها مع الرياضة وحبها الكبير للمريخ في هذا الحوار الصريح والعفوي.
من هي سميرة عثمان بكلمات قليلة؟
أنا سميرة عثمان، من كسلا الحبيبة، مريخابية عاشقة للمريخ بجنون. أؤمن بأن الرياضة ليست حكرًا على الرجال، وأن المرأة قادرة أن تكون مؤثرة ومحبوبة في هذا الميدان، طالما لديها الشغف والإصرار.
متى بدأت علاقتك بالرياضة؟
منذ كنت طفلة، كنت ألعب الملاكمة والجمباز، فكنت أحب الحركة والنشاط منذ الصغر. لكن لم أتوقع يومًا أن أكون مشجعة لكرة القدم أو أن يكون لي صفحة تجمع المريخاب على “فيسبوك”.
وكيف بدأت قصتك مع التشجيع وفتح صفحتك على “فيسبوك“؟
كل شيء بدأ أثناء مباراة المريخ والهلال في ملعب السلام بالقاهرة، ضمن دوري أبطال أفريقيا. كنت وقتها أشارك بالتعليقات في الصفحات الكبيرة الخاصة بجماهير المريخ، وفوجئت بعدها بطلبات صداقة كثيرة من الصفوة.
كنت أرفضها دائمًا، لكن قلت مازحة: “إذا المريخ فاز اليوم، بفتح صفحة خاصة بالمريخاب وبقبل الطلبات كلها”.
وفعلاً فاز المريخ بهدفين أحرزهما السماني الصاوي، ومن اليوم داك أنشأت صفحتي، التي أصبحت فيما بعد ملتقى لمشجعي المريخ ومحبي النادي من مختلف الأماكن.
لماذا اخترتِ تشجيع المريخ تحديدًا؟
السبب الأساسي هو وفاة اللاعب النيجيري إيداهور، رحمه الله. كنت صغيرة وقتها ونعيش بجوار إستاد المريخ. عندما سقط داخل الملعب في مباراة أمام الأمل عطبرة، خرجنا من المنزل وشاهدت دموع جماهير المريخ وهي تبكيه بحرقة.
ذلك الموقف أثّر فيّ جدًا، وشعرت بحبٍ عميق يجمع بين اللاعب والجماهير. من يومها دخل المريخ قلبي، رغم أني لم أكن مهتمة بكرة القدم من قبل. المريخ هو الذي عرّفني بالكرة، وأدخل حبها إلى حياتي.
هل واجهتِ انتقادات بسبب حبك لكرة القدم؟
نعم، كثيرون قالوا عني “محمد ولد”، وقالوا إن مكاني المطبخ، لكني لم أهتم لذلك. بالعكس، أرى أن كرة القدم تجعل المرأة قوية وواثقة بنفسها.
حتى زوجي كان يسمع من الناس كلامًا مثل “مرتك مريخابية وبتعرف كورة أكتر منك”، وهو لا يرد عليهم، لكنه يضحك ويحكي لي بعدين.
ماذا الذي دفعك للاستمرار في الرياضة رغم كونك من “الجنس اللطيف” كما يقال؟
الحب هو السبب — حب الشعار، وحب النادي. الموقف الذي رأيته يوم وفاة إيداهور جعلني أفهم أن هناك علاقة حب متبادلة بين الجماهير واللاعبين، وأن المريخ نادٍ عظيم يستحق التشجيع. هذا الحب كان بوابتي لعالم الرياضة وكرة القدم تحديدًا.
ما رأيك في الصحافة الرياضية النسوية؟
بصراحة، الصحافة النسوية الرياضية ضعيفة جدًا، ولم أكن أتوقع أن تكون بهذا الضعف، لأن المرأة الرياضية في الأصل قوية ولديها القدرة على الإبداع والتميز في هذا المجال.
هل تعتقدين أن الصحفيات قادرات على المنافسة في الساحة الرياضية؟
القليل منهن فقط قادرات على المنافسة بقوة، رغم أن عدد الصحفيات كبير. لكن القوة الحقيقية والقدرة على إثبات الذات ما زالت محدودة لدى الأغلبية.
هل تتابعين دوري السيدات في السودان؟
أحيانًا أتابع الدوريات النسائية العالمية، لأنها أكثر جذبًا من المحلية. أما الدوري المحلي، فلم أجد فيه ما يشجع على المتابعة، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي أدت لتوقف النشاط الرياضي عمومًا.
هل واجهت مضايقات من المجتمع بسبب نشاطك الرياضي؟
لا، لم أجد مضايقات في المجتمع المحيط بي، لأنني من أسرة رياضية تحب كرة القدم كثيرًا. أما داخل المجتمع الرياضي نفسه، فتعاملي معهم محدود، لأن لدي هدفًا محددًا أسعى لتحقيقه. وبعد أن أصل إليه بإذن الله، سأظهر بصورة رسمية في الوسط الرياضي.
الوسومالمريخ السوداني النساء السودانيات