بابا الفاتيكان يدعو لإدخال فوري للمساعدات بقطاع غزة
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
جدد بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر دعوته لإدخال "مساعدات إنسانية كريمة" إلى غزة، داعيا إلى وقف الأعمال العدائية "التي يدفع ثمنها الأطفال وكبار السن والمرضى"، وفق ما أوردت صحيفة فاتيكان نيوز.
قال البابا :"أجدد ندائي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الكريمة ووضع حد للأعمال العدائية التي يدفع ثمنها الأطفال وكبار السن والمرضى".
وقد أطلق البابا ليو الرابع عشر هذا النداء في ختام مقابلته العامة الأولى في ساحة القديس بطرس.
وفي كلمته قال البابا: "إن الوضع في قطاع غزة مثير للقلق والألم بشكل متزايد".
ووصلت حالة الطوارئ الإنسانية في غزة إلى نقطة الانهيار، وفقًا للمنظمات الدولية. ويُحذّر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي تدعمه الأمم المتحدة، من مجاعة وشيكة.
وبحسب وكالات الإغاثة، تفاقمت الأزمة الإنسانية في غزة مع مقتل العديد من الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، جراء الغارات الجوية الإسرائيلية في 20 مايو وسط عمليات عسكرية مستمرة أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من الأشخاص منذ أكتوبر 2023.
وعلى الرغم من سماح إسرائيل بدخول عدد محدود من شاحنات المساعدات إلى غزة، فقد تصاعدت الانتقادات الدولية، مع دعوات لإسرائيل بوقف حملتها العسكرية وتخفيف القيود المفروضة على المساعدات.
كما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التدمير غير المسبوق للمساكن في غزة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عاجل بابا الفاتيكان ليون الرابع عشر مساعدات إنسانية غزة الأعمال العدائية الأطفال وكبار السن ساحة القديس بطرس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة غزة الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (4)
#مؤسسة_غزة_الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (4)
شهاداتٌ دوليةٌ وآراءٌ قانونية وانتقادات مهنيةٌ….
بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي
يكاد لا يوجد جهة تشيد بعمل “مؤسسة غزة الإنسانية” وتمتدح جهودها سوى الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني، اللذين يصفانها بالمؤسسة “العظيمة”، والهيئة الخيرية الجريئة، التي تعمل في ظل الحرب وتعرض حياة العاملين فيها للخطر، وتجازف بحياتهم وسلامتهم الشخصية، ويرون أنها ذات أهدافٍ نبيلة، وتقوم بمهام إنسانية رائعة، وتقدم خدمات جليلة لسكان قطاع غزة، وتحميهم من تغول حركة حماس عليهم، وسيطرتها على المساعدات، ومصادرتها لمحتويات الشاحنات، وحرمان المحتاجين منها، ويصفان عملها بالمهني ويطالبان المجتمع الدولي باحترامها وتأييد عملها وتقدير جهودها.
مقالات ذات صلة مؤسسة غزة الإنسانية قصة الموت وحكاية الذل (3) 2025/07/04لكن المجتمع الدولي كله، بمن فيهم بريطانيا وألمانيا وهما الأقرب للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرهما من دول القارة الأوروبية وكندا وأستراليا، وعشرات المؤسسات والمنظمات الخيرية والإنسانية، بمن فيها هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وغيرها، يقفون ضد “مؤسسة غزة الإنسانية”، ويجردونها من صفة الإنسانية، ويصفونها بأنها مؤسسة للقتل وتكريس الموت جوعاً، ويوجهون لها وإلى الإدارة الأمريكية انتقاداتٍ قاسية، ويطالبون بإغلاقها ووقف أعمالها، ورفع الحصرية عن العمل الإنساني في قطاع غزة، ومنع احتكار المؤسسة له، وجعله عاماً لكل المؤسسات والهيئات الدولية التي ترغب في العمل وتقديم المساعدات الإنسانية، الصحية والغذائية، للشعب الفلسطيني.
