شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية لليوم الأربعين على التوالي، تبادلا عنيفا لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وذلك في سياق الاشتباكات المستمرة بين الطرفين غداة الهجوم الدموي الذي شنّته حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الماضي، وسط تخوف من توسع رقعة النزاع لتمتد إلى لبنان بأسره دعا إلى اعتماد لبنان "خطة طوارئ" لقطاعه الصحي.

وتنوعت استهدافات حزب الله للجيش الإسرائيلي الخميس، حيث ذكر في بيانات عدة، عن قصفه مواقع مسكاف، بياض بليدا، المطلة، هرمون، جل العلام وثكنة يفتاح، كما أعلن استهداف تجمع لجنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من موقع شتولا، وتجمع لقوة مشاة إسرائيلية على تلة الكرنتينا بالقرب من موقع حدب يارون.

كما استهدف حزب الله بحسب بياناته دبابة ميركافا قرب ثكنة برانيت، ونشر فيديو تضمن مشاهد من عمليات استهدافه عددا من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية.

من جهته، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، من خلال تغريدة عبر صفحته على منصة "إكس" أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على أهداف لحزب الله داخل لبنان، ومن بينها مواقع عسكرية "التي عمل منها مخربو التنظيم".

وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية "هاجمت مخربا عمل داخل لبنان بالقرب من منطقة شلومي" وأرفق تغريدته بفيديو يظهر جانبا من عمليات استهداف الجيش الإسرائيلي لحزب الله.

#عاجل أكملت الطائرات الحربية قبل قليل الاغارة على أهداف لحزب الله داخل لبنان ومن بينها مواقع عسكرية التي عمل منها مخربو التنظيم.

كما هاجمت قوات جيش الدفاع قبل قليل مخربًا عمل داخل لبنان بالقرب من منطقة شلومي. pic.twitter.com/buJUuoo3dU

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) November 16, 2023

وأوردت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الخميس، أن القصف الإسرائيلي طال عدة بلدات جنوبية، وهي: محيط بلدات الناقورة، علما الشعب، جبل اللبونة، سهل مرجعيون، حامول، عيتا الشعب، منطقة رأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل وأطراف بلدات محيبيب ورامية وبيت ليف ودبل وحولا ومزرعة المجيدية، ومنطقة "وادي مظلم" بين بلدتي راميا وبيت ليف.

كما ذكرت الوكالة الرسمية اللبنانية أن القطاع الشرقي شهد قصفا مركزا على كل من كفركلا وطى الخيام ومحيط المعتقل ومنطقة الشاليهات والعديسة، وأنه "تم قصف مرتفعات السلسلة الشرقية لجبل الشيخ في محلة بسطرة وشانوح وعلى بلدة كفرشوبا والجزء السفلي منها "بالقذائف المتفجرة الفوسفورية والحارقة".

كما حلّق الطيران الإسرائيلي في طلعات استطلاعية في أجواء القطاعين الغربي والأوسط، إضافة إلى إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق بلدة الجبين.

تحذير من التصعيد

دبلوماسياً، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، موريس سليم، في مكتبه في اليرزة، بعد ظهر الخميس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، على رأس وفد من السفارة، وجرى عرض للأوضاع العامة في البلاد ولشؤون المؤسسة العسكرية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية.

توازياً، حذرت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، نظيرها الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من أي تصعيد أو توسيع للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصا في لبنان.

وقالت كولونا في منشور عبر صفحتها على منصة "إكس" أنه "جرى اتصال اليوم مع نظيري الإيراني في شكل تحذير: توسيع النزاع الدائر في غزة لن يفيد أحداً، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة".

Entretien aujourd'hui avec mon homologue iranien en forme de mise en garde : l'extension du conflit en cours à Gaza ne profiterait à personne, et l'Iran aurait une lourde responsabilité.

— Catherine Colonna (@MinColonna) November 16, 2023

وحذرت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.

