الوعي البيئي في الإمارات مسؤولية مجتمعية تستبق التحديات المناخية وتعزز جهود حماية الموارد الطبيعية
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
تمتلك دولة الإمارات تجربة ناجحة في مجال رفع مستوى الوعي البيئي الموجه لمختلف شرائح المجتمع، ويتصدر الاهتمام بالقضايا البيئية الأولويات الوطنية منذ تأسيس الدولة، من خلال الخطط والاستراتيجيات التي تضمن استباق ومواجهة التحديات المناخية، وتحافظ في الوقت نفسه على الموارد الطبيعية من الاستنزاف أو الهدر.
وشرّعت دولة الإمارات منظومة قانونية محكمة لحماية البيئة، حيث حرصت على ضبط التصرفات المهددة للبيئة سواء من الأفراد أو المؤسسات، وعزّزتها بمبادرات تثقيفية وحملات توعية وبرامج بيئية إرشادية تم توجيهها لجميع فئات المجتمع.
وحرصت الدولة على الارتقاء بمستوى الوعي البيئي لدى أبناء الإمارات، من خلال تبني التعامل مع قضايا البيئة بوصفها ثقافة ومسؤولية مجتمعية، بحيث يتفاعل الأفراد من خلالها مع أدوارهم في حماية البيئة وصون الطبيعة.
ولم تنحصر التوعية البيئية في ورش أو برامج توعية مؤقتة، بل تم ترسيخها في بنية المجتمع لتصبح جزءاً أساسياً من المناهج التعليمية والمقررات الدراسية للطلبة، وذلك لإعداد أجيال تنهض بدورها في حفظ وصون الطبيعة.
وخلال العام الجاري، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” 2023 “عام الاستدامة” في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت شعار “اليوم للغد” ليكون جزءاً مهماً في هذه المنظومة التوعوية التي تسعى من ورائها دولة الإمارات إلى إبراز أهمية تراثها الحافل منذ تأسيسها في إطلاق وتبني المبادرات المستدامة، فضلاً عن نشر الوعي بقضايا حماية البيئة واستدامة الموارد وفتح الباب لمزيد من مشاركات أبناء المجتمع في الجهود الوطنية المرتبطة بقضايا حماية البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي.
وتتماشى هذه الجهود مع محور الأثر ضمن حملة “استدامة وطنية”، التي تسعى لنشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية في دولة الامارات، تزامناً مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”، حيث تستهدف الحملة تعزيز مفهوم الوعي البيئي في المجتمع، وتشجيع مشاركته في الجهود التي تسعى للحد من آثار التغير المناخي.
مبادرات تعليمية موسعة
وتعتبر مبادرات التوعية المجتمعية بقضايا البيئة الموجهة إلى طلبة المدارس، إحدى أهم المبادرات التوعوية، وتبرز في هذا الخصوص سلسلة برامج التعليم والتوعية البيئية الرائدة التي نفذتها هيئة البيئة – أبوظبي على مدى أكثر من 20 عاماً، ونجحت من خلالها في تحقيق العديد من الإنجازات، حيث بدأت الهيئة جهودها في التعليم البيئي في عام 1998 بحافلة بيئية كانت تجوب المدارس الحكومية والخاصة لزيادة الوعي حول التنوع البيولوجي لدولة الإمارات، ومنذ ذلك الحين طورت الهيئة برامج تعليمية تستهدف أكثر من 85% من المدارس الحكومية والخاصة بالإضافة إلى برامج توعوية تستهدف مختلف فئات المجتمع حتى أصبح لديها اليوم مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية والتوعوية التي حازت على العديد من الجوائز ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضاً على المستوى الدولي.