الانتقادات الدولية الموجهة ل”مؤسسة غزة الإنسانية”، متعددة الأشكال والجوانب، وتتناولها من أكثر من زاوية وعنوان، فهي انتقاداتٌ سياسية ترى أن المؤسسة تعمل في غير مجالها، وتقدم خدماتٍ أمنية للإسرائيليين بحجة الخدمات الغذائية التي تقدمها، وأنها تشكلت لأغراضٍ غير بريئة، ولم تشرك الأمم المتحدة والدول المعنية بما يجري في غزة بقرارها، ولا تسمح لها بالتدخل والاعتراض، ولا بالمساهمة والمشاركة، ولا بالعمل والتطوع، وأن المقصود منها ممارسة الضغط على الفلسطينيين للقبول بما يعرض عليهم، هجرةً وترحيلاً، أو تخلياً عن حركة حماس وابتعاداً عنها.
أما على المستوى القانوني، فقد قامت عشرات المؤسسات القانونية وهيئات التحقيق المستقلة، بالمطالبة برفع دعاوى أمام المحاكم الدولية ضد المؤسسة، وأمام الهيئات والمحاكم الوطنية، لنزع الشرعية عنها، وفضح هويتها الأمنية، وكشف أهدافها الحقيقية، ومحاكمتها ومحاسبتها بتهمة ارتكاب مجازر دموية بحق طلبي المساعدات الفلسطينية، حيث تجاوز عدد الشهداء من طالبي المساعدات الغذائية حتى اليوم قرابة 600 شهيداً، وأكثر من 5000 مصاباً، وما زالت رغم الانتقادات التي تتعرض لها عمليات القتل مستمرة وبوتيرة متصاعدة.
وطالبت الهيئات الحقوقية الدولية، ومنها مؤسساتٌ أمريكية وأوروبية المواطنين الفلسطينيين بعدم التعامل مع هذه المؤسسة، ووصفوا عملها بأنه “فخٌ للموت”، وأنها مؤسسة “خبيثة”، وحثوا المواطنين وكل من يملك معلومات وصور ووثائق وأدلة تظهر وتثبت انتهاكات المؤسسة لحقوق الإنسان، وتؤكد الجرائم التي ترتكبها بحق المواطنين، إلى تسليمها إلى الهيئات القانونية الموثوقة، ليصار إلى ضمها إلى الدعاوى والعرائض التي تنظم لرفعها إلى المحاكم الدولية والوطنية المختصة، وخاصةً لدى دولة المقر سويسرا، لتعجل بسحب الاعتراف بها، وإغلاق مقارها، ونزع أي صفة مهنية إنسانية عنها.
وكانت وزارة الداخلية الفلسطينية بغزة قد طلبت من المواطنين الفلسطينيين، رغم حاجتهم وعوزهم، والظروف الصعبة التي يواجهون، والموت اليومي الذي يلاقون، وجريمة التجويع التي تفرض عليهم، نتيجة الحصار ومنع دخول ووصول شاحنات المساعدات الغذائية والمؤن والأدوية المعدة لأهل غزة، والموجودة داخل الأراضي المصرية، الامتناع عن التعامل مع هذه المؤسسة، وعدم الذهاب إلى مراكزها والانتظار على أبوابها، بل وعدم الاقتراب أو الدخول إلى المسارات الطويلة التي شقتها لهم بين أسوارٍ عاليةٍ من الأسلاك الشائكة، حيث أن هذه المسارات التي يصعب على الداخلين إليها التراجع عنها، هي فخاخ الموت المؤكدة، ومصائد القتل المنظمة.
يقف الفلسطينيون أمام عجز المجتمع الدولي وضعفه، حيارى أمام هذه المؤسسة المشبوهة، الشريكة الكاملة في الجريمة والعدوان، والأداة الأمريكية الإسرائيلية الخسيسة لإذلال الشعب الفلسطيني باستخدام سلاح التجويع، فلا هم يستطيعون الاقتراب منها ليقينهم أن الموت يتربص بهم هناك، وينتهز الفرصة يومياً لقنص العشرات منهم، ولا هم يستطيعون العيش دون طعامٍ وشرابٍ، حيث بلغت المجاعة حداً لا يوصف في السوء والتردي، ويكاد لم يسلم أحدٌ من سكان غزة الذين يتجاوزون المليونين، من خطر الموت جوعاً، كما لم يسلم من خطر القتل قصفاً.
بيروت في 4/7/2025
moustafa.leddawi@gmail.com