تبدأ صباح الغد هدنة إنسانية في غزّة على أن تليها عملية الإفراج عن دفعة أولى من الرهائن المدنيين لدى حركة حماس بعد الظهر حسب إعلان وزارة الخارجية القطرية، بينما أكدت حركة حماس تبادل رهائن مع أسرى فلسطينيين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري: «ستبدأ الهدنة الإنسانية في تمام الساعة السابعة من صباح الجمعة (05,00 ت غ) .

. وسيتم تسليم الدفعة الأولى من الرهائن المدنيين من قطاع غزة في تمام الساعة الرابعة مساء (14,00 ت غ) من الجمعة». وأشار إلى أن عدد المفرج عنهم سيكون 13 هم نساء وأطفال.

وأضاف الأنصاري: «من الواضح أن كل يوم سيضم عددًا من المدنيين المفرج عنهم كما تم الاتفاق عليه ليصل الإجمالي إلى 50 على مدى أربعة أيام».

وتابع «هذه الأربعة أيام سيتم من خلالها جمع المعلومات حول بقية الرهائن للنظر في إمكانية أن يكون هناك أعداد أكبر من الرهائن يتم الإفراج عنهم وبالتالي تمديد هذه الهدنة».

من جانبها، أكدت كتائب عز الدين القسام «أن الهدنة تدخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 7 صباحًا» مشيرة إلى أنها «تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح يوم الجمعة، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين».

كما أكدت أنه سيتم خلال هذه الفترة «الإفراج عن 50 أسيرًا صهيونيًا من النساء والأطفال دون الــ19 عامًا» وبالمقابل يُفرَج مقابل كل واحد منهم عن «3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال».

وقال باسم نعيم القيادي في «حماس»: «اشترطنا إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات والأطفال من سجون الاحتلال حسب الأقدمية».

في إسرائيل، أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان أنه «تم استلام قائمة أسماء أولية للمختطفين والجهات المختصة تفحص تفاصيل القائمة وتتواصل في هذه الأثناء مع جميع عائلات المختطفين». وكان المجتمع الدولي رحّب أمس الأول الأربعاء بالتوصل إلى اتفاق الهدنة مقابل الإفراج عن الأسرى. وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق لكنها قالت: إنه «لا يزال ينبغي القيام بالكثير».

شنّت «حماس» على الدولة العبرية في 7 أكتوبر.هجومًا غير مسبوق تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيتهم مدنيون، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وتختطف «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى نحو 240 شخصًا في قطاع غزة منذ الهجوم.

ومنذ ذلك الحين، تنفذ إسرائيل حملة قصف مدمّرة على قطاع غزة أوقعت 14532 قتيلا بينهم نحو 6000 طفل، وفق حكومة «حماس».

ضربات على خان يونس

وأعلن اتفاق الهدنة في اليوم السابع والأربعين من الحرب التي أطلقتها إسرائيل ردا على هجوم حماس.

كذلك، بدأت إسرائيل عمليات برية واسعة داخل القطاع منذ 27 أكتوبر. وتفرض «حصارا مطبقا» على قطاع غزة الذي لا تصله إمدادات بالوقود ولا مواد غذائية ولا مياه.

ويخضع القطاع أساسا لحصار بحري وجوي وبري منذ تولي حركة حماس السلطة فيه في 2007.

وتواصل القتال طوال الليل في قطاع غزة.

أوردت وكالة «وفا» الفلسطينية للأنباء أن «طائرات الاحتلال شنّت غارات عنيفة على منازل المواطنين في مخيم النصيرات، مما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين».

وأشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى معارك في قلب مدينة غزة في شمال القطاع حيث يشن الجيش الإسرائيلي عمليات على الأرض. وفي الجنوب طالت ضربات خان يونس التي ارتفعت في سمائها سحب دخان أسود. وأفاد مراسلو وكالة «فرانس برس» في رفح أن هذه الضربات التي وقعت على بعد عدة كيلومترات منهم، أدت إلى ارتجاج المنازل في هذه المدينة الواقعة عند الحدود مع مصر.

ودفن عشرات الأشخاص مجهولي الهوية قتلوا في مستشفيات في شمال قطاع غزة، أمس الأول الأربعاء في مقبرة جماعية في خان يونس.

في مدينة غزة، قال الطبيب في مستشفى الشفاء خالد أبو سمرة فجر أمس الخميس: إنه تم اعتقال محمد أبو سلمية مدير المؤسسة الخاضعة حاليا لسيطرة الجيش الإسرائيلي فضلا عن كوادر آخرين فيه.

