بوابة الوفد:
2025-10-16@08:53:11 GMT

مسار القهوة

تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT

وكأن الموعد لم يفت بعد!

وكأن الموعد لم يفت بعد!

المكان: أحد مقاهى وسط البلد.

الزمان: ليل خارجى، جو بارد مع لمحات من تيار يضرب وجهك وعنقك، سماء بلا أقمار لكن نجمة مبهرة تنظر لك بكسل، «أم كلثوم» لا تزال تجزم أن المعاد قد فات.

الشاب: ﺃﻧﺎ ﺑﻔﻜﺮ ﺃﺗﺠﻮﺯ.. أﻧﺎ ﺑﻘﻰ ﻋﻨﺪﻯ ٣٠ سنة.

المسن: ﻳﺎ دوب كده علشان تلحق تربى عيالك.

الشاب: بس لسه مش مقتنع بحد، وخايف أفشل.

المسن: لسه خايف ده اللى فى سنك دلوقت ولاده ماشيين جنبه.

الشاب( بنبرة ساخرة) : ماشيين جنبه إيه بس تقصد مطلقين.

المسن: يا عم توكل على الله وجرب.

الشاب: ربنا يسهل!!

كان هذا ملخص ما دار من حديث على أحد المقاهى بين شاب، وصديقه وقد زينت وجهه خطوط رسمتها سنين العمر، وقد ذكرنى ذلك بما أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى تقريره عام 2022 من تسجيل مصر حالة طلاق كل 117 ثانية، فبالرغم من إقبال الشباب فى مصر على اتخاذ خطوة الزواج بما يصاحبها من آمال تنبِئ بمستقبل أسرة مستقرة، إلا أن هذه الخطوة قد تنتهى بكابوس الطلاق، فما الذى قد يكفل نجاح الزواج؟

تختلف عادات الزواج عبر العصور باختلاف المجتمعات، إلا أنها فى مجملها تتفق فى أن يختار أهل الشاب العروس لابنهم حسب الشروط والمعايير التى يضعونها لزوجة ابنهم المستقبلية، فمنهم من يختارها لجمالها، أو لحسبها ونسبها، أو لوضعها المادى، أو التزامها الدينى، ونفس الشيء فيما يتعلق بالفتاة، وفى أحيان أخرى قد يكون التقاء الشاب والفتاة فى الدراسة أو العمل، ومع التطورات التى طرأت فى وسائل الإعلام وظهور مواقع التواصل الاجتماعى، أصبحت هذه المواقع بمثابة فضاء اتصالى يتيح استخدامه فرصة تكوين علاقات اجتماعية لكل من الشاب والفتاة قد يتم استثمارها للحصول على شريك الحياة المناسب، وبعد الاتفاق على تفاصيل الزواج من مهر وشبكة ومؤخر وقائمة منقولات زوجية (وما أدراك ما قائمة المنقولات الزوجية) يتم الزواج،

وبعد انتهاء المراسم تبدأ حياة جديدة لكل من الطرفين.

وفى هذا السياق تتعدد العوامل التى قد تؤدى إلى فشل الزواج، خاصة مع تراكمها أو تكرارها ومن أخطر هذه العوامل: عدم التواصل، وانشغال كل طرف بنفسه، وكذلك الغيرة الزائدة والشك، وأيضا عدم الاحترام والإساءات اللفظية والجسدية، كما قد يؤدى الانتقاد المستمر بين الزوجين إلى النكد الذى يقود إلى نهاية الزواج أيضا، كما أن المشكلات المالية والضغوط الاقتصادية تمثل أحد أهم عوامل فشل الزواج.

وفى النهاية فإن نجاح الزواج أو فشله هو مسؤولية مشتركة بين الزوجين، يبذل فيها كل طرف الكثير من الجهد فى سبيل الحفاظ على استقرارها، فالأمر مرتبط دائما بتلك التى تعيش معك خسارتك قبل نجاحك، والأمر أيضا مرتبط بذلك الذى يكون سببا فى شحذ همتِك، ودعمِك، ومتى وجد الشاب أو الفتاة ذلك فى الطرف الآخر فإنه فى بداية الطريق إلى زواج ناجح، بينما عليه أن يتوقف تماما عن الخوض فى تجربة فاشلة بدرجة كبيرة متى لم يجدها، فالزواج الناجح كما قال الروائى والكاتب الفرنسى أندريه موروا: «صرحٌ لابد أن يُعاد بناؤه كل يوم».

