منظمات مجتمع مدني في تونس توضح لـعربي21 انتهاكات السلطة بحقها
تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT
قال ممثلو جمعيات ومنظمات منضوية تحت ائتلاف يضم أكثر من 50 جمعية إن هناك توجها واضحا بالتضييق على المجتمع المدني بتونس من طرف السلطة لأجل دفاعها على الحريات والحقوق.
واعتبر الحقوقيون أنه تم المس بكل المدافعين عن الحريات في البلاد، من أحزاب سياسية، وقضاء وإعلام وهيئات دستورية، والدور الآن على منظمات المجتمع المدني.
وحذر ممثلو المنظمات والجمعيات من تنقيح المرسوم 88 والمتعلق بنشاطهم والذي تمت إحالته على لجنة الحقوق والحريات بالبرلمان معتبرين أن النية واضحة لتشويه المجتمع المدني بتهمة تلقي تمويل أجنبي.
وقال ممثل مركز الكواكبي للتحولات الديمقراطية أمين الغالي إن "هناك تواتر خطاب عداء وتخوين للجمعيات وخاصة في المدة الأخيرة، وأجهزة الدولة تغيرت في التعامل مع المجتمع المدني".
واعتبر الغالي في تصريح لـ"عربي21"، أن المجتمع المدني بات محاصرا ويعيش في صعوبات كبيرة في التعامل مع الدولة والعمل ونفاذه للمعلومة".
ولفت المتحدث إلى وجود تخوفات كبيرة من المبادرة التي ستتقدم بها الحكومة والبرلمان في ما يتعلق بتنقيح قانون الجمعيات.
ورأى أن "المجتمع المدني يدفع من خلال الحملة الممنهجة ضده فاتورة دفاعه عن الحقوق في صورة مشابهة لما حصل مع القضاء والأحزاب السياسية" مؤكدا أن هنالك تهديدات حقيقية تواجه كل جسم وسيط مع الدولة".
ووفق الأرقام الرسمية توجد في تونس قرابة 24 ألف جمعية ومنظمة بينها 200 أجنبية.
وقالت ممثلة منظمة محامون بلا حدود نورس الدوزي: "رصدنا منذ انطلاق الخطاب الرسمي الذي يستهدف الجمعيات عديد الانتهاكات التي طالت المجتمع المدني".
وأفادت الدوزي في تصريح خاص لـ"عربي21" بأن أكثر من 27 جمعية تعرضت لحملات تشويه من موالين للسلطة، مشيرة إلى أن هنالك 15 ناشطا يتم التعامل معهم تبعا للمرسوم 54.
والمرسوم 54 الصادر في أيلول / سبتمبر 2022 ينص على عقوبة "السجن مدة 5 أعوام وغرامة قدرها 50 ألف دينار لكل من يتعمّد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتّصال لإنتاج، أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزوّرة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان".
وتابعت الدوزي "رصدنا 3 حالات منع تشكيل جمعيات دون توضيح أسباب المنع، وصدرت قرارات قضائية بحل 69 جمعية ومنظمة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المجتمع المدني الديمقراطية تونس تونس مجتمع مدني ديمقراطية سعيد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع المدنی
إقرأ أيضاً:
المخدرات
آثار الحرب التدميرية على المجتمع بدأت تظهر. ولتكن ولايات الوسط عينة عشوائية للوقوف على المسكوت عنه. وقد تابعت وغيري تناول الميديا لتلك الآثار بصورة مخيفة. هناك انتشار للمخدرات لافت للنظر، بل أصبحت سلعة تُباع في سوق (الله أكبر). أي: على عينك يا تاجر. والتاجر المقصود هو الدولة والمجتمع. وحدث ولا حرج عن حالات الإدمان التي شملت أعداد كبيرة من الشباب وهم في قمة الفتوة الشبابية، بل هناك من هو في بواكير حياته العُمرية. ونتائج ذلك مخيفة للغاية. فقد انتشرت حالات الاغتصاب للأطفال من الجنسين. وكذلك القتل بين الشباب لأتفه الأسباب، والسرقة تحت تهديد السلاح، واختطاف الأطفال من أجل المال…. إلخ. إذن نحن أمام حميدتي آخر، بل هو أشد خطورة منه. الأول قامت الدولة والمجتمع بالواجب. أما الثاني فهو ينخر في عضد المجتمع بدون رقيب أو حسيب. عليه نناشد الجميع (جامعات ومساجد ومنظمات مجتمع مدني وإدارة أهلية وطرق صوفية وجماعات إسلامية… إلخ) حماية المجتمع من خطورة حميدتي الثاني. فقد بلغ سيل المصيبة زبى المجتمع. ولا فكاك من ذلك وتعافٍ للمجتمع إلا ببذل ذروة سنام البذل. إضافة لذلك ولكي تكتمل خطة حصار الجريمة نضع الأمور في بريد ولاة تلك الولايات. وليتهم يعلموا بأن حميدتي الآخر أساء الأدب عندما أمن العقاب. وغياب الدولة شبه الكامل عن هذا الملف، بعجزها عن تقديم جرعة الوقاية العلاجية (المادية والمعنوية) فتح الباب على مصرعيه على عالم الجريمة. وخلاصة الأمر الآن المجتمع تحت تهديد تلك العصابات. وحماية المجتمع هو اللبنة الأولى من الجزء الثاني لمعركة الكرامة (بناء الدولة). وإن لم نبدأ اليوم، سوف تخرج الأمور من السيطرة قريبًا. وبدلًا من السودان البلد الآمن، سوف يتحول لكولمبيا إفريقيا.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٢٥/٦/٤