وقال المتحدث باسم الجيش أن حركة حماس «استخدمت المستشفى كمأوى للمخربين الذين شاركوا في الهجوم على إسرائيل بالإضافة إلى نقل مختطفين إسرائيليين إليه في يوم الهجوم».

وعن اعتقال أبو سلمية قال: إن «القرار بشأن مواصلة احتجازه سيتحدد بناء على نتائج التحقيق ومدى تورّط مدير المستشفى في النشاطات الإرهابية».

«خيار صعب»

ووافقت الحكومة الإسرائيلية على اتفاق الهدنة والتبادل رغم الخلافات الداخلية، إذ وصفه وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير اليميني المتطرف بأنه «خطأ تاريخي»؛ لأنه سيسمح لحماس بتعزيز صفوفها. وفقا للسلطات الإسرائيلية، قد تجري عمليات تبادل أخرى كجزء من تمديد للهدنة، تشمل 100 رهينة. ونشرت إسرائيل قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني من المحتمل أن يُطلق سراحهم بينهم 33 امرأة و123 أسيرا دون سنّ 18 عامًا. وتظهر في القائمة أسماء 49 عضوا في «حماس».

وأعربت الجمعية الرئيسية لعائلات الرهائن عن «سعادتها» للاتفاق.

ويتطلّع سكان غزة الذين نزح قرابة 1.7 مليون منهم من أصل 2.4 مليون بسبب الحرب، إلى الهدنة في ظل صعوبة تأمين المأكل والمياه والملبس للشتاء.

واعتبرت الكثير من المنظمات غير الحكومية أن أربعة أيام لا تكفي لإدخال المساعدة المطلوبة، داعية لوقفٍ لإطلاق النار. ورأت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» كاثرين راسل أمس الأول الأربعاء أمام مجلس الأمن الدولي أن قطاع غزة بات «المكان الأخطر في العالم بالنسبة إلى الأطفال». وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن اتفاق الهدنة لا يعني نهاية الحرب في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجيش سيستأنف العمليات «بكامل قوته» بعد الهدنة من أجل «القضاء» على حركة حماس و«تمهيد الظروف اللازمة لإعادة الرهائن الآخرين».

من جهتها، قالت حركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد».

حزب الله واليمن

وتثير الحرب مخاوف من تصعيد إقليمي بين إسرائيل وحلفائها من جهة و«محور المقاومة»، من جهة أخرى.

في لبنان، شيّع حزب الله أمس الخميس ستة من مقاتليه، بينهم نجل رئيس كتلته البرلمانية النائب محمد رعد، بعد مقتلهم بنيران إسرائيلية في جنوب لبنان الذي يشهد تصعيدًا متفاقمًا منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. وأكد الجيش الإسرئيلي في بيان أن طائراته ومروحياته ومسيّراته ضربت منشآت لحزب الله في جنوب لبنان.

واعترضت مدمّرة أمريكية صباح أمس أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر طائرات مسيّرة مفخّخة عدة أُطلقت من اليمن من مناطق يسيطر عليها أنصار الله بحسب البنتاغون.

وقالت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى «سنتكوم» في منشور على منصة «إكس» إنّ «الطائرات المسيّرة تمّ إسقاطها بينما كانت السفينة الحربية الأمريكية يو إس إس توماس هودنر في دورية في البحر الأحمر. لم تتعرّض السفينة ولا طاقمها لأيّ ضرر أو إصابة». وفي مكالمة هاتفية مع نتانياهو، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيواصل العمل لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن، مشدّدا على أهمية الحفاظ على الهدوء على طول الحدود اللبنانية وكذلك في الضفة الغربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اتفاق الهدنة فی قطاع غزة الإفراج عن حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تدعم ميليشات مسلحة في غزة لمواجهة حماس | تقرير

بدأت إسرائيل بتسليح ميليشيات محلية في غزة، يوم الخميس، في محاولة لمواجهة حركة حماس في القطاع المحاصر، وسط تحذيرات من سياسيين معارضين حيث تُعرض تلك الخطوة الأمن القومي لإسرائيل، وفقًا لموقع سي إن إن الأمريكي.

ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفا لما نشره الموقع الأمريكي اليوم، عن تلك العملية السرية، واصفًا إياها بأنها "أمر جيد". 

وفي فيديو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، قال نتنياهو إن إسرائيل "فعلت عشائر في غزة تعارض حماس"، مشيرًا إلى أن ذلك تم "بناءً على نصيحة جهات أمنية". 

وعلى الرغم من أنه لم يتضح على الفور الدور الذي ستلعبه هذه العشائر.

ليبرمان يحذر: تسليح "عائلات إجرامية" في غزة

وكشف وزير الدفاع السابق وغريم نتنياهو، أفيغدور ليبرمان، تلك الخطوة على قناة 12 الإسرائيلية يوم الأربعاء مُشيرًا إلى أن إسرائيل توزع البنادق على جماعات متطرفة بغزة وصف تلك العملية بأنها "جنون تام".