 

الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب- جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد أحمد عثمان جامعة المنصورة مواقع التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

مصر تصنع السلام

مرة بعد أخرى، وعلى مدار عقود، تثبت مصر للعالم، أنها الرقم الصعب والمؤثر، فى معادلة الشرق الأوسط، والتأكيد أن استقرار المنطقة لا يمكن تحقيقه بدون دورها المباشر والفاعل.
لقد نجحت مصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى إنجاز اتفاق جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دخل حيز التنفيذ مؤخرًا، بعد جهود دبلوماسية وأمنية قادتها الدولة المصرية بهدوء وحنكة، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، الذى تحرك باحترافية عالية، حسمت كثيرًا من التعقيدات، كما أذابت جليد التوتر بين الطرفين فى ملفات شائكة.
لم يكن هذا التحرك المصرى مفاجئًا، خصوصًا أن مصر تحمل على عاتقها منذ عقود مسئولية دعم القضية الفلسطينية، حيث حرصت على دفع كافة الأطراف نحو حل يوقف نزيف الدم ويحفظ ما تبقى من الأمل فى مستقبل أكثر أمنًا.
تلك التحركات المصرية تمت عبر قنوات مفتوحة مع جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين، بعيدًا عن الاستعراض، و«الشو الإعلامى»، لكنها كانت فائقة الدلالة، من حيث التوقيت والدقة وتحقيق الهدف.
فى قلب تلك الأحداث، برزت شرم الشيخ (مدينة السلام)، كمساحة آمنة للحوار، حيث استضافت اللقاءات الحاسمة وسط إجراءات أمنية مشددة، عكست مدى جاهزية الدولة لحماية مسار التفاوض بكل ما أوتيت من إمكانات، ومعها شعر الجميع أنهم آمنون، حيث الأمان والسرية والاحترافية، وهذا ما ساعد على خلق مناخ تفاوضى حقيقى، يعلو فيه صوت العقل والحكمة.
الرئيس السيسى، بثقله السياسى وحضوره الإقليمى، أعاد التأكيد أن السلام ليس مجرد خيار، بل ضرورة لحماية أمن المنطقة بأكملها، وأن مصر لن تتردد فى استخدام ما لديها من تأثير وعلاقات للدفع باتجاه الحل العادل والدائم، ثم جاءت الإشادات الدولية الأخيرة لتعكس هذا الدور القيادى، تأكيدًا أن القاهرة لا تزال قادرة على جمع المتناقضات وصياغة توافقات وسط الدمار.
كما لا يمكن إغفال الدور الذى لعبه رجال المخابرات العامة المصرية، الذين خاضوا جولات طويلة من الحوار غير المعلن، بتكليف مباشر من القيادة السياسية، وبتنسيق مع الأطراف الإقليمية والدولية، فكانوا صقورًا فى الرؤية، وثابتين فى المواقف، وعاملًا حاسمًا فى صياغة الاتفاق النهائى.
تلك التطورات، تتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى مصر، للمشاركة فى قمة السلام، إذ تعتبر إشارة جديدة لإدراك واشنطن بأن مفاتيح الحل الحقيقى تبدأ من القاهرة، لا من غيرها، حيث إنها بتاريخها وثقلها، تبقى حجر الأساس فى أى عملية سلام، والضامن الأهم لأى استقرار فى المنطقة.
وفى الختام، لا يمكن النظر إلى هذا الاتفاق إلا كخطوة أولى على طريق السلام الطويل، الذى تقوده مصر بثبات، بتاريخها السياسى العميق، وقدرتها على الجمع بين الواقعية والالتزام، إذ أثبتت أنها الأجدر بهذه المهمة، لأن السلام لا يُصنع بالشعارات، بل بالثقة، والهدوء، والعمل المتواصل، وهى عناصر أصبحت اليوم عنوانًا للدور المصرى المتجدد فى الشرق الأوسط.
[email protected]

مقالات مشابهة

  • هتاخدى حقك بالقانون حال استحالة استمرار الزواج.. اعرفى شروط إقامة قضية الخلع
  • علماء يكتشفون فوائد جديدة للقهوة.. ما علاقة الخرسانة؟
  • طاولات القهوة.. التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق
  • التحفظ هو الرد!
  • جهد كبير
  • أضرار الإفراط في تناول القهوة على القلب والأعصاب
  • مصر تصنع السلام
  • محامى المتهم فى قضية قهوة أسوان يقدم فيديو جديد للواقعة إلى المحكمة
  • أضرار الإفراط في شرب القهوة على البشرة والشعر
  • امرأة صينية تثير الجدل بالغاء زفافها والمطالبة “برسوم عناق”