شاهد: مدينة أثرية إيرانية تستخدم أبراج الرياح لمواجهة الحر
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
غالباً ما تتجاوز الحرارة في بعض مناطق إيران الأربعين درجة مئوية، لكنّ ما يساعد على تحمّل هذه المستويات العالية من القيظ هو أبراج الرياح، وهي بمثابة أسلاف مكيفات الهواء الحالية، ولا تشكل ضرراً على البيئة، مما جعل المهندسين المعماريين يولونها اهتمامهم مجدداً.
وتُعدّ مدينة يزد القريبة من طريق الحرير من بين أعلى المدن حرارة في العالم، وتتسم بأن صيفها حار والأمطار نادرة جداً فيها، إذ تحوطها صحراوان.
ووجد سكانها طريقة للتكيف مع هذا الطقس بوسائل اخترعوها قبل أكثر من 2500 عام عندما كانت الإمبراطورية الفارسية تهيمن على الشرق الأوسط.
واعتبرت اليونسكو التي أدرجت يزد عام 2017 في قائمة التراث العالمي أن هذه المدينة "شهادة حية على الاستخدام الذكي للموارد المحدودة المتاحة والضرورية للتمكن من العيش في الصحراء".
ورأت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 530 ألف نسمة "مصدر إلهام للعمارة الجديدة التي تواجه تحديات الاستدامة".
وأشهر ما تتميز به يزد معمارياً هو نحو 700 "بادغير" تتوزع فيه، وهي كلمة فارسية تعني بالعربية أبراج الرياح، وهي أبراج تقليدية وأنيقة على سطوح مباني الوسط التاريخي للمدينة.
وأوضح رئيس وزارة التراث في محافظة يزد عبد المجيد شاكري أن "هذه الأبراج أدت دوراً رئيسياً في ازدهار المدينة. فقد أتاحت مدى قرون تبريد المساكن، قبل اختراع الكهرباء، وبفضلها كان الناس مرتاحين في حياتهم".
وتشبه أعمدة الرياح المداخن المستقيمة ذات الجوانب الأربعة، وتتميز بفتحات عمودية كبيرة وبأنابيب متعددة في الداخل.
ويتيح هذا النظام لأية نسمة هواء بارد دخول المسكن فيما يُلفظ الهواء الدافئ إلى الخارج تحت الضغط.
وطريقة التبريد هذه "نظيفة تماما لأنها لا تستخدم الكهرباء ولا مواد ملوثة"، على ما أكد ماجد علومي، مدير حديقة دولَت آباد التي يقع فيها "بادغير" يبلغ طوله 33 متراً، وهو الأعلى في العالم.
دراسة: ارتفاع حرارة سطح الكوكب قد يبلغ عتبة الـ1.5 درجة مئوية خلال 7 سنوات شهر أكتوبر الماضي "الأعلى حرارة" في التاريخ على مستوى العالم "بساطة"ويُلهم نموذج العمارة المناخية الحيوية هذا عدداً متزايداً من المهندسين المعماريين في كل أنحاء العالم، من بينهم الفرنسي الإيراني رولان دهقان كمارجي المقيم في باريس والذي أجرى دراسة وافية لطريقة عمل الـ"بادغير".
ولاحظ كامارجي أن هذه الأبراج "تبرهن أن البساطة يمكن أن تكون سمة أساسية للاستدامة، مما ينفي الفكرة السائدة بأن الحلول المستدامة لا بدّ من أن تكون معقدة أو عالية التقنية".
ورأى أن مشروع "مدينة مصدر" في الإمارات العربية المتحدة يُعتبر من أبرز النماذج على ذلك، إذ "صُممت مبانيها للاستفادة من التهوية الطبيعية للتبريد، على غرار البادغير".
ولمبنى "كاونسِل هاوس 2" في مدينة ملبورن الأسترالية مثلاً نظام تبريد سلبي، وكذلك استوحِيَ مركز "إيستغايت" في هراري (زيمبابوي) "من أوكار الأرض، ذات النهج المشابه لنهج البادغير".
وبُنيت الأبراج والمنازل التقليدية في يزد من الأرض الصدمية المكوّنة من الطين والتراب الخام، وهما عازلان حراريان يتسمان بالفاعلية.
فضلاً عن ذلك، تتألف المدينة القديمة من شوارع ضيّقة وممرات مغطاة جزئياً تقي من أشعة الشمس، وتُناقض بوضوح تام طرق المدينة الحديثة الواسعة والمستقيمة.
وأسف ماجد علومي لـ"نسيان التراث الذي نقله أجدادنا" وخصوصاً بعد ظهور المكيفات. ولاحظ أن "هندسة المنازل المستوردة من بلدان أخرى، وطرق البناء القائمة على الاسمنت، لا تتوافق مع مناخ يزد".
