لماذا لا نقول البسملة في سورة التوبة؟ كثيرون لا يعرفون السبب
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
البسملة آية فاصلة بين السور يؤتى بها في ابتداء كل سورة عند قراءة القرآن الكريم، فإذا أراد الإنسان قراءة الفاتحة في الصلاة فيستعيذ بالله من الشيطان الرجيم أولًا ثم يقرأ: "بسم الله الرحمن الرحيم"، إلا عند سورة معينة لا نقول فيها البسملة لا يعرفها الكثير وهي سورة “التوبة”، فيتساءلون: “لماذا لا نقول بسم الله الرحمن الرحيم في سورة التوبة؟”.
دار الإفتاء المصرية قالت إنه يستحب البسملة عند قراءة سور القرآن إلا سورة التوبة، ولذلك لحكمتين، لأنها سورة ذكر فيها الجهاد وقتال الكفار وذُكر فيها وعيد المنافقين وبيان فضائحهم ومخازيهم، و«بسم الله الرحمن الرحيم» يؤتى بها للرحمة وهذا الموطن فيه ذكر الجهاد وذكر صفات المنافقين، وهذا ليس من مواطن الرحمة بل هو من مواطن الوعيد والتخويف، فلذلك لم تذكر "بسم الله الرحمن الرحيم" في بدايتها.
الحكمة الثانية وهي أن سورة التوبة مكملة لسورة الأنفال، فلذلك لم تأت في بدايتها «بسم الله الرحمن الرحيم»، وقال هذين الرأيين العلماء قديمًا.
تعد سورة التّوبة "مدنية" نزلت بعد الهجرة النبوية وعدد آياتها 129 آية، وتسمى أيضًا باسم سورة “البراءة”، وهي السّورة الوحيدة التى ذكرت فى القرآن الكريم ولم تبدأ بالبسملة، أي نزلت على الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع الوحي جبريل -عليه السّلام- ولم تبدأ بـ«بسم الله الرحمن الرحيم».
وأورد العلماء أن هناك عدة تفاسير تناولت سبب عدم بدء سورة التّوبة بالبسملة، وأقوال كثيرة في لماذا سورة التّوبة بدون بسملة منها:
القول الأول: وهو الأقوى عند أهل العلم أن «بسم الله الرحمن الرحيم» عند الله تعني الرحمة والله صفته الرحمن الرحيم يعني الرحمة، ولما أنزل الله تعالى سورة التّوبة تبرأ الله تعالى من المشركين والكفار ولم يرحمهم، ولذلك سميت سورة التّوبة بسورة البراءة لأن الله عزّ وجلّ تبرأ من المشركين والكفار وأمر بقتلهم و براءة من العهد الذي كان بين المسلمين والمشركين في مكة المكرمة الذي نقضه المشركين في صلح الحديبية.
أما القول الثّاني: فيتلخص في أن العرب جرت عندهم العادة في الجاهلية حسب ما هو متعارف عندهم في قبائلهم أنهم إذا أرادوا أن يرسلوا كتابا كان الكتاب فيه وعيد ونقض للوعد والعهد يكتبونه بدون مقدمة، وعندما نزلت سورة التّوبة أرسل الرسول -عليه الصلاة و السلام- علي بن أبي طالب إلى المشركين يخبرهم بنقض العهد وقرأ سورة التّوبة عليهم ولم يبدأها بكلمة بسم الله الرحمن الرحيم أي إشارة لنقض العهد، أي هذا الأمر لا رحمة فيه، وفيه براءة من المشركين ومن عهدهم وميثاقهم الذي نقضوه.
قال الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لمفتى الجمهورية، إن حكم قراءة البسملة في القرآن ليس واحدًا، فهي آية من سورة الفاتحة، وسُنة في غيرها من السور، وإذا قيلت البسملة لا بأس.
وأضاف «عاشور»، في تصريح بإحدى الفضائيات، أن قراءة البسملة في بداية سورة التوبة ليست حراما، إنما مكروهة، مشيرًا إلى أن سورة التوبة هي السورة الوحيدة التي تخلو من البسملة، ويكثر بها ذكر الكافرين والمنافقين، مبررًا اختلاف العلماء عليها، لكن الأرجح أنها مكروهة، وبالنسبة لقراءة البسملة بمنتصف السورة، فالأولى ألا تتم.
لماذا لا نقول بسم الله الرحمن الرحيم في سورة التوبة؟قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سورة "التوبة" جاء أولها {بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، فكانت هذه براءة، ولذلك سميت الفاضحة لأنها فضحت المنافقين، ثم إنها أيضا موصولة بسورة "الأنفال".
