بوابة الوفد:
2025-07-13@00:27:35 GMT

ما بعد العدوان

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

لكل حرب نهاية؛ فما نهاية العدوان على غزة، فى كتاب «حرب بلا نهاية» لعالم الاقتصاد السياسى البريطانى ديفيد كين، يذهب إلى أن «الحالات التى لم يعد فيها كسب الحرب غاية مطلوبة لذاتها، بل كثيرا ما وفرت الحرب غطاء لمخططات سياسية واقتصادية أوسع، تغدو فيها تقوية العدو إما عملية غير ذات صلة أو نسقاً إيجابياً مفيداً».

إلى أين يذهب العدوان على غزة؟ وعلى ماذا سينتهى؟ ما مصير القطاع المنكوب؟ ما مصير حركة المقاومة حماس؟ إلى ماذا ستنتهى القمة العربية اليوم فى الرياض؟ العديد والعديد من الأسئلة والسيناريوهات تدور حول هذا العدوان الغاشم.

غربيا؛ اجتهد العديد من مراكز الفكر والأبحاث فى وضع تقديرات الموقف والسيناريوهات لمسار العدوان على عزة، وما بعد العدوان، تحت عنوان ماذا يحدث لغزة بعد الحرب؟ وضعت مجلة فورين بوليسى Foreign Policy، مجموعة من السيناريوهات أطلقت عليها وصف القاتمة لسكان القطاع الفلسطينيين، لكن التساؤل الأهم الذى تناوله مقال الفورين بوليسى هل تستطيع إسرائيل فعلاً تدمير حماس؟ فالهدف العام المعلن للعدوان الإسرائيلى على غزة هو القضاء على حماس، إسرائيل أعلنت أنها تستهدف القضاء على كل أثر لحماس، «ليس فقط قطع رأس حماس تكتيكياً، بل أيضاً سحق قدرتها على امتلاك أى قدرات عسكرية أو قضائية فى غزة» بغض النظر عما إذا كانوا جزءاً من الجناح العسكرى للجماعة، لكن واقع سير العمليات العسكرية على الأرض حتى الآن لا يشير إلى نجاح تحقيق الهدف الإسرائيلى.

وبشكل عام؛ جل وجميع التحليلات الغربية تتناول مستقبل القطاع بعد العدوان فى ضوء نجاح إسرائيل فى القضاء على حماس وهو الأمر الذى لم يحدث حتى الآن.

لكن الفورين بوليسى فى الإجابة عن هذا السؤال الحاسم فى مسار العدوان، بل ومستقبل قطاع غزة لم تعط إجابة واضحة، بل إن الشك حول قدرة إسرائيل على القضاء على حماس نهائيا هو موضع شك كبير أيضا من الداخل الإسرائيلى.

على المستوى السياسي؛ وفيما يتعلق بإدارة القطاع ما بعد حماس، فهناك تباين أيضاً؛ التقديرات الغربية تشير إلى تحالف محتمل من الدول العربية، والتى تشعر إسرائيل أنها تستطيع العمل معها، والتى يمكن أن تكون بمثابة قوة مؤقتة لملء الفراغ الأمنى والحكم فى غزة بدعم من إسرائيل. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.

سيناريوهات أخرى تحدثت عن المرشح الأكثر وضوحاً لملء الفراغ وهو السلطة الفلسطينية، التى تدير الضفة الغربية، لكن وفقا لــ فورين بوليسى Foreign Policy،

ليس هذا السيناريو الأفضل، وذلك للأسباب التالية؛ أن حماس قامت بطرد السلطة الفلسطينية من غزة فى عام 2007، ومن غير المرجح أن تتبنى السلطة فكرة العودة فى أعقاب حملة عسكرية إسرائيلية عقابية لإسقاط منافستها، «إنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يأتون على متن دبابة إسرائيلية ويستولون على قطاع غزة».

