صحيفة الاتحاد:
2025-05-25@17:06:49 GMT

«مزرعة إكسبو».. عودة إلى الطبيعة

تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
ضمن فضاء «مزرعة إكسبو» التي تتألق في «كوب 28»، يفيض المكان بالسحر والجمال، وبروائح النباتات العطرية الخضراء التي تبهج الزوار من مختلف أنحاء العالم، وتمنحهم فرصة الاطلاع على أنواعها ونموها بهذه الأرض الطيبة التي تحولت بالإرادة والإصرار من صحراء قاحلة إلى حقول خضراء يانعة، تخاطب الحواس، ضمن تجربة تعليمية ترفيهية تحاكي الأجواء الريفية، ومنصة مستدامة تدعو إلى العودة للطبيعة.

 

حقول مصغرة 
عندما يجول الزائر في «مزرعة إكسبو» بحديقة الفرسان، يمر عبر ممرات مزينة بالنباتات، تفضي إلى حقول مصغرة مفتوحة تزخر بمختلف المحاصيل من طماطم وبطاطا وبصل وجزر وقرنبيط وبروكلي وطماطم، وباذنجان وذرة ونعناع وبقدونس، وغيرها الكثير من الورقيات الخضراء اليانعة، ليستمتع بأجواء طبيعية خلابة، ويضطلع على أحدث التقنيات الزراعية، مع إمكانية تناول الطعام الطازج الذي يأتي من المزرعة مباشرة للمطبخ ضمن ورشة «الطي المفتوح»، إلى جانب المحاضرات والورش التعليمية الزراعية، وكلها عناصر مجتمعة توفر للضيوف السعادة والمتعة، من خلال التواصل مع الطبيعة والتوعية بأهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي عبر الزراعة في البيت أو في الشرفات، في دعوة لاستثمار المساحات مهما كانت صغيرة. 

زراعة متجددة
المزرعة المستدامة النموذجية في «إكسبو دبي»، تزخر بشتى أنواع الخضراوات والورقيات، وتقدم تجربة فريدة للاستمتاع بالطبيعة، فهي مبادرة تتبنى الزراعة المتجددة ونهجاً متقدماً لتحسين الموارد وعدم استنزافها؛ بهدف مواجهة التحديات البيئية للزراعة التقليدية، في ظل ندرة المياه والمناخ الحار والتوسع الحضري، داعية جميع أفراد المجتمع للانضمام إلى تجربة تفاعلية ممتعة، والتعرف على قدرات تخزين الكربون في التربة، وإظهار كيف يمكن للمدن النامية الاعتماد على الأغذية المحلية لتحقيق الوفرة دون هدر.

حلول مستدامة
مي شلبي مديرة الاستدامة في مدينة إكسبو دبي، قالت إن فكرة «مزرعة إكسبو» بدأت بالتزامن مع استحداث مدينة مستدامة، قليلة الانبعاثات الكربونية، فكانت هذه المزرعة العضوية التي تحقق الاكتفاء الذاتي وتشكل نموذجاً زراعياً يُحتذى به، بهدف عدم الاعتماد على الأطعمة المستوردة ذات الانبعاثات الكربونية العالية، حيث إن عملية التغليف والتصدير تقلل من جودة المحاصيل، ومع ازدياد عدد السكان يتم استنزاف الغابات من أجل توفير المزارع، وأضافت «لهذا فكرنا في هذا الحل المستدام، لاسيما أن الناس في المستقبل قد يسكنون المدن أكثر من الريف، فاتجهنا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بإنشاء مزارع أكثر في أماكن مفتوحة مأهولة بالسكان، وبكل هذه المعطيات جاءت فكرة هذه المزرعة، بالتعاون مع شركات محلية ودولية لديها ابتكارات وخبرات في هذا المجال».