وأعلنت هيئة البيئة – أبوظبي العام الماضي عن إطلاق منصة “ التعليم الإلكتروني الخضراء”، التي تعتبر أول أداة تعليمية إلكترونية مخصصة للمواضيع البيئية في الشرق الأوسط، والتي تهدف إلى تعزيز المعرفة والوعي البيئي؛ مع التركيز بشكل خاص على البيئة المحلية في إمارة أبوظبي وسبل المحافظة عليها، وذلك في إطار سعيها لتوفير وسيلة تعليم إلكتروني رائدة عالمياً في مجال القضايا البيئية.
وتعاونت هيئة البيئة – أبوظبي مع شركة “دو” لتأسيس شراكة رائدة تهدف إلى تسخير أحدث التقنيات الرقمية لجمع أكثر من 12 مبادرة من المبادرات البيئية طويلة الأمد لتسهيل نشر المحتوى وزيادة المشاركة ورفع الوعي البيئي.
وأطلقت هيئة البيئة – أبوظبي بالشراكة مع شركة بروج، وتوتال للطاقة، وشركة أدنوك، سلسلة حلقات صوتية “بودكاست” بعنوان “مثقف بطبيعته”، بحيث تركز السلسلة على موضوعات بيئية مهمة، ويجري نشر حلقة جديدة كل أسبوعين مع استضافة خبير بيئي ليشارك معرفته وخبرته في الـ”بودكاست” والتي يجري بثها من خلال الموقع الإلكتروني لمبادرة الجامعات المستدامة التابعة لهيئة البيئة – أبو ظبي والموجهة لفئة الشباب.
كما وضعت الهيئة برامج خاصة تستهدف فئة الشباب، وتتضمن برنامج “شباب البيئة” الذي يهدف إلى تمكين شباب الإمارات من أن يصبحوا قادة المستقبل في البيئة من خلال توفير الخبرة التدريبية واصطحاب الخبراء والسماح لهم بالتعبير عن آرائهم وأفكارهم ومقترحاتهم حول مواضيع تتعلق بالبيئة والاستدامة من خلال منصات وأنشطة مختلفة.
وأطلقت هيئة البيئة – أبوظبي العام الماضي برنامج المراقب البيئي للشباب “مرشد” الذي يحفز الشباب على التطوع ليكونوا مراقبين بيئيين.
تعزيز دور الأسرة
وركزت المبادرات التوعوية أيضاً على دور الأسرة في دعم مبادرات الدولة لتعزيز الاستدامة والحفاظ على البيئة واستدامة الموارد، وفي هذا الإطار تبنت مؤسسة التنمية الأسرية، بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، مجموعة من المبادرات الهادفة إلى رفع الوعي المجتمعي تجاه القضايا البيئية وآثارها المستقبلية على الأجيال القادمة وتنمية الشعور بالمسؤولية المجتمعية للأسرة.
ونظمت المؤسسة ملتقى الاستدامة الاجتماعي، وعمل الملتقى على نشر الوعي بقضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المجتمع على المشاركة في تحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال تنفيذ عدد من الورش والفعاليات التي تدعم تغيير سلوك الأسرة نحو الاستدامة، لتصبح نمط حياة أفراد الأسرة والمجتمع، وركز الملتقى على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الاستهلاك المسؤول، والحفاظ على البيئة، والعمل المناخي، وبلغ عدد المستفيدين أكثر من 2835 مشاركاً.
كما نفذت المؤسسة ورش الاستدامة ضمن خدمات دعم تماسك الأسرة استفاد منها 2162 مشاركاً، بينما وصل عدد المشاركين في نادي أطفال وشباب الدار إلى 2568 مشاركاً، ليبلغ إجمالي المستفيدين من خدمات المؤسسة وفق خطتها الداعمة للاستدامة 7565 مشاركاً من المستهدفين.
وتضمنت مبادرات المؤسسة أيضاً نشر الوعي المجتمعي تجاه مفهوم وقضايا الاستدامة البيئية وتأثيرها على جودة حياة الأسرة، وتعزيز الدور الريادي والمسؤولية المجتمعية لأسرة المستقبل في دعم الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة، وحصر وتجديد الموروث الثقافي وممارسات الاستدامة البيئية التي تساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية ووصولها إلى أجيال المستقبل.
