RT Arabic:
2025-05-14@09:01:21 GMT

الجيش المصري.. تراث فرعوني في الحرب والبناء

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

الجيش المصري.. تراث فرعوني في الحرب والبناء

يعد الجيش المصري من أعرق الجيوش وأكثرها إيغالا في الزمن، ويمكن لأبنائه أن يفتخروا بأن تاريخهم يعود إلى أكثر من 5000 عام.

إقرأ المزيد شرطي مصري بسيط في مواجهة قتلة وزير بريطاني في الزمالك!

تفوقت الحضارة المصرية في مختلف المجالات، وحفظت للعالم صروحا لا مثيل لها، وحضارة مبدعة فريدة نقشت إنجازاتها وأعمالها وسيرتها على الحجر، وهي ماثلة حتى الوقت الراهن، تتحدث إلينا من عصور غابرة.

الأمر ذاته يسري على الجيش في مصر القديمة فقد تأسس كقوة نظامية ضاربة وأصبح على مدى قرون قوة كبرى ضاربة في إفريقيا وما يعرف في العصر الحديث بمنطقة الشرق الأوسط.

يعود توحيد الجيش وتقويته إلى عهد الملك بيبي عام 3233 قبل الميلاد، حين تعاظمت قوة السلطة المركزية بالتزامن مع ازدياد الغارات القادمة من مناطق شرق الدلتا.

خلال التاريخ المبكر لمصر القديمة، لم يكن لدى مصر في العادة جيش محترف دائم، بل كان يتم تشكيل قوات من السكان متى دعت الضرورة ويجري تسليحها لمواجهة أي خطر قد يهدد الأراضي المصرية.

التكتيك الذي يتبعه الجيش المصري في ذلك التاريخ القديم، يتمثل في سحق العدو في أسرع وقت، والقضاء تماما على أي إمكانية لعودة مثل هذا التهديد.

أسلحة المحاربين المصريين القدماء كانت بسيطة مثل تنظيمهم العسكري وتكتيكاتهم. وكان الرماة مسلحين بأقواس بسيطة، وكانت سهامهم برؤوس حجرية أو من العظام، فيما تسلح آخرون بفؤوس أو خناجر أو رماح ذات نصل حجري، وكانوا مزودين بدروع من جلود البقر، ويحمون جذوعهم أيضا بأشرطة جلدية.

مع مرور الزمن أسس الفراعنة جيشا نظاميا دائما تجاوز عدده عشرات الآلاف، وكانت أسلحة أفراده عبارة عن فؤوس نحاسية ورماح وسكاكين نحاسية وخناجر حجرية. وجرى استخدام دروع مصنوعة من الخشب والجلد للحماية.

وضع المصريون أسسا لجيشهم في تلك العصور القديمة، وقاموا بإجراء تدريبات بدنية لأفراده، وحرصوا على مهارتهم بتدريبات على إطلاق السهام، علاوة على أسلحة الالتحام المباشر في ذلك العصر، واعتمدوا أيضا تراتبية ونظام انضباط صارما في تلك القوات.

القادة المصريون المحاربون القدماء أتقنوا فنون القتال، وكان الجيش المصري حين يؤمر باقتحام قلعة ما، يستخدم سلالم للهجوم موضوعة على عربات في قاعدتها.

الجيش المصري في المملكة الوسطى خلال الفترة من عام 2200 إلى 1700 قبل الميلاد، تطورت أسلحته، ومع اتقان الصناع المصريين لعمليات تعدين المعادن، اختفت تقريبا الأسلحة الحجرية من ترسانة الجيش.

طور الجيش المصري في تلك الحقبة أسلحة الرمي، وأدخلت تحسينات على الأقواس، وأصبحت السهام تطير أبعد وبدقة أكبر، وكان الرامي الجيد يصيب الهدف من بعد بين 160 إلى 180 مترا، فيما كان مدى الرمح يصل إلى 50 مترا.

