جنرال إسرائيلي: حزب الله قادر على اجتياح دولة الاحتلال في 15 دقيقة
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
جنرال إسرائيلي: حزب الله قادر على اجتياح دولة الاحتلال في 15 دقيقة.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
تصعيد إسرائيلي متزامن في غزة والضفة والقدس
غزة- «عُمان»- بهاء طباسي:
يتواصل المشهد الميداني في الأراضي الفلسطينية على وقع خروقات واسعة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تكثّف فيه قوات الاحتلال عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، وتحاصر القدس باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وسط قلق رسمي وشعبي من أن يكون هذا التصعيد مقدمة لجولة جديدة من التوتر الأمني. فمنذ الصباح، سجّلت مناطق عدة في القطاع إطلاق نار وقصفًا مدفعيًا وتحليقًا منخفضًا لطائرات الاستطلاع، فيما استمرت عمليات البحث عن جثة آخر محتجز إسرائيلي، وهو ملف بات يشكل محورًا حساسًا في تحركات الاحتلال الدبلوماسية والعسكرية.
وتشير المعطيات الميدانية الواردة من غزة إلى أن جيش الاحتلال يواصل خروقاته لليوم التاسع والخمسين على التوالي، مُستهدفًا الأحياء الشرقية لمدينة غزة وامتدادات الشريط الساحلي شمالًا، بالتزامن مع عمليات تجريف ونسف منازل ومنشآت مدنية في الزيتون والتفاح وبيت لاهيا، وهي مناطق شهدت دمارًا واسعًا خلال جولات القصف السابقة. وتعمّقت المخاوف الإنسانية بعد تأكيد الطواقم الطبية إصابة نازحين في رفح جراء إطلاق نار على خيامهم قرب مسجد معاوية.
وفي الضفة الغربية، انفجر المشهد الأمني من جديد مع إعلان استشهاد شابين خلال الساعات الأخيرة برصاص الاحتلال قرب قلقيلية، إضافة إلى حملة اعتقالات طالت نحو 30 مواطنًا، وهدم منازل ومنشآت زراعية وتجارية، وتجريف أراضٍ في رام الله ونابلس وسلفيت، في سياق سياسة توسّع استيطاني تتهمها مؤسسات حقوقية بأنها «ممنهجة ومتصاعدة». وتوازى ذلك مع اقتحام أكثر من مائة مستوطن للمسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال، وإقامة الاحتلال مجسمًا كبيرًا لشمعدان «الحانوكاة» على أنقاض حارة المغاربة.
أما القدس، فشهدت صباح اليوم، مشاهد متكررة من التضييق على المصلين، واحتجاز الهويات، واقتحامات لمقار أممية، بينما واصلت فرق الاحتلال عمليات تفتيش وهدم في بلدات عدة محيطة بالمدينة، وسط تحذيرات فلسطينية من أن الإجراءات الإسرائيلية تهدف إلى «فرض واقع ديني وأمني جديد» مع اقتراب عيد «الحانوكاة» اليهودي.
قصف مستمر شرق غزة
تؤكد مصادر محلية وشهود عيان لـ«عُمان» أن أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون شرقي مدينة غزة شهدت منذ ساعات الفجر إطلاق نار كثيف من طائرات «أباتشي»، بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف محاور عدة في المناطق الشرقية. كما سُجّل تحليق منخفض لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في المناطق الجنوبية الغربية للقطاع، فيما قالت الطواقم الطبية إن شابًا أصيب بطلق ناري في مواصي رفح بعد إطلاق الآليات العسكرية النار عشوائيًا على خيام النازحين قرب مسجد معاوية.
وفي شمال القطاع، واصلت مدفعية الاحتلال قصف مناطق شرق مخيم جباليا، وتحديدًا في شارعي الترنس والخلفاء الراشدين، حيث تعرضت منازل لحرق ونسف كامل. كما شهدت بلدة بيت لاهيا قصفًا مدفعيًا مكثفًا، إضافة إلى عمليات تجريف واسعة في المناطق التي يطلق عليها الاحتلال «الخط الأصفر».
بحث متواصل عن جثة آخر محتجز الإسرائيلي
إلى ذلك أفاد مراسل «عُمان» بأن فريقًا مشتركًا من الصليب الأحمر وكتائب القسام، إضافة إلى اللجنة الفنية المصرية، يستأنفان عمليات البحث عن جثة آخر محتجز إسرائيلي في حي الزيتون. وتعد هذه العملية الخامسة من نوعها، بعد نجاح الجهات الثلاث في استخراج جثامين محتجزين إسرائيليين قُتلوا داخل غزة بفعل نيران الجيش الإسرائيلي خلال حرب السابع من أكتوبر.
جاء ذلك بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات «هيرمز 450» و«هيرون تي بي» فوق المناطق الشرقية والغربية من رفح وخان يونس، فيما شن الطيران الحربي غارات عنيفة على مناطق داخل «الخط الأصفر» شرقي خان يونس، ما أدى إلى نسف منازل ومنشآت تعود لمواطنين نزحوا مرارًا خلال الأشهر الماضية.