حملات وطنية
وخلال العام الجاري تم إطلاق نسخة خاصة من حملة “الإمارات نظيفة” بمناسبة عام الاستدامة بالتعاون بين مجموعة عمل الإمارات للبيئة وكل من وزارة الداخلية، ووزارة التغير المناخي والبيئة، ووزارة تنمية المجتمع وبلدية مدينة أبوظبي، وبلدية دبي، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، ودائرة البلدية والتخطيط في عجمان، ودائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، ومؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية.
وشارك في الحملة أكثر من 6000 شخص يمثلون مختلف الأعمار والجنسيات في الدولة وسجلوا ما مجموعة 24000 ساعة تطوعية تقريباً ونجحوا في تنظيف مساحة 25 كيلومتراً مربعاً في سبعة مواقع على طريق رئيسي يربط استراتيجياً الإمارات السبع.
وكانت مجموعة عمل الإمارات للبيئة قد أطلقت هذه الحملة للمرة الأولى في عام 2002، بهدف غرس الممارسات المستدامة بين مختلف شرائح وقطاعات المجتمع في دولة الإمارات، ونجحت الحملة منذ انطلاقها في جمع 1.604.1588 كجم من النفايات، بمشاركة أكثر من 907.742 متطوعاً.
كما نظمت بلدية دبي خلال العام الجاري عدداً من المبادرات والفعاليات لرفع مستوى الوعي البيئي لدى فئات المجتمع وتشجيعهم على تبني السلوك البيئي الإيجابي، وشملت ورشاً ومحاضرات بيئية، فضلاً عن إقامة حملات توعية لما يزيد على 2000 طالب من المدارس الحكومية والخاصة في الإمارة.
وأطلقت مؤسسة الفجيرة للموارد الطبيعية العام الماضي 7 مبادرات بيئية متكاملة تحت شعار “الجميع في مُهمّة واحدة”، وتتمثل في مبادرة الحافلة المتنقلة لتعزيز وعي العاملين في المنشآت التعدينية، ومبادرة إنشاء مركز للتدريب، ومبادرة تنظيم ملتقى متخصّص بمجال البيئة والصحة والسلامة، ومبادرة تطوير الدليل الإرشادي الخاص بالمنشآت، ومبادرة توريد أجهزة متطوّرة بهدف قياس الضوابط التشغيلية، وكذلك مبادرة تنظيم حزمة برامج تدريبية حول أفضل النُظُم الإدارية المطبّقة بالمؤسسة ذات الشأن بالمجال البيئي، بالإضافة إلى مبادرة وضع أنظمة للشركات لإدارة المخلفات.
وانعكست ثمار الوعي البيئي في مجتمع الإمارات في التنافس بميادين التطوع في تنظيف البيئة وحمايتها، واستقطبت الدولة هذه المبادرات من خلال منصات حكومية، حيث أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة بوابة التطوع البيئي في عام 2017، كما أطلقت في عام 2018، الحملة التطوعية الأولى على مستوى الدولة “ بيئتي مسؤوليتي الوطنية”، وفي يوليو 2020 أطلقت حملة “صون كنوز الطبيعة البحرية”، والتي هدفت إلى زراعة الشعب المرجانية، بمشاركة العديد من الغواصين، وأطلقت خلال الفترة من 2020 – 2023 سلسلة من الحملات تهدف إلى جمع المخلفات البلاستيكية والورقية والزجاجية والإلكترونية وعلب الألمونيوم.
تحالف إعلامي عالمي
وترسيخاً لدور الإعلام في تعزيز الوعي البيئي أطلقت المُسرعات المستقلة لدولة الإمارات للتغير المناخي، خلال العام الجاري، مجلس الإعلام المناخي الأول، لرفع الوعي حول التغير المناخي، بحيث يوفر منصّة بارزة لإقامة حوار مثمر حول الموضوعات المرتبطة بالمناخ وسط حضور خبراء ومتخصصين، بهدف تبادل المعرفة وإزالة الغموض حول العلوم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتغير المناخي.
كما نظمت وكالة أنباء الإمارات “وام” في فبراير من العام الجاري، ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات في دبي، طاولة مستديرة بعنوان “مستقبل وكالات الأنباء الحكومية ووسائل الإعلام” تناولت موضوع تعزيز الشراكات الثنائية التي تستهدف التعامل مع تحديات التغير المناخي، وشارك فيها ممثلون عن مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية، وتم من خلال هذا الحدث الدعوة إلى إنشاء تحالف إعلامي عالمي من أجل صياغة محتوي إعلامي يستهدف توعية الجماهير في كافة المجتمعات حول تحديات المناخ، ومناقشة سبل تعزيز العمل الإعلامي البيئي وصياغة المفاهيم التي تخص القطاع البيئي عن طريق استخدام لغة خطاب جديدة وبسيطة، وتقديم محتوى إخباري يساهم في خلق رأي عام مطلع على ما يمر به العالم من تحديات مترتبة على تداعيات التغير المناخي.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ختام «الشهر الوطني» برصيد حافل بفعاليات مجتمعية ومؤسسية مبتكرة
بعد 30 يوماً من الفعاليات التي توّجتها مشاعر الفخر والانتماء، اختتمت فعاليات «الشهر الوطني»، الذي انطلق بتوجيهات سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، في الثالث من نوفمبر الماضي، وللعام الثاني على التوالي، وبتنظيم «براند دبي» الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وبالتعاون مع أكثر من 250 جهة حكومية وشبه حكومية وخاصة، ، متضمناً العديد من المظاهر الاحتفالية بمناسبات وطنية غالية بدأت بيوم العَلَم، وصولاً إلى الاحتفال بعيد الاتحاد الـ54.
وكانت حملة «زايد وراشد» بمثابة المظلة التي ضمّت العديد من الفعاليات والمبادرات على امتداد الشهر كاملاً، استحضاراً للإرث الوطني الكبير للمغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وعرفاناً بالجميل لما قدماه للوطن من عطاء، وما أرسياه من أسس قام عليها صرح اتحاد دولة الإمارات، وشكلت القاعدة الراسخة التي انطلقت منها الدولة في مسيرة تنمية وتطوير شاملة.
ومع ختام الشهر الوطني، أعربت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة دبي، عن بالغ الشكر والتقدير لجميع الشركاء الاستراتيجيين، الذي كان لهم دور محوري في إنجاح أهداف شهر كامل من الفعاليات، هدفت إلى ترسيخ القيم الرفيعة التي تشكّل السياج، الذي يحمي مستقبل الوطن من ولاء وانتماء وارتباط بالهوية، مؤكدةً أن تكامل العمل المؤسسي هو أحد أهم مقومات نجاح الفعاليات الكبرى في دبي.
وقالت: «نعتز بدورنا في تنسيق تجربة مُلهِمة تبارت فيها الجهود لإبراز مدى الاعتزاز بالهوية الإماراتية، وعمق الانتماء للوطن، والحرص على الاحتفاء بمناسبات مهمة تشكّل نقاطاً مضيئة في رحلة تنمية وسباق مع الزمن انطلقت في العام 1971 نحو مستقبل ملؤه الطموح والإصرار على النجاح.
وأكدت أن حجم المشاركة المجتمعية والتفاعل واسع النطاق من مختلف فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين، وكذلك من خارج الدولة، كانت الجائزة التي كلّلت جهوداً تواصلت على مدار شهر كامل، وذلك بفضل تكامل الأدوار واستلهام القيم، التي انطلقت منها مسيرة الإمارات التي وصلت من خلالها اليوم إلى مكانة أهّلتها أن تكون جديرة بالمشاركة في صُنع مستقبل العالم.
وقالت إن تكامل فعاليات الشهر الوطني يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة، وحرصها على استنهاض طاقات المجتمع، وتمكين الشباب ليكونوا شركاء فاعلين في صياغة مستقبل الإمارات، وسيظل تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم الإماراتية الأصيلة أحد أهم المحاور الأساسية في عملنا، ودافعاً لمزيد من المبادرات التي تعكس وجه الإمارات الحضاري.
من جهتها، أكدت شيماء السويدي، مدير براند دبي، أن التعاون الكبير من قبل الجهات الحكومية وشبه الحكومية في دبي كان من أهم أسباب نجاح المبادرة، تأكيداً لنهج دبي الثابت في العمل بروح الفريق الواحد، معربة عن الاعتزاز بالشهر الوطني كمبادرة تسهم في تحويل المناسبات الوطنية إلى منصات تُلهِم المجتمع، وتعزز قيمه وتعمّق ارتباطه بهويته، مشيرة إلى أن الشهر الوطني نجح في جمع كل فئات المجتمع حول رسالة واحدة، مفادها أن الجميع شريك في مسيرة الإمارات نحو المستقبل.
وأضافت أن المناسبات الوطنية تمثّل فرصة لاستحضار إرث جيل أجزل العطاء وتفانى في خدمة الوطن، ليكون حافزاً لمواصلة المسيرة بثقة وثبات نحو المستقبل عبر مبادرات تفاعلية تعزز روح المشاركة، وتحتفي بقيم رفيعة ترسّخت في وجدان أبناء الإمارات، مؤكدة أن النتائج التي تحققت هذا العام تعكس إبداع المجتمع الإماراتي وقدرته على ترجمة القيم الوطنية إلى إنجاز ملموس.
وأظهرت إحصاءات الرصد الإعلامي أن نطاق انتشار الحملة يُقدَّر بنحو 2.9 مليار تفاعل، فيما تجاوز عدد مشاهدات مقاطع الفيديو المتعلقة بالحملة 75 مليون مشاهدة، ووصل عدد الأخبار المتداولة على مختلف المنصات الإعلامية الرقمية حول الحملة إلى أكثر من 160 ألف منشور على منصات التواصل الاجتماعي.
من ناحيتها، قالت سارة مرداس، عضو اللجنة التنظيمية لفعاليات الشهر الوطني في دبي، إن «براند دبي» يؤمن أن الاستثمار في الإبداع هو استثمار في الإنسان وفي مستقبل الوطن، معربة عن الفخر بنجاح الحملة في تحويل المظاهر الاحتفالية إلى سرد حيّ يعبّر عن الهوية الإماراتية ويروي حكاية الاتحاد وازدهار الوطن، معبّرة عن سعادتهم بما لمسوه من تعاون لافت من كافة الجهات ومن جانب المجتمع، والذي كان السبب الأهم في إنجاح أهداف الحملة بتفاعله الإيجابي الكبير والواسع النطاق.
أخبار ذات صلةوأوضحت أن الحملة كانت مناسبة مهمة لدعم المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال الأعضاء في مبادرة «بكل فخر من دبي»، حيث وصل عدد تلك المشاريع التي تم التعاون معها خلال الحملة إلى أكثر من 150 مشروعاً، في مواقع حيوية مختلفة في دبي، إضافة إلى مشاريع منزلية في الإمارة.
وبدأت فعاليات الشهر الوطني باحتفالات «يوم العَلَم»، والتي انطلقت في دبي في 30 نوفمبر الماضي، وهو التاريخ الذي حدده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لهذه المناسبة من كل عام، وقد قام سموّه برفع عَلَم الدولة في هذا اليوم أمام مبنى «البوابة» في مركز دبي المالي العالمي.
