عربي21:
2024-06-16@17:07:58 GMT

كيف نوقف جرائم الإبادة وشلال الدم في غزة؟

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

منذ 58 يوما تنزف قلوبنا وقلوب الأحرار حول العالم دما ونحن نشاهد ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من مجازر وجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وسط تآمر أو تخاذل من معظم الانظمة والحكومات العربية والغربية.

وخلال 8 أسابيع من الحرب لم يعد هناك مكان آمن في القطاع، فقد قصفت قوات الاحتلال المنازل على رؤوس ساكنيها ودمرت مربعات سكنية بالكامل بالقنابل الأمريكية، ثم لاحقت المدنيين الذي هربوا من منازلهم بحثا عن الأمان فقصت المستشفيات ومدارس الأونروا التابعة للأمم المتحدة والمساجد والكنائس ومقرات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف ودور المسنين، وحتى الممرات الآمنة التي أعلنت عنها تعرض المدنيون فيها للقصف المدفعي والقنص.



وبالتوازي مع جرائم القتل الجماعي تواصل قوات الاحتلال حصار وقصف عشرات المستشفيات مما أدى لإخراج معظمها عن العمل، في حين لم تعد معظم المستشفيات في شمال القطاع قادرة على القيام بدورها في ظل نفاد الأدوية والماء والغذاء والوقود، فضلا عن إطلاق النار على كل من يحاول الدخول أو الخروج منها.

ما أقصده أننا بحاجة إلى حلول أخرى بجانب المظاهرات تشكل ضغطا حقيقيا وإحراجا للحكومات العربية والغربية، وتوصل رسالة واضحة لحكومة الاحتلال بأن مئات الآلاف من الأحرار حول العالم لن يسمحوا لها بأن تستفرد بسكان غزة
وكذلك فقد شدد الاحتلال حصاره للقطاع، فقطع الكهرباء وأصبح يتحكم في كميات المساعدات الغذائية والدوائية والوقود التي تدخل القطاع بعد أن تنازلت الحكومة المصرية عن سيادتها على معبر رفح وباتت تخضع لإملاءات الاحتلال.

كل هذه الجرائم التي تصنف قانونا كجرائم حرب؛ تهدف في المقام الأول لإرهاب سكان القطاع المحاصر وإجبارهم على ترك منازلهم والهجرة نحو جنوب القطاع كخطوة أولى قبل دفعهم لاحقا للهجرة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية.

وأمام التخاذل والتآمر العربي الرسمي، يبقى السؤال الذي يطرحه كل عربي وكل مسلم وكل أحرار العالم هو: كيف نوقف جرائم الإبادة وشلال الدم في غزة؟

ولأكون صادقا معكم، فأنا لا أملك الإجابة السحرية على هذا السؤال، لكنني أعتقد أن مظاهرات التضامن مع غزة -على أهميتها- ليست كافية للضغط على الحكومات العربية والغربية، ولا أدعو هنا لوقفها، بل على العكس تماما أتمنى أن تزداد وتيرة هذه التظاهرات وأعداد المشاركين فيها.

ولكن ما أقصده أننا بحاجة إلى حلول أخرى بجانب المظاهرات تشكل ضغطا حقيقيا وإحراجا للحكومات العربية والغربية، وتوصل رسالة واضحة لحكومة الاحتلال بأن مئات الآلاف من الأحرار حول العالم لن يسمحوا لها بأن تستفرد بسكان غزة.

وأول فكرة تحضرني الآن هي تنظيم أسطول جديد للحرية ينطلق من الشواطئ التركية -على سبيل المثال- إلى قطاع غزة، وعلى متنه آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية.

وأنا هنا لا أتحدث عن سفينة أو سفينتين أو حتى عشر سفن، فهذا العدد يسهل على الاحتلال البطش به ومنعه من اختراق الحصار المفروض على غزة، وإنما أتحدث عن حملة كبرى تشارك فيها مئات بل آلاف السفن، ويتم الدعوة لها والحشد لها بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي بعدة لغات.

إن نجاح حملة عالمية تشارك فيها بعض الدول العربية والإسلامية حتى لو بشكل غير معلن، في حشد عشرات الآلاف من المتضامنين في غزة حول العالم، للمشاركة في أسطول حرية ضخم يضم مئات ويشارك فيه آلاف النشطاء حول العالم السفن بتغطية إعلامية واسعة؛ لن يستطيع معه الاحتلال التصدي لها.

