الثورة نت:
2025-06-17@23:57:48 GMT

ضربة البحر الأحمر اليمنية.. الضغط الاستراتيجي

تاريخ النشر: 22nd, November 2023 GMT

 

 

ليس خافيًا امتلاك صنعاء قدرات بحرية تسليحية استراتيجية وقوة بحرية عملت على بناء خلال سني الحرب الضاغطة، رغم الإمكانات الضئيلة التي ترد على هذا البلد المفروض عليه أكثر من حظر بينها حظر توريد السلاح.
هذه القوة، شكلت أحد عناصر الردع طوال سنوات خلت، ولعبت دورا في التفاوض دون أن تستخدم بشكل مفتوح إلا بما يخدم ما ترى صنعاء أنه يحتاج إلى دفع، تماما كما حصل في عمليات منع نهب الثروة في شبوة وحضرموت وخليج عدن، أو باستهداف بوارج عسكرية لدول التحالف خلال سنوات الحرب، لكن أسر السفينة الإماراتية “روابي”، العام الماضي، المحملة بالأسلحة إلى مرتزقتها وقواتها كانت أبرز تلك العمليات، لأنها كانت تنم عن قدرات رصد وتتبع وتشخيص يمني، أدى إلى أخذ المبادرة بالسيطرة على السفينة واقتيادها إلى الساحل اليمني.


ما حصل مع السفينة الإسرائيلية يوم الأحد التاسع عشر من أكتوبر مشابه لما حصل مع السفينة روابي من حيث الأسلوب، لكنه من حيث السياق هو أمر مختلف تماما، ويجب التوقف عنده من جوانب عدة وقراءة أبعاده.
قبل أيام من موعدها، أعلن السيد عبد الملك الحوثي بوضوح أن بلاده تتبع السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، متوعدا بتوقيفها والتنكيل بها. كان السيد عبد الملك يسقط عنصر المفاجأة والمباغتة بحراً، ويؤكد أن ضرورات إسناد المقاومة في فلسطين تسقط أمامها المحرمات كافة، منها استخدام ورقة البحر الأحمر، التي كانت تحتفظ بها صنعاء وربما كانت في طور إشهارها من بوابة متطلبات التفاوض أو حتى انهياره.
قدمت صنعاء البعد الإقليمي المتعلق بالقضية الفلسطينية على أولوياتها الوطنية، وهو ما يعد جرأة غير عادية خصوصا بعد سلسلة التهديدات الأميركية التي أجاب عنها السيد عبد الملك بأن صنعاء “ليست ضمن دائرة إملاءاتكم”.
عملية السيطرة على السفينة الإسرائيلية
بعد إنذار السيد كثفت بحرية القوات المسلحة اليمنية عمليات الرصد والتتبع، ونجحت في تحديد هوية السفينة “Galaxy leader» وملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي، وعليه أقدمت قوة من عناصر البحرية، قال الأمريكيون إنهم استخدموا طوافة وزوارق، وسيطرة عليها واقتادتها إلى السواحل اليمنية.
وفي قراءة لوقائع العملية يتبين التالي:
– قدرة اليمنيين على الرصد العالي والتتبع والتشخيص وهذه أمور ثلاثة تنم عن قدرات استخبارية عالية على صعيد البحر.
– توفير القدرة لعملية السيطرة رغم المخاطر إذ تعج المياه الدولية في البحر الأحمر بالبوارج الغربية وعلى رأسها الأميركية، خصوصا بعد نشر الأخيرة ثلاثة آلاف جندي قبل مدة وإدخال قطع بحرية إلى تلك المنطقة، وقبلها إجراء مناورات بحرية مشتركة مع دول عدة من بينها دولة عربية وكذلك الكيان الإسرائيلي.
– جرأة الإقدام على العمل وهو أمر يكرر نفسه بعد سلسلة عمليات الاستهداف الصاروخية وبالمسيرات لأهداف جنوب فلسطين المحتلة.
أمام ما بينته صنعاء من خلال العملية وبيان قواتها المسلحة الذي يحصر الأمر بالسفن الإسرائيلية فقط، في إشارة إلى أمن وأمان الممر البحري الحيوي الذي يشرف عليه اليمن، فلا بد من الوقوف عند أبعاد الخطوة ورسائلها في هذه المرحلة:
قبل أيام، ووفق مصادر متقاطعة، بعضها تحدث لوسائل إعلام غربية، توصل الأطراف في صيغة شبه نهائية لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار لمدة خمسة أيام، قيل إنها قابلة للتجديد، تتضمن الإفراج عن محتجزين مقابل أسرى فلسطينيين من نساء وأطفال، وزيادة إدخال المساعدات عبر معبر رفح من بينها الوقود، لكن “إسرائيل” ترفض وضع الأمر حيز التنفيذ وهو ما فهم على أنه ضوء آخر أمريكي أو فترة سماح إضافية لتحقيق جيش الاحتلال مكتسبات ميدانية في عمليته البرية تساعده على فرض مزيد من شروطه، وعليه شرع بتسريع عمليته اتجاه مجمع الشفاء عليه يجد “الكنز” الذي يسعفه هناك وهو ما لم يحصل.
رغم ذلك، أعاد الأمريكيون منح الفرصة لمجلس حرب العدو، وهو ما يمكن فهمه من خلال المؤتمر الصحفي الثلاثي لنتنياهو وغانيتس وغالانت، يوم السبت، والذي أوحى بتصعيد العملية بحثا عن منجز، وهو ما لمس في الميدان من خلال تصعيد الضربات ومحاولات التوغل.
أمام هذا المشهد، كانت الجبهات إلى جانب المقاومة في غزة تصعد من ضرباتها، وشهد يوم الأحد تصعيد المقاومة الفلسطينية من عمليات التصدي على مختلف محاور غزة وهو ما نتج عنه مقتل وجرح عشرات الجنود الإسرائيليين، وانكفاء الدبابات عن بعض محاور شمال المدينة، بحسب مصادر محلية. وعلى جبهة لبنان، سجل رفع وتيرة التصعيد حيث بلغ عن استهداف ما يزيد عن 14 موقعاً إسرائيليا وتجمعا للجنود، فيما حصل التطور الأكبر على جبهة اليمن بالسيطرة على السفينة الإسرائيلية.
هكذا تتضح الصورة بأن التصعيد من قبل الجبهات كان يهدف إلى الضغط على الجانب الأمريكي أولا، ثم مجلس الحرب الإسرائيلي للذهاب نحو القبول بصفقة التبادل أولا وفق شروط المقاومة الفلسطينية، ووضع مجريات هذا اليوم أمامه من أجل بدء التفكير جيدا بضرورة وقف النار كليا لأن مواصلة الحرب سيعني مشهدا موسعا وكبيرا مشابهاً لمجريات يوم الأحد 19-11.
في البعد الاستراتيجي لعملية السيطرة على السفينة الإسرائيلية:
نجحت صنعاء أولا في تأكيد عدم اكتراثها للتهديد، وعمليا بينت عن قدرات متنوعة تخولها الذهاب بعيدا في حال توسع المواجهة نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وما تتمتع به من غطاء أمريكي وغربي وغض نظر إقليمي للأسف، وبأنها قادرة على لعب أوراق بحرية قد يكون بعضها خافيا عن الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة، وكذلك إمساكها بقوة بكثير من تفاصيل الأمور في البحر الأحمر، وأنها على دراية – ربما تامة – بما يجري فيه من تموضعات ومقدرات أو حتى على سواحله الغربية. من هنا، فإن صنعاء أعطت مؤشرا على قدرتها في التحكم بممر باب المندب دون أن تكون موجودة على ضفافه، وأنها في أي مواجهة شاملة قادرة على شل الحركة البحرية العالمية.
وبطريقة غير مباشرة، من الطبيعي أن تنعكس هذه العملية على مجريات التفاوض مع السعودية فيما يتعلق بالملف الإنساني، وبالتالي الدخول في تفاوض لإنهاء الحرب، والاعتبار الأبرز هو في تحدي الإرادة الأمريكية، التي قد ترضخ للوقائع الجديدة والذهاب نحو إعطاء زخم للهدنة عوضا عن تعطيلها وعرقلتها، لأن من اتخذ قرار السيطرة على السفينة الإسرائيلية هو قادر على وضع ورقة البحر الأحمر بالثقل الذي يريد خدمة لشعبه ومستقبله وسيادته.
*كاتب لبناني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر

