بوابة الوفد:
2024-06-12@12:02:56 GMT

ما بعد العدوان

تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT

لكل حرب نهاية؛ فما نهاية العدوان على غزة، فى كتاب «حرب بلا نهاية» لعالم الاقتصاد السياسى البريطانى ديفيد كين، يذهب إلى أن «الحالات التى لم يعد فيها كسب الحرب غاية مطلوبة لذاتها، بل كثيرا ما وفرت الحرب غطاء لمخططات سياسية واقتصادية أوسع، تغدو فيها تقوية العدو إما عملية غير ذات صلة أو نسقاً إيجابياً مفيداً».

إلى أين يذهب العدوان على غزة؟ وعلى ماذا سينتهى؟ ما مصير القطاع المنكوب؟ ما مصير حركة المقاومة حماس؟ إلى ماذا ستنتهى القمة العربية اليوم فى الرياض؟ العديد والعديد من الأسئلة والسيناريوهات تدور حول هذا العدوان الغاشم.

غربيا؛ اجتهد العديد من مراكز الفكر والأبحاث فى وضع تقديرات الموقف والسيناريوهات لمسار العدوان على عزة، وما بعد العدوان، تحت عنوان ماذا يحدث لغزة بعد الحرب؟ وضعت مجلة فورين بوليسى Foreign Policy، مجموعة من السيناريوهات أطلقت عليها وصف القاتمة لسكان القطاع الفلسطينيين، لكن التساؤل الأهم الذى تناوله مقال الفورين بوليسى هل تستطيع إسرائيل فعلاً تدمير حماس؟ فالهدف العام المعلن للعدوان الإسرائيلى على غزة هو القضاء على حماس، إسرائيل أعلنت أنها تستهدف القضاء على كل أثر لحماس، «ليس فقط قطع رأس حماس تكتيكياً، بل أيضاً سحق قدرتها على امتلاك أى قدرات عسكرية أو قضائية فى غزة» بغض النظر عما إذا كانوا جزءاً من الجناح العسكرى للجماعة، لكن واقع سير العمليات العسكرية على الأرض حتى الآن لا يشير إلى نجاح تحقيق الهدف الإسرائيلى.

وبشكل عام؛ جل وجميع التحليلات الغربية تتناول مستقبل القطاع بعد العدوان فى ضوء نجاح إسرائيل فى القضاء على حماس وهو الأمر الذى لم يحدث حتى الآن.

لكن الفورين بوليسى فى الإجابة عن هذا السؤال الحاسم فى مسار العدوان، بل ومستقبل قطاع غزة لم تعط إجابة واضحة، بل إن الشك حول قدرة إسرائيل على القضاء على حماس نهائيا هو موضع شك كبير أيضا من الداخل الإسرائيلى.

على المستوى السياسي؛ وفيما يتعلق بإدارة القطاع ما بعد حماس، فهناك تباين أيضاً؛ التقديرات الغربية تشير إلى تحالف محتمل من الدول العربية، والتى تشعر إسرائيل أنها تستطيع العمل معها، والتى يمكن أن تكون بمثابة قوة مؤقتة لملء الفراغ الأمنى والحكم فى غزة بدعم من إسرائيل. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة.

سيناريوهات أخرى تحدثت عن المرشح الأكثر وضوحاً لملء الفراغ وهو السلطة الفلسطينية، التى تدير الضفة الغربية، لكن وفقا لــ فورين بوليسى Foreign Policy،

ليس هذا السيناريو الأفضل، وذلك للأسباب التالية؛ أن حماس قامت بطرد السلطة الفلسطينية من غزة فى عام 2007، ومن غير المرجح أن تتبنى السلطة فكرة العودة فى أعقاب حملة عسكرية إسرائيلية عقابية لإسقاط منافستها، «إنهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم يأتون على متن دبابة إسرائيلية ويستولون على قطاع غزة».

ثم هناك مسألة الشرعية، ولم تعقد السلطة الفلسطينية انتخابات رئاسية منذ عام 2005، عندما تم انتخاب محمود عباس البالغ من العمر 87 عامًا لأول مرة. وترى الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية غير فعالة، ثم تشير الفورين بوليسى إلى إشكالية القدرة. وتكافح السلطة الفلسطينية لحماية المدنيين من هجمات المستوطنين الإسرائيليين فى الضفة الغربية، وقد وصلت ميزانياتها إلى نقطة الانهيار مع قيام إسرائيل بحجب ملايين الدولارات من عائدات الضرائب التى تجمعها من الفلسطينيين.