ثم هناك مسألة الشرعية، ولم تعقد السلطة الفلسطينية انتخابات رئاسية منذ عام 2005، عندما تم انتخاب محمود عباس البالغ من العمر 87 عامًا لأول مرة. وترى الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية غير فعالة، ثم تشير الفورين بوليسى إلى إشكالية القدرة. وتكافح السلطة الفلسطينية لحماية المدنيين من هجمات المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية، وقد وصلت ميزانياتها إلى نقطة الانهيار مع قيام إسرائيل بحجب ملايين الدولارات من عائدات الضرائب التى تجمعها من الفلسطينيين.

ذات المعنى أشار إليه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى تصريحات له فى 31 أكتوبر، وهى الأكثر تحديدا التى تم تقديمها حتى الآن، لكنها أشارت فقط إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى تنظر فى «مجموعة متنوعة من البدائل والسيناريوهات المحتملة». واعتبر أن «السلطة الفلسطينية الفعالة والمنشطة» يجب أن تحكم غزة فى نهاية المطاف، لكنه لم يقدم أى أدلة حول كيفية جعل السلطة الفلسطينية فعالة أو التغلب على المعارضة الإسرائيلية. ولم يقترح إلا بشكل غامض أنه فى هذه الأثناء هناك ترتيبات مؤقتة أخرى قد تشمل عدداً من البلدان الأخرى فى المنطقة. وقد يشمل ذلك وكالات دولية من شأنها أن تساعد فى توفير الأمن والحكم". ومن بين المرشحين لهذا الدور المؤقت الدول العربية والأمم المتحدة، بدعم من منظمات دولية حكومية وغير حكومية أُخَر.

فى سياق مغاير رئيس الوزراء الإسرائيلى، وبعد مرور شهر على العدوان على غزة ألمح إلى سيناريو مغاير خلافا لما أعلنته إسرائيل فى بداية العدوان، حيث أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل ستتحمل «المسئولية الأمنية» فى غزة إلى أجل غير مسمى، فى سيناريو يحتفظ فيه الجيش الإسرائيلى بوجود قصير المدى على الأقل على الأرض لمنع أى بقايا لحماس من إعادة تشكيل نفسها، وكذلك لتحقيق استقرار الوضع المباشر. ويضع القادة العسكريون الإسرائيليون بالفعل الأساس لسيناريو مؤقت يشرفون فيه على الأمن والحياة المدنية فى القطاع ويدرسون بالفعل نقل أفراد من «منسقى الأنشطة الحكومية فى الأراضى المحتلة»، وهى وحدة عسكرية تتعامل مع القضايا المدنية فى الضفة الغربية، حيث تقوم هذه الوحدة بأدوار مؤقتة فى غزة، بحسب تقرير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. مع الاستعانة بالمدنيين من مواطنى غزة من خارج حماس فى مختلف المجالات.

أيا ما كان السيناريو الذى سوف يتحقق فى النهاية، تبقى الحقيقة الواضحة أن أى سيناريو سيأتى على حساب الاحتياجات الإنسانية واحتياجات إعادة الإعمار هائلة، فلا سبيل لتحقيق الهدف العسكرى الإسرائيلى إلا من خلال تسوية أجزاء كبيرة من غزة بالأرض على جثث الأطفال والنساء والعجائز العزل من المدنيين. ويبقى الحد الفاصل لأى سيناريو ما بعد العدوان، ما أقره الرئيس عبدالفتاح السيسى من أن «تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل هو أمر خارج عن نطاق الإمكانية. ولن يحدث ذلك بأى حال من الأحوال على حساب مصر. وإن كانت التداعيات والدوافع الإنسانية عند مصر والمصريين لها تقدير آخر تتحمله مصر عن طيب خاطر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ما بعد العدوان عالم الاقتصاد السلطة الفلسطینیة العدوان على بعد العدوان القضاء على على غزة فى غزة ما بعد

إقرأ أيضاً:

مسؤولون اسرائليون .. نتنياهو تعمّد إطالة أمد حرب غزة وغلّب مصلحته السياسية والشخصية

#سواليف

اتهم #مسؤولون #إسرائيليون رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو بإطالة أمد #الحرب على قطاع #غزة خلافا لرؤية القادة العسكريين، وأكدوا أن قراراته طغت عليها #المصلحة السياسية و #الشخصية.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الجمعة تحقيقا قالت إن العمل عليه استمر 6 أشهر واستندت فيه إلى تصريحات أكثر من 100 مسؤول من إسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي، ومراجعة عشرات السجلات الحكومية ووثائق أخرى.