غارات جديدة على الوسط والجنوب
إلى جانب القصف المتكرر شمالًا، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت شرق مخيم المغازي وسط القطاع، دون الإعلان عن وقوع إصابات. وفي جنوب غزة، نسفت قوات الاحتلال عددًا من المباني شمال رفح، وأطلقت آلياتها العسكرية النار قرب محور موراج، فيما سجلت مناطق عدة شرق خان يونس غارات متزامنة.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الصحة في غزة وصول خمسة شهداء و11 مصابًا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مع الإشارة إلى وجود ضحايا ما يزالون تحت الركام وفي الطرقات. ومنذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر 2025، ارتفع عدد الشهداء إلى 376، فيما بلغت الإصابات 981، أما أعداد المنتشلين فبلغت 626. وترفع هذه الأرقام الحصيلة الإجمالية لضحايا العدوان منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 70,365 شهيدًا و171,058 إصابة.
قصف لا يتوقف رغم الهدنة
يقول محمد علي. (نازح من الشجاعية) إن القصف شرقي المدينة يتواصل بشكل متقطع، لكنه «أصبح أكثر حدة في الأسبوع الأخير»، مضيفًا: «كنا نظن أن الهدنة ستخفف الضغط علينا، لكن الطائرات تحلق فوق رؤوسنا طوال الوقت، وتعود أصوات المدفعية كأننا في قلب المعركة».
ويضيف لـ«عُمان» أن الأهالي يعيشون «قلقًا مضاعفًا»، إذ يخشون أن يتحول أي تصعيد موضعي إلى عملية عسكرية واسعة، خصوصًا بعد رصد تحركات للآليات قرب الحدود الشرقية وتزايد إطلاق النار على مناطق النازحين.
تصعيد في الضفة.. شهداء واقتحامات وهدم واسع
بدورها سجلت مدن وقرى الضفة الغربية تصعيدًا لافتًا، حيث أعلنت وزارة الصحة استشهاد الشابين براء بلال قبلان ومؤمن نضال أبو رياش برصاص الاحتلال قرب عزون شرق قلقيلية، بينما أصيب الشاب محمد سعيد طه حسين وتم اعتقاله. وبحسب الهيئة العامة للشؤون المدنية، فإن الاحتلال احتجز جثماني الشهيدين، في سياسة باتت تتكرر بشكل يومي خلال الأسابيع الماضية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات عدة في رام الله وطولكرم والقدس وجنين، واعتقلت نحو 30 مواطنًا بينهم أسرى محررون، فيما هدمت منزلين ومنشأة زراعية في بدرس غرب رام الله، وهدمت مشطب سيارات في حوارة جنوب نابلس، ومتنزها وملعب كرة طائرة في مخماس شمال شرق القدس، وثلاث منشآت تجارية في حزما.
«الجرافات لا تغادر»
يقول عمر بدارنة. من قرية بدرس إن الجرافات الإسرائيلية «تدخل القرية بشكل شبه يومي»، مضيفًا: «لا نستوعب حجم ما يجري؛ هدموا منازل وجرفوا أراضي، وكل ذلك بحجة الإجراءات الأمنية. لم يبقَ لنا سوى مساحات صغيرة نزرعها، ومع هذا يخبروننا أن المزيد سيُزال قريبًا».
ويؤكد لـ«عُمان» أن الأهالي يعيشون حالة إنذار دائم، إذ تتزامن عمليات الهدم مع اقتحامات مفاجئة واعتقالات تطال شبانًا من القرية والقرى المجاورة.
المسجد الأقصى تحت الحصار
في القدس، اقتحم أكثر من 105 مستوطنين المسجد الأقصى من باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال التي فرضت قيودًا مشددة على دخول المصلين واحتجزت هوياتهم. وجابت مجموعات المستوطنين باحات المسجد، ونفذت طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية.
وتستعد جماعات «الهيكل» لتنفيذ اقتحامات أكبر مع بدء عيد «الحانوكاة» في 14 ديسمبر، في وقت أنزلت فيه آليات الاحتلال مجسمًا ضخمًا للشمعدان على أنقاض حارة المغاربة، وسط تحذيرات فلسطينية من «محاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني».
«الاقتحامات أصبحت جزءًا من يومنا»
تقول رائدة ريناوي. (مقدسية من البلدة القديمة) إن القيود المفروضة على دخول الأقصى «أصبحت أقسى من السابق»، مضيفة لـ«عُمان»: «نقف ساعات عند البوابات، بينما يدخل المستوطنون بسهولة تحت حماية الجنود. يشعر الناس أن الهجمة ليست دينية فقط، بل محاولة لاقتلاع الوجود الفلسطيني من المكان».
وتؤكد أن السكان يعيشون «توترًا مضاعفًا» مع اقتراب عيد الحانوكاة، إذ تتصاعد فيه عادة وتيرة الاقتحامات والإغلاقات والإجراءات الأمنية.
تصعيد استيطاني.. تجريف 61 دونمًا في سلفيت
أصدرت قوات الاحتلال قرارًا يقضي بتجريف واقتلاع الأشجار البرية وأشجار الزيتون في عدة أحواض من أراضي قرية مردة بمحافظة سلفيت، بمساحة تصل إلى 61 دونمًا، بحجة «إجراءات أمنية». ووصفت حركة حماس هذا الإجراء بأنه «تصعيد استيطاني خطير ضمن مخطط الضم والتهجير»، خصوصًا أنه يتزامن مع اقتلاع أكثر من ألف شجرة زيتون في قريوت جنوب نابلس، وسرقة خيام وبركسات في تجمع الخلايل برام الله.
كما كثّف المستوطنون عمليات التجريف في عصيرة القبلية جنوب نابلس، فيما أقام الاحتلال سياجًا عازلًا يفصل بلدة حزما عن الشارع الاستيطاني وأراضيها الواسعة، في خطوة يقول الأهالي إنها «تسلبهم مساحات زراعية حيوية».