لا بد أن تتحرك الشعوب بشكل مبدع ومختلف وتضغط على الحكومات التي لا ترغب في إنهاء الحرب وتدعم إسرائيل بالسر والعلن، وعلينا أن ندرك كشعوب أننا نملك القوة والمقدرة على القيام بذلك، وأن الله سيحاسبنا يوم القيام على عدم التحرك لوقف شلال الدم في غزة
ومن الخطوات المهمة في هذا المجال تنظيم مظاهرة دولية حاشدة بمشاركة مئات الآلاف من المصريين والنشطاء الأجانب تنطلق من القاهرة سيرا على الأقدام باتجاه معبر رفح، بهدف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

صحيح أن هذه الفكرة ربما تغضب النظام المصري المستكين للإملاءات الإسرائيلية والذي يسمح بإدخال المساعدات بالقطارة، إلا أن مشاركة أعداد ضخمة من النشطاء الأجانب قد تدفعه للتريث قبل قمعها، حتى لا يظهر إعلاميا بمظهر المشارك في حصار غزة.

ومن الأفكار التي يمكن القيام بها؛ تحول المظاهرات الضخمة إلى اعتصامات سلمية في كل عواصم العالم، مع إضرابات جماعية عن العمل والطعام، مما يشكل ضغطا جديدا على الحكومات.

باختصار، لا بد أن تتحرك الشعوب بشكل مبدع ومختلف وتضغط على الحكومات التي لا ترغب في إنهاء الحرب وتدعم إسرائيل بالسر والعلن، وعلينا أن ندرك كشعوب أننا نملك القوة والمقدرة على القيام بذلك، وأن الله سيحاسبنا يوم القيام على عدم التحرك لوقف شلال الدم في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة جرائم حصار التضامن غزة الاحتلال حصار جرائم تضامن مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الحکومات الدم فی غزة حول العالم الآلاف من

إقرأ أيضاً:

«صحة غزة» تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع وقتل 15 ألف طفل

كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم السبت، أن هناك نحو 10 آلاف مصاب حالاتهم حرجة يحتاجون إلى العلاج خارج القطاع.

وقالت وزارة الصحة، في بيان لها، إن "جيش الاحتلال ارتكب جرائم إبادة جماعية في القطاع خلفت 15 ألف طفل شهيد"، مشيرا إلى أن "الواقع الإنساني في شمال غزة يشهد مجاعة وإبادة جماعية".

وأضاف البيان أن "60 ألف سيدة حامل في القطاع معرضات لخطر الإجهاض ويعانين سوء التغذية"، مؤكدا ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37266 شهيدا و 85102 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وأكثر من 85 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.

اقرأ أيضاًيونيسيف: العدوان الإسرائيلي ينتهك الأطفال في غزة نفسيا وجسديا

القيادة المركزية الأمريكية: تفكيك رصيف غزة العائم للمرة الثانية بسبب الأمواج

واشنطن تفرض عقوبات على متطرفين إسرائيليين بتهمة إعاقة المساعدات إلى غزة

مقالات مشابهة

  • المستشار محمد خفاجي: الإبادة الإسرائيلية تحرم أطفال غزة من الاحتفال بعيد الأضحى
  • «صحة غزة» تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع وقتل 15 ألف طفل
  • الجنرال الصهيوني بحماية الخفير العربي
  • لجان المقاومة: الاحتلال يصعد حرب الإبادة ضد القطاع بتشديد الحصار ومنع دخول المساعدات
  • مأرب تواصل حشودها المنددة باستمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة
  • عشرات المسيرات اليمنية للتنديد بجرائم الإبادة في غزة
  • توجيه تهمة الإبادة الجماعية لفرنسية استعبدت طفلة إيزيدية
  • قلق إسرائيلي من الاتهامات الأممية بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين
  • في اليوم العالمي.. تعرف على فوائد التبرع بالدم
  • مساعٍ حقوقية دولية لمحاكمة مسؤولين أمريكيين وأوروبيين على جرائم الإبادة والتجويع في غزة