تحولت مقاطع عرفت باسم "أسمار"  (ASMR) إلى صيحة على "تيك توك" و"يوتيوب"، ونالت عشرات الملايين من المقاطع عبر الإنترنت، مليارات المشاهدات، مع إضافة آلاف أخرى كل يوم.

وعرّفت دراسة نشرها موقع "الرابطة الأميركية لعلماء النفس" تأثير مقاطع "أسمار" بأنه استجابة القنوات الحسية، وتشمل أعراضا نفسية وجسدية، مثل الشعور بالاسترخاء، والسعادة، والنعاس، وتخفيف القلق، بالإضافة إلى شعور بوخز في فروة الرأس، وأسفل مؤخرة العنق، والعمود الفقري.

يستجيب الجسم بتلك المشاعر عند سماع فئة واسعة من الأصوات الهادئة والحادة، مثل أصوات احتكاك الفرشاة، أو تقليب الصفحات، أو الأصوات الواضحة مثل قرمشة بسكويت هش.

ينسب بعض الأشخاص الفضل لتلك النوعية من المقاطع لمساعدتهم على النوم، والحد من أعراض القلق، وعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، وحتى أعراض الألم المزمن، في حين تحفز أصوات الهمس والنقر مشاعر انزعاج شديدة لمرضى متلازمة حساسية الصوت "ميسوفونيا".

بعض الأبحاث قدمت أدلة حديثة حول مناطق الدماغ التي قد تنشط نتيجة مشاهدة مقاطع "أسمار" (شترستوك)

ومع أن مصطلح "أسمار" (ASMR) ظهر منذ حوالي عقد، فإن تجربة استهداف الصوت والصورة لحواس الإنسان موجودة من قبل ذلك، ويعد الرسام بوب روس من أوائل المستهدفين لحواسنا، عن طريق صوته الهادئ، وضربات فرشاته الرقيقة على القماش.

ولفهم طبيعة تلك الأصوات، نشرت شركة "أدوبي" (Adobe) تقريرا تسويقيا لمنتجاتها من أجل الراغبين في إنشاء مقاطع "أسمار"، وتتضمن تلك المقاطع أصواتا هامسة، ونقرا، ويسجلها المؤثرون بدقة، لتكرار الصوت بنمط بطيء ومحسوب، بالقرب من الكاميرا والميكرفون، لخلق شعور بالألفة.

كما يستخدم بعض المؤثرين ميكرفونين متباعدين بحوالي 7 بوصات، على غرار المسافة بين أذني المستمع، لإنتاج أصوات منفصلة لكلتا الأذنين، لذلك إذا استمعت إلى الصوت عبر سماعة الرأس، ستشعر أنك في الغرفة نفسها مع مقدم المحتوى.

كيف تؤثر "أسمار" على عقلك؟

قدمت بعض الأبحاث الجديدة، في الأشهر الماضية، أدلة حول مناطق الدماغ التي قد تنشط نتيجة مشاهدة مقاطع "أسمار"، ودرس باحثو علم النفس من 3 جامعات كندية الاستجابة الحسية الذاتية الناتجة عن سماع أصوات منشئي المحتوى، وجمع الباحثون 34 مشاركا من العمر والجنس نفسه، لإجراء فحص بالرنين المغناطيسي على أدمغتهم، على أن يجري الفحص لمجموعة مكونة من 17 شخصا أثناء مشاهدة 6 مقاطع فيديو مدتها 4 دقائق مصممة خصيصا بطريقة "أسمار"، ومقارنة نتائجها بالمجموعة الضابطة التي تشاهد مقاطع مختلفة.

أظهرت نتائج الفحص تباينا كبيرا بين استجابات أدمغة المجموعتين، فأثرت مقاطع "أسمار" على النشاط العصبي للمجموعة الأولى، ونشطت مناطق مسؤولة عن إدراك المخ لأحاسيس مثل الألم، واللمس، والضغط، والوخز، كما رصد الباحثون تحفيزا لشبكات حالة الراحة في الدماغ، وشبهوا ذلك بالتأثيرات المرتبطة بالأدوية المهلوسة، من زيادة الشعور في مستقبلات الجلد، وانخفاض معدل ضربات القلب.

عجز العلماء عن فهم سبب المشاعر الحسية، مثل الوخز، حتى أجرى الباحثون في مركز علم الأعصاب الإدراكي في كلية دارتموث دراسة قائمة على رسم الأعصاب أثناء مشاهدة المبحوثين مقاطع "أسمار"، واكتشفوا أنها تُنشط مراكز المكافأة في الدماغ، ومراكز إفراز هرمون الدوبامين، ومراكز الإثارة العاطفية، لكن جاء الكشف الأهم في رصدهم مشاعر حسية بالقرب من الخد، والجبهة، والشفة، والقدم، وظهرت تلك الأحاسيس عندما تظاهر مقدم المحتوى بلمس المشاهد، أو الاقتراب منه بالهمس في أذنيه.

العلماء عجزوا عن فهم سبب المشاعر الحسية عند مشاهدة مقاطع فيديو "أسمار" (بيكسلز) لماذا يختلف الناس حول "أسمار"؟

أثبتت دراسة من كلية علم النفس، في جامعة بوخوم الألمانية أن هناك أسبابا أخرى ممكنة أيضا لتأثير "أسمار"، مثل العامل الاجتماعي، فرصد الباحثون نشاطا في قشرة الفص الجبهي، المسؤولة عن السلوك الاجتماعي في العلاقات الإنسانية، وفسروا ذلك بأن تعمد مقدم المحتوى خلق أجواء حميمية يسهم في شعور المتفرج بأهميته بالنسبة إلى شخص آخر، ويقلل شعوره بالوحدة.

