نحن خائفون.. قرية لبنانية في مرمى النيران بين إسرائيل وحزب الله
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
غادر غالبية سكان قرية "علما الشعب" جنوبي لبنان، بعد الاشتباكات على طول الحدود مع إسرائيل، منذ اندلاع الحرب بين الأأخيرة وحركة حماي في قطاع غزة، الشهر الماضي.
وقالت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن "الغالبية العظمى من سكان علما الشعب، البالغ عددهم 900 شخص، غادروا بالفعل إلى مدن، مثل العاصمة بيروت، بينما تحلق الصواريخ والقذائف فوق رؤوسهم".
ووجد القليلون الذين بقوا في "علما الشعب" ذات الأغلبية المسيحية، أنفسهم عالقين في مرمى النيران المتبادلة بين حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية.
ويقصف حزب الله ومجموعات أخرى، مواقع إسرائيلية من جنوبي لبنان بشكل يومي. وترد إسرائيل بقصف قرى وبلدات حدودية، وتقول إنها تستهدف "تحركات ومنشآت لحزب الله".
ومنذ بدء التصعيد، قتل 88 شخصا في لبنان، من بينهم 65 مقاتلا من حزب الله و10 مدنيين، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وأحصت إسرائيل، من جهتها، مقتل 6 عسكريين و3 مدنيين منذ بدء التصعيد على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وحذرت عدة دول غربية، من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.
و"علما الشعب" هي القرية المسيحية الوحيدة بين 104 تجمعا سكانيا في جنوب لبنان، أما البقية فمعظمهم من المسلمين الشيعة.
وقال أنطون كونسول، وهو مدير المدرسة الثانوية المحلية بالقرية اللبنانية: "نحن خائفون"، مضيفا: "عندما نستيقظ في الصباح التالي نحمد الله أننا ما زلنا على قيد الحياة".
وتابع: "هذه الحرب لا علاقة لنا بها، وهذه هي المشكلة.. إنه أمر محزن، لكن ماذا يمكننا أن نفعل؟".
وبدأ التصعيد على حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان إثر اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق شنته الحركة الفلسطينية المصنفة على قائمة الإرهاب، على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وفي ظل التصعيد على حدودها الشمالية، أجلت إسرائيل منذ بدء الحرب مع حركة حماس، عشرات آلاف السكان من التجمعات الواقعة على طول الحدود مع لبنان.
وكان ضمن العدد القليل المتبقي في القرية، رئيس الكنيسة المارونية المحلية، المونسنيور مارون غفاري.
وفي حديثه لشبكة "سكاي نيوز"، قال غفاري: "أنا من القرية ولدي خبرة (كثيرة) بحروب لبنان، لذا سأبقى مع أهلنا. هناك كبار في السن ليس لديهم أحد، ويجب أن نكون بالقرب منهم خلال هذا الوضع المأساوي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: علما الشعب
إقرأ أيضاً:
السيستاني يستقبل جرحى لبنانيين من ضحايا الحرب وتفجيرات البيجر (شاهد)
استقبل المرجع الديني الأعلى في مدينة النجف العراقية٬ علي السيستاني، مجموعة من الجرحى والمصابين اللبنانيين الذين تضرروا جراء العدوان الإسرائيلي وتفجيرات أجهزة "البيجر" التي وقعت العام الماضي في لبنان.
وخلال اللقاء، ظهر في مقطع مصور الطفل الجريح حسن زين الدين، أحد أشهر ضحايا التفجيرات، وهو يتلقى هدية رمزية من المرجع الأعلى تمثلت بخاتم خاص.
المرجع الأعلئ السيد
علي السيستاني (دام ظله) يستقبل جرحى تفجيرات أجهزة البايجر في لبنان، ويهدي الطفل الجريح "حسن زين الدين" خاتما، خلال استقباله pic.twitter.com/dwG3iKi8jg — أبـــــن الجـــنوب???? (@almuswia24) June 8, 2025
وكان السيستاني قد أدان في وقت سابق التفجيرات التي طالت أجهزة الاتصال اللاسلكي والبيجر، واصفاً إياها بـ"العدوان الهمجي" الذي أودى بحياة الآلاف بين شهيد وجريح.
وتعود هذه الحوادث إلى يومي 17 و18 أيلول/سبتمبر 2024، حيث شهد لبنان سلسلة من التفجيرات المتزامنة استهدفت أجهزة نداء لاسلكي (البيجر) وأجهزة "ووكي-توكي"، أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، من بينهم أطفال، كما تسببت بإثارة الذعر في المناطق المكتظة سكنياً، لا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من مدن الجنوب والبقاع.
وبحسب تقارير ميدانية، فإن هذه الأجهزة كانت تُستخدم من قبل كوادر "حزب الله"، إلا أن العديد منها وصل إلى مدنيين، من بينهم عاملون في القطاع الصحي وأفراد من منظمات غير ربحية، ما فاقم من حجم الكارثة.
وأشارت المعلومات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي عمد إلى زرع عبوات صغيرة داخل الأجهزة وتفجيرها عن بُعد، في عملية هي الأولى من نوعها من حيث التقنية والطريقة.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أقر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة بمسؤولية حكومته عن تنفيذ ما بات يُعرف بـ"عملية البيجر".
وكان "حزب الله" قد أعلن، في بيان صدر يوم 17 أيلول/سبتمبر 2024، أن المئات من عناصره بالإضافة إلى عدد كبير من المدنيين اللبنانيين أصيبوا بجروح متفاوتة نتيجة انفجار هذه الأجهزة، واتهم الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء الاعتداء.
وقد طالت هذه التفجيرات مناطق متعددة في لبنان، من بينها الضاحية الجنوبية لبيروت، ومدن البقاع، النبطية، الحوش، بنت جبيل، صور، طرابلس وبعلبك.
من جهته، كشف وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، أن عدد القتلى بلغ تسعة، فيما تجاوز عدد المصابين 2750، مؤكداً أن أكثر من مئتي جريح يعانون من إصابات حرجة، معظمها في الوجه والأطراف العلوية والبطن.
وفي تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تبين أن الأجهزة التي انفجرت كانت ضمن دفعة جديدة حصل عليها "حزب الله" مؤخراً، ورجح مسؤول في الحزب أن تكون برامج خبيثة قد زُرعت مسبقاً داخلها، ما أدى إلى ارتفاع حرارتها بشكل مفاجئ وانفجارها.
وأشار البعض ممن نُقلوا للمستشفيات إلى أنهم شعروا بحرارة الأجهزة قبل وقوع الانفجار، ما دفع بعضهم إلى رميها تفادياً للإصابة.
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "الأناضول" عن الخبير اللبناني في شؤون الاتصالات، هشام جابر، قوله إن "عملية تفجير أجهزة البيجر" تنم عن تقنية عالية لا يمكن لإسرائيل أن تنفذها بمفردها، مرجحاً أن تكون قد استعانت بدعم استخباري وتقني من حلفاء دوليين.
وتعدّ هذه الحادثة من أكثر العمليات التقنية دموية وتعقيداً في الصراع الدائر بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، وسط مخاوف من تكرارها أو تطورها إلى مستويات أخطر في المستقبل القريب.