ودعت واشنطن إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

استعدادات للأسوأ

في سياق الاستعداد لاحتمال انزلاق لبنان أكثر في الحرب، أطلع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور فراس الأبيض، ممثلي الهيئات والمنظمات الأممية والدولية المانحة على خطة الطوارئ التي وضعتها الوزارة.

أتى ذلك في اجتماع موسع حضره المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان، ساندرا دو وال، وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، الدكتور عبد الناصر أبو بكر، وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، أسمى قرداحي.

وعرض الأبيض خلال الاجتماع، عمل مركز عمليات طوارئ الصحة العامة المنشأ حديثاً وبرنامج التدريب لرفع جهوزية العاملين الصحيين وخطة وزارة الصحة العامة لرفع جهوزية المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية.

وأكد أن خطة الطوارئ الصحية تتفرع إلى محورين أساسيين، أولا "رفع جهوزية المستشفيات لتأمين العلاج الفوري لجرحى الحرب المحتملين سواء في المناطق الحدودية أم في المناطق التي من المرجح أن تشكل نقطة استقطاب طبي وعلاجي، وثانياً تأمين الرعاية الصحية للمواطنين النازحين قسراً عن منازلهم من خلال تعزيز خدمات الرعاية الصحية وإيلاء الاهتمام في هذا المجال لمراكز الرعاية الأولية في المناطق اللبنانية كونها تقدم الخدمات الجيدة بأسعار رمزية".

ولفت إلى أن "خطة الطوارئ تهدف إلى مواكبة تداعيات تطور الأحداث على المدى القصير، ولكن أهميتها تكمن في مفاعيلها على المدى الأبعد، بدءا من برامج التدريب التي تشمل ممرضات وممرضين على التعامل مع حالات الطوارئ، وما يؤديه ذلك من تطوير للموارد البشرية، إلى ما يتم إنجازه على صعيد رفع الجهوزية وتأمين المستلزمات وتحسين التجهيزات وتحديثها قدر الإمكان".

من جهته شدد ممثل منظمة الصحة العالمية، الدكتور عبد الناصر أبو بكر، على "أهمية تنسيق الشركاء جميعا مع وزارة الصحة العامة لضمان تجاوز الثغرات وتأمين الحاجات التي يمكن لأجهزة الوزارة تحديدها بكل دقة، بما يراعي تحقيق الخدمة المجتمعية الواجبة في هذه الظروف الحالية وكذلك المستقبلية".

بدوره، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة، ريزا: "نحن ملتزمون بمساعدة النظام الصحي في لبنان الذي أثبت على مدى السنتين الماضيتين جدية في مواجهة الأزمة، ومما لا شك فيه أن خطة الطوارئ الموضوعة تأتي بنتائج ليس فقط على المستوى القصير بل على المستوى الأبعد".

كذلك أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان "الالتزام بدعم النظام الصحي اللبناني وحاجاته المتعددة، لافتة إلى أهمية تحقيق استدامة الخدمات".

أما ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، أسمى قرداحي، فأشارت إلى "وجوب المحافظة على ما تم إحرازه حتى الآن من تقدم في قطاع الصحة، كي لا يتأثر صموده وأداؤه من التأثيرات السلبية لأي تصعيد أمني".

يذكر أنه بمناسبة "اليوم الوطني للبيئة" الموافق في 16 نوفمبر، أعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور ناصر ياسين، كما أوردت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن القصف الإسرائيلي على البلدات الحدودية أدى إلى احتراق ما لا يقل عن 460 هكتارا من الأراضي الحرجية والبساتين أي ما يشكل حوالي 37 في المئة من إجمالي الأراضي المحترقة حتى الآن خلال عام 2023.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الصحة العامة خطة الطوارئ داخل لبنان بالقرب من حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يتهم يونيفيل بتسريب معلومات عسكرية حساسة لحزب الله ويعتبرها قوة مزعزعة

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم السبت، من "حرب جديدة على لبنان" إذا لم يسلم حزب الله سلاحه قبل نهاية عام 2025

اتهم الجيش الإسرائيلي، يوم الأحد، قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بتقويض الأمن في جنوب لبنان، معرباً عن قلقه من تسريب معلومات عسكرية حساسة إلى حزب الله.