وأضاف "وسام"، أن هذه المعانى كلها إنما هى تفسير لعدم ذكر البسملة فيها وهذا أمر توقيفي، فالشريعة أتت بأن هذه السورة ليس فى أولها بسملة، مُشيرًا إلى أن هذه السورة ليس بها بسملة وهذا إذا ما قرأتها من أولها أما إذا ما قرأتها من أوسطها أو جاوزت مفتتح السورة فيجوز لك البسملة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لا نقول
إقرأ أيضاً:
خطة القوات لترك الحكومة: السبب هو حزب الله
كتبت" الاخبار": يبدو أن قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، يجد نفسه هذه الأيام أمام معضلة تتصل بموقعه في السلطة الحالية. فهو يريد أن يبقى ملف «حزب الله» قائماً بقوة، وهو يريد نزع السلاح بنداً رئيسياً قبل أي شيء آخر، مهما كانت الكلفة، إلى حدّ قوله أمس: «إذا قامت الدولة اللبنانية بنزع سلاح أي فصيل مسلح، فهذا لا يُعتبر حرباً أهلية، بل هو أمر طبيعي تقوم به الدولة لبسط سلطتها على كامل أراضيها».وبينما كان جعجع يحتفل ليس بحصوله على أربعة مقاعد في الحكومة الأولى مع حقيبة سيادية، بل في إخراج التيار الوطني الحر وتيار المردة من الحكومة نفسها، وجعل تمثيل حزب الله في الحكومة دون السياسي. لكنّ جعجع اكتشف سريعاً أن مشكلته، عادت لتطلّ برأسها مع موقع المسؤول المسيحي الأول في الحكم، أي مع رئيس الجمهورية جوزيف عون. والأخير، الذي لا يكنّ كثير الود لقائد «القوات»، تصرّف عشية انتخابه رئيساً للجمهورية، وبعد انتخابه، بأن لا يربح لجعجع جميلاً، كما هو الحال مع كل الذين انتخبوه.
جعجع الذي طلب من وزرائه أن يسجّلوا حضوراً بارزاً في مناقشات الحكومة السياسية والإدارية، كان يتّكل على دور إضافي يمكن له من خلاله تحقيق نتائج، ولا سيما في وزارتَي الطاقة والخارجية. لكنّ الذي حصل أن الحكومة ككل، لا تزال مُكبّلة، ولا تقوم بأي جهد مميّز، فيما عاد جعجع ليقدّم عنوانه السياسي الأهم على كل شيء، مركّزاً في حملته على ملف سلاح حزب الله، وضرورة إصدار قرار من الحكومة بشأنه.
طبعاً، أعرب جعجع مراراً عن انزعاجه من مقاربة رئيس الجمهورية للملف، لكنه لا يجد نفسه في هذه اللحظة في موقع من يشنّ الهجوم على عون، فكان أن أطلق العنان لحملة على الوزراء المسيحيين المحسوبين على رئيس الحكومة نواف سلام، وتحديداً الوزيرين طارق متري وغسان سلامة، بسبب أنهما قدّما مداخلات اتّسمت بـ«العقلانية» التي «تنسجم مع وجهة رئيس الجمهورية».
وبدل أن يهاجم جعجع عون، أو حتى سلام نفسه، عمد إلى النيل من الآخرين، لكنه اكتشف مع الوقت، أن هذا لا يكفي، وأن هناك حاجة إلى الضغط أكثر.
ففي ظل فشل حكومة سلام حتى الساعة في إنجاز أي شيء وفشل وزراء «القوات» في تحقيق أي خرق يُذكر في وزاراتهم رغم كل الانتقادات التي أمطروا بها وزراء التيار الوطني الحر، فإن «القوات» تخشى خسارة كل أوراقها الرابحة وفوزها السياسي المرتبط بالتغييرات في المنطقة إذا ما أكملت بالوضع الحالي إلى حين إجراء الانتخابات بعد أقل من عام.
من هذه الناحية، يأتي موضوع سحب سلاح «حزب الله» كرافعة تستخدمها القوات للحفاظ على رصيدها ولن تتوانى عن دفع وزرائها إلى الاستقالة خدمة لهذا الهدف.
في هذا السياق، تشير مصادر مطّلعة إلى أنه توجد لدى «القوات» خطة لخروج تدريجي من الحكومة. وقالت إن احتمالاً كبيراً باستقالة الوزراء الأربعة المحسوبين على حزب «القوات اللبنانية» من الحكومة ولا سيما إذا أكمل الرئيس سلام بالطريقة نفسها في إدارة الملفات الملحّة في البلد، خصوصاً موضوع سلاح «حزب الله» بحيث بات «التأخير والتسويف عنوانَيْ ولايته». لذلك تنتظر «القوات» ما إذا كان سلام جاداً في تحديد جدول زمني لتسليم السلاح، الأمر الذي لم ينفك وزراؤها يطالبون به منذ الجلسة الأولى لهذه الحكومة.
مواضيع ذات صلة الحكومة: معارضة "حزب الله" تتراجع ولـ"القوات" اعتراضات بسيطة Lebanon 24 الحكومة: معارضة "حزب الله" تتراجع ولـ"القوات" اعتراضات بسيطة