تأشيرة شنغن “الرقمية”.. هكذا يتم الحصول عليها
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على رقمنة إجراءات طلب تأشيرة شنغن، وكذلك التخلص من المواعيد القنصلية وملصقات التأشيرات.
وستتم معالجة ما بين 18 و20 مليون طلب تأشيرة حول العالم من خلال هذه المنصة بحلول وقت إطلاقها.
وسيستفيد كل من المتقدمين والدول الأعضاء من هذه المنصة لأن ذلك سيوفر لهم الوقت والمال.
وتعتزم الكتلة تقديم نظام جديد تمامًا للحصول على تأشيرة شنغن.
وستتم معالجة طلبات التأشيرة على منصة واحدة عبر الإنترنت والتي ستخبر المتقدمين أيضًا بالبلد الذي سيتلقى طلباتهم. (في حالة الرحلات متعددة البلدان).
وتم تصميم النظام الجديد أيضًا للعمل بشكل متناغم مع النظام البيئي للاتحاد الأوروبي لأنظمة إدارة الحدود وقواعد البيانات.
التغييرات الرئيسية التي ستأتي مع رقمنة إجراءات التأشيرةسيكون من الممكن إكمال جميع الإجراءات في منصة واحدة.
بغض النظر عن البلد أو عدد البلدان التي يرغب المسافر في السفر إليها. سواء للسياحة أو لزيارة أفراد الأسرة أو العمل. سيتعين على جميع المتقدمين تقديم طلبهم للحصول على تأشيرة شنغن من خلال منصة واحدة.
ستقوم المنصة، التي لم يتم تطويرها بعد، ولا يزال نطاقها مجهولاً. بتحديد دولة شنغن المسؤولة عن معالجة الطلب، ثم إحالتها إلى السلطات المعنية.
على الرغم من أنه لا يُعرف سوى القليل جدًا عن المعلومات التي ستطلبها المنصة من المسافرين. إلا أنه سيكون من الضروري على كل متقدم للحصول على تأشيرة شنغن تقديم ما يلي:
-الاسم واللقب ومكان وتاريخ الميلاد.
-معلومات جواز السفر.
-مواعيد الرحلات السابقة إلى منطقة الشنغن.
-معلومات عن التأشيرات والرحلات التي تم حجزها سابقًا في جميع أنحاء العالم.
وسيتعين على المسافرين أيضًا الإجابة على أسئلة حول البلد الذي يرغبون في زيارته. وكيف يخططون لتمويل رحلتهم المستقبلية، وإقامتهم، ورحلاتهم الجوية، وما إلى ذلك.
ولا يزال من غير المعروف مدى الدقة التي سيُطلب من المسافرين تقديم دليل على كل منهم.
ولن يضطر المتقدمون إلى جمع وطباعة عدد كبير من المستندات بعد الآن.
وأحد التغييرات الرئيسية التي سيختبرها المتقدمون للحصول على التأشيرة في المستقبل. عندما يتعلق الأمر بالحصول على تأشيرة شنغن هو عدد المستندات المطلوبة.
وسيتعين على المسافرين تحميل المستندات المطلوبة إلى المنصة، ومن بينها ما يلي:مسح جواز السفر
الصور البيومترية الرقمية
إثبات وسيلة السفر، أي تذاكر الطيران
إثبات الإقامة
وستظل العديد من معايير وثائق طلب تأشيرة شنغن كما هي، أو على الأقل متشابهة. مع التغيير الوحيد وهو أنه لن يكون من الضروري طباعتها بعد الآن.
كما سيتم دفع رسوم التأشيرة عبر الإنترنت من خلال نفس المنصة.
وسيستثمر الاتحاد الأوروبي الملايين في المنصة الجديدة وصيانتها في المستقبل القريب.
ومع ذلك، فإن هذا لن يؤثر على رسوم تأشيرة شنغن، حيث ستبقى كما هي حاليًا.
وسيتم تأمين بيانات طريقة الدفع الخاصة بالمتقدمين على أعلى المستويات.
سيتعين على المتقدمين لأول مرة فقط التقديم شخصيًا.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: على تأشیرة شنغن للحصول على
إقرأ أيضاً:
من يمنح الإرهابيين تأشيرة عبور؟
خلف كل طلقة رصاص قاتلة، ومتفجرات تُزرع، ودماء تُهدر، ودعوات تحريضية مضلِّلة تنتشر، هناك عقل خفي يُخطط، وراعٍ يُموّل، وغطاء يحمي.
التنظيمات الإرهابية، مهما بلغت من تطرف ووحشية، لا يمكن أن تنمو أو تنتشر من تلقاء نفسها، فهي بحاجة إلى تمويل، وحماية، وإيواء. من يُحرّك الزناد ليس سوى أداة، أما العقل المدبّر، فهو من يقف في الكواليس، يوجّه ويوفّر المنابر، ويُغذّي ماكينة الكراهية والتحريض.
عضو التنظيم الإرهابي ليس هو ذاك الذي نراه يلوّح بسلاحه، أو يتبجّح في مقاطع الفيديو المموّلة، أو يتراقص فرحًا بفيديو مفبرك يستهدف التحريض على الفوضى والخراب والدمار، بل هو مجرد مُجند، دمية تُحرّكها أيادٍ خفية تعرف جيدًا كيف تُخفي بصماتها.