جاءت هذه التصريحات عبر إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي نقلت عن مصادر عسكرية رفيعة وصفَت القوة الدولية بأنها "قوة مزعزعة" ولا تساهم في نزع سلاح الحزب.

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن القوات العسكرية الإسرائيلية أعربت عن "قلقها العميق من احتمال تسريب يونيفيل معلومات عسكرية واستخباراتية حساسة إلى حزب الله".

ونقلت الإذاعة عن مسؤول عسكري رفيع المستوى قوله: "اليونيفيل قوة مزعزعة ولا تساهم بأي شكل في نزع سلاح حزب الله". وأضاف: "كلما أسرعت اليونيفيل في مغادرة المنطقة وإنهاء أنشطتها كان ذلك أفضل".

وأوضح المصدر أن وحدات اليونيفيل "تمتلك صلاحية الدخول إلى مناطق عمل الجيش الإسرائيلي على الحدود، وتوثيق التحركات والتقاط صور قد تُستخدم لجمع معلومات استخباراتية"، محذراً من أن هذه المعلومات "قد تصل إلى حزب الله وتُوظف في تخطيط عمليات عدائية".

وأشار إلى أن هذه المخاوف "ليست جديدة، لكنها تفاقمت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة".

واعتبر المسؤول العسكري الإسرائيلي أن حضور قوات اليونيفيل في جنوب لبنان "يعيق حرية عمل الجيش"، مؤكداً أن القوة الدولية "لا تقدم أي فائدة على الأرض، ولا سيما في ملف نزع سلاح حزب الله".

وثيقة التنسيق واعتذار اليونيفيل

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن الجيش اكتشف مؤخراً "وثيقة تنسيق رسمية" صادرة عن اليونيفيل وصفت فيها إسرائيل بعبارة "العدو الإسرائيلي".

ورد الجيش الإسرائيلي برسالة احتجاج رسمية، طالباً تفسيراً من القوة الدولية. وأوضحت اليونيفيل أن العبارة وردت "عن طريق الخطأ"، نتيجة نسخ نص أعدّه الجيش اللبناني، واعتذرت عن "الخلل".

وجاء التصعيد الإسرائيلي في أعقاب حادثة وقعت قبل أسابيع، حين أسقطت قوة من اليونيفيل طائرة مسيرة إسرائيلية فوق بلدة كفركلا في جنوب لبنان، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الطرفين.

Related عامٌ على وقف إطلاق النار في لبنان والخروقات الإسرائيلية مستمرّة.. هل اقترب انهيار الاتفاق؟عام على اتفاق وقف اطلاق النار: إسرائيل تستهدف جنوب لبنان بسلسلة غارات وتعلن حصيلة ضرباتها خلال سنةفيديو - رحلة في عمق الجنوب اللبناني: مشاهد غير مسبوقة من داخل نفق لحزب الله تصعيد عسكري رغم اتفاق وقف إطلاق النار

رغم مرور سنة على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر 2024 بوساطة أمريكية، يواصل الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية شبه يومية على مناطق لبنانية، من بينها مرتفعات الجرمق والمحمودية وإقليم التفاح في جنوب لبنان.

وادعى الجيش الإسرائيلي أن هذه الغارات استهدفت "منصات إطلاق صواريخ، ومستودعات أسلحة، ومواقع عسكرية تابعة لحزب الله".

وأفاد مسؤولون لبنانيون بأن الاتفاق بقي "حبراً على ورق" من الجانب الإسرائيلي، مع تسجيل أكثر من عشرة آلاف خرق، شملت غارات جوية وقصفاً مدفعياً وتوغلات برية وعمليات اغتيال.