ذكر المركز الإعلامي لهيئة مواني البحر الأحمر أن إجمالي عدد السفن المتواجدة على أرصفة مواني الهيئة 10 سفن، وتم تداول 10000 طن بضائع عامة ومتنوعة، و702 شاحنة و255 سيارة.


وأوضحت الهيئة - في بيان اليوم الأحد، - أن حركة الواردات شملت 4000 طن بضائع و442 شاحنة و240 سيارة، فيما شملت حركة الصادرات 6000 طن بضائع، و260 شاحنة و15 سيارة.


وأشارت إلى أن ميناء سفاجا شهد اليوم استقبال السفينتين القاهرة وعمان، بينما غادرت السفينتان PELAGOS EXPRESS والحرية2، كما شهد ميناء نويبع تداول 930 طن بضائع و160 شاحنة من خلال رحلات مكوكية (وصول وسفر) لخمس سفن وهي أور، أيلة، نيو عقبة، وسينا وكوين نفرتيتي، وسجلت مواني الهيئة وصول وسفر 7015 راكبا بموانيها.

طباعة شارك المركز الإعلامي لهيئة مواني البحر الأحمر عدد السفن حركة الواردات

مقالات مشابهة

  • العدوان الصهيوني على إيران والخداع الاستراتيجي الأمريكي
  • وكيل التموين في البحر الأحمر يقوم بجولة على مخابز الغردقة
  • ختام فعاليات دورتي مخططي الأحمال التدريبية بمحافظة البحر الأحمر
  • اليوم طقس حار وأمطار محتملة ونشاط للرياح في عدة مناطق | تفاصيل
  • تداول 51 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • تداول 51 الف طن بضائع عامة ومتنوعة و 568 شاحنة بمواني البحر الأحمر
  • قفل وحب للأبد .. حكاية شارع العشاق في قرية سياحية بالبحر الأحمر
  • تداول 9 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة و 573 شاحنة بموانئ البحر الأحمر
  • «تعليم البحر الأحمر»: انتظام سير امتحانات الثانوية العامة ولا شكاوى
  • تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر