دمشق-سانا

لم تمنعها إعاقتها الحركية وجلوسها على الكرسي المتحرك عن المضي قدماً وعدم الاستسلام، بل كانت حافزاً لها لتطوير مهاراتها الفنية ورسم شخصيات قصص الأطفال كما تتخيلها لإدخال السعادة والبهجة إلى قلوبهم.

إنها الستينية سناء قولي التي بينت خلال حديثها لـ سانا أنها خريجة كلية العلوم، ولدت وعاشت بشكل طبيعي، لكن مع بلوغها سن الخامسة والعشرين أصيبت بالشلل، ما أدى إلى تغيير نمط حياتها بشكل كامل، حيث باتت تستخدم العكاز في سيرها لسنوات طويلة، لافتة إلى أنها رغم إعاقتها لم تتوقف عن العمل إلى أن ساء وضعها الصحي واضطرت للجلوس على كرسي متحرك للتنقل من مكان إلى آخر

قولي الفنانة التشكيلية التي تمتلك موهبة الرسم منذ الطفولة لكنها لم تستخدمها بسبب انشغالها بالعلوم الأكاديمية، قالت: “إن تغير وضعها الصحي وجلوسها على الكرسي المتحرك كان دافعا قويا لها للبحث عن عمل جديد يناسبها، حيث بدأت ممارسة هوايتها بالرسم عبر استخدام مخيلتها التي تظهر الصور واللوحات بطريقة فنية جميلة”.

ولفتت إلى أنها استغلت أوقات فراغها، ولا سيما خلال سنوات الحرب ورسمت الكثير من الصور وشخصيات القصص التي تقرؤها، متخذة ركنا صغيرا في منزلها تمضي فيه أغلب وقتها في الرسم، مؤكدة أنها لم تستسلم للمرض رغم وضعها الصحي الصعب ورسمت الكثير من الصور التي عرضتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتحظى بأكثر من فرصة عمل لدور نشر في سورية ولبنان والإمارات العربية المتحدة عبر تقديم اللوحات والرسومات لنصوص القصص القصيرة المستوحاة من خيالها الخصب وتجارب الحياة.

كما أشارت إلى أن لوحاتها حققت انتشاراً وباتت مطلوبة ومرغوبة نظرا لتجسيدها الشخصية بكل تفاصيلها وتعابير وجهها .

وحول طريقة عملها قالت قولي: “إنها في البداية تقرأ النص جيداً وتعطي العنان لمخيلتها لتخيل المشهد ورسمه مراراً وتكراراً حتى تصل إلى الشكل المطلوب”، مضيفة: إنها تجرب رسم المشهد من زوايا مختلفة وباستخدام تكنيك الكولاج لتصل إلى قصة يستطيع أي شخص قراءتها بناء على الصورة، حيث رسمت الكثير من قصص الأطفال واللوحات التي تجذب الأنظار.

أما عن أدوات العمل فلفتت قولي إلى أنها تستخدم الكرتون وقلم الرصاص لإظهار الظلال لتبدو نافرة، كما تستخدم مجموعة من الألوان الزاهية التي تضفي الفرح والسعادة في القلوب وتريح النظر وتجذب الكبار قبل الصغار، مشيرة إلى أنها ترسم كل قطعة بلون ثم تقوم بتطبيق هذه القطع على اللوحة الأساسية بعد وضع المواد اللاصقة عليها.

ونوهت قولي بدعم زوجها لها ومساعدتها في التسوق وشراء أدوات العمل، إضافة إلى تسويق أعمالها الفنية، ولا سيما أن عملها يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً فبعض اللوحات تحتاج إلى أكثر من أسبوع لتكون جاهزة، فيما تحتاج اللوحات الكبيرة إلى وقت أطول.

واختتمت قولي حديثها بالقول: “إن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر وليست الجسد، فالإنسان الذي يمتلك فكرا يستطيع أن يحجز لنفسه مكاناً، ويحول محنته إلى فرصة يحقق من خلالها ذاته، ويكون فردا ناجحا ومنتجا في المجتمع”.