شاهد: ارتفاع درجات الحرارة تُرغم جزر الكناري الإسبانية على تعليق الدراسةشاهد: ضحية الجفاف والحرارة الشديدة.. نفوق أكثر من 100 دولفين في بحيرة تيفي في البرازيلوعلى المستوى الدولي، لاحظ كامارجي أن مشاريع عدة في مجال الهندسة المعمارية المناخية لا تزال تعيقها "متطلبات ومعايير اقتصادية وضعتها الصناعة" التي تفضل استخدام المواد التي تستهلك الوقود الأحفوري.
تجفيفويهتم المتخصصون أيضاً بميزة أخرى في يزد هي "القنوات" المائية، وهي أروقة ضيقة تمتد بانحدار خفيف تحت الأرض تنقل المياه من الجبال أو جداول المياه الجوفية إلى الأماكن السكنية.
وشرحت زهرة منتظر المتخصصة في قنوات يزد أن هذه القنوات الجوفية التي يعتقد البعض أنها أقيمت قبل أكثر من 2000 عام "تشكّل مصدراً لإمدادات المياه، وتتيح تبريد المساكن والحفاظ على الطعام في درجة حرارة مثالية".
ويقدّر عدد القنوات في إيران بنحو 33 ألفاً، بعدما كانت نحو خمسين ألفاً في منتصف القرن العشرين، وهو انخفاض مرتبط جزئياً بجفاف المياه الجوفية بسبب الإفراط في استهلاك المياه، وفق اليونسكو.
وحرصاً منها على الحفاظ على هذا التراث، أعادت الدولة الإيرانية تأهيل أطول وأقدم قناة في البلاد، وهي قناة زارش التي تمتد على أكثر من 70 كيلومتراً في محافظة يزد.
وهذه القناة الضيقة مفتوحة جزئياً للزوار، وهي طريقة لتوعية السكان بالتحديات المقبلة. وقالت منتظر "في اليوم الذي سينفد فيه الوقود الأحفوري، سنضطر للعودة إلى الأساليب" التي سبق أن أثبتت فاعليتها في يزد.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: مقتل امرأة أميركية في هجوم سمكة قرش في الباهاماس شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو يقول إنه لقواته أثناء توغلها جنوبا داخل قطاع غزة شاهد: نقل عشرات الجرحى إلى مستشفى خان يونس بعد قصف عنيف شنته إسرائيل ليلا البيئة عنفة رياح إيرانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البيئة إيران حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا طوفان الأقصى الشرق الأوسط فلاديمير بوتين قصف حركة حماس إسرائيل غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الجیش الإسرائیلی یعرض الآن Next قطاع غزة أکثر من أن هذه
إقرأ أيضاً:
فضل شاكر يحذر جمهوره من الإنسياق وراء حسابات وهمية تستخدم اسمه
وجه الفنان فضل شاكر رسالة تحذيرية لجمهوره ومتابعيه لعدم الإنسياق وراء الحسابات الوهمية التى تستخدم اسمه فى الترويج لحفلات ليس لديه علاقة بها.
وكتب فضل شاكر عبر حسابه الرسمي على موقع X: "جمهوري العزيز يرجي الحذر وعدم الإنسياق وراء الأخبار والحسابات الوهمية بإعلانات مضللة عن حفلات لدي .. نود التأكيد ان الإعلان عن اى حفل سيكون فقط من خلال حساباتي الرسمية".
وقد طرح المطرب فضل شاكر أحدث أعماله الغنائية التي تحمل اسم “أحلى رسمة” وذلك عبر قناته الرسمية بموقع يوتيوب.
كان فضل شاكر، قد طرح ثاني أعماله الغنائية بعنوان " قال حب قال " وهي الجزء الثاني لأغنية أبقى قابلني التي حصدت 88 مليون مشاهدة.
اغنية “قال حب قال” ، هي استكمال للنجاح مكتمل الأركان، الذي تحقق من خلال أغنية " أبقى قابلني " ليتجدد التعاون الفني في هذه الأغنية التي كتب كلماتها عمرو المصري ، ولحنها عمرو الشاذلي ، وقام بتوزيعها عمرو الخضري ، وهي من الأعمال الرومانسية.
اعتمد الفنان فضل شاكر في هذا الألبوم على مبدأ التجديد والتطوير في أعماله الغنائية لتكون حاضرة دائماً في ذاكرة المتلقي، وهي باللهجة المصرية وتحت اشراف اياد النقيب ، ومن إنتاج الفنان فضل شاكر .
“قال حب قال ”، عمل فني في اطار رومانسي يتحدث عن الحب والوفاء والخيانة، ويحرص الفنان فضل شاكر ان يكون عطاؤه الفني غزير ، بهدف إشباع الذائقة الفنية العربية، بأعمال يتفرد بتقديمها بصوته وإحساسه المرهف ، وانتقاء النصوص الشعرية الحالمة والأنيقة التي تهز الأعماق والوجدان، التي اشتهر من خلالها وحقق شعبية ومكانة عالية عربيا، وأعطى لهم أجمل روائعه الغنائية خلال مسيرته الفنية.