أقسام
وأضافت مي شلبي: «تعمل مزرعة مدينة إكسبو دبي على توضيح مفهوم النظم الغذائية المستدامة، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2051، وتشكل نموذج اختبار للحلول المناخية التي تقدمها، لإيمانها بأن الابتكار والتعاون مع شركاء محليين ودوليين يمكن أن يحقق مستقبلاً أفضل للبشر والكوكب، موضحة أنها تنقسم إلى عدة أقسام، منها مزرعة خارجية عضوية، بالشراكة مع شركتين محليتين، وتتضمن نباتات محلية وصحراوية وطبية، وتوفر الماء وتتحمل درجة الحرارة في الصيف، وهناك قسم الفحم الحيوي العضوي، الذي يتمتع بعدد من التطبيقات الزراعية والقائمة على الطبيعة، فعلى سبيل المثال عند إضافة هذا الفحم الحيوي للتربة الرملية يسهم في تحسين حفظ المياه والعناصر الغذائية، ويتيح للنباتات والمحاصيل الزراعية والأشجار النمو والازدهار، ويساهم في زيادة الإنتاجية الزراعية من المحاصيل، كما أن لديه قدرة على تنقية المياه والتربة الملوثة نتيجة الأنشطة البشرية الخاصة بالتعدين واستخراج الوقود الأحفوري ومكبات النفايات، ويُمكن الحصول على الفحم الحيوي من حرق مخلفات المحاصيل الزراعية، لتكون الاستفادة مضاعفة.

تحتفظ بالماء أكثر 
وفي سياق حديثها عن أركان مزرعة إكسبو دبي، أشارت مي شلبي إلى أن هناك قسم «الزراعة الداخلية» العمودية المائية، بالتعاون مع شركة عالمية في مجال التقنيات الزراعية، موضحة أن الزراعة العمودية تُعيد تدوير الماء وتستهلك أقل من 90 إلى 95 من ماء الري التقليدي، وهذا أمر مهم وحيوي بالنسبة للمناطق الصحراوية، لافتة إلى أن هناك أيضاً تعاوناً مع شركة عالمية أخرى لجمع الرطوبة من الجو وتحويلها إلى ماء يمكن استعماله في الشرب أو ري الورقيات والخضراوات ذات المساحات الصغيرة، مما يجعلها حلاً مثالياً للزراعة في البيوت والشرفات والأسطح، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، كما تضم مزرعة مصغرة للفطر تصلح للبيوت، وهي عبارة عن ثلاجة تم تعديلها لتناسب بيئة إنتاج الفطر، حيث يتم استعمال «بقايا» البن الذي يتم جمعه من المقاهي القريبة من المدينة ومخلفات النخيل، كتربة وسماد للمشروم، الذي يحتاج إلى القليل من الماء والعناية، وهو من الغذاء الصحي والغني بالبروتين، والذي يمكن استخدامه كبديل للحوم.

أخبار ذات صلة الإمارات: أهمية التعاون لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ذياب بن محمد بن زايد: الأطفال عماد المستقبل والأمل في غدٍ مشرق مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

فحم حيوي مستدام
قالت مديرة الاستدامة في مدينة إكسبو دبي، إن المزرعة تستخدم الفحم الحيوي والمستدام، الذي يتم إنتاجه من مواد نباتية ويتم تخزينه في التربة كوسيلة لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لتحسين التربة، والذي تقدمه «أهيلثير إيرث»، التي تستخدم الأسمدة الطبيعية من مصنع الإمارات للأسمدة البيولوجية لتعزيز التربة وتغذية المحاصيل، وكحل مبتكر للمياه في البيئات القاحلة، تجمع تقنية «مونتانا تكنولوجي» الرطوبة من الجو وتحولها إلى ماء، مما يجعل الغلاف الجوي مصدراً مائياً متجدداً وثابتاً، كما يتم استخدام بقايا القهوة لزراعة الفطر بالتعاون مع شركة «بلو فارم» ومقرها الإمارات، تتميز المزرعة بمساحات مظللة بألواح الطاقة الشمسية لاستضافة ورش العمل التعليمية وجلسات الاستدامة مع الخبراء، كما يرحب مقهى المزرعة بالزوار للانضمام إلى دروس الطبخ مع أشهر الطهاة لإعداد وجبات مغذية ومستدامة.