وقال ليبرمان في اليوم التالي في إذاعة الجيش الإسرائيلي: "نحن نتحدث عن ما يعادل تنظيم داعش بغزة"، مضيفًا إلى أن إسرائيل توفر أسلحة لـ"عائلات إجرامية في غزة بناءًا على أوامر نتنياهو".

وحذر ليبرمان: "لا أحد يمكنه ضمان أن هذه الأسلحة لن تُوجه ضد إسرائيل"، وهو تحذير تكرر على لسان أحد المسؤولين الذين تحدثوا لشبكة سي أن أن. 

وبعد كشف ليبرمان، أصدر مكتب رئيس الوزراء بيانًا أكد فيه أن "إسرائيل تتصرف بطرق متعددة لهزيمة حركة حماس بناءً على توصية رؤساء الأجهزة الأمنية".


عملية سرية بدون موافقة مجلس الأمن المصغر

وأكد مسئولان لموقع سي إن إن، أنه تم إعطاء الضوء الأخضر لتلك العملية من قبل نيتنياهو بدون موافقة مجلس الأمن المصغر، وهي الهيئة المعنية عادة باتخاذ القرارات السياسية الكبرى. 

ومن المرجح أن شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني المتطرف كانوا سيرفضون مثل هذه الخطوة.

رد حركة حماس

وفي المقابل، ردت حركة حماس في بيان أن تلك الخطة كشفت "حقيقة خطيرة لا يمكن إنكارها". 

وتابعت: "جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتسليح عصابات إجرامية داخل قطاع غزة بهدف خلق حالة من انعدام الأمن والفوضى الاجتماعية".

وبحسب مسؤولين تحدثوا مع شبكة سي أن أن، فإن إحدى الميليشيات التي تلقت أسلحة من إسرائيل هي المجموعة التي يقودها ياسر أبو شاب، والذي يترأس فصيلاً مسلحًا يسيطر على بعض المناطق في شرق رفح.

ونشر أبو شاب صورًا له وهو يحمل بندقية من طراز AK-47، ويظهر في خلفية الصور مركبات تابعة للأمم المتحدة. 

وعلى الرغم من نفيه تلقي أسلحة من إسرائيل، إلا أن "حماس" اتهمته بالخيانة ووصفته بـ"العميل".

وقالت الحركة في بيان آخر يوم الخميس: "نُعاهد الله على الاستمرار في مواجهة أوكار ذلك المجرم وعصابته، مهما بلغت تضحياتنا".

 

حماس تنصب كمينا لقوة إسرائيلية خاصة شرق خان يونسحماس: اعتراف ليبرمان يُؤكد تورّط الاحتلال في نهب المساعدات وإشاعة الفوضى بغزةأول تعليق من نتنياهو على عقوبات ترامب ضد المحكمة الجنائية الدوليةمن تحت الطاولة.. لابيد: نتنياهو يسلح جماعات مرتبطة بداعـ ش في غزةنتنياهو يعلّق على استعادة جثتي أسيرين من غزة: "لن نهدأ حتى نعيد الجميع"ليبرمان يتهم نتنياهو بتسليح جماعات معادية لحركة حماس في غزة طباعة شارك إسرائيل غزة حركة حماس القطاع المحاصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع السابق وغريم نتنياهو أفيغدور ليبرمان تنظيم داعش جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة

مقالات مشابهة

  • واشنطن تجدد دعمها لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزة
  • عائلات الأسرى: نطالب نتنياهو بتقديم مقترح لإنهاء الحرب وإعادة الرهائن دفعة واحدة
  • جيش الاحتلال يزعم العثور على جثة محمد السنوار في خان يونس
  • طبيبة أمريكية عائدة من غزة: ادعاء إسرائيل السماح بدخول المساعدات للقطاع غير صحيح
  • إسرائيل تدعم ميليشات مسلحة في غزة لمواجهة حماس | تقرير
  • القائد السابق لفرقة غزة: هزمنا جيوشا في أيام وفشلنا تماما في هزيمة حماس
  • تصريح أفيغدور ليبرمان بشأن تسليح عصابات بغزة يثير جدلا واسعا في إسرائيل
  • نتنياهو يقرّ بتسليح إسرائيل عصابات في غزة
  • يسرائيل هيوم: أكبر صفقة دفاعية في تاريخ إسرائيل قيد التنفيذ
  • قيادتا أمل وحزب الله تطلقان التحضيرات للانتخابات النيابية وتدعوان للإسراع في إعادة الإعمار