العقل المدبّر هو من يستقبل هؤلاء في مطاراته دون مساءلة، ويمنحهم إقامات استثنائية في لمح البصر، ويوفر لهم مساكن، ودراسة، وتأمينًا صحيًا، ووظائف. ثم يتظاهر بالالتزام بمنظومة حقوق الإنسان، ويدّعي الدفاع عن مظلومين، أو يروّج لمزاعم حماية الديمقراطية واحتضان فكر "مضطهد"، بينما يقف من وراء الواجهة فرحًا بجرائمه.
المُموّل الحقيقي ليس بالضرورة هو من يدفع نفقات التهريب أو يزوّد الجماعات بالسلاح، بل هو من يُدير منظومة كاملة: من شركات وهمية، إلى شبكات غسل أموال، إلى واجهات إعلامية، تحت شعارات براقة مثل "نصرة القضايا القومية" أو "دعم الحريات"، بينما تُدار الحرب بالوكالة لنهب خيرات الدول وإضعاف مؤسساتها.
الإرهابي الأخطر لا يسكن الكهوف، بل المكاتب الفارهة. لا يتحدث بلغة الدم، بل بلغة القانون الدولي وحرية التعبير. لكنه، بتواطؤ مقصود، يغُض الطرف عن الشبكات الرقمية التي تحتضن صفحات الكراهية، وتصنع الشائعات، وتقود حملات منسقة للفوضى.
إنه من يملك مفاتيح المنصات، ويتركها مفتوحة على مصراعيها أمام حملات التحريض الممنهج، ويُمكّن أدوات التضليل من العمل على أراضيه، ويتذرع بسياسات "الحياد المزيف".
في ساحة أخرى من ساحات الفوضى، تتكرر الجريمة بثوب مختلف. الإساءة إلى رؤساء الدول، والتشهير بالقادة والمسؤولين، وتحويل الشخصيات العامة إلى مادة للتجريح، ليست تعبيرًا عن "النقد الحر"، بل أداة ممنهجة لإسقاط الرموز وتشويه صورة الدولة.
والفاعل هنا ليس صاحب الحساب المأجور الذي يطير فرحًا ببضعة دولارات، بل من يموّله، ويزوّده بالأدوات، ويهيّئ له المنصات، ويدعمه بسياسات ناعمة ومحيط إعلامي متكامل.
التنظيمات الإرهابية لا تتحرك في فراغ، بل تمتلك قنوات إعلامية متكاملة: استوديوهات، بثًا مباشرًا، حملات ترويج، ومنصات تُعيد تدوير خطاب الكراهية. فهل يمكن لكيانات مطاردة أن تُدير مثل هذه الإمبراطوريات؟ بالطبع لا.
من يمنحها هذا النفس الطويل، ويمدّها بالتمويل، والتقنيات، والحماية، هو جهة تملك نفوذًا وتدير أجندات تتجاوز الحدود.
السؤال الذي يتجاوزه الكثيرون: من يفتح للإرهابيين أبواب التنقّل من دولة إلى أخرى؟ من يسهّل عبورهم رغم قوائم الحظر والمراقبة؟ الإرهابي لا يتحرك بمفرده ولا يتسلل كأشباح. بل هو جزء من منظومة محمية، يُرفع اسمه من قواعد البيانات، وتُمنح له التأشيرات في دقائق.
من يتحكم في المعابر، ويُخفي الملفات، ويقدّم التسهيلات.. .هو من يزعم محاربة الإرهاب بينما يمهد له طريق العبور أو ينقله إلى دولة أخرى عند الضرورة.
"الأمير والمرشد" الحقيقي للتنظيمات الإرهابية ليس ذلك الذي يطلّ من مخبئه بعمامة وخطاب تكفيري مُضلل، بل من يحتضن تلك التنظيمات ويمنحها مظلة الأمان، ويتقن إخفاء نواياه خلف ابتسامة السلام والسلمية، بينما يمدّها بأدوات الحرب.
الإرهاب لا ينمو في فراغ، بل يتغذّى في أحضان ناعمة تُجيد التخفي خلف الخطابات الدبلوماسية.
المأوى هنا لا يعني بيتًا أو سقفًا، بل يعني غطاءً سياسيًا، وشرعية قانونية، ومنابر إعلامية مفتوحة.هذا هو الأوكسجين الذي تتنفسه تلك التنظيمات، ويُبقيها على قيد الحياة رغم كل محاولات الحصار والملاحقة.
التنظيمات الإرهابية، مهما بدت شرسة، تظل كيانات هشّة لا تملك مقومات البقاء بمفردها. فهي لا تعيش إلا في المياه الملوثة التي تُفرزها بعض الدول تحت شعارات الحرية والنفوذ الجيوسياسي.
لذلك، فإن الحرب على الإرهاب لا يجب أن تُوجّه نحو الرصاصة، بل إلى اليد التي أطلقتها، والعقل الذي خطّط، والفراش الذي منحه دفء الأمان.
تجفيف منابع الإرهاب لا يعني فقط وقف التمويل المالي أو ملاحقة العناصر الإجرامية، بل يعني مواجهة صريحة مع من يحرك هذه المنظومة.
وإذا كانت العلاقات الدبلوماسية تقف حائلًا، فعلى الأصوات الوطنية أن تقوم بواجبها في فضح أصحاب الأدوار الخفية، وتُسمي الفاعل الحقيقي الذي يطلق الرصاص ويوجه منصات التضليل.
نحن لا نحارب أشباحًا، بل نواجه منظومة كاملة تُخفي الإرهاب تحت عباءتها، وتُجيد التلاعب بخطاب مكافحة التطرف. والانتصار الحقيقي لا يبدأ من مطاردة الأدوات، بل من إسقاط القناع عن الفاعل الحقيقي، وكشف من يرعى، ويموّل، ويوجّه من خلف الستار.