قالت مصادر فلسطينية إن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لا تزال تحتفظ بمعظم قواتها وتخوض ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات "كر وفر" ضمن "حرب عصابات"، بحسب ليفنت كمال في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخلج الجديد".

ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تخوص القسام قتالا بريا ضد قوات الاحتلال، التي بدأت في ذلك اليوم عمليات برية في شمال القطاع وسعتها لاحقا إلى جنوبه حتى مدينة خان يونس.

ليفنت أشارت إلى أنه في الأسبوع الماضي، نشر الجيش الإسرائيلي صورة قال إنها تتضمن أسماء ووجوه قادة "حماس" الذين قُتلوا مؤخرا وكانوا يقودون كتائب وألوية في شمال غزة، لكن "القسام" أكدت فقط استشهاد ثلاثة من قادتها، بينهم أحمد الغندور قائد كتيبة الشمال.

كما زعمت إسرائيل أن نحو 5 آلاف مقاتل، من إجمالي 30 ألف هم عدد عناصر كتائب "القسام"، قُتلوا خلال الشهرين الماضيين.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 18 ألفا و412 شهيدا و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

اقرأ أيضاً

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 8 عسكريين بينهم قائد كتيبة

كر وفر

وقال مصدر فلسطيني، مقرب من القيادة السياسية لـ"حماس" في المنفى، لم يكشف الموقع عن هويته، إن عدد الضحايا بين مقاتلي القسام "منخفض للغاية.. أقل من 10 بالمئة".

وبحسب مصدر فلسطيني آخر مقرب من الحركة فإن "مقاتلي القسام منخرطين في قتال بالمناطق الحضرية يذكرنا بالقتال من منزل إلى منزل الذي شهدناه في مدينة الفلوجة العراقية عام 2004 بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة".

وشدد المصدر، الذي قاتل مع "حماس" حتى عام 2021 عندما أصيب، على أن "ما يحدث الآن في غزة هو نوع من حرب العصابات".

وأردف: "من غير الضروري ومحفوف بالمخاطر تعبئة قوة من الآلاف لهذه الحرب. بالنسبة لعمليات الكر والفر، تكفي فرق سريعة مكونة من عدد قليل من الرجال، وهو ما يقلل أيضا خسائرها البشرية".

ومنذ أن شن الاحتلال غزوه البري، في 27 أكتوبر الماضي، استخدمت "حماس" الكمائن المقامة فوق الأرض والضربات السريعة ضد الدبابات والمركبات العسكرية والدوريات الإسرائيلية.

وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، قال أبو عبيدة المتحدث باسم القسام إن مقاتلي الكتائب دمروا 180 مركبة عسكرية إسرائيلية في الأيام العشرة الأولى، بعد انتهاء الهدنة في الأول من ديسمبر الجاري.

اقرأ أيضاً

أبوعبيدة: دمرنا 180 آلية إسرائيلية بغزة خلال 10 أيام.. والعدو فشل بالشمال والجنوب 

قتال متلاحم

ووفقا لمراد أصلان، الأستاذ المساعد في جامعة حسن كاليونجو والمحلل في مركز أبحاث "سيتا" بالعاصمة التركية أنقرة، فإنه على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت "القسام" تكبدت خسائر كبيرة حتى الآن، إلا أنها تواصل القتال.

وأضاف أن "إسرائيل تتمتع برفاهية حشد الدعم الأمريكي ومواردها الخاصة.. وقد استخدمت بشكل فعال أصول الدعم الجوي والطائرات بدون طيار والدعم الناري، بينما تفتقر حماس إلى الدفاعات الجوية لاعتراضها".

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن لموصلة الحرب في غزة، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يحاصرهم الاحتلال منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

و"في معركة بالأسلحة الصغيرة، يمكن لحماس أن تلحق خسائر بشرية، خاصة في القتال المتلاحم"، كما زاد أصلان.

ومنذ بدء عملياته البرية، أقر جيش الاحتلال بمقتل 105 من ضباطه وجنوده وجرح 600، فيما خسر إجمالا 435 عسكريا منذ اندلاع الحرب.