ذات المعنى أشار إليه وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى تصريحات له فى 31 أكتوبر، وهى الأكثر تحديدا التى تم تقديمها حتى الآن، لكنها أشارت فقط إلى أن الولايات المتحدة ودول أخرى تنظر فى «مجموعة متنوعة من البدائل والسيناريوهات المحتملة». واعتبر أن «السلطة الفلسطينية الفعالة والمنشطة» يجب أن تحكم غزة فى نهاية المطاف، لكنه لم يقدم أى أدلة حول كيفية جعل السلطة الفلسطينية فعالة أو التغلب على المعارضة الإسرائيلية. ولم يقترح إلا بشكل غامض أنه فى هذه الأثناء هناك ترتيبات مؤقتة أخرى قد تشمل عدداً من البلدان الأخرى فى المنطقة. وقد يشمل ذلك وكالات دولية من شأنها أن تساعد فى توفير الأمن والحكم". ومن بين المرشحين لهذا الدور المؤقت الدول العربية والأمم المتحدة، بدعم من منظمات دولية حكومية وغير حكومية أُخَر.

فى سياق مغاير رئيس الوزراء الإسرائيلى، وبعد مرور شهر على العدوان على غزة ألمح إلى سيناريو مغاير خلافا لما أعلنته إسرائيل فى بداية العدوان، حيث أشار نتنياهو إلى أن إسرائيل ستتحمل «المسئولية الأمنية» فى غزة إلى أجل غير مسمى، فى سيناريو يحتفظ فيه الجيش الإسرائيلى بوجود قصير المدى على الأقل على الأرض لمنع أى بقايا لحماس من إعادة تشكيل نفسها، وكذلك لتحقيق استقرار الوضع المباشر. ويضع القادة العسكريون الإسرائيليون بالفعل الأساس لسيناريو مؤقت يشرفون فيه على الأمن والحياة المدنية فى القطاع ويدرسون بالفعل نقل أفراد من «منسقى الأنشطة الحكومية فى الأراضى المحتلة»، وهى وحدة عسكرية تتعامل مع القضايا المدنية فى الضفة الغربية، حيث تقوم هذه الوحدة بأدوار مؤقتة فى غزة، بحسب تقرير لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. مع الاستعانة بالمدنيين من مواطنى غزة من خارج حماس فى مختلف المجالات.

أيا ما كان السيناريو الذى سوف يتحقق فى النهاية، تبقى الحقيقة الواضحة أن أى سيناريو سيأتى على حساب الاحتياجات الإنسانية واحتياجات إعادة الإعمار هائلة، فلا سبيل لتحقيق الهدف العسكرى الإسرائيلى إلا من خلال تسوية أجزاء كبيرة من غزة بالأرض على جثث الأطفال والنساء والعجائز العزل من المدنيين. ويبقى الحد الفاصل لأى سيناريو ما بعد العدوان، ما أقره الرئيس عبدالفتاح السيسى من أن «تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل هو أمر خارج عن نطاق الإمكانية. ولن يحدث ذلك بأى حال من الأحوال على حساب مصر. وإن كانت التداعيات والدوافع الإنسانية عند مصر والمصريين لها تقدير آخر تتحمله مصر عن طيب خاطر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ما بعد العدوان عالم الاقتصاد السلطة الفلسطینیة العدوان على بعد العدوان القضاء على على غزة فى غزة ما بعد

إقرأ أيضاً:

أحدثُ فخاخ بايدن.. اغتيال الطوفان بصفقة رهائن

من خلال صيغة الأخبار الأمريكية المتداولة حول نية "بايدن" طرح اتفاق على حماس للإفراج عن مستوطنين من حملة الجنسية الأمريكية؛ هناك دلالات على أن ما يجري فيه مخاطر ولا إيجابيات في ذلك، حيث أن:

* الاتفاق يفتح الباب على إجراء دول عديدة مفاوضات مع حماس لتحرير أسرى يحملون جنسيتها، وهذا يعتبر تجزئة وتقسيما وتشتيتا للملف يقضي إلى تفريغه من مضمونه.

* ⁠إجراء صفقات لتحرير أسرى دون وقف إطلاق النار الشامل سيكون انتصارا للأمريكيين والإسرائيليين الذين أعلنوا منذ البداية أن الإفراج عن الرهائن غير مرتبط بوقف الحرب.

* ⁠إجراء صفقات كهذه تفرغ طوفان الأقصى من مضمونها، وتظهر المقاومة على أنها خاطفة وعصابة تقوم الدول بإجراء صفقة معها لإخراج رهائن، وهذا تدمير مباشر متعمد لفكرة أنهم مستوطنون تواجدوا على أرض فلسطين، ومحاولة لإزالة الصبغة السياسية عن المقاومة.

