توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بأنه سيضطر «إلى التدخل عسكرياً لإبعاد حزب الله لمسافة 40 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية»، فهل تنفّذ تل أبيب تهديدها وتفتح جبهة أخرى خلال أو بعد الانتهاء من معركة غزة؟

أدخلت إسرائيل إلى الخدمة دبابة «الميركافا 4» المتطوّرة مع نظام «THOPHY» المعترض للصواريخ الليزرية منذ 2011 بعد معركة وادي الحجير في جنوب لبنان عام 2006 والتي اصطادت فيها المقاومة في لبنان عشرات الدبابات في ما عُرف يومها بمجزرة الدبابات الإسرائيلية.

مقاومة غزة «تتمنّى» لجيش الاحتلال الدخول في... وحولها منذ يوم لبنان.. صراع «فجوة الخسائر» لا يُطَمئن مودعي البنوك منذ يوم

إلا ان هذا النظام أثبت عدم جدواه في حرب غزة حيث استبدلت إسرائيل الميركافا 4 بالميركافا 3 لأن المقاومة ضربت وأحرقت هذه الدبابات من مسافة صفر أو من مسافة قريبة جداً من دون أن ينطلق نظام الحماية التي تتمتع به هذه الدبابة.

وتتمتع «الميركافا» بمدفع 120 ملمتراً من نوع MG 253 SMOOTHBORE وهو من تصنيع وإنتاج إسرائيل وذات مدى أقصاه 4000 متر (4 كيلومترات).

إلا انه، ومنذ بدء معركة «طوفان الأقصى»، تدخّل «حزب الله» لفتح جبهة مُسانَدةٍ ودَعْمٍ ونُصْرةٍ للشعب الفلسطيني، فاتحاً النار على المواقع الإسرائيلية المتمركزة في القرى السبع ابتداءً والمناطق اللبنانية المتنازَع عليها.

وكلما ذهبتْ إسرائيل إلى أبعد من مسافة 2 إلى 5 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية رداً على ضربات «حزب الله»، كلما قصفت المقاومة في العمق نفسه، وأعلنت عن ذلك لتؤكد لإسرائيل انه يتوجب عليها الالتزام بحدود المعركة التي حدّدها الحزب وانه في حال خرق هذه الحدود أو ضرب المدنيين أو الصحافة، فإن الحزب سيفعل الشيء نفسه ويردّ من دون تردد على إسرائيل.

وقد نتج عن ذلك تهجير عشرات الآلاف من المستوطنين من الحدود الى منطقة إيلات على البحر الأحمر حيث نُصبت خيَم لهم. وقد التقى هؤلاء مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغالانت ليؤكدوا لهما أنهم لن يعودوا إلى منازلهم ما دامت قوات «الرضوان» الخاصة التابعة لـ «حزب الله» موجودة على الحدود، خوفاً من تنفيذ ما هدد به أمينه العام السيد حسن نصرالله «بالدخول إلى الجليل» كما فعلتْ حماس يوم السابع من أكتوبر وهاجمت المستوطنات في غلاف غزة.

ومنذ بداية الحرب، اصطاد «حزب الله» جميع دبابات «الميركافا» المنتشرة على الحدود مع لبنان لدرجة ان العدو الصهيوني أخفى جميع دباباته من الحدود. ودأب الحزب على مهاجمة المواقع الإسرائيلية وأجهزة الإنذار بمعدّل بين 7 إلى 13 هجوماً يومياً، موقعاً خسائر كبيرة في صفوف الصهاينة الذين يتكتمون عن خسائرهم البشرية خوفاً من ردّ فعل الداخل الإسرائيلي الخائف.

ويستخدم «حزب الله» أسلحة متعددة مثل صواريخ «البركان» التي تزن بين 500 كيلوغرام إلى طننين من المتفجرات. واستخدم أيضاً صواريخ الليزر الموجهة المتعددة التي يمتلكها وعلى رأسها الـKORNET 9M133-1TB ونماذج مختلفة يصل مداها إلى أكثر من 8000 متر.

وتالياً يستطيع «حزب الله» تدمير أي دبابة عند تحركها ويطلق صواريخه من كيلومترات عدة قبل أن تدخل هذه الدبابات بمدفعها إلى مرمى الهدف، وهذا ما سيحصل إذا أرادتْ إسرائيل الدخول البري لفرْض إبعاد «حزب الله» عن الحدود لمسافة 40 كيلومتراً.

إذاً فإن الاجتياح البري غير وارد ليبقى الاحتمال الذي قاله نتنياهو عن أنه «يستطيع تحويل جنوب لبنان وبيروت إلى غزة وخان يونس».

وهذا سيتطلب دعماً غير مسبوق من الذخائر الأميركية - الأوروبية التي تتدفق على إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة والتي استطاعت تدمير المنازل والبنية التحتية وقتلت المدنيين ولكنها لم تؤدِ إلى رفْع راية بيضاء واحدة ولا استسلم لها أي مقاتل من المقاومة حتى في مخيم جباليا الذي دخلتْ اليه القوات الإسرائيلية منذ الأيام الأولى، في حين سجّل يوم أمس فقط، 50 عملية بطولية من مقاومي غزة الذين أثبتوا ان جيش الاحتلال يستطيع دخول الأرض ولكنه بعيد عن السيطرة عليها.

