هل يدفع تسخين الجبهة الشمالية لهدنة موقتة؟
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
هل يدفع تسخين الجبهة الشمالية لهدنة موقتة؟
توسع الهجمات في الجبهة الشمالية وردود فعل جيش الاحتلال كانت محبطة بالنسبة للمستوطنين و المراسلين العسكريين.
الضغوط على القيادة العسكرية والسياسية لا يمكن حصرها بتطورات الاوضاع في الجبهة الشمالية والجنوبية لفلسطين المحتلة.
في ظل الشراكة الامريكية القوية في غرفة العمليات و العدوان على غزة تمتد الحسابات بعيدا نحو شرق أوروبا والباسفيك.
شهدت جبهات أوكرانيا سخونة غير عادية باستهداف كييف بصواريخ بالستية وشهد الباسفيك وبحر الصين الجنوبي إعادة تموضع الصين وروسيا ومناورات متوازية.
الحالة متحركة لا تعرف السكون او الثبات على هدف محدد او قابل للقياس للعدو وداعميه؛ حراك يتوقع أن يقود لتسارع الزمن ونفاذ اسرع للوقت المتاح لتحقيق انجاز عسكري أو سياسي في غزة.
مهاجمة مصادر النيران بالمدفعية ليس ردا ويكشف عن حالة عجز يواجهها جيش الاحتلال ناجمة عن حسابات معقدة وخشية متصاعدة من توسع نطاق المعركة وغياب الحسم العسكري.
* * *
كثر الحديث عن امكانية توسيع الجبهة الشمالية الى عمق 100 كم خصوصا بعد اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله إدخال أسلحة جديدة في المواجهة تشمل المسيرات والكاتيوشا؛ ما دفع وزير الحرب الاسرائيلي يؤاف غالانت الى اعادة التذكير بقدرة الردع التي يملكها الكيان الصهيوني بالقول: ما نفعله في غزة يمكن أن نفعله في بيروت.
كٕـتائب القسام-لبنان من جهتها اعلنت مسؤوليتها عن قصف شمال حيفا ومستوطنات "شلومي" و"نهاريا" شمال فلسطين المحتلة بعدة رشقات صاروخية رداً على مجازر الاحتلال وعدوانه بحسب البيان الصادرعنها؛ في الان ذاته اعلن حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي المضاد للدبابات الذي استهدف بلدة دوفيف الشمالية على الحدود اللبنانية.
توسع الهجمات في الجبهة الشمالية وردود فعل جيش الاحتلال كانت محبطة بالنسبة للمستوطنين و للمراسلين العسكريين إذ غرد أمير بحبوت على هجمات المقاومة في منصة اكس X بالقول:
إن مهاجمة مصادر النيران بالمدفعية ليس في الحقيقة رد فعل؛ كاشفا بذلك عن حالة من العجز التي يواجهها جيش الاحتلال الناجمة عن الحسابات المعقدة والخشية المتصاعدة من توسع نطاق المعركة وغياب الحسم العسكري في قطاع غزة.
في المقابل فان المعارك الناشبة في قطاع غزة والعجز عن تحقيق انجازات ميدانية على الارض؛ ونزيف القوات البرية ؛ دفع حكومة الاحتلال للتوجه نحو الاسواق الدولية و المتاجر الامريكية للحصول على مسيرات تجارية لتحويلها الى طائرات انتحارية ومسلحة كبديل للتوغل البري الذي أصبح مكلفا من ناحية بشرية وان لم يعلن عن ذلك.
فالتوجه نحو طائرات المسيرات يشير بوضوح الى خشية متزاية من ارتفاع الخسائر وعدم الرغبة في البقاء طويلا داخل الاحياء والشوارع المدمرة؛ والاستعاضة عن ذلك بطائرات مسيرة ودرون تجارية تتيح للجنود البقاء في الياتهم المدرعة او خنادقهم البعيدة.
على وقع الفشل والاحباط تتوسع الجبهة الشمالية ببطء وهدوء في العمق الفلسطيني المحتل؛ امر يثقل كاهل جيش الاحتلال وقادته ما دفعهم لاطلاق تصريحات مجنونة بهدف اثارة الراي العام في لبنان والقوى والاحزاب السياسية القلقة من توسع المواجهة الى جانب الحكومة بقيادة نجيب ميقاتي الذي اكد على عقلانية حزب الله.
وهو توجه لم يبدد مخاوف المراقبين والمستوطنين مقدما ضغوط اضافية على القيادة السياسية والعسكرية التي يتوقع ان تلجأ الى حلول سياسية ودبلوماسية تعكس فشل الردع والتهديدات المتكررة باستهداف بيروت نحو الوصول الى هدن واتفاقات وقف اطلاق نار مؤقته لتبريد الجبهات الساخنة.
ختاما.. تجدر الاشارة الى ان الضغوط على القيادة العسكرية والسياسية لا يمكن حصرها بتطورات الاوضاع في الجبهة الشمالية والجنوبية لفلسطين المحتلة.