ويُصر قادة الاحتلال على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال وتدافع عن الفلسطينيين.

وردا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.

اقرأ أيضاً

مندهشون من قوتها.. محلل إسرائيلي: لن يتم تدمير حماس خلال أشهر

المصدر | ليفنت كمال/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: القسام حرب عصابات إسرائيل غزة

إقرأ أيضاً:

حرب غزة.. إسرائيل تتمسك بخطة ويتكوف وسط ضغوط أمريكية وساعات حاسمة للمفاوضات

أكد مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، تمسك إسرائيل بخطة مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن حرب غزة والتي قال إنها “تحظى بموافقة الإدارة الأمريكية”، وواصفًا إياها بأنها "الخطة الوحيدة المطروحة حاليًا".

إعلام إسرائيلي: أكثر من 300 جندي من قوات الاحتياط يرفضون استمرار الحرب على غزةإعلام إسرائيلي: ويتكوف فشل في إقناع نتنياهو بإبداء مرونة في مفاوضات غزة

 وأضاف المكتب أن إسرائيل "مستعدة لبحث شروط إنهاء الحرب في غزة، ولكن فقط بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التي حددها الكابينت الأمني".

وفي تطور لافت، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر رفيعة أن الساعات القادمة ستكون "حاسمة" وقد تشهد إما التوصل إلى صفقة تبادل أسرى أو تصعيدًا جديدًا في العمليات العسكرية.

وأفادت القناة بأن المبعوث الأمريكي الخاص، ويتكوف، قدّم اليوم لرئيس الوزراء الإسرائيلي عدة خيارات لدفع المفاوضات قدمًا.

 ونقل عن مسؤول إسرائيلي مطّلع أن اللقاء تناول ملفات إنسانية وأمنية، بينها شروط وقف إطلاق النار، وتمركز قوات الاحتلال الإسرائيلية خلاله، وضمانات محتملة لحركة حماس بعدم تجدد القتال عقب إطلاق سراح الأسرى.

ورغم الضغوط الأمريكية المتزايدة، نقلت القناة عن مصادر مقرّبة من نتنياهو أن موقفه لم يتغير، مؤكدين: "لن نسمح بإنهاء الحرب قبل تحقيق كامل الأهداف".

من جهتها، كشفت القناة 12 أن الولايات المتحدة عرضت ضمانات على كل من حماس وإسرائيل في محاولة لإنجاح المفاوضات، في حين أشارت القناة 13 إلى أن بعض مقترحات ويتكوف لا تتضمن إنهاء الحرب لكنها "لا تتماشى تمامًا مع المطالب الإسرائيلية".

طباعة شارك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط حرب غزة شروط إنهاء الحرب في غزة صفقة تبادل أسرى حركة حماس

مقالات مشابهة

  • ويتكوف: أمريكا ترفض اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الحرب في فزة
  • حماس تدعو لأيام غضب شعبي عالمي واسع.. التنديد لم يعد كافيا
  • حماس: تقويض نتنياهو لجهود الوسطاء يكشف العقلية الإجرامية لهذا الكيان
  • حماس: نتنياهو يريد حربا بلا نهاية ولا يكترث لمصير أسراه
  • فيديو لكمين نفذته القسام بحي الشجاعية نسيان الماضي / شاهد
  • حماس : نتنياهو يريد حرباً بلا نهاية ولا يكترث لمصير أسراه
  • هذه الفوضى ستنتهي بعد هذه الحرب.. الجيش سينتشر على امتداد خريطة السودان
  • الخارجية الأمريكية: إنهاء الحرب بغزة يصب في مصلحتنا ومباحثات الدوحة مستمرة
  • حرب غزة.. إسرائيل تتمسك بخطة ويتكوف وسط ضغوط أمريكية وساعات حاسمة للمفاوضات
  • حماس: قصف المنازل علي رؤوس ساكنيها لن يجلب لمجرم الحرب نتنياهو أيٍ نصر