الوحدات المقاتلة المصرية في تلك الفترة، كانت تتكون من 6 أفراد أو 40 أو 60 أو 100 أو 400 فيما يبلغ أكبرها 600، فيما كانت الكتائب تتكون ما بين الفي محارب إلى عشرة آلاف.

اعتنى المصريون القدماء بالمحاربين في جيشهم، وبأولئك الذين خدموا لفترات طويلة، وجرت مكافأتهم بمنحهم أراضي، كما كرموا القتلى من جيشهم، ويظهر ذلك في اكتشاف ما يوصف بأول مقبرة عسكرية في التاريخ في منطقة الدير البحري، ويعتقد أنها لأعداد كبيرة من الجنود المصريين القدماء الذين قتلوا أثناء تصديهم للهكسوس، وجرى دفنهم ولف الجثامين بأقمشة غالية.

في فترة المملكة الحديثة في مصر القديمة التي بدأت في عام 1560، كان الجيش المصري مزودا بالسيوف، فيما ظل القوس سلاحا رئيسيا، وحينها تم تحديث الدروع الواقية للمحاربين، وظهرت خوذات وسهام ورماح أكثر قوة، علاوة على بروز وحدات مزودة بعربات خشبية تسير على عجلتين ويقودها حصانان.

تطورت التشكيلات العسكرية في مصر القديمة في تلك الحقبة، وزاد النظام والانضباط، وتطورت الوحدات الخاصة بتموين الجنود بالطعام والماء والأسلحة، وكذلك الوحدات التي تعمل على إصلاح وسائل القتال.

اللافت أن الجيش في مصر القديمة لم يكن ينحصر دوره في القتال ضد الغزاة، بل كان أيضا يكلف بإرسال بعثات استطلاع إلى مناطق بعيدة وأخرى لاستخراج المعادن النادرة والمواد الضرورية للحياة في ذلك العصر. وكان طريق أفراد تلك البعثات يؤمن مسبقا بإمدادات المياه كي يعود أفراد الجيش المصري في وقت السلم، وقد انجزوا مهمتهم سالمين إلى ديارهم.

كما كان أفراد الجيش في مصر القديمة كما هو الحال عليه الآن، يكلفون بمشاريع البناء ذات الأهمية الاستراتيجية، علاوة على بناء الحصون والقلاع في مناطق الحدود وخاصة في الجنوب والتمركز هناك بشكل دوري حفاظا على أمن البلاد.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الجيش المصري الفراعنة الجیش المصری فی فی مصر القدیمة فی تلک

إقرأ أيضاً:

الصناعة التقليدية المغربية تراث يبحث عن أسواق عالمية

الرباط – في قلب مدينة سلا، وعلى بعد كيلومترات قليلة من العاصمة المغربية الرباط، يعمل الشاب محمد البقالي بنشاط داخل ورشته المتخصصة في الصناعات الجلدية التقليدية.

وبين أدوات الحرفة ورائحة الجلد الطبيعي، ينهمك محمد في وضع اللمسات الأخيرة على موقع إلكتروني سيعرض من خلاله منتجاته التقليدية الموجهة للأسواق الخارجية، في محاولة لربط الماضي العريق بآفاق التسويق الرقمي الحديث.

التحق محمد البقالي بمركز للتدريب المهني بالرباط، ثم تنقّل بين ورشات تدريبية في سلا وفاس، العاصمة الروحية للصناعة التقليدية، ووسّع آفاقه بالتدريب في مجالات أخرى مكملة مثل التجارة الإلكترونية والتصوير والتسويق.

ورشة محمد البقالي للصناعات الجلدية بمدينة سلا (الجزيرة) قطاع اقتصادي حيوي

تعد الصناعة التقليدية من الركائز الاقتصادية الحيوية في المغرب، إذ تشغل حوالي 2.7 مليون صانع تقليدي، مما يمثل 22% من القوى النشيطة، ويسهم القطاع بـ7% في الناتج المحلي، وحقق عام 2024 رقم معاملات تجاوز 140 مليار درهم (نحو 15 مليار دولار).