ففي ظل الشراكة الامريكية القوية في غرفة العمليات و العدوان على غزة تمتد الحسابات بعيدا نحو شرق اوروبا والباسفيك حيث شهدت جبهات أوكرانيا سخونة غير عادية باستهداف كييف بالصواريخ البالستية؛ وشهد الباسفيك وبحر الصين الجنوبي إعادة تموضع صيني وروسي عكسته المناورات المتوازية للكل من الصين وواشنطن أمس الأحد.
فالحالة متحركة ديناميكية لاتعرف السكون او الثبات على هدف محدد او قابل للقياس للكيان وداعميه؛ حراك يتوقع ان يقود الى تسارع الزمن ونفاذ اسرع للوقت المتاح لتحقيق إنجاز عسكري او سياسي في قطاع غزة.
*حازم عياد كاتب صحفي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين لبنان قطاع غزة الجبهة الشمالية المسيرات الكاتيوشا حزب الله الكيان الصهيوني جبهات أوكرانيا فی الجبهة الشمالیة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
طلعت مصطفى تدرس فرص توسع جديدة في الساحل والخليج وشمال أفريقيا
حققت مجموعة طلعت مصطفى القابضة، نتائج أعمال غير مسبوقة خلال الربع الأول من عام 2025، في جميع قطاعات أعمالها المختلفة، وحافظت المجموعة على مسار نموها المتزايد، ووصلت إلى مستويات أداء جديدة ووضعت المجموعة نفسها بقوة للتوسع الإقليمي الطموح بهدف تأمين زيادة إيرادات جديدة بالعملات الأجنبية والاستفادة من النمو المستقر في الأسواق المجاورة، وفتح فرص جديدة في قطاع العقارات الإقليمية، وأثمرت الجهود التي بذلتها الإدارة التنفيذية عن تحقيق جميع التوقعات المستهدفة والاستراتيجيات التي سبق الإعلان عنها منذ 2017، وفق تقرير الشركة للبورصة المصرية.
فبالنسبة للمبيعات، أظهرت مجموعة طلعت مصطفى، نموًا قويًا في المبيعات منذ عام 2017، محققة معدل نمو مركب سنوى غير مسبوق بلغ 70% من حيث القيمة، وبلغ ذروته في إنجاز مبيعات غير مسبوق خلال عام 2024 تجاوزت 504 مليارات جنيه أي ما يعادل حوالي 10 مليارات دولار أمريكي.
وكشفت المجموعة، عن تحقيق مبيعات خلال الربع الأول من عام 2025 بنسبة نمو 25%، لتصل إلى 77 مليار جنيه، مقارنة بمبيعات بلغت 62 مليار جنيه خلال الفترة المقارنة من عام 2024، وذلك على الرغم من عدم إطلاق أي مشاريع عقارية جديدة خلال هذا العام والأهم من ذلك، أن مجموعة طلعت مصطفى القابضة تهدف إلى الحفاظ على إجمالي مبيعاتها للسنة المالية 2025 عند مستويات مماثلة للنتيجة الرائدة للسنة المالية 2024، مدفوعة بإطلاق المشاريع الجديدة المتوقعة بحلول نهاية العام، مثل المشروع الجديد متعدد الاستخدامات خليج شرم الشيخ في مدينة شرم الشيخ.
وسبق أن أطلقت المجموعة في بداية مايو 2025 المرحلة الثانية من مشروعها العملاق في ساوت ميد"، وشهد طلبا أكبر من خلال مشاركته الأولى في عام 2024 أكثر من 70 مليار جنيه تم حجزها خلال يوم العمل الأول، ليصل إجمالي مبيعاتها منذ بداية العام حتى تاريخه إلى أكثر من 160 مليار جنيه، بمعدل نمو بلغ 125%.
أما بالنسبة لمستهدف التوسع في قطاع النشاط الفندقي للمجموعة وغيره من مصادر الدخل المتكرر، نجحت المجموعة بعد الاستحواذ على الفنادق التاريخية البارزة السبعة في مصر وإضافة أكثر من 2500 غرفة فندقية إلى محفظتها الفندقية مما يعزز من تدفق إيرادات مستقرة ومتوقعة بالعملات الأجنبية، واصلت المجموعة تنمية تدفقاتها من أنشطة الدخل المتكرر خلال الربع الأول من عام 2025، ونمت إجمالي إيرادات الفنادق بنسبة 50% لتصل إلى 3.5 مليار جنيه خلال الربع الأول من عام 2025 مقابل 2.3 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام السابق، ليصل إجمالي أنشطة الدخل من النشاط الفندقي والانشطة المتكررة إلى 5.6 مليار جنيه خلال الربع الحالي، وتحقيق معدل نمو قوي بنسبة 70%، والأهم من ذلك، مثلت تلك الإيرادات ما يقرب من 60% من إجمالي الإيرادات المجمعة في هذه الفترة، مقارنة بحوالي 49% خلال نفس الفترة من العام السابق.