وذكرت الصحيفة أن نهج نتنياهو تجاه حركة #المقاومة الإسلامية (حماس) قبل الحرب ساهم بتقويتها وأتاح لها الاستعداد للحرب، وأوضحت أنه تلقى في يوليو/ تموز 2023، تقييما استخباراتيا “حذر من أن أعداء إسرائيل، بمن فيهم حماس، لاحظوا الاضطرابات الداخلية في البلاد التي أثارتها خطة نتنياهو المثيرة للجدل لإضعاف القضاء، وكانوا يستعدون لهجوم”.

مقالات ذات صلة محمود خليل يطالب إدارة ترامب بتعويض قيمته 20 مليون دولار 2025/07/11

وأشارت إلى نتنياهو تجاهل تلك التحذيرات وغيرها، ومضت حكومته قدما في التغييرات، مما أدى إلى مزيد من الاضطرابات، وهو ما أقنع حماس أن الوقت مناسب لتنفيذ هجوم مخطط له منذ فترة طويلة.


البقاء في السلطة

وبعد عملية طوفان الأقصى، حاول نتنياهو تحويل المسؤولية وإلقاء اللوم على القادة العسكريين، واستثمار الوضع في السعي لتمديد بقاءه على رأس السلطة.

وذكرت نيويورك تايمز أن فريق نتنياهو وجه في بداية الحرب المؤثرين المتعاطفين، قائلين لهم إن الجنرالات هم المسؤولون عن أسوأ إخفاق دفاعي في إسرائيل. كما تحركوا لمنع تسرب المحادثات التي قد تسبب مشكلة لنتنياهو، ومنعوا الجيش من الاحتفاظ بتسجيلات رسمية للاجتماعات.

وأشارت إلى أن نتنياهو رفض عرضا من زعيم المعارضة الإسرائيلية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مفضلا البقاء في ائتلاف مع متطرفين من اليمين الذين كانوا أكثر ميلا للسماح له بالبقاء في السلطة بعد الحرب. في قرار جعله رهينة طوال الحرب لمطالب اليمين المتطرف، وخاصة فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان يجب التوصل إلى هدنة مع حماس ومتى.

ووفقا للصحيفة الأميركية، أطالت قرارات نتنياهو أمد القتال بغزة خلافا لرؤية القيادة العسكرية، وطغت عليها المصلحة السياسية والشخصية، إذ أبطأ المفاوضات في لحظات حاسمة تحت ضغط من حلفائه.

كما واصل الحرب في أبريل/ نيسان ويوليو/ تموز 2024 رغم إبلاغه من الجنرالات عدم جدواها، وانتهك الهدنة في مارس/ آذار حفاظا على ائتلافه بعد التوصل لوقف إطلاق نار في يناير/ كانون الثاني.

مقالات مشابهة

  • محادثات الهدنة في غزة متعثرة عند مسألة انسحاب إسرائيل من القطاع 
  • مفاوضات غزة تواجه "تعثرا".. إسرائيل تصر على شرط ترفضه حماس
  • إسرائيل وهندسة سياسة التجويع في غزة
  • واشنطن تطالب حماس بتأجيل بحث انسحاب إسرائيل لإنقاذ المفاوضات
  • مسؤولون اسرائليون .. نتنياهو تعمّد إطالة أمد حرب غزة وغلّب مصلحته السياسية والشخصية
  • فتح: منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تكون الممثل الحصري في أي مفاوضات
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: «نرحب بدعوة أسبانيا للاتحاد الأوروبي لتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل»
  • حركة الفصائل الفلسطينية: عرضنا سابقا التوصل لصفقة شاملة ووقف العدوان لكن نتنياهو رفض وما زال يراوغ
  • 5 أسئلة تفسر تمسّك إسرائيل بالمساعدات الأميركية وإصرار حماس على رفضها
  • الاحتلال يدرس إعادة مخيمات في الضفة إلى سيطرة السلطة الفلسطينية