لجريدة عمان:
2025-05-16@15:47:41 GMT

الروائية نجية عبير.. غياب بطعم الحضور!

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

الروائية نجية عبير.. غياب بطعم الحضور!

الجزائر - العُمانية: ما زالت الروائيّة الجزائرية، نجية عبير، (1948/2005)، منذ صدور ترجمة روايتها «باب القنطرة» (دار ميم للنشر/ 2023) من اللُّغة الفرنسية إلى اللُّغة العربيّة، تُثير الإعجاب لدى جمهور القرّاء، حتى لدى عدد من الروائيّين الجزائريين الذين لم يكتشفوها إلا بعد رحيلها بسنوات. ولعلّ أبرز ما صدر عن بعض هؤلاء، بعد اكتشافهم العوالم السرديّة المثيرة لدى نجية عبير، ما كتبه الروائيّ الحبيب السايح، إذ قال: «منذ أعوام، لم أعد أكتبُ عمّا أقرأه من روايات؛ ولكنّ «باب القنطرة»، للكاتبة نجية عبير، نشبتني؛ فهي ليست سردًا سِيَريًّا فحسب، إنّها رواية أعتبرُها إحدى درر النصوص الروائيّة الجزائرية المعاصرة، نقلتها من الفرنسية إلى العربية الأستاذة آسيا علي موسى بلغة عالية الاكتمال وبروح سخية الدفق.

وأنا أقرأُ، لم يبرحني الشعور بأنّ المترجمة هي الكاتبة ذاتها؛ ذلك لِما تبعثه فيك روح التماهي بينهما، حدَّ أن تُنسيك سلاسةُ السّرد أنّ هناك «خيانة» جميلة، رائقة وآسرة. أنا لا أعرف الكاتبة نجية عبير، ولا سبق لي أن قرأتُ لها، لكن أن تقرأ «باب القنطرة»، فيُدهشك سردُها - أجلْ يدهشك - فأنت تتساءل أين كان هذا النصُّ (مخبَّأ أو مُغَيَّبًا)، وكيف فاتتك قراءته؟». وأضاف صاحب رواية (أنا وحاييم)، مؤكّدًا: «قد لا يعني لك كثيرًا أن تعرف الكاتبة لأنّ هناك ما ينوبُ عنها: نصُّها، وتلك كانت حالي معها. رواية «باب القنطرة» تلغّمُ، إلى درجة التفجير، «ذاكرة الجسد»، وهي لها عينان راصدتان عمّا غفل عنه «الزلزال»، وهي أنيقة أناقةَ «رصيف الأزهار لم يعد يجيب»..هل يعرف سكان قسنطينة، وجامعتها، وصحافتها «باب القنطرة»، التي تُقدّم طوبوغرافيا مشهديّة لمدينة خالبة؟ وما الذي يعرفه القارئ الجزائري -لا سيما المتخصّص والمهتمّ- عن الجزائر من خلال سِيَر خرّيجات دار المعلّمين والمدرسة العليا للأساتذة، ما بين 1963 و1968؟»، ويخلصُ الحبيب السايح إلى أنّ «رواية «باب القنطرة»، يتمنّى أيُّ كاتب جزائريّ أن يكتبها».

ويُشيرُ الروائيُّ الحبيب السايح، عبر هذا التعليق، إلى أنّ صاحبة «باب القنطرة» استطاعت أن تُقدّم مدينة قسنطينة، وهي مسقط رأسها، بطريقة مختلفة عن عدد من الروائيّين الذين كتبوا عن مدينة الجسور المعلّقة، وذكر منهم أحلام مستغانمي التي تناولت هذه المدينة في روايتها «ذاكرة الجسد»، والطاهر وطار في روايته «الزلزال»، إضافة إلى مالك حداد عبر روايته «رصيف الأزهار لم يعد يُجيب». ومع أنّ الحبيب السايح أثار في شهادته عددًا من الأسئلة التي يتعلّق بعضُها بأسباب بقاء هذه الروائيّة حبيسة الظلّ، إلا أنّ بعض النقّاد، الجزائريّين والأجانب، الذين تناولوا سيرة نجية عبير يرجعون تخلُّف هذه الروائيّة عن «مواكب الشهرة» إلى البروز المتأخّر لأعمالها الإبداعيّة؛ فهي لم تخرج إلى الجمهور إلا عام 2002؛ أي قبل ثلاث سنوات فقط من رحيلها، ولكنّها ظهرت بنصوص إبداعيّة متكاملة البنيان والأركان، وكانت تُصدرُ كلّ عام رواية، بدأتها برواية بعنوان «قسنطينة»، ثمّ «باب القنطرة»، قبل أن تختمها برواية «ألباتروس»؛ وهي ثلاثية صدرت باللُّغة الفرنسية، وتميّزت برؤاها السياسية والاجتماعيّة العميقة، عبّرت عن الثقافة العالية للروائيّة نجية عبير، وهي خلاصة قراءاتها باللُّغتين الفرنسية والإنجليزية، وتمرُّسها في فنون متنوّعة مثل الرسم، والعزف على البيانو، وتجربتها الثريّة كواحدة من أوائل خرّيجات مدرسة المعلّمات في الجزائر المستقلّة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الروائی ة