من المزرعة للمائدة
«من المزرعة إلى المائدة»، توفر للمطاعم الحصول على متطلباتها مباشرة من المزارعين المحليين، حيث يقوم الطهاة بإعداد قوائم غذائية بناء على المنتجات الموسمية للمزارعين، لتصل هذه المكونات طازجة إلى المطبخ في وقت قصير، وبتبني هذا النهج بدأت مزرعة مدينة إكسبو في إنتاج الأطعمة لمنافذ الطعام الخاصة بها، ووفرت للزوار فرصة الاستمتاع بالطعام المنتج محلياً بمقهى المزرعة، إضافة إلى تنظيم ورش تعليمية تستقبل الأطفال يومياً، فضلاً عن محاضرات يقدمها خبراء في الزراعة، ومزارعون محليون ليتحدثوا عن خبراتهم وتجاربهم ويطلعوا الجمهور على أسرار الزراعة الناجحة في الإمارات.

نصائح
إلى جانب المساحات الخضراء والمنصات التفاعلية، توفر مزرعة إكسبو المعلومات الزراعية التي يمكن الاسترشاد بها، وتنصح بتناول المأكولات الطازجة العضوية المحلية، وتجنب هدر الطعام وتدوير بقاياه وتحويله إلى أسمدة، مع ضرورة تناول الخضراوات والفواكه الموسمية، والعمل على تنوع المحاصيل الزراعية وتناوب مواسمها من أجل استمرار خصوبة التربة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كوب 28 مؤتمر الأطراف الإمارات دبي مدينة إكسبو دبي الاکتفاء الذاتی مدینة إکسبو إکسبو دبی

إقرأ أيضاً:

عمار النعيمي يزور جناح الإمارات في إكسبو ‏أوساكا‏

زار سموّ الشيخ عمّار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، جناح دولة ‏الإمارات في معرض "إكسبو 2025 أوساكا" ـ اليابان، الذي تُعقد فعالياته في الفترة من 13 أبريل إلى 13 ‏أكتوبر 2025 تحت شعار "ابتكار المستقبل لتحسين حياة المجتمعات".
‏واستمع سموه إلى شرح مفصل حول ما يقدمه جناح الإمارات من محتوى يحكي قصة الدولة من تراثها الغني ‏وثقافتها الأصيلة، وصولاً إلى ابتكاراتها الرائدة باستكشاف الفضاء، والرعاية الصحية، والتقنيات ‏المستدامة.‏ورافق سموّه خلال الزيارة، الشيخ عبد العزيز بن حميد ‏النعيمي، رئيس دائرة التنمية السياحية في عجمان، والشيخ راشد بن عمار النعيمي، نائب رئيس نادي ‏عجمان الرياضي، الدكتور مروان عبيد المهيري، مدير عام الديوان الأميري، والدكتور ‏سعيد سيف المطروشي، أمين عام المجلس التنفيذي بعجمان، ويوسف النعيمي، مدير عام دائرة ‏التشريفات والضيافة، وعدد من كبار المسؤولين.‏وأكد سموّ ولي عهد عجمان، أن مشاركة دولة الإمارات في "إكسبو 2025 أوساكا"، تجسد قدرتها ‏على الريادة في الابتكار، وتشكّل منصة شاملة للتبادل الثقافي والاقتصادي ‏وتعزيز الشراكات المستدامة مع الدول، وتعكس التزامها برؤية مستقبلية مشتركة. ‏وكان في استقبال سموّ الشيخ عمّار بن حميد النعيمي، لدى وصوله جناح الإمارات، شهاب ‏أحمد الفهيم، سفير الدولة فوق العادة لدى اليابان، والمفوض العام لجناح الإمارات في "إكسبو 2025 ‏أوساكا"؛ حيث رافق سموّه في جولة للتعرّف على مكونات الجناح الذي يقام تحت شعار "من الأرض ‏إلى الأثير".‏