وبالتعاون بين براند دبي ومركز دبي المالي العالمي، في إطار فعاليات الشهر الوطني، تم تزيين واجهة مبنى «البوابة»، الذي يشكّل المعلم الرئيسي لمركز دبي المالي العالمي، بعمل إبداعي ضخم بارتفاع 50 متراً يحمل صورة المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، طيّب الله ثراهما، بينما مزج التصميم المبدع للعمل رموز الماضي ورؤية المستقبل بعناصر تجسّد إنجازات الإمارات في مجالات الفضاء والابتكار، بالتعاون مع الفنان الإماراتي أحمد بأفضل، الذي صمّم العمل بروح وطنية وإبداعية تُترجم مشاعر الانتماء والاعتزاز بالهوية الإماراتية.
ومع كونها من المعالم الرئيسية لاحتفالات الشهر الوطني، استقطبت «حديقة الأعلام»، التي نفّذها براند دبي في منطقة الشاطئ في أم سقيم 2، آلاف الزوّار من المواطنين والمقيمين والسواح، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية في الحديقة التي ضمت هذا العام 11 ألف عَلَم، رسمت مجتمعة صورة الشيخ زايد والشيخ راشد رحمهما الله تعالى، بطول 60 متراً وعرض 90 متراً.
وإمعاناً في التعبير عن مشاعر الانتماء الوطني، وبمبادرة تعاون في إطارها براند دبي وهيئة الطرق والمواصلات في دبي، تم تزيين عربات «مترو دبي» على طول الخط الأحمر لمترو دبي من محطة «سنتر بوينت» وحتى محطة «إكسبو دبي»، بصور القائدين المؤسسين، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وأبيات من قصيدة «الشعب والقايد» من أشعار صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.
وتزامناً مع احتفالات عيد الاتحاد الـ54، أحيَت «أوركسترا فردوس» النسائية في الثاني من ديسمبر، حفلاً موسيقياً في «بيت الفن» بمدينة إكسبو دبي، بالتعاون بين براند دبي، ومدينة إكسبو دبي، حيث شَدَت الأوركسترا بأغنية «زايد وراشد» التي تم اختيار مقاطعها من قصيدة «الشعب والقايد».
وتم اختيار «أوركسترا فردوس» لما ترمز له، بتنوع الخلفيات الثقافية للعازفات، من الطبيعة العالمية لدبي، حيث شاركت 25 عازفة من حول العالم في تقديم الأمسية الموسيقية ذات الطابع الوطني.
ونفّذ براند دبي بالتعاون مع بلدية دبي، عملاً إبداعياً في الدوار المقابل لمبنى «البرواز»، أحد أهم معالم دبي الحديثة، والواقع عند تقاطع شارع الشيخ زايد وبالقرب من حديقة زعبيل وهو عبارة عن صورة تجمع المغفور لهما الشيخ زايد والشيخ راشد، طيّب الله ثراهما، على مجسم أرضي ضخم قطره 82 متراً في إضافة إبداعية تحمل معاني وطنية مهمة ضمن رؤية شاملة تحتفي بتاريخ الإمارات وتستشرف مستقبلها المزدهر.
وشكّلت «مسيرة الاتحاد» التي نظّمها براند دبي بالتعاون مع لجنة تأمين الفعاليات في دبي، وهيئة تنمية المجتمع في دبي، الحدث الختامي لحملة «الشهر الوطني» حيث استقطبت مع تنظيمها في الثاني من ديسمبر تزامناً مع احتفالات عيد الاتحاد، ما يزيد على 500 مركبة في تعبير رمزي عن مدى الولاء لمسيرة الإمارات التي بدأها الآباء المؤسسون والحرص الأكيد على مواصلتها برؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة.
وتم اختيار نقطة انطلاق المسيرة من أمام «دار الاتحاد» لما لها من مكانة تاريخية، حيث شهدت توقيع وثيقة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورُفع فيها عَلَم الإمارات للمرة الأولى، وصولاً إلى برج العرب، وهو رمز للتقدم الذي وصلت من خلالها دولة الإمارات إلى العالمية.
المصدر: وام