إقرأ أيضاً:

رواية جديدة للدانة البوهاشم السيد: «كان شغفي عطاء» إرادة تقهر الانكسار

أصدرت الكاتبة القطرية الدانة البوهاشم السيد روايتها الجديدة بعنوان “كان شغفي عطاء”، وهي عمل سردي إنساني عميق يستكشف تساؤلات الذات حول المعنى، والإيمان، والعطاء، ويُلقي الضوء على قدرة الإنسان على النهوض مجددًا وسط لحظات الانكسار.
تدور الرواية الصادرة عن دار الوتد حول بطلتها “نورة”، وهي امرأة قطرية تبلغ سن التقاعد، لكنها ترفض أن يكون هذا السن نهاية، بل تراه بداية جديدة لحياة مختلفة. تقرر أن تبدأ دراسة تخصص جديد رغم التحديات المجتمعية والاعتراضات، وتدخل أجواء التعليم العالي في قطر بكل ما يحمله من رحابة وتطور.  وبالمثابرة والإصرار، تتمكن نورة من نيل درجة الماجستير، مجسدة بذلك صورة مشرقة للمرأة القطرية الطموحة، ورسالة مفادها أن العطاء لا عمر له، وأن العلم بابٌ مفتوح لكل من يسعى إليه. وتنقل الرواية من خلال هذه القصة تفاصيل الحياة الحديثة في قطر، بما فيها من نهضة تعليمية، وحراك ثقافي، وتطور عمراني واجتماعي يعكس روح العصر.  ولا تكتب الدانة البوهاشم السيد فقط عن الذات، بل ترسم لوحة واقعية عن بلد يشق طريقه نحو المستقبل، ويحتضن طموحات أبنائه وبناته، وفي الوقت ذاته، تحافظ الرواية على بعد وجداني وتأملي، حيث تسير الكاتبة بالقارئ في رحلة داخلية تطرح أسئلة حول الإيمان والخذلان، والقوة التي نكتشفها داخلنا عندما نظن أننا قد وصلنا إلى النهاية. “كان شغفي عطاء” ليست مجرد رواية، بل دعوة لإعادة تعريف الحياة، والشغف، والمساهمة المجتمعية، في وطن يفتح الأبواب لكل من يريد أن يصنع الفرق.

قطر رواية كان شغفي عطاء الدانة البوهاشم السيد

مقالات مشابهة

  • مطبخ الرواية... الطعام الروائي من المشهدية إلى التضفير
  • رواية جديدة للدانة البوهاشم السيد: «كان شغفي عطاء» إرادة تقهر الانكسار
  • تونس.. «سعيّد» يؤكد أن الدولة تدار بالمؤسسات لا بتدوينات خارجية وتأجيل محاكمة عبير موسي
  • جامعة سيناء تنظم النسخة الثالثة من ملتقى التوظيف لفرع القنطرة
  • ملابس رياضية بطعم البرتقال والبندق.. رسالة ماجستير بجامعة المنوفية
  • كينليد الصينية تنشئ مصنعاً في القنطرة غرب باستثمارات 60 مليون دولار
  • الروائي الفيتنامي الأميركي فييت ثانه نغوين: هذه تكاليف الجهر بالحق ضد الظلم
  • الأرصاد: نتعرض لتقلبات جوية بس معندناش عاصفة لا شيماء ولا عبير| شاهد
  • «الملتقى الأدبي» يناقش رواية «ملمس الضوء»
  • عبير منير: بوسي شلبي كانت تعشق محمود عبد العزيز ومايحدث هو ظلم لهما