واستلهم تصميم جناح الإمارات في "إكسبو 2025 أوساكا" من النخلة، برمزيتها التاريخية والتراثية، ‏حيث يسلط التصميم الضوء على معالجة معاصرة لنمط العريش المستمد من العمارة التقليدية ‏الإماراتية، عبر دمج مخلفات النخيل الزراعية مع براعة النجارة اليابانية، وتتجلى السمة المعمارية ‏الأبرز فيه في "غابة" مؤلفة من 90 عموداً من اليريد، ترتفع حتى 16 متراً، لتشكّل مشهداً بصرياً لافتاً.‏وشدّد سموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، أنّ مشاركة الإمارات في المعرض، تعزز التبادل الثقافي ‏وتروّج لتراثها الغني وقيمها الأصيلة، مشيراً إلى أنّ الإقبال الكبير على جناح الدولة الذي استقبل أكثر ‏من 250 ألف زائر خلال أسبوعين، يعكس جاذبية التجربة الإماراتية عالمياً.‏ولفت سموّه إلى أنّ علاقات دولة الإمارات باليابان تاريخية ومتجذرة؛ إذ يرتبط البلدان بشراكة استراتيجية ‏طويلة تمتد لأكثر من 50 عاماً في قطاعات الطاقة والتجارة والتعليم والثقافة والفضاء والتقنية، ‏مؤكداً أنّ المشاركة في إكسبو أوساكا، تسهم في توطيد علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، وتؤكد ‏على استدامة الحضور الإماراتي في المعارض الدولية، وبناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة. ‏والتقى سموّه، لدى زيارته منصة "مستكشفو الفضاء"، معالي الدكتور سلطان النيادي، وزير الدولة ‏لشؤون الشباب ورائد الفضاء الإماراتي؛ حيث تبرز المنصة إنجازات الدولة في مجال استكشاف الفضاء، ‏والتزامها الراسخ بدفع عجلة التقدّم الجماعي وتمكين الأفراد بالبحث العلمي والابتكار وتفعيل دور ‏الشباب.‏

أخبار ذات صلة رئيس وزراء اليابان: سنواصل محادثات الرسوم الجمركية مع أميركا منال بنت محمد: دعم حضور المرأة الإماراتية في المحافل الدولية

وفي ختام الزيارة، وجه سموّ ولي عهد عجمان الشكر إلى فرق العمل والمتطوعين المشرفين على الجناح، وأثنى على جهودهم، كما قدم سموه الشكر لسمو الشيخة مريم ‏بنت محمد بن زايد آل نهيان، التي أشرفت على تصميم الجناح.‏

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • عمار النعيمي يزور جناح الإمارات في إكسبو ‏أوساكا‏
  • أمير تبوك يعتمد الفائزين بجائزة المزرعة النموذجية في دورتها الـ34
  • طريقة حجز أضاحي وزارة الزراعة 2025 وأماكن الشوادر
  • الرهوي: الحكومة ستعمل على تسهيل كل التحديات التي تواجه قطاعي الزراعة والثروة السمكية
  • طرق حجز أضاحي وزارة الزراعة 2025.. تعرف على أماكن توافرها
  • تعرف على طرق حجز أضاحي وزارة الزراعة 2025 وأماكن توافرها
  • وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم
  • بكري: تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية ضرورة وجودية لحماية الأمن القومي
  • علاء فاروق: دعم حكومي شامل للأنشطة الزراعية الصغيرة والمتوسطة
  • قفزة في الصادرات الزراعية من 7 إلى 10.6 مليار دولار في 3 سنوات