تأكدت النتيجة السابقة بعد استطلاع رأي أجرته باحثة في جامعة ماكواري الأسترالية لتتبع أسباب حب الناس لمقاطع "أسمار"، واختار نصف المشاركين "الشعور بأن شخصا يهتم بي"، وجاء في المرتبة الثانية "أحب مشاهدة الناس وهم حذرون فيما يفعلون".

وفي دراسة أخرى من جامعة ماكواري، أكدت النتائج أن الأشخاص الذين يشعرون بأثر إيجابي خلال مشاهدة تلك المقاطع يتمتعون بمستوى أعلى من الانفتاح على التجربة، وحب التعرف على الآخرين، وكلاهما سمتان مرتبطتان بالأشخاص العاطفيين والمبدعين، وقد يعانون من الاكتئاب الحاد، لأنه كلما زادت حدة الاكتئاب زاد الأثر الإيجابي للمقاطع على المرء. كما استشهد الباحثون بنتائج دراسات سابقة تفيد بأن الأثر الإيجابي للمقاطع يتناسب طرديا مع شعور الإنسان بالوحدة، أو قلة ثقته بذاته، وتراجع أهدافه في الحياة.

بجانب الاختلافات الشخصية، أشارت دراستان من مجلس أبحاث العلوم الطبيعية الكندي، إلى اختلافات تشريحية بين من يتأثرون بمقاطع "أسمار"، ومن لا يشعرون بشيء، ويكمن ذلك الاختلاف في اتصال الفص الجبهي والمناطق الحسية في الدماغ، أو عدم اتصالهما، فيرتبط اتصال الشبكتين الدماغيتين باختلاط الحواس بعد التعرض إلى المؤثر، وقد يؤدي ذلك الاتصال إلى استجابات عاطفية غير نمطية، وتجارب واعية لأحاسيس مصدرها المخ، مع أنها لا تحدث في الواقع.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

دراسة: الإكثار من الملح يرفع خطر الجلطات ويؤثر على صحة الدماغ

حذّر أطباء القلب والمخ والأعصاب من أن تناول كميات كبيرة من الملح يوميًا قد يرفع خطر الإصابة بالجلطات، ويؤثر على صحة الدماغ بشكل مباشر، مؤكدين أن الملح لم يعد مجرد خطر على ضغط الدم فقط، بل أصبح عاملًا رئيسيًا وراء العديد من المشكلات الصحية الخطيرة.

"عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين ‏بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم ‏القصير ‏ فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة" ظهور مفاجئ لحسام حبيب مع شيراز.. صورة تعيد جدل ارتباطهم من جديد حجاب في البطاقة وهجوم على السوشيال.. سما المصري تعود للواجهة برسائل غاضبة موسم الهجوم على منى زكى| فيلم "الست" جدل لا ينتهي خاص الوفد.. لماذا الانتقاد قبل عرض فيلم "الست" يظلم العمل والفنانة| ماجدة خير الله تجيب


 

وأوضح الخبراء أن الإفراط في الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ما يتسبب في إجهاد مستمر للأوعية الدموية ويزيد احتمالية حدوث جلطات القلب والمخ. كما يؤثر الملح الزائد على تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يضعف الذاكرة والتركيز مع مرور الوقت.


 

وأشار الباحثون إلى أن الجسم يحتاج كمية صغيرة فقط من الملح يوميًا لا تتجاوز 5 جرامات، بينما يستهلك معظم الناس أضعاف هذه الكمية بسبب الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة والمقبلات المالحة.


 

وأكد الأطباء أن ارتفاع الصوديوم في الجسم قد يسبب احتباس السوائل، والشعور بالانتفاخ، إضافة إلى زيادة عبء العمل على الكلى، مما يرفع خطر الفشل الكلوي لدى بعض الحالات.


 

ونصح الخبراء بالاعتماد على الأعشاب الطبيعية مثل الليمون، البهارات، والثوم لتعزيز نكهة الطعام بدلًا من الملح، إلى جانب قراءة ملصقات الأطعمة لتجنّب المنتجات التي تحتوي على نسب عالية من الصوديوم. كما شددوا على ضرورة خفض استهلاك المخللات والمقرمشات واللحوم المصنعة، لأنها من أكثر المصادر غنى بالملح.


 

وأكدوا أن تقليل الملح قد يُحدث فرقًا كبيرًا في صحة الجسم خلال أسابيع فقط، من خلال خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب والدماغ وزيادة النشاط

مقالات مشابهة

  • إطلاق سلسلة فيديوهات “ورتّل القرآن” لتعليم التجويد بتوجيهات شيخ الأزهر
  • بعد فيديوهات الاسد.. نقمة في بيئة حزب الله
  • بعد نشره مقاطع تحريضيّة... المُخابرات أوقفته
  • مرشح سابق بالانتخابات يحرض ناخبين لتصوير فيديوهات تدعى توزيع رشاوى من منافسيه
  • عمرو أديب: فيديوهات الأسد المسربة تعرض نهاية ديكتاتور يسخر من شعبه
  • دراسة: الإكثار من الملح يرفع خطر الجلطات ويؤثر على صحة الدماغ
  • غرائب الإنترنت
  • مفاجأة.. تناول كوب شاي يوميًا يعزز صحة الدماغ
  • سوريا.. مقاطع مصورة تكشف جانباً من أحاديث الأسد مع لونا الشبل الشخصية
  • من الأمعاء إلى الدماغ.. محور جديد يكشف سر النوم العميق