ووثقت اليونيفيل أكثر من سبعة آلاف وخمسمائة خرق جوي ونحو ألفين وخمسمائة خرق بري. فيما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عن مقتل أكثر من ثلاثة عشر طفلاً وإصابة مائة وستة وأربعين آخرين منذ بدء وقف إطلاق النار.

أفادت مصادر في وزارة الصحة اللبنانية لـ"يورونيوز" بأن عدد القتلى خلال العام تجاوز ثلاثمائة وأربعين شخصاً، بينما بلغ عدد الجرحى ألفاً وثلاثمائة.

جندي من الجيش اللبناني يقف عند مدخل نفق محفور في جبل كان يستخدمه مسلحو حزب الله كعيادة ومنشأة تخزين جنوب لبنان، الجمعة 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 Bilal Hussein/Copyright 2025 The AP. All rights reserved تحذيرات سياسية واستعدادات عسكرية

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم السبت، من "حرب جديدة على لبنان" إذا لم يسلم حزب الله سلاحه قبل نهاية عام 2025. وذهب كاتس إلى القول إن "الولايات المتحدة ألزمت الحزب بتنفيذ ذلك"، مهدداً بأن "عدم الامتثال سيقود إلى عمل عسكري حاسم".

من جهته، اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام أن بلاده تواجه "حرب استنزاف من طرف واحد". وأوضح أن الحكومة وضعت خطة مراحلبة لحصر السلاح في الجنوب، بدءاً من منطقة جنوب نهر الليطاني.

وأفاد مركز "علما" للأبحاث الإسرائيلي بأن الجيش الإسرائيلي نفذ منذ السابع والعشرين من نوفمبر 2024 ما لا يقل عن ستمائة وتسعة وستين هجوماً على لبنان.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي اغتال مائتين وثمانية عشر عنصراً من حزب الله منذ بدء وقف إطلاق النار.

أفاد المركز بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ "عملية عسكرية قصيرة" بذريعة ردع حزب الله وتقليص قدرته على إعادة التسليح، بعد استنتاج المؤسسة الأمنية أن "القصف الجوي اليومي لم يحقق الردع المطلوب".

وأكدت وسائل إعلام عبرية أن النشاط الإسرائيلي في لبنان "يحظى بتأييد أمريكي وحتى فرنسي". ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر دبلوماسية أن "الولايات المتحدة ترى في التصعيد فرصة لدفع الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى خيار صعب: إما الحرب أو الدخول في مفاوضات سياسية مع إسرائيل تفضي إلى تطبيع وانضمام إلى اتفاقات أبراهام".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإسرائيلي: حزب الله هو من ينتهك سيادة لبنان
  • وزير الخارجية الإسرائيلي لـ أورتاغوس: نزع سلاح حزب الله شرطٌ لمستقبل لبنان
  • هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو وكاتس يلتقيان المبعوثة الأمريكية إلى لبنان
  • هل تجاوزت إسرائيل الخط الأزرق؟ صور أقمار صناعية توثق تغييرات ميدانية على الحدود اللبنانية
  • اللبنانية الأولى: أشكر جميع اللبنانيين على أجمل صورة أعطوها عن لبنان
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: قوات الجيش تقتل منفذ عملية الدهس التي وقعت قرب الخليل وأدت إلى إصابة مجندة
  • تأهب إسرائيلي على الحدود وتضارب بشأن طلب أميركي تسليم لبنان صاروخ الطبطبائي
  • الجيش الإسرائيلي يتهم يونيفيل بتسريب معلومات عسكرية حساسة لحزب الله ويعتبرها قوة مزعزعة
  • بالفيديو... شاهدوا الخيمة الكبيرة التي جهزت لاستقبال البابا في المطار
  • سوريا تدعو المجتمع الدولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد الأمن الإقليمي