سكينة محمد وامجد الصباغ

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: إلى أنها إلى أن

إقرأ أيضاً:

الفارس الشهم 3 تواكب احتفالات الإمارات بعيد الاتحاد بزفاف 54 عريساً من قطاع غزة

واكبت عملية "الفارس الشهم 3" احتفال دولة الإمارات بعيد اتحادها الرابع والخمسين بتنظيم عرس جماعي ضم 54 عريساً من قطاع غزة، في خطوة تحمل رسالة أمل ودعم إنساني للشباب والأسر في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.

 

وجاء تنظيم هذا العرس الجماعي تحت شعار "ثوب الفرح"، في إطار مبادرات دولة الإمارات المستمرة لدعم الاستقرار الاجتماعي، وبما يمنح الأسر في قطاع غزة لحظات من الفرح والأمل وسط الظروف الصعبة والتحديات الحياتية اليومية.

وأكد علي الشحي، رئيس البعثة الإماراتية في قطاع غزة أن تنظيم عملية الفارس الشهم 3 لحفل زفاف 54 عريساً من قطاع غزة يترجم نهج دولة الإمارات الثابت التي جعلت من سعادة الإنسان محور سياستها، مشيراً إلى أن مبادرة "ثوب الفرح" تحمل رسالة صمود من أهالي غزة، وتؤكد أن الفرح أقوى من الركام، وأن الأمل قادر على أن يعانق الواقع مهما كانت الصعاب.

أخبار ذات صلة الأمم المتحدة تواصل توسيع نطاق المساعدات الإنسانية لسكان غزة وتدعو إلى فتح المعابر مصر وقطر تدعوان لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة

وتقدم الشحي بأحر التهاني وأطيب الأمنيات للعرسان الذين أبحروا اليوم في حياة جديدة، راجياً أن يكون زفافهم بداية لمستقبل مشرق، مشيراً إلى أن هذه اللحظات السعيدة تمثل شهادة حية على قدرة الشباب والأسر في قطاع غزة على الاحتفاء بالحياة رغم التحديات اليومية، وتؤكد أن الفرح قادر على أن يزهر في أصعب الظروف.

 

وشهد الحفل، الذي شارك فيه أكثر من 21 ألف شخص من مختلف مناطق قطاع غزة، فقرات فنية وتراثية متنوعة، أبرزها عروض الدبكة الشعبية وأغانٍ فولكلورية تجسد الهوية الفلسطينية، إضافة إلى فقرات موسيقية وعروض ترفيهية أضفت على الاحتفال أجواءً من البهجة والسرور لجميع الحضور.

 

وأعرب عرسان مشاركون في العرس الجماعي عن فرحتهم وامتنانهم لدولة الإمارات على هذه المبادرة الإنسانية النبيلة، مؤكدين أن "ثوب الفرح" أعاد لهم البسمة ومنحهم لحظات لا تُنسى من السعادة والأمل وسط التحديات اليومية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • انتقادات واسعة لمنظمة تستخدم معاداة السامية ذريعة لملاحقة المؤيدين لفلسطين
  • حفل تسليم جوائز التميز الصحفي وتكريم أخبار اليوم لتميزها في تغطية افتتاح المتحف الكبير.. الاثنين
  • حفل تسليم جوائز التميز الصحفى للصحف القومية الاثنين المقبل
  • سقوط عصابة تستخدم 13 طفلا فى التسول بالقاهرة
  • حياة الفهد في حالة صحيّة حرجة.. والجمهور يترقّب تحسّن وضعها
  • الفارس الشهم 3 تواكب احتفالات الإمارات بعيد الاتحاد بزفاف 54 عريساً من قطاع غزة
  • ‫لهذا السبب.. لا تستخدم مُثبطات السعال
  • سائحة بلجيكية تنشر البهجة في الأقصر .. يوم ترفيهي للأطفال محاربي السرطان | صور
  • أخصائي يحذر: 3 عادات صباحية شائعة يمارسها الكثير تدمر البنكرياس وتسرّع الشيخوخة
  • روشان أحمد خالد مقدادي .. كل عام وانت الفرح