إذاً لا شيء يستطيع فرض انسحاب «حزب الله» من الحدود حتى ولو كان المقصود هنا تحويل العاصمة اللبنانية والجنوب إلى أرض محروقة.

ولكن غزة والمقاومة الفلسطينية ليست «حزب الله»، العمود الفقري لـ «محور المقاومة» الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي الإيراني والذي يتمتع بحدود مفتوحة وأدخل من خلال طرق متعددة أكثر الصواريخ فتكاً ودقة.

ولا يحتاج «حزب الله» إلا لتدمير المطارات والموانئ ومنصات النفط والغاز وتحلية المياه ومحطات الكهرباء والثكن العسكرية ومراكز القيادة والسيطرة لإعادة إسرائيل إلى العصر الحجري، كما تستطيع هي أن تفعل كذلك، إذا حصلت على الدعم الأميركي اللازم والذي يترنّح ويتلقى الضربات الموجعة دولياً لدعمه إسرائيل في الحرب التدميرية على غزة.

من هنا، إنها حرب مدمرة. وتعلم إسرائيل ان بضعة صواريخ من «حماس» أخرجت نصف مليون مستوطن من منزله إلى الخارج ليعودوا من حيت أتوا، وهي صواريخ غير دقيقة ولا تملك القوة التدميرية اللازمة.

وتالياً فإن محاولات تل أبيب التهديد لن تجدي نفعاً، ولا محاولاتها الديبلوماسية عن طريق أميركا وفرنسا لتطبيق القرار 1701 الأممي لرؤية الحزب بعيداً عن الحدود ستأتي بنتيجة.

بل إن قرار الحزب بتوسيع الحرب لم يُتخذ بعد فقط لأن المقاومة الفلسطينية ترسل الأخبار اليومية بأنها بألف خير وانها تلقّن إسرائيل درساً في حرب المدن التي ما زالت بأولها.

وتالياً فإن توسيع المعركة لم يُحَدَّد بعد، ومن غير المستبعد ان يأخذ «حزب الله» المبادرة إذا رأى الضرورة لذلك مع الغطاء الشرعي اللازم، لمهاجمة إسرائيل وقصفها وتدمير مواقع معينة، ليوجّه رسالة بأن الأمور تغيرت وكذلك قواعد الاشتباك.

إذاً ما زالت المعركة في بدايتها، وكل الاحتمالات ما زالت على الطاولة، وتهديد إسرائيل لا يقدم ولا يؤخّر شيئاً في القرار.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مدريد/ الأناضول تباينت مواقف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ونظيره الألماني يوهان ديفيد فادفول، بشأن غزة، خلال لقائهما في مدريد. وفي المؤتمر الصحفي المشترك، الاثنين، بدا أن القاسم المشترك الوحيد بين ألباريس وفادفول هو تعريف حماس على أنها R

موسكو – التقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، امس الاثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو.

وأفادت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول، أن بوتين استقبل فيدان الذي يزور روسيا، تلبية لدعوة من نظيره سيرغي لافروف.

وذكرت المصادر أن لقاء بوتين وفيدان استغرق حوالي ساعة.

وأوضحت أن الجانبين بحثا الجهود الأخيرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتطورات التي أعقبت مفاوضات إسطنبول التي عقدت في 16 مايو/ أيار الجاري.

كم بحث الجانبان قضايا ثنائية في مجال الاقتصاد والطاقة.

وفي وقت سابق، التقى وزير الخارجية التركي فيدان، فلاديمير ميدينسكي، مستشار الرئيس الروسي، في العاصمة موسكو.

والسبت، ذكرت مصادر بالخارجية التركية للأناضول، أن فيدان سيزور روسيا الاثنين في زيارة تستمر يومين تلبية لدعوة نظيره سيرغي لافروف.

وفي 15و16 مايو/ أيار الجاري استضافت إسطنبول مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل إلى اتفاق على تبادل ألفي أسير بين البلدين.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • مدريد/ الأناضول تباينت مواقف وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ونظيره الألماني يوهان ديفيد فادفول، بشأن غزة، خلال لقائهما في مدريد. وفي المؤتمر الصحفي المشترك، الاثنين، بدا أن القاسم المشترك الوحيد بين ألباريس وفادفول هو تعريف حماس على أنها R
  • ذكرى التحرير..راية الشهيد القائد نصر الله ستبقى مرفوعة حتى زوال الاحتلال
  • لبنان أمام مهلة محددة لايجاد حل نهائي لمسألة السلاح... حزب الله: المقاومة باقية ومستمرة
  • قاسم: الاحتلال ارتكب 3300 خرقا منذ بدء وقف إطلاق النار في لبنان
  • أمين عام حزب الله: اليمن قدم نموذجا في الصمود أمام العدوان الأمريكي والاسرائيلي
  • قاسم: الاحتلال ارتكب 3300 خرق منذ بدء وقف إطلاق النار في لبنان
  • امين عام حزب الله : اليمن هزم امريكا والحرب لم تنته بعد
  • أمين عام حزب الله: الحرب مع إسرائيل لم تنته
  • مسؤولون: إن بدأت العملية البرية الشاملة بقطاع غزة فلن تنسحب إسرائيل من المناطق التي تدخلها حتى بعد التوصل لاتفاق
  • القومي في عيد التحرير: المقاومة مستمرة