وللسياحة أثر مباشر على القطاع، إذ بلغت مشتريات منتجات الصناعة التقليدية من قبل السياح 10 مليار درهم (مليار دولار)، في حين بلغت صادرات الصناعة التقليدية 1.11 مليار درهم (120 مليون دولار) عام 2024 بزيادة 3% مقارنة بعام 2023.

ويتصدر الفخار والحجر قائمة الصادرات بنسبة 36%، يليه الزرابي بنسبة 20%، وتأتي الولايات المتحدة الأميركية على رأس الدول المستوردة بنسبة 44%، تليها فرنسا بنسبة 14%، ثم إسبانيا بنسبة 6%.

إعلان

ووفق بيانات وزارة الصناعة التقليدية المغربية، يتوفر القطاع على شبكة واسعة من البنيات التحتية لإنتاج وتسويق منتجات صناعة تقليدية تغطي كافة الجهات، ويبلغ عددها أكثر من 140 وحدة قائمة و50 أخرى قيد الإنجاز موزعة بين مجمعات الصناعة التقليدية، وفضاءات العرض والبيع، وقرى ومركبات ومناطق أنشطة تقليدية، إلى جانب ما يفوق 100 دار للصانعة بالعالم القروي، فضلا عن برامج إعادة تأهيل المدن القديمة.

يقول الخبير الاقتصادي محمد جدري، في حديث للجزيرة نت، إن الصناعة التقليدية المغربية تمتلك إمكانات هائلة لم تُستغل بعد بالشكل الكافي، رغم كونها ثاني أكبر مشغل في المغرب بعد القطاع الزراعي.

ويشير جدري إلى أن القطاع يحقق رقم معاملات داخليا مهما، لكنه "ما زال يسجل أرقاما متواضعة على مستوى التصدير"، مرجعا ذلك إلى الاعتماد على أسواق تقليدية محدودة مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، مما يستدعي -وفق قوله- الانفتاح على أسواق جديدة تشمل آسيا وأوروبا الشرقية والقارة الأفريقية.

تعاونية الصناعات الجلدية الخاصة بعائلة محمد البقالي وتنتج سروج خيول التبوريدة (الجزيرة) تحديات

ورغم دينامية القطاع والدعم المؤسسي، لا يزال الصناع التقليديون يواجهون تحديات بنيوية، أبرزها ضعف التسويق وهيمنة الوسطاء الذين يستغلون ضعف التنظيم المهني.

في هذا السياق، تقول النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي إن الصناع التقليديين يتعرضون للاستغلال من قبل بعض الوسطاء والتجار الذين يشترون منهم المنتجات بثمن زهيد ليعيدوا بيعها بأرباح مضاعفة.

وأكدت للجزيرة نت أن الصناعة التقليدية المغربية إلى جانب كونها من ركائز الاقتصاد الوطني، فهي تمثل تراثا ثقافيا يعكس إبداع الأجيال المتعاقبة، وتُشكل عنصرا أساسيا في جذب السياح والتعريف بهوية المغرب المتنوعة.

ورغم الجهود المبذولة في إنشاء مراكز للتكوين ودعم التعاونيات، تؤكد النائبة أن الصناع التقليديين ما زالوا يواجهون صعوبات تتعلق بالتأقلم مع متطلبات السوق الحديثة، وغياب آليات فعالة للترويج.

إعلان

وشددت الفتحاوي على ضرورة تنظيم القطاع بشكل يضمن الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعاملات والعاملين، خصوصا أن 90% من رقم المعاملات يتم من طرف أفراد وليس شركات، مما يفرض الحاجة إلى تشريعات ملائمة وهيكلة عادلة للقطاع.

ودعت إلى دعم مشاركة هذه الفئة في المعارض الوطنية والدولية، مع إيلاء أهمية للجانب الثقافي في المنتج، ففي نظرها يبحث السائح عن منتج يعكس هوية وثقافة البلد، لا مجرد سلعة تجارية.