أما عن مستهدف تسريع عملية تسييل الأصول، أدت استراتيجية المجموعة في تسييل الأصول إلى تعزيز موقف السيولة والاستقرار المالي، وبالتالي تمكين المجموعة من إعادة الاستثمار في الفرص الاستثمارية ذات النمو المرتفع، ويتضح ذلك من رصيدها النقدي البالغ 58 مليار جنيه في 31 مارس 2025 ، والأهم من ذلك بلغ إجمالي موارد المجموعة المقيمة بالعملات الأجنبية 605 ملايين دولار أمريكي في نهاية الربع الأول من عام 2025 مما يقرب من ثلث القيمة السوقية الحالية للمجموعة ويوفر تحوطًا قويًا ضد مخاطر العملة.
وعن التوسع في مخزون الأراضي، واصلت المجموعة خلال الربع الأول من عام 2025 استراتيجيتها الخاصة بالتوسع الإقليمي القوى معلنه عن الوصول إلى مراحل متقدمة من المفاوضات المشروع ضخم متعدد الاستخدامات يمتد على مساحة تقارب 14 مليون متر مربع في العراق ويأتي ذلك في أعقاب التوسع في مخزون الأراضي والمشروعات الذي تم تنفيذه في عام 2024، والذي شهد نجاح المجموعة في دخول السوق السعودي من خلال اتفاقية إقامة مشروع بنان على مساحة 10 ملايين متر مربع، بالإضافة إلى مشروع ساوث ميد بالساحل الشمالي على مساحة 23 مليون متر مربع، كما أن المجموعة تستكشف فرص التوسع في دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتعزيز ربحية المجموعة وتوليد التدفقات النقدية بالعملات الصعبة.
كما تستعد المجموعة لفرص نمو جديدة في الساحل الشمالي، بعد النجاح الكبير والمذهل المشروع "ساوث ميد" ، وافتتاح وجهات جديدة مثل مشروع رأس الحكمة الضخم الذي تم افتتاحه مؤخرًا.
وبالنسبة لمستهدف الحفاظ على ارتفاع قيمة رأس المال وحمايته من خلال التوسع في مصادر الدخل بالعملات الأجنبية، نجحت المجموعة في تطوير الأصول العقارية الفريدة، لاسيما استثماراتها في مجال قطاع الضيافة وتوسعها في المملكة العربية السعودية من خلال مشروع "بنان" مما أدى إلى توليد تدفقات دخل كبيرة من العملات الأجنبية بلغت في مجال الضيافة فقط 69 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2025 وهو ما يقرب من 37% من إيرادات المجموعة الإجمالية بالإضافة إلى أكثر من 6.2 مليار ريال سعودي من المبيعات المحجوزة بمشروع بنان بالمملكة العربية السعودية والتي سيتم الاعتراف بها كإيرادات خلال السنوات الأربعة القادمة.
ويعمل هذا النهج الاستراتيجي على تأمين المجموعة من أي مخاطر متعلقة بالعملة الأجنبية بمصر، ويدعم هذا النمو النموذج الذي تنتهجه المجموعة في أعمالها ويتسم بالمرونة وانخفاض المخاطر ومواجهة تحديات السوق وتصميمه على نحو يتحرى تحقيق عوائد قوية للمستثمرين.
وعلاوة على ذلك فإن التطورات العقارية للمجموعة مدفوعة بمفاهيم التكنولوجيا الحديثة والمبتكرة، مع زيادة حجم العمليات التجارية والتشغيلية باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يضمن توفيرا كبيرا في استهلاك الطاقة والمياه، وتحسين كفاءة العمالة.
وقد أدى تحقيق الشراكات المتميزة وعمليات الاستحواذ الفريدة من نوعها التي تمت بنجاح عام 2024 وما بعدها إلى أن أصبحت المجموعة بجدارة من أبرز مصدري نموذج الأعمال الفعال في القطاعات العقارية والسياحية وقد أدى هذا التحول إلى توليد دخل كبير بالعملة الأجنبية، مما يؤدي إلى التحوط الفعال المشروعات المجموعة ضد مخاطر التغير في أسعار الصرف.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأصول لا تحافظ على قيمتها فحسب، بل ترفع منها أيضًا، مما يوفر مصدرًا نقديًا طبيعيًا في حالة الظروف الاقتصادية المتقلبة، ويؤكد هذا الأداء على قوة ومرونة المجموعة ويجعلها قادرة على تحقيق نمو قوي في مصر والأسواق العالمية، ومن شأنه أن يعزز عوائد المساهمين في المستقبل.
لقد تجاوزت المجموعة أهدافها الاستراتيجية باستمرار، متجاوزة بشكل كبير التوقعات الأولية وضمنت نموًا ماليًا مستدامًا واستقرارًا للسنوات المقبلة ويرتكز هذا النجاح على نموذج أعمال المجموعة المرن ومنخفض المخاطر والمصمم لتحقيق عوائد قوية للمستثمرين.