* ⁠صفقة كهذه بوساطة عربية أصلا هي أداة لأمريكا؛ تعتبر تقزيما لحماس، وأنها حركة إرهابية، ولن يكون من خلالها أي إنجاز سياسي إذا بقيت النظرة أمنية للفلسطينيين.

* ⁠صفقة كهذه تخدم أمريكا وبايدن وانتخاباته، وفي نفس الوقت تضر بحماس؛ لأنها ستفتح شهية الدول على إجراء صفقات مماثلة وكأن المستوطنين الذين يحملون جنسيتها هم مواطنوها، وإذا عارضت حماس فسيكون سلبيا على الأقل في توتر نظرة تلك الدول للقضية الفلسطينية، ويصبح تشكيل الأعداء أكثر من تعزيز الأصدقاء وعزلة "إسرائيل".

* ⁠الصفقة تفريغ للضغط القائم دوليا ومحليا على "إسرائيل"، وإبرامها بصيغتها الأمنية يعتبر هدية مجانية يقدمها الوسطاء "لإسرائيل" بصيغة خبيثة مضرة جدا بالقضية.

* ⁠الصفقة ستعزز الإبادة والمجازر أكثر في غزة ليثبت نتنياهو نظريته التي تقول إنه بالضغط العسكري تركع حماس، وهذا له تأثير استراتيجي على معنويات الفلسطينيين، كذلك يقوي نفس نتنياهو أمام شعبه والعالم لإدراك الجميع أن أمريكا و"إسرائيل" مشتركتان في الحرب أصلا.

إذا أرادت المقاومة صفقة مثمرة من هذا النوع فمن المتوقع أن تتضمن التالي:

* على الدولة التي تريد تحرير من يحمل جنسيتها أن تمتنع عن استخدام الڤيتو ضد حقوق الفلسطينيين.

* ⁠منع تصدير السلاح "لإسرائيل".

* يمنع على المستوطنين ⁠المفرج عنهم العودة لـ"إسرائيل".

* ⁠إعلان صريح سياسي رسمي من الدولة المعنية باعترافها بالحقوق الفلسطينية والدولة المستقلة والقدس عاصمة الفلسطينيين.

* ⁠الإفراج المباشر عن الفلسطينيين المعتقلين في تلك الدولة وكذلك المتضامنين المعتقلين فيها.

* ⁠تصويت برلمانها على حق الفلسطينيين واعتبار ما تقوم به "إسرائيل" إبادة جماعية.

* ⁠منع ربط أي صفقة تحرير أسرى بمساعدات وغذاء وظروف حياتية؛ لأن هذه أصلا أساسيات كفلها القانون الدولي ويُمنع أن تخضع للابتزاز.

* يجب أن يكون الاتفاق بضمانة دولية من دول وازنة تحت مظلة التعامل مع الفلسطينيين كجهة شرعية.

ختاما.. ما زالت الساعة بتوقيت المقاومة، والميدان لا يحقق فيه الإسرائيلي لا صورة نصر ولا نهاية مرحلة استنزاف، وجنونه يقوده للتصعيد غير المدروس في مقابل جبهات مقاومة يتضح يوما بعد يوما شعارها "ولّى عهد الهزائم".

وما زال الوسيط العربي يضعف القضية الفلسطينية ويتعامل معها على أنها ملف أمني لصالح أمنه القومي، ولإرضاء سيده الأمريكي على حساب حق الشعب تحت النار.

مقالات مشابهة

  • مصطفى الفقي: قرار مجلس الأمن ستار أمريكى لتوفير الدعم لإسرائيل
  • أستاذ علوم سياسية: الشرطة الفلسطينية على استعداد تام لإعادة هيكلة حكومة أبو مازن والقيام بمهام حماس
  • البرلمان العربى يرحب بقرار مجلس الأمن الداعى لوقف فورى لإطلاق النار بغزة
  • ترحيب مصري بقرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار في غزة
  • أحدثُ فخاخ بايدن.. اغتيال الطوفان بصفقة رهائن
  • “حماس” و”الجهاد” تبحثان جهود وقف الحرب الإسرائيلية على غزة
  • للمرة الثامنة منذ 7 أكتوبر.. «بلينكن» يبدأ جولة جديدة فى الشرق الأوسط بهدف الضغط لتنفيذ مقترح بايدن بشأن غزة
  • وزير المالية الإسرائيلى: التوصل لاتفاق مع حركة حماس "انتحار جماعي"
  • عزل إسرائيل دوليا وكشف جرائمها.. شهادة نجاح للدبلوماسية المصرية
  • طوفان الأقصى في شهره الثامن