وأشارت المتحدثة إلى أن للمغرب أكثر من 120 حرفة تقليدية، مما يجعل المملكة من بين أولى الدول التي تتميز بصناعتها التقليدية، غير أنها ترى أن إشكالات تتعلق بالتنظيم والتسويق تحول دون رفع الصادرات المغربية من هذه المنتجات وجلب العملة الصعبة وزيادة مساهمة القطاع في الناتج الداخلي الخام.

ومن أبرز التحديات التي تعطل التوسع الخارجي، يضيف محمد جدري "محدودية القدرات اللوجستية، خاصة بالنسبة للتعاونيات الصغيرة الموجودة في مناطق نائية مثل تالوين أو خنيفرة، حيث يصعب عليها تحمل تكاليف النقل والتصدير بمفردها، مما يضعف من تنافسية منتجاتها في الأسواق العالمية".

ويرى أن التحول الرقمي يمثل اليوم أولوية ملحة، داعيا إلى رقمنة نشاط التعاونيات وتمكينها من إنشاء متاجر إلكترونية تتيح لها بيع منتجاتها مباشرة للمستهلكين حول العالم، مع الاستفادة من وسائل الأداء الرقمي المتوفرة.

وأكد أن هذا القطاع قادر على خلق الثروة وتوفير فرص الشغل للشباب شرط الاستثمار فيه بالشكل الصحيح، محذرا من أن "استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى اندثار بعض الحرف التقليدية وضياع موروث ثقافي واقتصادي تناقلته أجيال متعاقبة عبر الزمن".

محمد البقالي يعرض لمراسلة الموقع الشهادات التي حصل عليها إثر مشاركته في تدريبات حول التسويق والتجارة (الجزيرة) دعم التسويق

ودعما لتحول القطاع رقميا، وقعت وزارة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني يوم الأربعاء الماضي مذكرة تفاهم مع مؤسسة دار الصانع ومجموعة البنك الشعبي وماستركارد لإنشاء منصة رقمية لتسويق منتجات الصناعة التقليدية على الصعيدين الوطني والدولي.

إعلان

وتهدف هذه الشراكة، وفق بيان رسمي، إلى تطوير عروض تمويل تتماشى واحتياجات الصناع التقليديين وتوفير حلول أداء رقمية مثل الدفع عبر البطاقات أو عبر الهاتف المحمول، بالإضافة إلى مواكبتهم من أجل تعزيز تحولهم الرقمي.

في اليوم ذاته تم توقيع اتفاقية شراكة أخرى لرقمنة آليات تصدير منتجات القطاع، تشمل منح شهادة التفتيش الخاصة بالمنتجات المصدرة الخاصة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والتقييد بسجل مصدري الصناعة التقليدية، في خطوة من شأنها تعزيز تنافسية الصناع التقليديين وإدماجهم في الاقتصاد المهيكل وتسريع ولوج المصدرين إلى الأسواق الدولية.

وأكد كاتب الدولة لحسن السعدي في تصريح أن الاتفاق "سيضع لبنة أخرى في منظومة صادرات التعاونيات والمقاولات من أجل دمجها ضمن المنظومة الوطنية للتجارة الخارجية".

مقالات مشابهة

  • تراث الإمارات يتألق في «موسم طانطان» بالمغرب
  • فيما أهل غزة يتضورون جوعاً
  • ينتمي لوطنه فقط.. طارق حجي يكشف عن سر قوة ووحدة الجيش المصري|شاهد
  • نتنياهو: الجيش سيدخل قطاع غزة بكل قوته في الأيام المقبلة
  • الصناعة التقليدية المغربية تراث يبحث عن أسواق عالمية
  • إزالة 66 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والبناء المخالف
  • رئيس أركان الجيش المصري يزور تركيا  
  • الجيش الإسرائيلي يسحب لواء المظليين من الجبهة الشمالية مع سوريا لتوسيع الحرب في غزة
  • ساويرس وكسر المحرمات حول الجيش المصري
  • عاجل| الأونروا: مليونا شخص في غزة يمنعون من الوصول لحقهم فيما يبقيهم أحياء